• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

عصمة النبي و تأثيرها على "أهل السنة و الجماعة"

إن نظرية العصمة مختلف فيها عند المسلمين، و هي في الحقيقة العامل الوحيد الذي يفرض على المسلمين أن يتقبلوا أحكام النبي صلى الله عليه وآله وسلم بدون نقاش ولا جدال، إذا ما اعتفدوا في أنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي، فلا يؤمنون بأن أقوال النبي و أحكامه إذا لم تكن قرأناً يتلى، فهي مجرد اجتهاد منه.
أما إذا اعتقدوا هذا الاعتقاد وسلموا بأن الأمر كله الله وليس النبي إلا واسطة للتبليغ والبيان فقط، فهم شيعة و قد اشتهر كثير من الصحابة بهذا الاعتقاد و على رأس هؤلاء الإمام علي (عليه السلام) الذي ما كان يغير من سنة النبي قليلاً و لا كثيراً باعتبارها من وحي الله، فلا يجوز استعمال الرأي و الاجتهاد مقابل أحكام الله سبحان و تعالى.
و أما إذا اعتقدوا أن النبي غير معصوم في أقواله و أفعاله و العصمة لا تختص إلا بالقرآن الكريم و ما يتلى من آياته، و ما عدا ذلك فهو كسائر البشر يخطئ و يصيب، أما إذا قالوا بهذا فإنهم "أهل السنة و الجماعة" الذين يجوزون أن يجتهد الصحابة و العلماء مقابل أقوال و أحكام النبي صلى الله عليه وآله وسلم بما يتماشى و المصلحة العامة طبقاً للظروف التي تقتضيها الحال حسب رأي الحاكم في كل زمان.
و إنه غني عن البيان بأن مدرسة الخلفاء الراشدين (باستثناء الإمام علي) قد اجتهدوا بآرائهم مقابل السنة النبوية ثم ذهبوا شوطاً أبعد فاجتهدوا مقابل النصوص القرآنية أيضاً، و أصبحت آراؤهم فيما بعد أحكاماً عند "أهل السنة و الجماعة" يعلمون بها و يفرضونها على المسلمين.
و قد تكلمنا عن اجتهادات أبي بكر و عمر و عثمان في كتاب "مع الصادقين" و كذلك في كتاب "فاسألوا أهل الذكر" و قد نفرد لهم كتاباً خاصاً في المستقبل إن شاء الله تعالي.
و قد عرفنا أن "أهل السنة و الجماعة" يضيفون إلى المصدرين الأساسين للتشريع الإسلامي (القرآن والسنة) مصادر أخري كثيرة من جملتها سنة الشيخين (أبي بكر و عمر) و اجتهاد الصحابي، و هذا ناتج عن اعتقادهم بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن معصوماً، و إنما كان يجتهد رأيه و كان بعض الصحابة يصوب رأيه و يصلح خطاه.
و بهذا يتبين لنا بأن "أهل السنة و الجماعة" عندما ما يقولون بأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليس معصوماً، فهم يجوزون بذلك مخالفته و عصيانه من حيث يشعرون أو من حيث لا يشعرون.
لأن غير المعصوم غير واجب الطاعة شرعاً و عقلاً، و ما دمنا نعتقد بخطئه فلا تلزمنا طاعته، كيف نطيع الخطأ؟
كما يتبين لنا في المقابل بأن الشيعة عندما يقولون بعصمة النبي المطلقة، فهم يفرضون بذلك طاعته لأنه معصوم عن الخطأ، فلا تجوز مخالفته و معصيته بأي حال من الأحوال، و من يخالفه أو يعصيه فقد خالف و عصى ربه، و إلى ذلك يشير القرآن الكريم في العديد من الآيات بقوله: «و ما أتاكم الرسول فخذوه» (أل عمران: 132)، و قوله: «قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله» (أل عمران: 31). إلى آيات كثيرة تفرض على المسلمين طاعة النبي و عدم مخالفته باعتباره معصوماً ولا يبلغ إلا ما أمره به الله سبحانه.
و هذا يفرض بالضرورة أن يكون الشيعة هم أهل السنة النبوية لاعتقادهم بعصمتها و وجوب اتباعها. كما يفرض أن يكون "أهل السنة و الجماعة" بعيدين عن السنة النبوية لاعتقادهم بخطئها و جواز مخالفتها.
"كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين و منذرين و أنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه و ما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغياً بينهم فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه و الله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم"(البقرة: 213)  


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page