• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

البـــاب الرابــع



ما ورد في فضائل أمير المؤمنين ومولى الموحدين
 سلام الله عليه

ويحتــــوي علــــى  فصلــين:

الفصل الأول:  ما ورد في الصحيحين.

الفصل الثاني: ما صحح مما ليس في الصحيحين

 
>
 

 

الفصل الأول

ممــــا ورد فــي الصحيحين

عقد الإمام البخاري في صحيحه  (3: 1353) في مناقبه باباً عنونه بـ (باب مناقب علي بن أبي طالب القرشي الهاشمي أبي الحسن  رضي الله عنه ، وقال النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  لعلي: (أنت مني وأنا منك) وقال عمر: توفي رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  وهو عنه راض).

ومما[38] أورد تحته الروايات التالية:

ـ عن سلمة: أن النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  قال: (لأعطين الراية - أو ليأخذن الراية - غداً رجلاً يحبه الله ورسوله، أو قال: يحب الله ورسوله يفتح الله عليه ).

فإذا نحن بعلي وما نرجوه، فقالوا: هذا علي فأعطاه رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  الراية ففتح الله عليه.

ـ عن إبراهيم بن سعد عن أبيه قال: قال النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  لعلي: (أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى) ([39]).

      وفي صحيح  مسلم (4: 1867): (باب من فضائل علي بن أبي طالب  رضي الله عنه )

ومما أورد تحته الروايات التالية:

* ـ عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال: ما منعك أن تسب أبا التراب؟  فقال: أما ما ذكرت ثلاثاً قالهن له رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  فلن أسبه، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم، سمعت رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  يقول له خلفه([40])في بعض مغازيه فقال له علي:  يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان؟ فقال له رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدي، وسمعته يقول يوم خيبر: لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، قال: فتطاولنا لها، فقال: ادعوا لي علياً فأتي به أرمد فبصق في عينه ودفع الراية إليه، ففتح الله عليه، ولما نزلت هذه الآية: ﴿ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ ﴾ دعا
رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً، فقال: اللهم هؤلاء أهلي.

ـ عن يزيد بن حيان قال: انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم فلما جلسنا إليه قال له حصين: لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً رأيت رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  وسمعت حديثه، وغزوت معه، وصليت خلفه، لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً، حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم ، قال: يا ابن أخي والله لقد كبرت سني، وقدم عهدي، ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  فما حدثتكم فاقبلوا، وما لا فلا تكلفونيه، ثم قال: قام رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خماً بين مكة والمدينة، فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكر، ثم قال: أما بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين([41]): أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: وأهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، فقال له حصين: ومن أهل بيته يا زيد أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال: نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده قال: وهم؟ قال: هم آل علي وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس قال: كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال: نعم.

وزاد في حديث جرير: كتاب الله فيه الهدى والنور من استمسك به وأخذ به كان على الهدى ومن أخطأه ضل.

ـ عن زيد بن أرقم قال: دخلنا عليه فقلنا له: قد رأيت خيراً، لقد صاحبت رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم ، وصليت خلفه وساق الحديث بنحوه، قال: ألا وإني تارك فيكم ثقلين: أحدهما كتاب الله عز وجل هو حبل الله من اتبعه كان على الهدى، ومن تركه كان على ضلالة وفيه: فقلنا من أهل بيته؟ نساؤه؟ قال لا وايم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده .

*ومما رواه مسلم في صحيحه ما رواه في (1: 86) بسنده عن علي قال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمي  صلى الله عليه وآله وسلم  إلىَّ أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق([42]).

*
 

 

الفصل الثاني

ما صحح مما ليس في الصحيحين

 

أحب الخلق إلى الله:

وقد جاء هذا في الحديث المعروف بحديث الطير.

وقد رواه الحاكم في المستدرك (3: 141) رقم (4650) بسنده عن أنس بن مالكرضي الله عنه قال: كنت أخدم رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  فقُدِم لرسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  فرخ مشوي فقال: اللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير...

وفيه أن الذي جاء وأكل معه هو عليرضي الله عنه .

        قال الحاكم: (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

وقد رواه عن أنس جماعة من أصحابه زيادة على ثلاثين نفساً([43])، ثم صحت الرواية عن علي وأبي سعيد الخدري وسفينة، وفي حديث ثابت البناني عن أنس زيادة ألفاظ).

       وقد روى الترمذي حديث أنس مختصراً في سننه (5: 636)  رقم (3721) وقال محقق فضائل الصحابة للإمام أحمد: الشيخ وصي الله محمد عباس (2: 692) عن سند الترمذي: (وهذا الإسناد يظهر لي أنه حسن لغيره).

وقد احتمل الحافظ العلائي كون الحديث في درجة الحسن أو كون ضعفه محتملاً، كما نقل عنه السبكي ضمن ترجمته للحاكم من كتابه طبقات الشافعية الكبرى (4: 91) حيث قال السبكي: (وأما الحكم على حديث الطير
بالوضع فغير جيد، ورأيت لصاحبنا الحافظ صلاح الدين خليل بن كيكلدي العلائي عليه كلاماً قال فيه بعد ما ذكر تخريج الترمذي له وكذلك النسائي في خصائص علي  رضي الله عنه : إن الحق في الحديث أنه ربما ينتهي إلى درجة الحسن، أو يكون ضعيفاً يحتمل ضعفه، قال: فأما كونه ينتهي إلى أنه موضوع
من جميع طرقه فلا).

وقال الحافظ العلائي في النقد الصحيح (49) عن حديث الطير: (له طرق كثيرة غالبها واه، وفي بعضها ما يعتبر به، فيقوي أحد السندين الآخر، وأمثل ما ورد به طريقا...) فذكرهما([44]).

كما نقل الحافظ ابن عساكر تحسين ابن شاهين لرواية أنس، فروى في تاريخ دمشق (42: 248): بسنده عن أنس قال: أهدي إلى رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  طير مشوي....

ثم قال ابن عساكر: (قال ابن شاهين: تفرد بهذا الحديث عبد القدوس بن محمد عن عمه لا أعلم حدث بغيره، وهو حديث حسن غريب).

وقد أورد بعض روايات أنس الهيثمي في  مجمع الزوائد ومنبع الفوائد
(9: 167- 168) ثم قال: (رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار، وأبو يعلى باختصار كثير إلا أنه قال: فجاء أبوبكر فرده ثم جاء عمر فرده ثم جاء علي فأذن له.

 وفي إسناد الكبير حماد بن المختار ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح، وفي أحد أسانيد الأوسط أحمد بن عياض بن أبي طيبة ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح، ورجال أبي يعلى ثقات وفي بعضهم ضعف).

ثم ذكر رواية سفينة: وقال كما في مجمع الزوائد (9: 169) رقم (14727): (رواه البزار والطبراني باختصار، ورجال الطبراني رجال الصحيح غير فطر بن خليفة، وهو ثقة).

وقد جاء هذا الحديث من طرق عديدة، حتى قال الموفّق الخوارزمي في مقتل الحسين (ص 46): أخرج الحافظ ابن مردويه هذا الحديث بمئة وعشرين إسناداً، قال أبو عبداللَّه الحافظ: «صحّ حديث الطير، وإن لم يخرّجاه»، يعني: البخاري ومسلماً).

كما ألف في جمع طرقه غير واحد من الحفاظ:

-  أشار  ابن كثير إلى بعضهم  بقوله في البداية والنهاية(7: 354): (وقد جمع الناس في هذا الحديث مصنفات مفردة منهم: أبو بكر بن مردويه، والحافظ أبو طاهر محمد بن أحمد بن حمدان فيما رواه شيخنا أبوعبد الله الذهبي، ورأيت فيه مجلداً في جمع طرقه وألفاظه لأبي جعفر بن جرير الطبري المفسر صاحب التاريخ، ثم وقفت على مجلد كبير في رده وتضعيفه سنداً ومتناً للقاضى أبي بكر الباقلاني المتكلم، وبالجملة ففي القلب من صحة الحديث هذا نظر، وإن كثرت طرقه، والله أعلم).

-  ومنهم الذهبي، وقد ذكر ذلك عن نفسه، في مواضع من كتبه، منها قوله  في تذكرة الحفاظ (3: 1042): (وأما حديث الطيرفله طرق كثيرة جداً، قد أفردتها في مصنف، ومجموعها يوجب أن يكون الحديث له أصل).

- وممن ألف في جمع طرقه: الحاكم، كما في ترجمته من كتاب سير أعلام النبلاء (17: 176).

- ومنهم: الإمام الحسن بن أحمد  الحداد، كما في ترجمته من  سير أعلام النبلاء (19: 303).

- ومنهم: الحافظ  أبو نعيم الأصفهاني، كما نقل عنه ابن تيمية في منهاجه (7: 371) بقوله: (قال أبو موسى المديني: قد جمع غير واحد من الحفاظ طرق أحاديث الطير للاعتبار والمعرفة كالحاكم النيسابوري وأبي نعيم وابن مردويه).

أحب إلـى الـنـبـي صلى الله عليه وآله وسلم :

    في مجمع الزوائد (9: 325) رقم (15194): (وعن النعمان بن بشير قال: استأذن أبوبكر على رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  فسمع صوت عائشة عالياً
وهي تقول: والله لقد عرفت أن علياً وفاطمة أحب إليك مني ومن أبي - مرتين أو ثلاثاً - فاستأذن أبو بكر [ فدخل ] فأهوى إليها فقال: يا بنت فلانة لا أسمعك ترفعين صوتك على رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم .

قال الهيثمي في المجمع بعد ذلك: ( رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح).

وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9: 170) رقم (14730)  بلفظ: (لقد علمت أن علياً أحب إليك من أبي مرتين أو ثلاثاً) ([45])وقال الهيثمي: (رواه البزار ورجاله رجال الصحيح، ورواه الطبراني بإسناد ضعيف).

وقال الحافظ ابن حجر  في فتح الباري  (7: 27): (وأخرج أحمد وأبو داود والنسائي بسند صحيح عن النعمان بن بشير قال: استأذن أبو بكر على النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  فسمع صوت عائشة عالياً وهي تقول: والله لقد علمت أن علياً أحب إليك من أبي).

وذكر ه الحافظ ابن حجر في مختصر زوائد البزار (2: 316- 317) وقال: (صحيح، رواه أبو داود مختصراً ).

وصحح سند الرواية:  السخاوي في الأجوبة المرضية (2: 764) ضمن الإجابة على السؤال رقم (198).

وقال شعيب الأرنؤوط في تعليقه على مسند أحمد (30: 372) رقم (18421): (إسناده حسن من أجل يونس بن إسحاق، وباقي رجاله ثقات رجال الصحيح)..

وقال الشيخ الحويني في تحقيق الخصائص رقم (105): (إسناده صحيح).

وقال محقق فضائل الصحابة  الشيخ وصي الله في  (1: 75) حديث رقم  (39 ): (إسناده حسن).

وقواه الألباني في السلسلة الصحيحة الحديث رقم (2901).

    وذكرنا فيما ورد في فضائل الزهراء ‘أنه أحب الرجال إليه، فراجع.

اختاره الله تعالى:

قالصلى الله عليه وآله وسلم : يا فاطمة أما ترضين أن الله عز وجل اطلع إلى أهل الأرض فاختار رجلين أحدهما أبوك والآخر بعلك.

رواه الحاكم في المستدرك (3: 140) رقم (4645) من حديث أبي هريرة  رضي الله عنه ، وأشار الحاكم إلى رواية أخرى عن ابن عباس، وقال: (على شرط الشيخين).

 

اختص بالزواج من فاطمة بأمر الله:

قال الهيثمي في مجمع الزوائد (9: 330) رقم (15208): عن عبد الله بن مسعود عن رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  قال: إن الله أمرني أن أزوج فاطمة من علي.

      قال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله ثقات.

وقال المناوي في إتحاف السائل بما لفاطمة  رضي الله عنه ا  من المناقب (ص 6): (وأما وقوع التزويج بالأمر الإلهي لعلي، وخطبة الشيخين لها قبل ذلك، وجعل الدرع صداقاً، فلا شك فيه لوروده من طرق بأسانيد صحيحة).

وفي المجمع (9: 329) رقم (15206): عن حجر بن عنبس قال: خطب علي رحمة الله عليه إلى رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  فاطمة فقال: " هي لك يا علي لست بدجال " رواه البزار ... ورجاله ثقات إلا أن حجراً لم يسمع من النبي  صلى الله عليه وآله وسلم ).

وقال المناوي في إتحاف السائل (ص 5): (رواه البزار، ورجاله ثقات).

وفي مجمع الزوائد رقم (15207): وعن حجر بن عنبس أيضاً، قال: خطب أبو بكر وعمر  رضي الله عنهما  فاطمة  رضي الله عنه ا  فقال النبي  صلى الله عليه وآله وسلم : هي لك يا علي .

قال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله ثقات.

وقال المناوي في إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب (ص 5): (رواه الطبراني بإسناد صحيح).

وقال الإمام السيوطي في تاريخ الخلفاء (ص 70): (وأخرج أبو يعلى عن أبي هريرة قال: قال عمر بن الخطاب: لقد أعطي علي ثلاث خصال لأن تكون لي خصلة منها أحب إليَّ من أن أعطى حمر النعم فسئل وما هن؟ قال: تزوجه ابنته فاطمة، وسكناه المسجد لا يحل لي فيه ما يحل له، والراية يوم خيبر.

وروى أحمد بسند صحيح عن ابن عمر نحوه).

وقال الشيخ مقبل الوادعي في تحفة المجيب على أسئلة الحاضر والغريب (ص9): (فهذه فاطمة التي كانت في غاية من الزهد،واختار الله عز وجل لها علي بن أبي طالب، فقد خطبها غير واحد، منهم: أبوبكر، وخطبها بعده عمر، والنبي  صلى الله عليه وآله وسلم  يقول: (إنّها صغيرة) ثم خطبها علي بن أبي طالب فزوجه بها، وكان مهرها درع علي بن أبي طالب الحطمية، فهذه الأدلة المتكاثرة تدل على فضل أهل بيت النبوة).

أخشن في ذات الله:

   عن أبي سعيد الخدري  رضي الله عنه  قال: شكى علي بن أبي طالب الناس إلى رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  فقام فينا خطيباً، فسمعته يقول:أيها الناس لا تشكوا علياً، فو الله إنه لأخشن في ذات الله وفي سبيل الله.

      رواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين (3: 144) رقم (4654) وأحمد بن حنبل في فضائل الصحابة (2: 679) رقم (1161)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وعلق الذهبي بقوله: صحيح.

وقال ابن كثير في  البداية والنهاية (5: 106): (وهذا إسناد جيد على شرط النسائي).

وأشار الحافظ ابن حجر إلى الحديث وجود إسناده في تهذيب التهذيب (12: 451) في ترجمة زينب بنت كعب بن عجرة الأنصارية رقم  (2802) فقال: (وحديث سليمان عنها في مسند أحمد بسند جيد).

وأورده الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة رقم (2479) بلفظ: (إنه لأحسن في ذات الله أو في سبيل الله من أن يشكى) وقال: (وإسناده جيد).

ووثق رجاله المناوي كما نقل محقق جامع الأحاديث للسيوطي
 (10: 472) رقم (10059).

وقال الإمام الشوكاني في در السحابة: (وأخرج أحمد بإسناد رجاله ثقات عن أبي سعيد الخدري...).

وقال محقق الفضائل: إسناده صحيح.

 

آخر الناس عهداً بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم :

عن أم سلمة  رضي الله عنه ا  قالت: والذي أحلف به إن كان علي لأقرب الناس عهداً برسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  غداة وهو يقول: جاء علي جاء علي مراراً فقالت فاطمة  رضي الله عنه ا : كأنك بعثته في حاجة، قالت: فجاء بعد.

قالت أم سلمة: فظننت أن له إليه حاجة فخرجنا من البيت فقعدنا عند الباب، وكنت من أدناهم إلى الباب فأكب عليه رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم ، وجعل يساره ويناجيه، ثم قبض رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  من يومه ذلك فكان علي أقرب الناس عهداً.

رواه الحاكم في المستدرك (3: 149) رقم (4671) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وعلق الذهبي بقوله: صحيح.

وقال الشيخ الحويني في تحقيق خصائص علي (117): إسناده حسن.

ورواه عبد الله بن أحمد في فضائل الصحابة (2: 686) رقم (1171) وقال المحقق للفضائل الشيخ وصي الله: (إسناده صحيح).

وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9: 145) رقم (14662) وقال: (رواه أحمد وأبو يعلى إلا أنه قال فيه: كان رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  يوم قبض في بيت عائشة، والطبراني باختصار ورجالهم رجال الصحيح غير أم موسى وهي ثقة).

     وأورده الشوكاني في در السحابة (213) وقال: (بإسناد رجاله ثقات).

وقد عقد الحافظ ابن سعد في الطبقات الكبرى (2: 262) باباً بعنوان: (ذكر من قال: توفي رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  في حجر علي بن أبي طالب).

وساق بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري عن علي قال:أسندته إلى صدري فوضع رأسه على منكبي فقال: الصلاة الصلاة ...

ثم روى بسنده إلى علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  في مرضه: ادعوا لي أخي قال: فدعي له علي، فقال: ادن مني فدنوت منه فاستند إليَّ، فلم يزل مستنداً، وإنه ليكلمني حتى إن بعض ريق النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  ليصيبني، ثم نزل برسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  وثقل في حجري، فصحت: يا عباس أدركني فإني هالك، فجاء العباس فكان جهدهما جميعاً أن أضجعاه.

ثم ساق بسنده عن علي بن حسين: قبض رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  ورأسه في حجر علي.

وبسنده عن الشعبي قال:توفي رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  ورأسه في حجر علي.

وبسنده عن أبي غطفان قال: سألت ابن عباس أرأيت رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  توفي ورأسه في حجر أحد؟

قال: توفي وهو لمستند إلى صدر علي، قلت: فإن عروة حدثني عن عائشة أنها قالت: توفي رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  بين سحري ونحري؟ فقال ابن عباس: أتعقل؟! والله لتوفي رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  وإنه لمستند إلى صدر علي...

وروى الشاشي في المسند رقم (80) بسنده عن سعيد بن أبي هلال قال: كان سعد بن مالك عند مروان قال: فنعته، فسب مروان علياً قال: فقال سعد: أيها الأمير، إني سمعت رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  يقول: « إن من حق المسلم على المسلم أن ينصح له » وإني أنهاك عن سب علي قال: فقام مروان، فقال سعد: اجلس وليس هذا بحين قيام، أخبرك بأربع سبق لعلي من رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  لا ينبغي أحد منا ينتحلهن...(فذكر أنه يحل له من المسجد ما حل للنبي  صلى الله عليه وآله وسلم ، وإعطاء الراية يوم خيبر، وحديث المنزلة) وقال عن الرابعة:

(وأشهد أنا دخلنا على رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم في اليوم الذي قبض فيه، وهو يسار علياً، ولقد خرجت نفس رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  وهو يساره، فأنهاك عن سبه)([46]).

 

 

أخوة النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  له:

روى الإمام ابن الأثير في مناقب الأسد الغالب (ص 10) رقم (15) بسنده عن ابن عمر  رضي الله عنهما  عن رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  أنه قال لعلي  رضي الله عنه : أنت أخي في الدنيا والآخرة.

 ثم قال ابن الأثير: (وورد من حديث أنس، وعمر أنه  صلى الله عليه وآله وسلم  قال له:أنت أخي في الدنيا والآخرة.

وكذلك جاء حديث المؤاخاة عن ابن عباس، وزيد بن أبي أوفى وجابر بن عبدالله وأبي ذر وعامر بن ربيعة ومخدج بن زيد الذهلي وجاء أيضاً عن علي من غير وجه وإن كانت كلها ضعيفة لكن بهذه المتابعات والشواهد يقوى بعضها ببعض والله أعلم ).

وفي مجمع الزوائد (9: 183) رقم (14765): وعن ابن عباس أن علياً كان يقول في حياة رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم : إن الله عز وجل يقول: ﴿أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ﴾والله لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله تعالى، والله لئن مات أو قتل لأقاتلن على ما قاتل عليه حتى أموت والله إني لأخوه ووليه وابن عمه، ووارثه، فمن أحق به مني.

رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.

وفي مجمع الزوائد (8: 532) رقم (14109): عن علي  رضي الله عنه : وفيه جمع رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  بني عبد المطلب وقوله لهم: (أيكم يبايعني على أن يكون أخي وصاحبي؟ )  فلم يقم إليه أحد، إلا علي بن أبي طالب  رضي الله عنه .

(قال الهيثمي): رواه أحمد ورجاله ثقات.

وحين أنكر ابن تيمية هذه المؤاخاة، تعقبه الحافظ ابن حجر العسقلاني في  فتح الباري (7: 271) بقوله: (وأنكر بن تيمية في كتاب الرد على بن المطهر الرافضي المؤاخاة بين المهاجرين، وخصوصاً مؤاخاة النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  لعلي، قال: لأن المؤاخاة شرعت لإرفاق بعضهم بعضاً، ولتأليف قلوب بعضهم على بعض، فلا معنى لمؤاخاة النبي لأحد منهم، ولا لمؤاخاة مهاجري لمهاجري.

وهذا رد للنص بالقياس، وإغفال عن حكمة المؤاخاة؛ لأن بعض المهاجرين كان أقوى من بعض بالمال والعشيرة والقوى، فآخى بين الأعلى والأدني؛ ليرتفق الأدنى بالأعلى، ويستعين الأعلى بالأدنى.

وبهذا تظهر مؤاخاته  صلى الله عليه وآله وسلم  لعلي؛ لأنه هو الذي كان يقوم به من عهد الصبا من قبل البعثة واستمر، وكذا مؤاخاة حمزة وزيد بن حارثة؛ لأن زيداً مولاهم فقد ثبت أخوتهما وهما من المهاجرين، وسيأتي في عمرة القضاء قول زيد بن حارثة: إن بنت حمزة بنت أخي ).

ثم ساق بعض الروايات المؤيدة لما قرره.

وقرر تلك الأخوة جمع غفير من أهل العلم، لايتسع المجال لذكرهم، لكني أشير إلى اثنين منهم:

ـ قال الإمام النووي الشافعي في ترجمته لعلي عليه السلام من كتابه تهذيب الأسماء رقم (429): (وهو أخو رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم   بالمؤاخاة،وصهره على فاطمة سيدة نساء العالمين).

ـ وقال الإمام السيوطي فيتاريخ الخلفاء (ص149): (وعلي رضي الله عنه أحد العشرة المشهود لهم بالجنة، وأخو رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  بالمؤاخاة وصهره على فاطمة سيدة نساء العالمين رضي الله عنها).

إذا سألته أعطاني وإذا سكت ابتدأني:

روى الإمام الحاكم في المستدرك (3: 135) رقم (4630) بسنده عن علي  رضي الله عنه  قال:كنت إذا سألت رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  أعطاني، وإذا سكت ابتدأني.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

وعلق الذهبي في التلخيص بقوله: على شرط البخاري ومسلم.

ورواه الترمذي في سننه (5: 640) رقم (3729) وقال: ( هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، وفي الباب عن جابر و زيد بن أسلم وأبي هريرة، وأم سلمة).

وأخرجه الضياء المقدسي في كتابه الأحاديث المختارة (2: 124) رقم (494 ) بسنده عن علي في حديث طويل، وفيه: (قال: فإني أحدث بنعمة ربي كثيراً، إذا سألت أعطيت، وإذا سكت ابتديت، فبين الجوانح مني علماً جماً).

والضياء لا يذكر إلا ما صح عنده، وشرطه في ذلك أقوى من كثير غيره.

وقال محقق الضياء الشيخ دهيش: (إسناده صحيح).

ورواه أيضاً في الأحاديث المختارة (2: 235) رقم (614) وقال المحقق دهيش: (إسناده صحيح).

وبلفظ الضياء رواه أحمد في فضائل الصحابة (2: 647) رقم (1099).

وقال محقق الفضائل الشيخ وصي الله: إسناده صحيح.

 

إذا غضب النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  لم يكلمه إلا علي  رضي الله عنه :

روى الحاكم في المستدرك (3: 141) رقم (4647) بسنده عن أم سلمة  رضي الله عنه ا : أن النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  كان إذا غضب لم يجترىء أحد منا يكلمه غير علي بن أبي طالب رضي الله عنه .

قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (9: 152): (رواه الطبراني في الأوسط، وسقط منه التابعي وفيه حسين بن حسن الأشقر وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور وبقية رجاله وثقوا).

ورمز له السيوطي بالصحة في الجامع الصغير من حديث البشير النذير حديث رقم (6753).

وقال الشوكاني في در السحابة (214): ( بإسناد رجاله ثقات).

إذا لم يغزو النبي صلى الله عليه وآله وسلم  أعطاه سلاحه:

روى عبد الله بن أحمد في فضائل الصحابة (2: 571) رقم (965) بسنده عن أبي إسحاق قال: كان رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  إذا لم يغز لم يعط سلاحه إلا علياً أو أسامة.

وهو مرسل عن أبي إسحاق، ووصله الطبراني في المعجم الكبير
(2: 286) رقم (2194) عن أبي إسحاق عن جبلة بن حارثة به.

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (5: 515): (رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط ورجال أحمد ثقات).

 

 

أذيته أذية النبي صلى الله عليه وآله وسلم :

ورد في هذا روايات منها عن عمرو بن شاس، وسعد بن أبي وقاص، وابن عباس:

فأما رواية عمرورضي الله عنه :

ففي صحيح ابن حبان (15: 365) رقم (6923) عن عمرو بن شاس قال:قال لي رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم : (قد آذيتني) قلت: يا رسول الله ما أحب أن أوذيك قال: (من آذى علياً فقد آذاني).

وأوردها الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (9: 174) رقم (14736) وقال: (رواه أحمد والطبراني باختصار والبزار أخصر منه ورجال أحمد ثقات).

وصححه السيوطي في الجامع الصغير حديث رقم (8266).

وأما رواية سعدرضي الله عنه :

ففي مختصر إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (9: 186) (باب فيمن آذاه أو بغضه أو سبه) أورد الرواية التالية رقم (7457):

عن مصعب بن سعد عن أبيه  رضي الله عنه  قال: "كنت جالساً في المسجد مع رجلين فتذاكرنا عليّاً  رضي الله عنه  فتناولنا منه، فأقبل رسول الله   صلى الله عليه وآله وسلم   مغضباً يعرف في وجهه الغضب، فقلت: أعوذ بالله من غضب رسول الله   صلى الله عليه وآله وسلم   قال: ما لكم ولي؟ من آذى عليّاً فقد آذاني- يقولها ثلاث مرات- قال: فكنت أؤتى من بعد فيقال: إن عليّاً يعرض بك يقول: اتقوا فتنة الأخينس فأقول: هل سماني؟ فيقولون: لا. فأقول: إن خنس الناس لكثير، معاذ الله أن أؤذي رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم   بعد ما سمعت منه ما سمعت.

ثم قال البوصيري: رواه محمد بن يحيى بن أبي عمر ورواته ثقات وأبو يعلى والبزار.

وأورد الرواية الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (9: 175) رقم (14738)وقال: (رواه أبو يعلى والبزار باختصار، ورجال أبي يعلى رجال الصحيح غير محمود بن خداش وقنان وهما ثقتان).

وقد أخرج الرواية عن سعد الضياء المقدسي فيما اختاره من أحاديث صحيحة في كتابه "الأحاديث المختارة" (3: 267- 268) رقم (1070) و (1071).

وأورد الشيخ مصطفى العدوي رواية أبي يعلى عن سعد في كتابه الصحيح المسند من فضائل الصحابة (122) وقال: (حسن).

وأما رواية ابن عباس رضي الله عنهما :

 ففي المستدرك على الصحيحين(3: 131) رقم (4618)بسنده عن ابن أبي ملكية قال: جاء رجل من أهل الشام فسب علياً عند ابن عباس فحصبه ابن عباس فقال: يا عدو الله آذيت رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم ، {إن الذين يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً}لو كان رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  حياً لآذيته.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه.

وعلق الذهبي في التلخيص بقوله: صحيح.

وأورد الحديث من طريق عمرو بن شاس، وسعد، وجابر: الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة رقم (2295) وقال: (وبالجملة فالحديث صحيح بمجموع هذه الطرق)

فتلك أربع طرق:عمرو بن شاس، وسعد، وابن عباس، وجابر (أشرنا إلى أن الألباني ذكرها )

وطريق خامسة: عن عمر  رضي الله عنه  رواها العلامة القزويني في التدوين في أخبار قزوين (3: 390) بسنده عن عمر بن الخطاب  رضي الله عنه  قال: كنت أجفو علياً  رضي الله عنه  فلقيني النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  فقال: آذيتني يا عمر، فقلت: بأيش يا رسول الله؟ قال: تجفو علياً من آذى علياً فقد آذاني، قلت: والله لا أجفو علياً أبداً..

اشتياق الجنــة إليه وبعض شيعته:

روى الحاكم في المستدرك (3: 148) رقم (4666) بسنده عن أنس قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم : اشتاقت الجنة إلى ثلاثة: علي وعمار و سلمان.

 قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وعلق الذهبي في التلخيص بقوله: صحيح.

وذكره الهيثمي في  مجمع الزوائد (9: 571) رقم (15843)وقال: (رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير أبي ربيعة الأيادي، وقد حسن الترمذي حديثه).

وفي مجمع الزوائد (9: 506) رقم (15682): وعن أنس بن مالك قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم : إن الجنة تشتاق إلى أربعة: علي بن أبي طالب، وعمار بن ياسر، وسلمان الفارسي، والمقداد بن الأسود.

قلت: رواه الترمذي غير ذكر المقداد.

رواه الطبراني، وسلمة بن الفضل وعمران بن وهب اختلف في الاحتجاج بهما، وبقية رجاله ثقات.

وفي مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (9: 550) رقم (15823): وعن أنس رفعه قال: الجنة تشتاق إلى ثلاثة علي وعمار - أحسبه قال: - وأبو ذر.

 قلت: رواه الترمذي غير ذكر أبي ذر.

قال الهيثمي: رواه البزار، وإسناده حسن.

وقال الشيخ الصالحي في سبل الهدى والرشاد (11: 290): (وروى البزار بسند حسن والترمذي وقال: حسن غريب، وأبو يعلى والحاكم والطبراني عن أنس رفعه قال: الجنة تشتاق إلى ثلاثة: علي وعمار أحسبه قال: وأبو ذر.

ورواه الطبراني بسند حسن أيضاً بلفظ: ثلاثة تشتاق لهم الجنة والحور العين: علي وعمار وسلمان).

وحسنه الألباني في صحيح الجامع.

أشدهم لزوقا بالنبي  صلى الله عليه وآله وسلم :

في المستدرك على الصحيحين (3: 136) رقم (4633): عن أبي إسحاق قال: سألت قثم بن العباس كيف ورث علي رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  دونكم؟ قال: لأنه كان أولنا به لحوقاً و أشدنا به لزوقاً.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.

وعلق الذهبي في التلخيص بقوله: صحيح.

أقول: وشاهد حال علي رضي الله عنه أقوى دليل على صحة هذه الرواية، فمن مثل علي في لزوقه وملازمته للنبي  صلى الله عليه وآله وسلم  وهو الذي تربى في حجره، واستمر معه طيلة حياته  صلى الله عليه وآله وسلم  في أغلب سفره وحضره، وحتى عندما تزوج فقد تزوج بابنته وكانت حجرته الأقرب إلى حجره  صلى الله عليه وآله وسلم .

 

 أعرف بطرق السماء:

في مجموع الفتاوى  (4: 495) لابن تيمية:

(سُئـــــل:

عن فاطمة‘أنها أتت النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  وقالت: يا رسول الله إن علياً يقوم الليالي كلها إلا ليلة الجمعة، فإنه يصلي الوتر ثم ينام إلى أن يطلع الفجر

فقال: إن الله يرفع روح علي كل ليلة جمعة تسبح في السماء إلى طلوع الفجر، فهل ذلك صحيح أم لا؟

وهل هذا صحيح عن علي أنه قال: اسألوني عن طرق السماء فإني أعرف بها من طرق الأرض؟.

فأجاب:

وأما الحديث المذكور عن علي فكاذب ما رواه أحد من أهل العلم.

وأما قوله: اسألونى عن طرق السماء،فإنه قاله ولم يرد بذلك طريقاً للهدى، وإنما يريد بهذا الكلام الأعمال الصالحة التي يتقرب بها والله أعلم).

 

 

 

أقضى الأمـــــــــة:

في صحيح البخاري (4: 1628) رقم (4211) قال عمر  رضي الله عنه : أقرؤنا أبي، وأقضانا علي...

وروى الحاكم في المستدرك (3: 145) رقم (4656) بسنده عن عبد الله قال: كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة علي بن أبي طالب  رضي الله عنه .

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه.

وقال ابن حجر في فتح الباري (7: 74) بعد أن أشار لقول عمر السابق في البخاري: (وله شاهد صحيح من حديث ابن مسعود عند الحاكم).

أكثرهم علماً وأعظمهم حلماً:

أورد الهيثمي في مجمع الزوائد  (9: 123) رقم (14595): عن معقل بن يسار حديثاً، وفيه قول النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  لفاطمة رضي الله عنه ا :أما ترضين أن أزوجك أقدم أمتي سلماً، وأكثرهم علماً، وأعظمهم حلماً؟

قال الهيثمي: (رواه أحمد والطبراني، وفيه خالد بن طهمان وثقه أبو حاتم وغيره وبقية رجاله ثقات).

وكرر الهيثمي ذكر الحديث في مجمع الزوائد (9: 147) رقم (14669) وقال: (رواه أحمد والطبرانيبرجال وثقوا).

وقال الحافظ العراقي في المغني عن حمل الأسفار (2: 920) عن حديث معقل هذا: (وإسناده صحيح).

وصححه العلامة محمد طاهر الفتني في تذكرة الموضوعات.

       وقد روي الحديث أيضاً من طريق علي  رضي الله عنه  رواه الدولابي في الذرية الطاهرة رقم (86) ولفظه أن النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  قال لفاطمة عليها السلام: والله أنكحتك أكثرهم علماً وأفضلهم حلماً وأولهم سلماً.

      ونقل المتقي الهندي تصحيح ابن جرير لحديث علي هذا، في كنز العمال رقم (36370).

وفي مجمع الزوائد (9: 124) رقم (14596): عن أبي إسحاق: أن النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  قال لها: لقد زوجتكه وإنه لأول أصحابي سلماً، وأكثرهم علماً، وأعظمهم حلماً. قال الهيثمي: رواه الطبراني وهو مرسل صحيح الإسناد.

وفي الباب أحاديث مرفوعة في أن علياً  رضي الله عنه أكثرهم علماً:

    عن ابن عباس رضي الله عنهما كما في كنز العمال رقم (32925)
    وبريدة  رضي الله عنه كما في كنز العمال رقم (32926).
    وعائشة رضي الله عنهارواها الدولابي أيضاً في الذرية الطاهرة رقم (182)

    فهذه ست طرق رويت عن رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم : عن معقل، وعلي، وابن عباس، وبريدة، وعائشة، ومرسل أبي إسحاق  ([47]).

امتحن الله قلبه للإيمان:

روى الحاكم في المستدرك (2: 149) رقم (2614) بسنده عن ربعي بن حراش عن  علي  رضي الله عنه  قال: لما افتتح رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  مكة، أتاه ناس من قريش فقالوا: يا محمد إنا حلفاؤك وقومك، وإنه لحق بك أرقاؤنا ليس لهم رغبة في الإسلام، و إنما فروا من العمل، فارددهم علينا، فشاور أبا بكر في أمرهم فقال: صدقوا يا رسول الله، فقال لعمر: ما ترى؟ فقال مثل قول أبي بكر، فقال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم : يا معشر قريش ليبعثن الله عليكم رجلاً منكم امتحن الله قلبه للإيمان فيضرب رقابكم على الدين، فقال أبو بكر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا، قال عمر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: لا، و لكنه خاصف النعل في المسجد، وقد كان ألقى نعله إلى علي يخصفها، ثم قال: أما إني سمعته يقول: لا تكذبوا علي، فإنه من يكذب علي يلج النار.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه.

وعلق الذهبي في التلخيص بقوله: على شرط مسلم.

ورواه الترمذي في سننه (5: 634) رقم (3715) وقال: (هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من حديث ربعي عن علي).

وصححه الحافظ ابن جرير الطبري كما نقل عنه العلامة المتقي الهندي في كنز العمال  رقم (36402).

 

 

 

أُمــِرَ النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  بحبه:

     روى الحاكم في المستدرك على الصحيحين (3: 141) رقم (4649) بسنده عن بريدة قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم : إن الله أمرني بحب أربعة من أصحابي، وأخبرني أنه يحبهم قال: قلنا: من هم يا رسول الله وكلنا نحب أن نكون منهم؟ فقال: ألا إن علياً منهم، ثم سكت، ثم قال: أما إن علياً منهم، ثم سكت.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه.

ورواه الترمذي  (5: 636) رقم (3718) وحسنه.

وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في الإصابة في تمييز الصحابة
(6: 203): (وقال أبو ربيعة الإيادي: عن عبد الله بن بريدة عن أبيه عن النبي  صلى الله عليه وآله وسلم : إن الله عز وجل أمرني بحب أربعة، وأخبرني أنه يحبهم: علي والمقداد وأبو ذر وسلمان. أخرجه الترمذي وابن ماجة،وسنده حسن).

أمـــــــير البررة:

     روى الحاكم في المستدرك على الصحيحين (3: 140) رقم (4644 ) عن جابر بن عبد الله  رضي الله عنهما  يقول: سمعت رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  وهو آخذ بضبع علي بن أبي طالب  رضي الله عنه  وهو يقول: هذا أمير البررة قاتل الفجرة، منصور من نصره مخذول من خذله ثم مد بها صوته.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.

 

 

 

أنت ولي كل مؤمن بعـــدي:

جاء هذا اللفظ في روايات عن عدة من الصحابة: منهم عمران بن حصين، وابن عباس وبريدة، ووهب بن حمزة رضوان الله عليهم:

فأما حديث عمـــران رضي الله عنه :

فرواه الحاكم في المستدرك (3: 119) رقم (4579) بسنده عن عمران عن النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  وفيه: ما تريدون من علي؟ إن علياً مني وأنا منه وولي كل مؤمن.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.

وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة في تمييز الصحابة (4: 569): (وأخرج الترمذيبإسناد قوي عن عمران بن حصين في قصة قال فيها: قال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم : ما تريدون من علي إن علياً مني وأنا من علي وهو ولي كل مؤمن بعدي).

وبلفظ الترمذي: (ولي كل مؤمن بعدي): صححه ابن حبان فأورده في صحيحه (15: 373) رقم (6929) وقال شعيب الأرنؤوط في تحقيقه: (إسناده قوي).

ورواه أحمد في فضائل الصحابة (2: 649) رقم (1104) وقال المحقق: (إسناده حسن).

وصححه ابن جرير فيما نقل عنه الهندي في كنز العمال  رقم (36444).

وقال الصالحي في سبل الهدى والرشاد (11: 296): (وروى ابن أبي شيبة وهو صحيح...) وذكره.

وقال الشيخ الحويني في تحقيقه لخصائص علي (66): إسناده صحيح.

وأما حديث ابن عبـــــاسرضي الله عنهما :

ففي مختصر إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (9: 170) رقم (7410) وعن ابن عباس  رضي الله عنهما  أن رسول الله   صلى الله عليه وآله وسلم  قال لعلي:أنت ولي كل مؤمن بعدي.

(قال البوصيري) رواه أبو داود الطيالسي بسند صحيح.

ورواية ابن عباس مذكورة في ظلال الجنة للألباني (2: 337) قال ابن عباس: قال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  لعلي: أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست نبياً، إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي في كل مؤمن من بعدي، قال أبو بكر وحديث سفينة ثابت من جهة النقل سعيد بن جمهان روى عنه حماد بن سلمة والعوام بن حوشب وحشرج .

قال الألباني في حكمه عليها: (إسناده حسن، ورجاله ثقات رجال الشيخين غير أبي بلج واسمه يحيى بن سليم بن بلج قال الحافظ صدوق ربما أخطأ).

   ورواية ابن عباس هذه هي جزء من حديث طويل، ذكرناه تحت عنوان" حديث ابن عباس ومناقب علي" وذكرنا هناك مزيداً من المصححين فارجع إليه إن شئت.

وقد ذكر الحافظ المناوي في فيض القدير (4: 357) رواية وهب بن حمزة وبريدة وعمران، وأشار إلى أحكام أسانيدها، وأنا ذاكر لقوله مختصراً:

 (وأخرج الطبراني عن وهب بن حمزة... وفيه قول النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  له حين شكى علياً: "لا تقل هذا فهو أولى الناس بكم بعدي" رواه الطبراني قال الهيثمي: فيه دكين ذكره أبو حاتم، ولم يضعفه أحد، وبقية رجاله وثقوا. اه

 ( تتمة ) أخرج أحمد ... وفيه قول النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  لبريده: "لا تقع في علي فإنه مني وأنا منه، وهو وليكم بعدي" قال جدنا للأم الزين العراقي: الأجلح الكندي وثقه الجمهور، وباقيهم رجاله رجال الصحيح.

وروى الترمذي والنسائي من حديث عمران بن الحصين في قصة طويلة مرفوعاً: ما تريدون من علي؟ إن علياً مني وأنا من علي، وهو ولي كل مؤمن بعدي وقال الترمذي: حديث حسن غريب). انتهى ما نقلته عن المناوي.

وقد ذكر الألباني رواية عمران في ظلال الجنة (2: 337) فقال: (إسناده صحيح رجاله ثقات على شرط مسلم.

 ...وقال الترمذي: حديث حسن غريب، وقال الحاكم: صحيح على شرط مسلم، وأقره الذهبي).

وعن رواية بريدة قال: (وله شاهد من حديث بريدة مرفوعاً به

... وإسناده جيد رجاله ثقات رجال الشيخين غير أجلح وهو ابن عبد الله بن جحيفة الكندي، وهو شيعي صدوق).           

 

 

 

 

أنت مني وأنا منك:

ورد في روايات عن: البراء، وحبشي، وعلي، وعمران، وابن عباس رضوان الله عليهم .

    فأما روايـــــــة البراءرضي الله عنه :

 ففي صحيح البخاري (2: 960) رقم (2552) وغيره عن البراء بن عازب: أن النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  قال لعلي بن أبي طالب: أنت مني وأنا منك، وفي الحديث قصة.

    وأما رواية حبشــــيرضي الله عنه :

فروى الترمذي في سننه (5: 636) رقم (3719) بسنده عن حبشي بن جنادة قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم : علي مني وأنا من علي، ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي.

قال أبو عيسى: هذا حديث حسن غريب، وقال الشيخ الألباني: حسن.

وقال الشيخ أبو إسحاق الحويني في تحقيق خصائص علي (66):
إسناده صحيح.

   وأمــا روايــــــة عليرضي الله عنه :

فروى الحاكم في المستدرك (3: 130) رقم (4614) عن علي  رضي الله عنه  في قصة ابنة حمزة، وفيه قول النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  لعليرضي الله عنه : أنت مني وأنا منك.

 قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه بهذه الألفاظ، إنما اتفقا على حديث أبي إسحاق عن البراء مختصراً

 وعلق الذهبي في التلخيص بقوله: صحيح.

 

 

وأما رواية عمـــــــرانرضي الله عنه :

فروى الحاكم في المستدرك (3: 119) رقم (4579) بسنده عن عمران بن حصين  رضي الله عنه  وفيه تعاقد أربعة من أصحاب رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  على شكاية عليرضي الله عنه وإعراض النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  عنهم وغضبه وقوله: ما تريدون من علي إن علياً مني وأنا منه، وولي كل مؤمن.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.

وأما رواية ابن عباس:

فانظر ما ذكرناه تحت عنوان" حديث ابن عباس ومناقب علي".

النظر إليه عبــــــــــادة:

في المستدرك (3: 152) رقم (4681) عن أبي سعيد الخدري عن عمران بن حصين قال:قال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم : النظر إلى علي عبادة.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، وشواهده عن عبد الله بن مسعود صحيحة، ثم ذكر روايتين عن عبد الله بن مسعود برقم (4682)
ورقم (4683) بلفظ: النظر إلى وجه علي عبادة.

وقد علق الذهبي على رواية الحاكم   رقم (4681) بقوله: (ذا موضوع وشاهده صحيح). فقد حكم على أحد شواهد ابن مسعود بالصحة.

ورواية ابن مسعود قد حسن إسنادها غير واحد من المحدثين، منهم:

    السيوطي في تاريخ الخلفاء (70).
    وابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة (2: 360)([48]).

هذا وقد أبعد ابن الجوزي حين حكم على الحديث بالوضع، وله عادة في المجازفة كما يقول ابن أبي المجد فيما نقله العلامة الفتني في مقدمة تذكرته وسبق، ولذلك تتابع العلماء على انتقاده، والتعقيب عليه.

وفي خصوص حديثنا هذا ننقل ما يلي:

قال الحافظ المناوي في فيض القدير (6: 299): (وأورده ابن الجوزي في الموضوع من حديث أبي بكر وعثمان وابن مسعود والحبر ومعاذ وجابر وأنس وأبي هريرة وثوبان وعمران وعائشة ووهاها كلها.

وتعقبه المصنف([49])وغيره بأنه ورد في رواية أحد عشر صحابياً بعدة طرق، وتلك عدة التواتر عند قوم).

    وذكر الحديث الإمام الشوكاني في الفوائد المجموعة (ص359) رقم (54) وساق طرقه ثم قال: (فظهر بهذا أن الحديث من قسم الحسن لغيره، لا صحيحاً كما قال الحاكم، ولا موضوعاً كما قال ابن الجوزي).

  وتعقب العلامةُ محمد طاهر الفتني في كتابه تذكرة الموضوعات (ص 701) ابنَ الجوزي، وقال عن الحديث: (وهذا ورد من رواية أحد عشر صحابياً بعدة طرق،وتلك طرق عدة التواتر في رأيي).

هذا وقد عد هذه الفضيلة من خصائص مولانا أمير المؤمنين  عليه السلام  جمع من أهل العلم، منهم غير من سبق:

الإمام أبو حفص ابن شاهين فقد قال في كتابه شرح مذاهب أهل السنة (ص145):   فضيلة لعلي بن أبي طالب  رضي الله عنه   ثم روى الحديث رقم (103) بسنده عن عبد الله قال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم : ( النظر إلى وجه علي عبادة ) ثم قال: (تفرد علي بهذه الفضيلة لم يشركه فيها أحد).

والحافظ أبو نعيم الأصفهاني في كتابه فضائل الخلفاء الراشدين إذ عقد عنواناً قال فيه (ذكر فضيلة أخرى لأمير المؤمنين عليرضي الله عنه  لم يشركه فيها أحد) ثم روى حديث من طريق ابن مسعود برقم (38).

وقال العلامة العيني في عمدة القاري شرح صحيح البخاري (24: 333): (وفي ( التلويح ) ومن خواصه أي خواص علي رضي الله تعالى عنه فيما ذكره أبوالشاء أنه كان أقضى الصحابة، وأن رسول الله تخلف عن أصحابه لأجله، وأنه باب مدينة العلم... وأن النظر إلى وجهه عبادة روته عائشة رضي الله تعالى عنها).

 فقد عُد من خصائصه أن النظر إلى وجهه عبادة، ونقل ذلك العلامة العيني مقراً له.

وقد شنع عليَّ بعض الجهال بشأن هذا الحديث، لما لم يفهموا معناه، فاستدعى الأمر بعض البيان، فأقول:

قال المناوي في التيسير بشرح الجامع الصغير (2: 898) في شرحه لهذا الحديث: (أي رؤيته تحمل على النطق بكلمة التوحيد؛ لما علاه من سيما العبادة والبهاء والنور، وصفات السيادة).

فالنظر إلى علي رضوان الله تعالى عليه، يذكر بالله تعالى، فيبعث على العبادة، ويحث عليها، فكان عبادة، ولا ينبغي أن يستنكر مثل هذا، بعد أن جاء من أحد عشر طريقاً هو عدة التواتر عند قومٍ، وقد صححه بعض أهل العلم، وحسنه آخرون.

       ثم قد جاءت روايات كثيرة في أن لله عباداً رؤيتهم تذكر بالله تعالى، وُصِفُو: بخيار العباد، وبمفاتيح لذكر الله، وبأولياء الله تعالى، نشير إلى بعضها هنا فنقول:

عقد الهيثمي في مجمع الزوائد (10: 80) باباً بعنوان: (باب في الذين إذا رؤوا ذكر الله) وأورد تحته ثلاث روايات:

رقم (16778) عن ابن عباس عن النبي  صلى الله عليه وآله وسلم : { ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون } قال: "يذكر الله بذكرهم "

 وقال: رواه الطبراني ورجاله ثقات.

ورقم (16779): وعن ابن عباس قال: قال رجل: يا رسول الله من أولياء الله ؟ قال: "الذين إذا رؤوا ذكر الله " .

 وقال: رواه البزار عن شيخه علي بن حرب الرازي ولم أعرفه، وبقية رجاله وثقوا.

ورقم (16780): وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم : إن من الناس مفاتيح لذكر الله إذا رؤوا ذكر الله.

وقال: رواه الطبراني، وفيه عمرو بن القاسم ولم أعرفه، وبقية رجاله رجال الصحيح.

وعن الرواية الأخيرة قال المناوي في فيض القدير (2: 528): (وقال ابن حجر هذا الخبر صححه ابن حبان من حديث أنس).

     وجاء حديث بلفظ "خيار عباد الله الذين إذا رءوا ذكر الله":

رواه أحمد في مسنده (4: 227) رقم (18027) وقال محققه شعيب الأرنؤوط عن الحديث: حسن بشواهده .

    وأورده الهيثمي في مجمع الزوائد (8: 175) رقم (13138) عن أسماء بنت يزيد وقال: (رواه أحمد وفيه شهر بن حوشب وقد وثقه غير واحد وبقية رجال أحد أسانيده رجال الصحيح).

ورقم (13139) عن عبد الرحمن بن غنم، وقال: (رواه أحمد وفيه شهر بن حوشب وبقية رجاله رجال الصحيح).

وأورد  هذا الحديث  الألباني في السلسلة الصحيحة رقم (2849).

   وفي تاريخ دمشق (19: 284): (وكان أبو حازم يقول:اللهم إنك تعلم أني أنظر إلى زيد (يعني ابن أسلم)  فأذكر بالنظر إليه القوة على عبادتك فكيف بملاقاته وبمحادثته).

وذكره مقراً له غير واحد  من المحدثين ممن ترجم لزيد بن أسلم كالنووي في تهذيب الأسماء واللغات، والمزي في تهذيب الكمال، وغيرهما.

أولهم إســــــــــــــلاماً:

في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (9: 124) رقم (14598): وعن ابن عباس عن النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  قال: السبق ثلاثة: السابق إلى موسى يوشع بن نون، والسابق إلى عيسى صاحب ياسين، والسابق إلى محمد  صلى الله عليه وآله وسلم   علي بن أبي طالب رضي الله عنه ([50]).

قال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه حسين بن حسن الأشقر وثقه ابن حبان وضعفه الجمهور وبقية رجاله حديثهم حسن أو صحيح.

وقال المناوي في التيسير (2: 134): ( بإسناد حسن أو صحيح).

وفي سنن الترمذي (5: 642) رقم (3734) عن ابن عباس قال: أول من صلى علي.

 قال: (هذا حديث غريب من هذا الوجه لا نعرفه من حديث شعبة عن أبي بلج إلا من حديث محمد بن حميد و أبو بلج اسمه يحيى بن سليم.

وقد اختلف أهل العلم في هذا فقال بعضهم: أول من أسلم أبو بكر الصديق، وقال بعضهم: أول من أسلم علي، وقال بعض أهل العلم: أول من أسلم من الرجال أبو بكر، وأسلم علي وهو غلام ابن ثمان سنين([51])، وأول من أسلم من النساء خديجة).  وقال الشيخ الألباني: صحيح.

وفي سنن الترمذي (5: 642) رقم (3735) عن زيد بن أرقم يقول: أول من أسلم علي، قال عمرو بن مرة: فذكرت ذلك لإبراهيم النخعي فقال: أول من أسلم أبوبكر الصديق .

قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.

وأورده الإمام البوصيري في مختصر إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (9: 190) ضمن (باب ما جاء في قدم إسلامه  رضي الله عنه ) وقال: (رواه أبو داود الطيالسي، وأحمد بن حنبل، وأحمد بن منيع واللفظ له، ورواته ثقات).

وقال الشيخ الألباني: صحيح الإسناد.

و أورد رواية زيد بن أرقم  رضي الله عنه  هذه الشيخ مصطفى العدوي بلفظ: " أول من صلى" في كتابه الصحيح المسند في فضائل الصحابه( 112) وقال: (حسن ).

*وقال الشيخ  الحويني في تحقيقه لخصائص علي (15): إسناده صحيح.

وروى الحاكم في المستدرك (3: 136): (4633) عن أبي إسحاق قال: سألت قثم بن العباس كيف ورث علي رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  دونكم قال: لأنه كان أولنا به لحوقاً، و أشدنا به لزوقاً.

 وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وعلق الذهبي في التلخيص بقوله: صحيح.

وفي مجمع الزوائد (9: 125) رقم (14601): وعن حبة العرني عن علي  عليه السلام  وفيه قوله: اللهم لا أعترف [ أن ] عبداً [ لك ] من هذه الأمة عبدك قبلي غير نبيك - ثلاث مرات - لقد صليت قبل أن يصلي الناس سبعاً.

قال الهيثمي: رواه أحمد وأبو يعلى باختصار والبزار والطبراني في الأوسط وإسناده حسن.

وأورده الإمام البوصيري في مختصر إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (9: 190) تحت (باب ما جاء في قدم إسلامه  رضي الله عنه ) وقال: رواه أبو داود الطيالسي بإسناد حسن.

ونقله الشوكاني في در السحابة(206) وقال: بإسناد حسن.

وفي مجمع الزوائد (9: 126) رقم (14603): وعن الحسن وغيره قال: فكان أول من آمن علي بن أبي طالب.

قال الهيثمي: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح.

ثم أورد الهيثمي روايات في ذلك عن: عروة بن الزبير، وعفيف الكندي، وأبي رافع، فليراجعها من شاء([52]) .

أولهم وروداً على النبي  صلى الله عليه وآله وسلم :

روى ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (1: 185) رقم (180) عن سلمان  رضي الله عنه ، قال: «أول هذه الأمة وروداً على نبيها  صلى الله عليه وآله وسلم  أولها إسلاماً علي
بن أبي طالب  رضي الله عنه ».

أورده الهيثمي في مجمع الزوائد (9: 124) رقم (14599) وقال: (رواه الطبراني ورجاله ثقات).

وأورده السيوطي في اللآلي المصنوعة  (1: 299) بعد أن ذكر ثلاث طرق للحديث مرفوعاً، وضعفها، ثم ذكر ما رواه ابن أبي عاصم من طريق عبد الرزاق، وهي الرواية التي سقناها أعلاه، وقال: (وهذه متابعة قوية جداً، ولا يضر إيراده بصيغة الوقف؛ لأن له حكم الرفع).

ولخص الشوكاني ما أورده السيوطي، ثم قال في كتابه الفوائد المجموعة (ص 346): (فقد رواه كل واحد من هؤلاء الأربعة عن سفيان الثوري، ورواه ابن مردويه من طريق محمد بن يحيى المازني عن سفيان فكان خامساً لهم، وعبد الرزاق لا يحتاج إلى متابع).

والحديث رواه الحاكم في المستدرك (3: 147) رقم (4662) عن سلمان لكن مرفوعاً.

وفي رواية ابن المغازلي:  عن علي: ... وأنت غداً على الحوض خليفتي تذود عنه المنافقين، وأنت أول من يرد علي الحوض...).

 

 

باب مدينة علم النبي صلى الله عليه وآله وسلم :

روى الحاكم في المستدرك على الصحيحين (3: 137) رقم (4637): حدثنا أبو العباس محمد بن يعقوب ثنا محمد بن عبد الرحميم الهروي بالرملة ثنا أبو الصلت عبد السلام بن صالح ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس  رضي الله عنهما  قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأت الباب.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

*وأبو الصلت ثقة مأمون فإني سمعت أبا العباس محمد بن يعقوب في التاريخ يقول: سمعت العباس بن محمد الدوري يقول: سألت يحيى بن معين عن أبي الصلت الهروي فقال: ثقة. فقلت: أليس قد حدث عن أبي معاوية عن الأعمش أنا مدينة العلم؟ فقال: قد حدث به محمد بن جعفر الفيدي وهو ثقة مأمون، سمعت أبا نصر أحمد بن سهل الفقيه القباني إمام عصره ببخارى يقول: سمعت صالح بن محمد بن حبيب الحافظ يقول و سئل عن أبي الصلت الهروي فقال: دخل يحيى بن معين و نحن معه على أبي الصلت فسلم عليه فلما خرج تبعته فقلت له: ما تقول رحمك الله في أبي الصلت فقال: هو صدوق، فقلت له: إنه يروي حديث الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس عن النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأتها من بابها، فقال: قد روى هذا ذاك الفيدي عن أبي معاوية عن الأعمش كما رواه أبو الصلت.

(4638): حدثنا بصحة ما ذكرناه الإمام أبو زكريا ثنا يحيى بن معين ثنا أبو الحسين محمد بن أحمد بن تميم القنطري، ثنا الحسين بن فهم، ثنا محمد بن يحيى بن الضريس، ثنا محمد بن جعفر الفيدي، ثنا أبو معاوية عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس  رضي الله عنهما  قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأت الباب.

قال الحسين بن فهم: حدثناه أبو الصلت الهروي عن أبي معاوية قال الحاكم: ليعلم المستفيد لهذا العلم أن الحسين بن فهم بن عبد الرحمن ثقة مأمون حافظ .

و لهذا الحديث شاهد من حديث سفيان الثوري بإسناد صحيح.

(4639): حدثني أبو بكر محمد بن علي الفقيه الإمام الشاشي القفال ببخارى، وأنا سألته، حدثني النعمان بن الهارون البلدي ببلد من أصل كتابه، ثنا أحمد بن عبد الله بن يزيد الحراني، ثنا عبد الرزاق ثنا سفيان الثوري عن عبد الله بن عثمان بن خثيم عن عبد الرحمن بن عثمان التيمي قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: سمعت رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  يقول: أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب.

أقول:            

وللحديث ألفاظ متقاربة، وغير الحاكم، فقد:

صححه:

    الإمام ابن معين كما في تاريخ بغداد  (11: 49)
    والإمام الطبري كما في تهذيب الآثار(4: 128) حيث صحح سنده.
    والحافظ الحسن بن أحمد السمرقندي في كتابه بحر الأسانيد في صحاح المسانيد الذي جمع فيه مائة ألف حديث صحيح فقد نقل الحديث من كتابه - كما يظهر - الذهبي في تذكرة الحفاظ عند ترجمته رقم (1047).
    والمجد الشيرازي شيخ ابن حجر العسقلاني، كما نقله عنه حسن الزمان في كتابه القول المستحسن في فخر الحسن (452).
    والسيوطي في آخر الأمر([53]).
    المولوي حسن الزمان في كتابه السابق.
    والإمام ابن الأمير الصنعاني في الروضة الندية شرح التحفة العلوية.
    والحافظ أحمد الغماري، وله في إثبات ذلك رسالة مستقلة باسم: "فتح الملك العلي"
    والعلامة الحبيب ابن يحيى، وله في ذلك رسالتان مطولة ومختصرة.
    والحافظ عبد الله الغماري في رد اعتبار الجامع الصحيح رقم (1416) وفي تعليقه على قول السخاوي الآتي في المقاصد الحسنة.
    والشيخ عبد الله التليدي في كتابه"فضائل الصحابة" (صـ166).
    والشيخ محمود سعيد ممدوح في تعليقه على " النقد الصحيح" للعلائي (ص86، 87).
    وغيرهم )[54](.

وحسنه:

    الحافظ ابن حجر في فتيا له نقلها السيوطي في كتابه اللآلئ المصنوعة (1: 306)
    والحافظ العلائي في كتابه النقد الصحيح (55)
    والحافظ السيوطي في أول الأمر كما في تاريخ الخلفاء (1: 69)، وفي الجامع الصغير، ووافقه المناوي في شرحه المسمى التيسير بشرح الجامع الصغير (1: 766) ([55]).
    والحافظ السخاوي في المقاصد الحسنة رقم: (189) وفي الأجوبة المرضية (2: 880) ضمن إجابة السؤال رقم (233).
    والحافظ الزرقاني في مختصر المقاصد
    والحافظ الزركشي كما نقل عنه الحافظ المناوي في فيض القدير (3: 46) حيث قال: (وقال الزركشي: الحديث ينتهي إلى درجة الحسن المحتج به، ولا يكون ضعيفاً فضلاً عن كونه موضوعاً).
    والإمام الصالحي في سبل الهدى والرشاد (1: 509).
    والإمام ابن حجر الهيتمي في تطهير الجنان (35).
    والإمام محمد طاهر الفتني الهندي في كتابه تذكرة الموضوعات.
    والإمام علي بن عراق الكتاني، كما يفهم من كتابه تنزيه الشريعة الحديث رقم (103).
    وهو ظاهر صنيع الشيخ عبد الحي الكتاني في كتابه التراتيب الإدارية  (2: 370)[56]
    والإمام الشوكاني في الفوائد المجموعة (ص: 349) ([57]).

واحتج به:

كثير من الأئمة، والحفاظ والمؤرخين، ممن ترجم لعلي بن أبي طالب:

-  كالحافظ أبي نعيم في أوائل ترجمته لعلي في حلية الأولياء (1: 61)،

- وكالمحب الطبري، في تراجم أبواب من كتابيه: الرياض النضرة، وذخائر العقبى.

- وعقد الإمام الآجري في كتابه الشريعة (4: 2068) باباً عنون فيه للحديث، فقال: (باب ذكر ما أعطي علي بن أبي طالب رضي الله عنه من العلم والحكمة وتوفيق الصواب في القضاء، ودعاء النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  له بالسداد والتوفيق) وساق جملة من روايات حديث الباب بعدة ألفاظ.

   - وقال العلامة العيني في عمدة القاري شرح صحيح البخاري (24: 333): (وفي ( التلويح ) ومن خواصه أي خواص علي رضي الله تعالى عنه فيما ذكره أبو الشاء أنه كان أقضى الصحابة وأن رسول الله تخلف عن أصحابه لأجله وأنه باب مدينة العلم...).

- وممن احتج به: الشيخ عبد القادر الكوهن الفاسي، كما نقل عنه الشيخ الكتاني في التراتيب الإدارية (2: 273) بقوله: (ولما رفع الشيخ أبو محمد عبد القادر ابن أحمد الكوهن الفاسي في فهرسته إسناده في علم النحو إلى أبي الأسود عن علي كرم الله وجهه قال: وهو أي علي واضعه كما أخرجه الزجاجي في أماليه، والبيهقي في شعب الإيمان، وأبو الفرج في الأغاني من طرق متعددة،وهذا مظهر قوله  صلى الله عليه وآله وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها).

وحتى بعض من رأى ضعف هذا الحديث من حيث السند، فإنه يرى أن شاهد حال علي بن أبي طالب وتقدمه في العلوم يشهد بصحة معنى هذا الحديث، وفي ذلك قال الإمام الشعراني في الطبقات الكبرى (1: 279): (وهذا الخبر وإن كان في سنده مقال، فإن شاهد الحال يشهد به، وهو الثقة الأمين، فافهم).

البراءة منه براءة من الإسلام:

في  المستدرك (2: 390) رقم (3365) قال علي  رضي الله عنه : إنكم ستعرضون على سبي فسبوني، فإن عرضت عليكم البراءة مني فلا تبرأوا مني، فإني على الإسلام فليمدد أحدكم عنقه ثكلته أمه فإنه لا دنيا له و لا آخرة بعد الإسلام ثم تلا: ﴿  إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ﴾[النحل: 106].

قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

وعلق الذهبي في التلخيص بقوله: صحيح.

وفي المستدرك (2: 390) رقم (3366) عن عبد الله بن طاووس عن أبيه
قال: كان حجر بن قيس المدري من المختصين بخدمة أمير المؤمنين علي
بن أبي طالبرضي الله عنه  فقال له علي يوماً: يا حجر إنك تقام بعدي فتؤمر بلعني([58]) فالعني، و لا تبرأ مني.

قال طاووس: فرأيت حجر المدري وقد أقامه أحمد بن إبراهيم خليفة بني أمية في الجامع، ووكل به ليلعن علياً أو يقتل، فقال حجر: أما إن الأمير أحمد بن إبراهيم أمرني أن ألعن علياً فالعنوه لعنه الله، فقال طاووس: فلقد أعمى الله قلوبهم حتى لم يقف أحد منهم على ما قال.

البشـــــارة بالجنــة:

وقد جاءت البشارة له بالجنة في أحاديث كثيرة، وبصور متنوعة، وكثير منها مبثوث فيما سبق ويأتي من روايات، ومع ذلك فسأشير هنا إلى موارد غير مشهورة، فمنها:

في المستدرك (3: 149) رقم (4672) بسنده عن أبي عثمان النهدي أن علياً  رضي الله عنه قال: بينما رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  آخذ بيدي ونحن في سكك المدينة
إذ مررنا بحديقة فقلت: يا رسول الله ما أحسنها من حديقة قال: لك في الجنة أحسن منها.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

وعلق الذهبي في التلخيص بقوله: صحيح.

وفي مجمع الزوائد ومنبع الفوائد  (9: 156) رقم (14693): وعن سلمى امرأة أبي رافع أنها قالت: إني لمع رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  بالأسواف فقال: "ليطلعن عليكم رجل من أهل الجنة " . إذ سمعت الخشفة فإذا علي بن أبي طالب.

رواه الطبراني وفيه محمد بن الفضل الرافعي ذكره ابن أبي حاتم ولم يجرحه وبقية رجاله وثقوا وفي بعضهم خلاف.

وفي مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (9: 153) برقم (14687): عن ابن مسعود قال: كنا جلوساً عند النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  فقال: يطلع عليكم رجل من أهل الجنة فدخل علي بن أبي طالب فسلم وصعد.

رواه الطبراني بإسنادين وكلاهما ضعيف.

فهذه طرق يقوي بعضها بعضاً، وفي طيات البحث دلائل عدة يقطع معها بأن علي بن أبي طالب عليه السلام من سادات أهل الجنة، فلاحظ.

ثبت قلبه واهــد لســـــــانه:

روى الحاكم في المستدرك (3: 145) رقم (4658) عن علي  رضي الله عنه أن النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  وضع يده على صدره وقال: اللهم ثبت لسانه واهد قلبه، قال علي: فما شككت في القضاء أو في قضاء بعد.

 قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي.

     وصححه الحافظ ابن جرير كما نقله عنه المتقي الهندي في كنز العمال رقم (36398).

وأخرجه الضياء فيما اختاره من أحاديث صحيحة في كتابه "الأحاديث المختارة" (2: 388) رقم (774) بلفظ: "إن الله عز وجل سيهدي قلبك ويثبت لسانك"قال علي  رضي الله عنه : فما زلت قاضياً أو ما شككت في قضاء بعد.

وقال محقق المختارة: الشيخ دهيش: ( إسناده حسن ).

      وصححه الحافظ ابن جرير كما نقله عنه المتقي الهندي في كنز العمال رقم (36397).

       وصححه الشيخ مقبل الوادعي كما في الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين (4: 53) رقم (2458).

وأورده الشيخ مصطفى العدوي في كتابه الصحيح المسند من فضائل الصحابة (117) وقال: (صحيح بمجموع طرقه).

وصححه الشيخ أبو إسحاق الحويني في تحقيقه لخصائص علي للنسائي (41)

وذكر السخاوي بعض طرق الحديث ثم قال كما في المقاصد الحسنة (1: 136): (وهذه الطرق يقوى بعضها ببعض).

 

الحق معــــــــــه  رضي الله عنه :

روى الحاكم في المستدرك (3: 134) رقم (4629) بسنده عن علي  رضي الله عنه  قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم : رحم الله علياً، اللهم أدر الحق معه حيث دار.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه.

وذكره المناوي في التيسير بشرح الجامع الصغير (2: 58) وقال: ( رحم الله علياً ) بن أبي طالب ( اللهم أدر الحق معه حيث دار ) ومن ثم كان أقضى الصحابة وأعلمهم (ت عن علي) رمز المؤلف لصحته، وفيه ما فيه، ولعله لشواهده([59]).

وفي مسند أبي يعلى (2: 318) رقم (1052) بسنده عن أبي سعيد قال:

 مر علي بن أبي طالب فقال  صلى الله عليه وآله وسلم :الحق مع ذا الحق مع ذا.

قال الشيخ حسين سليم أسد: صدقة بن الربيع وثقه ابن حبان والهيثمي، وباقي رجاله ثقات.

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (7: 475) بعد أن ذكر الحديث
أعلاه: ( رواه أبو يعلى ورجاله ثقات) ومثله قال ابن حجر الهيتمي في تطهير الجنان.

وفي الباب أحاديث ننقلها كشواهد:

ففي مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (7: 476) رقم (12031): وعن محمد بن إبراهيم التيمي أن فلاناً دخل المدينة حاجاً، فأتاه الناس يسلمون عليه فدخل سعد فسلم فقال: وهذا لم يعنَّا على حقنا على باطل غيرنا، قال: فسكت عنه (ساعة) فقال: ما لك لا تتكلم؟ فقال: هاجت فتنة وظلمة فقلت لبعيري: إخ إخ فأنخت حتى انجلت فقال رجل: إني قرأت كتاب الله من أوله إلى آخره فلم أر فيه إخ إخ (قال: فغضب سعد) فقال: أما إذ قلت ذاك فإني سمعت رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  يقول: علي مع الحق أو الحق مع علي حيث كان.

قال: من سمع ذلك؟ قال: قاله في بيت أم سلمة، قال: فأرسل إلى أم سلمة فسألها فقالت: قد قاله رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  في بيتي، فقال الرجل لسعد: ما كنت عندي قط ألوم منك الآن فقال: ولم؟ قال: لو سمعت هذا من النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  
لم أزل خادماً لعلي حتى أموت.

قال الهيثمي: رواه البزار وفيه سعد بن شعيب ولم أعرفه وبقية رجاله رجال الصحيح.

وفي مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (9: 184) رقم (14770): وعن علي بن ربيعة قال: سمعت علياً وأتاه رجل فقال: يا أمير المؤمنين ما لي أراك تستحيل الناس استحالة الرجل إبله؟ أبعهد من رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  أم شيئاً رأيته؟
قال: والله ما كذبت ولا كذبت ولا ضللت ولا ضل بي بل عهد من رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  ﴿  َقَدْ خَابَمَنِ افْتَرَى﴾ [طه: 62].

قال الهيثمي: رواه أبو يعلى وفيه الربيع بن سهل وهو ضعيف.

وقد تعاقب غير ما صحابي على بيان أن الحق مع علي بن أبي طالب، ومن ذلك:

قول أم ســـــلمةرضي الله عنه ا :

ففي مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (9: 184) رقم (14768): وعن أم سلمة  رضي الله عنه ا أنها كانت تقول: كان علي على الحق من اتبعه اتبع الحق، ومن تركه ترك الحق عهد معهود قبل يومه هذا.

 قال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه مالك بن جعوبة ولم أعرفه وبقية أحد الإسنادين ثقات.

وفي المستدرك (3: 129) رقم (4611) بسنده عن عمرة بنت عبد الرحمن قالت: لما سار علي إلى البصرة دخل على أم سلمة زوج النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  فقالت: سر في حفظ الله وفي كنفه، فوالله إنك لعلى الحق والحق معك، ولولا أني أكره أن أعصي الله ورسوله، فإنه أمرنا  صلى الله عليه وآله وسلم  أن نقر في بيوتنا، لسرت معك، ولكن والله لأرسلن معك من هو أفضل عندي وأعز علي من نفسي ابني عمر.

قال الحاكم (عن هذا الحديث وأحاديث أخرى سبق أن ذكرها): هذه الأحاديث الثلاثة كلها صحيحة على شرط الشيخين و لم يخرجاه.

وعلق الذهبي في التلخيص بقوله: على شرط البخاري ومسلم .

 وقول ميمـــــونةرضي الله عنه ا :

    روى الحاكم في المستدرك (3: 152) رقم (4680) بسنده عن جري بن كليب العامري قال: لما سار علي إلى صفين كرهت القتال فأتيت المدينة فدخلت على ميمونة بنت الحارث ـ وفيه قول ميمونة له ـ: فارجع إليه فكن معه فو الله ما ضل و لا ضل به.

قال الحاكم:  هذا حديث صحيح على شرط الشيخين و لم يخرجاه

وعلق الذهبي في التلخيص بقوله: على شرط البخاري ومسلم

    والحديث أورده الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (9: 184) رقم (14769) لكن  عن جري بن سمرة، وفيه إتيانه إلى ميمونة بنت الحارث، وقوله لها: كان بين علي وطلحة [ والزبير ] الذي كان فأقبلت فبايعت علياً، فقالت: فالحق به فوالله ما ضل ولا ضل به، حتى قالتها ثلاثاً.

 قال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير جري بن سمرة وهو ثقة.

 

 

وقول حذيفـــــــــــة  رضي الله عنه :

ففي مجمع الزوائد للهيثمي(7: 477) رقم (12032) عنه قوله: انظروا الفرقة التي تدعوا إلى أمر علي فالزموها فإنها على الهدى.

قال الهيثمي: رواه البزار ورجاله ثقات.

وقال ابن حجر العسقلاني في فتح الباري (13: 85): (وقد أخرج البزار بسند جيد عن زيد بن وهب قال: كنا عند حذيفة فقال:..انظروا الفرقة التي تدعو إلى أمر علي فالزموها فانها على الحق).

وأختم بقولين:

الأول: للإمـــــــــــــــام أحمد:

ففي تاريخ دمشق (42: 419) نقلاً عن البيهقي أنه قال: (وهو كما قال أبو عبد الله أحمد بن حنبل رحمه الله فيما أخبرنا أبو عبد الله الحافظ في التاريخ نا علي بن عيسى وهو من ثقات شيوخ شيخنا نا أحمد بن سلمة قال: سمعت أحمد بن سعيد الرباطي يقول: سمعت أحمد بن حنبل يقول: لم يزل علي بن أبي طالب مع الحق والحق معه حيث كان).

والثاني: للإمــــــــــام الرازي:

فعند تفسيره الفاتحة (1: 205) من كتابه مفاتيح الغيب قال: (وأما أن علي
بن أبي طالب كان يجهر بالتسمية فقد ثبت بالتواتر، ومن اقتدى في دينه بعلي بن أبي طالب فقد اهتدى، والدليل عليه قوله  عليه السلام : ( اللهم أدر الحق مع علي حيث دار ).

 

حل له من المسجد ما حل للنبي  صلى الله عليه وآله وسلم :

في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (9: 151) رقم (14679): (عن خارجة بن سعد عن أبيه سعد قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  لعلي: لا يحل لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك.

رواه البزار وخارجة لم أعرفه وبقية رجاله ثقات).

وأورده الشوكاني في در السحابة (202) وقال: (وإسناده ثقات).

وذكر الحافظ ابن حجر في كتابه:"أجوبة عن أحاديث وقعت في مصابيح السنة " (315- 316) الرواية من حديث أبي سعيد ثم قال: (وقد ورد من طرق كثيرة صحيحة، وقد ورد ذلك في حديث طويل لابن عباس، أخرجه أحمد والطبراني بسند جيد.

أخرجه أبو يعلى في مسنده، وورد لحديث أبي سعيد شاهد نحوه من حديث سعد بن أبي وقاص، أخرجه البزار من رواية خارجة بن سعد عن أبيه، ورواته ثقات، والله أعلم) .

وقال الإمام السيوطي في تاريخ الخلفاء (ص 70): (وأخرج أبو يعلى عن أبي هريرة قال: قال عمر بن الخطاب: لقد أعطي علي ثلاث خصال لأن تكون لي خصلة منها أحب إليَّ من أن أعطى حمر النعم فسئل وما هن؟ قال: تزوجه ابنته فاطمة، وسكناه المسجد لا يحل لي فيه ما يحل له، والراية يوم خيبر.

وروى أحمد بسند صحيح عن ابن عمر نحوه).

تنبيه:إحدى روايات هذه الفضيلة وهي رواية ابن عباس هي جزء من رواية طويلة ذكرت هذه الفضيلة وفضائل غيرها، وقد صححها جمع كبير من العلماء انظرهم فيما يأتي تحت عنوان (حديث ابن عباس ومناقب علي).

 

     بيان وتوضيح:

فهذه  خمس روايات: عن سعد، وأبي سعيد، وابن عباس، وعمر، وابن عمر، وهناك روايات أخرى: عن أبي حازم الأشجعي، وجابر وأم سلمة وعائشة ذكرها السيوطي في الخصائص الكبرى (2: 364) وغيره.

فالمجموع تسع روايات، ولو كانت كلها ضعيفة لتقوت كما هو مقرر في علم الحديث، كيف وفيها عدة طرق صحيحة أو حسنة كما سبق وأشرنا.

    معنى الروايات:

المعنى الأول: أن المقصود المكث في المسجد واللبث فيه

المعنى الثاني: أن المقصود العبور والاستطراق

فأما المعنى الأول: فهو ظاهر ألفاظ الروايات، وقد قال به وعده من خصائص النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  جمع غفير من أهل العلم، منهم:

أبو العباس ابن القاص: حكاه عنه النووي في المجموع شرح المهذب  (2: 162).

وصاحب التلخيص:نقله عنه غير واحد منهم النووي في روضة الطالبين (7: 9) وقواه النووي.

والقضاعي:نقله عنه  ابن الملقن في  غاية السول في خصائص الرسول  (ص 38) فقد قال بعد أن نقلها عن صاحب التلخيص وذكر بعض الاعتراضات عليه: (وقد قوى النووي مقالته، وذكر القضاعي هذه الخصوصية فيما خص بها من بين سائر الأنبياء وعبر باللبث دون الدخول فقال: ومنها أنه أبيح له اللبث في المسجد في حال جنابته).

والسيوطي: في الخصائص الكبرى (2: 364) فقد عقد لذلك باباً بعنوان: (باب اختصاصه  صلى الله عليه وآله وسلم  بجواز المكث في المسجد جنباً) وساق سبع روايات في ذلك، وقد صحح سند بعضها في بعض كتبه كما سبق.

ويأتي على هذا المعنى إشكال:  أن جميع الروايات التي ذكرت ذلك أشركت علياً  رضي الله عنه  مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم  في ذلك، فكيف تعد من خصائصه؟

 وقد ذكره وأجاب عنه العلامة علي القاري في كتابه مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (2: 382) فقال: (لكن إذا شاركه علي في ذلك لم يكن من الخصائص

وفيه بحث: إذ يمكن أن يكون من خصائصه، ومع هذا يخص من شاء بهذه الخصوصية، وهذا أخص من الاختصاص المطلق والله أعلم).

وهو يعني أن الخصائص على نوعين: فخصائص له صلى الله عليه وآله وسلم  وحده لا يشركه معه فيها أحد وهي التي سماها: "الاختصاص المطلق"

وخصائص كانت له صلى الله عليه وآله وسلم  ثم أشرك فيها غيره، ويمكن أن تسمى:" الاختصاص المقيد أو المستثنى" وحديثنا من هذا القبيل فهو صلى الله عليه وآله وسلم  يختص بها عن الأمة ما سوى علي  رضي الله عنه .

وأما المعنى الثاني: وهو أن المقصود العبور والاستطراق: فقد أورده الترمذي  في سننه بعد أن روى الحديث (5: 639) عن ضرار بن صرد قال: لا يحل لأحد يستطرقه جنباً غيري وغيرك.

وقد يومئ إليه حديث ابن عباس الطويل في مناقب علي رضي الله عنه، وفيه قوله وهو يعدد المناقب: (وقال: سدوا أبواب المسجد غير باب علي، فقال: فيدخل المسجد جنباً وهو طريقه ليس له طريق غيره).

ويشكل على هذا المعنى:

أن جواز عبور الجنب من المسجد حكم تشترك فيه الأمة، فإن الله تعالى يقول: (لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنباً إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا)

والجواب: من وجهين:

الوجه الأول:عدم التسليم بجواز مرور الجنب من عموم الأمة من المسجد كما هو رأي جماعة من الفقهاء من السلف والخلف، وهم يحملون الآية الشريفة على منع الجنب من الصلاة حتى يغتسل،  إلا أن يكون في سفر ولا يجد ماء فيصلي بالتيمم، وهذا قول علي وابن عباس وسعيد بن جبير ومجاهد رضي الله عنهم كما حكاه البغوي في تفسيره(2: 220).

وأكد هذا المنع –على هذا التفسير- حديث: لا يحل لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك، واستثنى من عموم المنع الجواز للنبي صلى الله عليه وآله وسلم  وعلي  رضي الله عنه .

    الوجه الثاني: على القول بالمعنى الثاني للآية: وهو أن المراد من كلمة "الصلاة" في الآية موضع الصلاة، فيكون معناه: لا تقربوا المسجد وأنتم جنب إلا مجتازين فيه للخروج منه، كما هو قول عبد الله بن مسعود وسعيد بن المسيب والضحاك والحسن وعكرمة والنخعي والزهري كما حكاه البغوي أيضاً،

 فيأتي الإشكال، وقد أجاب عنه  الحافظ  ابن حجر العسقلاني في التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير (3: 287) فقال:

(وحكى عن ضرار بن صرد أن معناه لا يستطرقه جنباً غيري وغيرك، وتعقب بأنه حينئذ لا يكون فيه اختصاص، فإن الأمة كذلك بنص الكتاب.

قلت: ويمكن أن يدعي أن ذلك خاص بمسجده فلا يحل لأحد أن يستطرقه جنباً، ولا حائضا إلا النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  وكذلك علي؛ لأن بيته كان مع بيوت النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  ويدل على ذلك قول ابن عمر في الصحيح للذي سأله عن علي: انظر إلى بيته، وروى النسائي من حديث ابن عباس في فضائل علي قال: وكان يدخل المسجد وهو جنب وهو طريقه ليس له طريق غيره).

أقول: ويشهد لهذا الجواب من الحافظ ابن حجر ألفاظ الروايات ففي غالبها ورد لفظ: أن " في هذا المسجد" إشارة إلى مسجده النبوي الشريف  صلى الله عليه وآله وسلم .

وقد فهم بعضهم معنى ثالثاً للحديث وفيه تأمل، لكن نحكيه للفائدة:

فقالوا: إن الحديث يقول: (لا يحل لأحد أن يجنب) وليس لجنب أن يمكث، ولا لجنب أن يعبر أو يجتاز، بل لأحد أن يجنب، فظاهر الحديث الإجناب في المسجد، ويقويه ما ورد في بعض روايات الحديث  من التعبير بالسكن، من مثل:

 قول عمر وهو يعدد مناقب علي: (وسكناه المسجد مع رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  لا يحل لي فيه ما يحل له).

ولفظ حديث  أبي حازم الأشجعي: (إن الله أمر موسى أن يبني مسجداً طاهراً لا يسكنه إلا هو وهارون، وإن الله أمرني أن ابني مسجداً طاهراً لا يسكنه إلا أنا وعلي وابنا علي).

ولهذا المعنى تخريج:وهو إقامة بيوتهما مقام المسجد وعدهما منه؛  وفي ذلك قال الإمام الكلاباذي في كتابه بحر الفوائد المشهور بمعاني الأخبار (1: 104): (يجوز أن يكون ذلك لأن بيت النبي   صلى الله عليه وآله وسلم  كان في المسجد، وبيت علي  رضي الله عنه  كان كذلك،  وإن كان البيتان لم يكونا من المسجد، ولكن كانا متصلين بالمسجد، وابوابهما كانت في  المسجد فيجعلهما رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  من المسجد فقال: ' ما ينبغي  لمسلم أن يجنب في المسجد إلا أنا وعلي، وإن اجنبنا فيه فإنا في بيوتنا ' .   فيكون معناه لا ينبغي لمسلم أن يجنب في المسجد، ونحن إنما نجنب في بيوتنا،  ليس في المسجد، والذي يدل على أن بيت  علي  رضي الله عنه  كان في المسجد،  كما كان بيت النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  في المسجد... قول عبد الله بن عمر  رضي الله عنهما: هذا بيت رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم   وأشار إلى بيت علي إلى جنبه، لم يكن يكون في هذا المسجد  غيرهما . . وذكر الحديث .  

ثم قال: (إذا فلم يكونا يجنبان في المسجد، وإنما كان يجنبان في بيوتهما، وبيوتهما في  المسجد، إذ كان ابوابهما فيه وكان يستطرقانه في حالة الجنابة... فيجوز أن يكون معنى قوله ذلك تخصيصاً لهما، كأن النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  خص بأشياء، فيكون هذا مما خص به، ثم خص علياً  رضي الله عنه  فرخص له فيما لم يرخص به غيره، وإن كانت أبواب بيوتهم في المسجد، فإنه كانت في المسجد أبواب لبيوت غير بيوتهما، حتى أمر بسدهما، إلا باب علي  رضي الله عنه ... فخصه النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  بأن يترك بابه في المسجد مفتوحاً، فكان يجنب في بيته، وبيته في المسجد،...وباب علي  رضي الله عنه  كان باب البيت الذي يدخل فيه فيخرج منه، كما قال عبد الله بن عمر رضي الله عنهما حين أشار إلى بيت علي  رضي الله عنه  إلى جنب بيت النبي  صلى الله عليه وآله وسلم ،وبيت النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  في المسجد، فدل أن بيت علي  رضي الله عنه  كان فيه، وقد فسر ذلك ابن عمر أيضاً بقوله: لم يكن يكون في هذا المسجد غيرهما).

خفف به عن الأمـــــــــة:

روى ابن حبان في صحيحه (15: 391) رقم (6942) بسنده  عن علي بن أبي طالب قال: لما نزلت هذه الآية ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ﴾ قال: قال النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  لعلي:  يا علي مرهم أن يتصدقوا، قال: يارسول الله بكم؟ قال: بدينار، قال: لا يطيقونه، قال: فبنصف دينار، قال: لايطيقونه، قال: فبكم؟ قال: بشعيرة، قال: فقال النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  لعلي: إنك لزهيد، قال: فأنزل الله: ﴿ أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ﴾ قال: فكان علي يقول: بي خفف
عن هذه الأمة.

وقد عقد ابن بلبان في ترتيبه لأحاديث صحيح ابن حبان لهذه الرواية
باباً بعنوان: (ذكر تخفيف الله جل وعلا عن هذه الأمة بعلي بن أبي طالب  رضي الله عنه  الصدقة بين يدي نجواهم).

ومع تخفيف الله تعالى به عن الأمة، فقد اختص بالعمل بهذه الآية:فلم يعمل بها أحد قبله، ولن يعمل بها أحد بعده، مع كونها لم تنسخ إلا بعد عشرة أيام([60])، فقد روى الحاكم في المستدرك  على الصحيحين (2: 524) رقم (3794) بسنده عن علي بن أبي طالب  رضي الله عنه : إن في كتاب الله لآية ما عمل بها أحد ولا يعمل بها بعدي أحد: آية النجوى ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَةً ﴾ قال: كان عندي دينار فبعته بعشرة دراهم فناجيت النبي  صلى الله عليه وآله وسلم ، فكنت كلما ناجيت النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  قدمت بين يدي نجواي درهماً،ثم نسخت فلم يعمل بها أحد، فنزلت: ﴿ أَأَشْفَقْتُمْ أَن تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ﴾  [المجادلة: من الآية13] .

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه.

وعلق الذهبي في التلخيص بقوله: على شرط البخاري ومسلم.

وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (11: 81): ( وأخرج سفيان بن عيينة في جامعه عن عاصم الأحول قال: لما نزلت كان لا يناجي النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  أحد إلا تصدق فكان أول من ناجاه علي بن أبي طالب فتصدق بدينار، ونزلت الرخصة:{فَإِذْ لَمْ تَفْعَلُوا وَتَابَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ}[المجادلة:13] وهذا مرسل رجاله ثقات.

وجاء مرفوعاً على غير هذا السياق عن علي أخرجه الترمذي وابن حبان وصححه وابن مردويه من طريق علي بن علقمة عنه قال: لما نزلت هذه الآية...

وأخرج ابن مردويه من حديث سعد بن أبي وقاصله شاهداً).

وبعد أن ذكر الشيخ الحويني بعض طرقه في تحقيقه للخصائص (94) قال: (وبه يثبت الحديث).

     دعاء النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  له بما يدعو لنفسه:

     روى ابن أبي عاصم في كتابه "السنة" (2: 596) رقم (1313) بسنده عن علي عليه السلام قال: وجعت وجعاً فأتيت النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  فأنامني في مكانه، وقام يصلي فألقى علي طرف ثوبه، فصلى ما شاء الله، ثم قال: (يا ابن أبي طالب قد برئت فلا بأس عليك، ما سألت الله عز وجل شيئاً إلا سألت لك مثله، ولا سألت الله شيئاً إلا أعطانيه، إلا أنه قال لي: لا نبي بعدك).

     قال القاضي: لا أعرف في فضيلة علي حديثاً أفضل منه.

صححه الحافظ  ابن جرير الطبري فيما نقل العلامة المتقي الهندي في كتابه كنز العمال  رقم (36513).

ذو قرنيهـــا:

روى الحاكم في المستدرك (3: 133) رقم (4623) بسنده عن علي  رضي الله عنه  قال: قال  لي رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  يا علي: إن لك كنزاً في الجنة، وإنك ذو قرنيها...

قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وعلق الذهبي في التلخيص بقوله: صحيح.

وصححه ابن حبان  بإيراده له في  صحيحه (12: 381) رقم (5570).

وأورده الضياء المقدسي ضمن الأحاديث الصحيحة التي اختارها في كتابه: "الأحاديث المختارة" (2: 108- 109) رقم (482) و (483).

وقال محقق المختارة الشيخ دهيش: إسناده حسن.

وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط في تخريج مسند أحمد (2: 466) رقم (1373): (حسن لغيره).

وصححه القاضي عياض حيث أورده في كتابه مشارق الأنوار على صحاح الآثار (2: 348).

وقد كان مولانا علي بن أبي طالب رضوان الله وسلامه عليه، يعرض بأنه مثل ذي القرنين: فيقول مثلاً ما رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (16: 569) رقم (32576) حدثنا وكيع، عن بسام، عن أبي الطفيل، عن علي  قال: كان رجلاً صالحاً, ناصح الله فنصحه فضرب على قرنه الأيمن فمات فأحياه الله، ثم ضرب على قرنه الأيسر فمات فأحياه الله، وفيكم مثله.

والسند صحيح.

 فـــــــــــــــائـدة:

قال البوصيري في مختصر إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (9: 173) بعد أن ذكر الرواية برقم (7422): قوله  صلى الله عليه وآله وسلم : "وإنك ذو قرنيها"  أي:

    ذو قرني هذه الأمة وذلك ؛ لأنه كان له شجتان في قرن رأسه إحداهما: من ابن ملجم- لعنه الله- والأخرى: من عمرو بن ود.
    وقيل: معناه أنك ذو قرني الجنة أي ذو طرفيها. وقيل غير ذلك ذكره المنذري مطولاً في أول النكاح ).

وقال القاضي عياض في كتابه مشارق الأنوار على صحاح الآثار
(2: 348) وإنك ذو قرنيها:

    قيل:  يعني ذو طرفي الجنة والهاء عائدة عليها.
    وقيل: ملكها الأعظم أي لك ملك جميع الجنة كما ملك ذو القرنين جميع الأرض.
    وقيل: عائدة على الأمة وهي إشارة إلى أنك فيها مثل ذي القرنين في أمته؛ لأنه قيل: إنه دعا قومه فضربوه على قرنيه مرة بعد أخرى، فمات فأحياه الله تعالى، وعلي ضربه ابن ملجم على قرنه، والأخرى على قرنه الآخر يوم الخندق.
    وقيل: ذو قرنيها كبشها وفارسها يعني الأمة.

وقال الكلاباذي في بحر الفوائد المسمى بمعاني الأخبار (1: 347):
(يجوز أن يكون معنى قوله: (إنك ذو قرنيها) أي أنت ملكها المخصوص بالملك الأكبر، وإن لك ملكاً في الجنة كلها كما كان ذو القرنين مخصوصاً بملك الأرض كلها، يضرب من مشرقها إلى مغربها، قال الله تعالى: ﴿حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ﴾ الآية، وقال: ﴿حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ﴾  فأخبر الله تعالى أنه بلغ مغربها ومطلعها، وقال: ﴿إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الْأَرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَباً﴾.

فأخبر أنه ملك الأرض كلها يضرب من أولها إلى آخرها، فكذلك علي  رضي الله عنه  له في الجنة ملك هو مخصوص به من بين سائر الملوك، فإن في الجنة ملوكاً كما أن في الدنيا ملوكاً، قال النبي  صلى الله عليه وآله وسلم : « ألا أنبئكم بملوك أهل الجنة » قالوا: بلى قال: « كل أشعث أغبر ذي طمرين لا يؤبه به، لو أقسم على الله تعالى لأبره»

وقال النبي  صلى الله عليه وآله وسلم : « إن من أهل الجنة كل أشعث أغبر ذي طمرين، لا يؤبه به، الذين إذا استأذنوا على الأمراء لم يؤذن لهم، حوائج أحدهم تلجلج في صدره، لو قسم نوره يوم القيامة بينهم لوسعهم».

ثم ساق بسنده عنه  صلى الله عليه وآله وسلم : « أن في الجنة ملوكاً، وعلي من أكبرهم ملوكاً، وإنه ممن له ملك في الجنة كلها، كما كان لذي القرنين ملك في الأرض كلها»
قال الله عز وجل: { وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنْ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ}[الزمر: 74].

أخبر أن من أهل الجنة من ينزل منها حيث يشاء، وسائر أهل الجنة لهم درجات معلومة ومساكن معروفة.

وقال النبي  صلى الله عليه وآله وسلم : ( إن من أهل الجنة من له كذا، ومن له كذا ) فأخبر أن ملك علي منها وفيها ليس بملك محدد ومنته ـ ولكن ملكه في جميع الجنة يتبوأ منها حيث يشاء).

ويشهد لمعنى أنه علياً عليه السلام ملك من أكابر ملوك الجنة:

ما سبق من أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منها، وقد ذكرناه في الباب الثاني من كتابنا هذا تحت عنوان (لهم السيادة على أهل الجنة ) فراجع.

وما ورد من أنه من سادات الجنة وسيأتي ذكره في الباب الأخير عند الحديث عن فضائل المهدي تحت عنوان: (من سادات الجنة).

ردت له الشــــمس:

قد عقد الحافظ الهيثمي في كتابه مجمع الزوائد ومنبع الفوائد  (8: 524) باباً بعنوان: (باب حبس الشمس له  صلى الله عليه وآله وسلم  ) .

وذكر فيه الروايات التالية:

رقم (14095): عن جابر أن رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  أمر الشمس فتأخرت ساعة من نهار . وقال: رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن.

ورقم (14096): وعن أسماء بنت عميس أن رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  صلى الظهر بالصهباء، ثم أرسل علياً في حاجة، فرجع وقد صلى النبي  صلى الله عليه وآله وسلم   العصـر، فوضع النبي  صلى الله عليه وآله وسلم   رأسه في حجر علي فنام، فلم يحركه حتى غابت الشمس، فقال: " اللهم إن عبدك علياً احتبس بنفسه على نبيه فرد عليه الشمس ".

قالت أسماء:فطلعت عليه الشمس حتى وقفت على الجبال وعلى الأرض، وقام علي فتوضأ وصلى العصر ثم غابت في ذلك بالصهباء .

ورقم (14097): وفي رواية عنها أيضاً قالت: كان رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  إذا نزل عليه الوحي يكاد يغشى عليه، فأنزل عليه يوماً وهو في حجر علي، فقال له رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم : صليت العصر قال: لا يا رسول الله، فدعا الله فرد عليه الشمس حتى صلى العصر.

قالت: فرأيت الشمس طلعت بعدما غابت حين ردت حتى صلى العصر .

قال الهيثمي: رواه كله الطبراني بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح عن إبراهيم بن حسن وهو ثقة وثقه ابن حبان وفاطمة بنت علي بن أبي طالب
لم أعرفها.

ونقل الشيخ الحوت في أسني المطالب في أحاديث مختلفة المراتب (1:152) رقم (709) تصحيحه عن الطحاوي والقاضي عياض.

 وقد أورد الحافظ العراقي رواية أسماء وحسن إسنادها فقال في كتابه طرح التثريب (8: 80): (وروى الطبراني في معجمه الكبير بإسناد حسن أيضاً عن أسماء بنت عميس ...) فذكره.

وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (6: 221): (وقع في الأوسط للطبراني من حديث جابر أن النبي  صلى الله عليه وآله وسلم   أمر الشمس فتأخرت ساعة من نهار وإسناده حسن، ووجه الجمع أن الحصـر محمول على ما مضى للأنبياء قبل نبينا  صلى الله عليه وآله وسلم  فلم تحبس الشمس إلا ليوشع، وليس فيه نفي أنها تحبس بعد ذلك لنبينا  صلى الله عليه وآله وسلم ، وروى الطحاوي والطبراني في الكبير والحاكم والبيهقي في الدلائل عن أسماء بنت عميس أنه  صلى الله عليه وآله وسلم  دعا لما نام على ركبة علي ففاتته صلاة العصر فردت الشمس حتى صلى علي ثم غربت، وهذا أبلغ في المعجزة، وقد أخطأ ابن الجوزي بإيراده له في الموضوعات، وكذا ابن تيمية في كتاب الرد على الروافض في زعم وضعه والله أعلم).

وممن صحح حديث رد الشمس: الحافظ أبو الفتح الأزدي، نقله عنه ابن حجر ضمن ترجمته له من لسان الميزان (5: 139) بقوله: (وصحح رد الشمس على علي).

وقال الإمام الرازي في تفسيره عند تفسير سورة الكوثر: (وأما سليمان فإن الله تعالى رد له الشمس مرة، وفعل ذلك أيضاً للرسول حين نام ورأسه في حجر علي فانتبه وقد غربت الشمس، فردها حتى صلى، وردها مرة أخرى لعلي فصلى العصر في وقته).

وقد نقل القرطبيُ فيتفسيره (15: 172) حديث أسماء عن الطحاوي من طريقين وقال: (قال الطحاوي: وهذان الحديثان ثابتان، ورواتهما ثقات).

وقال السيوطي في الدرر المنتثرة في الأحاديث المشتهرة (23): (أخرجه ابن منده وابن شاهين من حديث أسماء بنت عميس، وابن مردويه من حديث أبي هريرة، وإسنادهما حسن، وممن صححه الطحاوي والقاضي عياض، وقد ادعى ابن الجوزي أنه موضوع فأخطأ كما بينته في مختصر الموضوعات وفي  التعقبات).

وأورده السيوطي في الخصائص الكبرى (2: 126) فقال: (باب رد الشمس بعد غروبها لعلي  رضي الله عنه : أخرج ابن مندة وابن شاهين والطبراني بأسانيد بعضها على شرط الصحيح...).

وقال السيوطي أيضاً في الحاوي للفتاوي (2: 49): (حديث دعا الله أن يرد الشمس على عليّ بن أبي طالب في خيبر فطلعت بعد ما غربت، هذا ثابت وله طرق كثيرة، استوعبتها في التعقبات على موضوعات ابن الجوزي).

وقال ابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة (2: 375): (ومن كراماته الباهرة: أن الشمس ردت عليه لما كان رأس النبي في حجره ...

 وحديث ردها صححه الطحاوي والقاضي في الشفاء، وحسنه شيخ الإسلام أبو زرعة، وتبعه غيره، وردوا على جمع قالوا: إنه موضوع).

وقال ابن عراق في تنزيه الشريعة (1: 379): (ثم الحديث صرح بتصحيحه جماعة من الأئمة والحفاظ منهم: الطحاوى، وللسيوطى جزء فى تتبع طرق هذا الحديث، وبيان حاله سماه كشف اللبس فى حديث رد الشمس وختمه بقوله: ومما يشهد لصحة ذلك قول الشافعى  رضي الله عنه  وغيره: ما أوتي نبي معجزة إلا أوتي نبينا نظيرها أو أبلغ منها، وقد صح أن الشمس حبست على يوشع ليالي قاتل الجبارين، فلابد أن يكون لنبينا نظير ذلك، فكانت هذه القصة نظير تلك.

( قلت ): وممن صرح بذلك جازماً به الإمام حازم القرطاجى فقال فى مقصورته: ( والشمس ما ردت لغير يوشع     لما غزا ولعلي إذ غفا )

وقد ألف في الحديث وطرقه جماعة كثيرة من العلماء منهم:

الحافظ الشهير بابن مردويه، والـحافظ الحسكاني كما في ترجمته من كتاب تذكرة الـحفاظ.

وأبـو الـفـتح محمد بن الحسـين الأزدي, كما في ترجمته من  لسان الميزان.

ومنهم الحافظ السيوطي.

ومنهم: أبو بكر الوراق، وأبوعبد الله محمد بن يوسف الدمشقي الصالحي، وغيرهم.

الساقي على الحوض:

في السنة للخلال (2: 349) رقم (464): أخبرني حرب بن إسماعيل الكرماني قال: قلت لإسحاق يعني ابن راهويه: قول النبي لعلي:أنت عوناً لي على عقر حوضي؟ قال: هو في الدنيا، يذود عنه، ويدعو إليه، ويبين لهم، ونحو ذلك من الكلام إلا أنه في الدنيا.

فالحديث صحيح عند الإمام إسحاق بن راهويه، وإن كان أول معناه، بما لا يوافق عليه، لكن التأويل فرح الثبوت والتصحيح، وإلا لقال: لايثبت.

وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (10: 667) رقم (18485): وعن أبي هريرة وجابر بن عبد الله قالا: قال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم : علي بن أبي طالب صاحب حوضي يوم القيامة، فيه أكواب كعدد نجوم السماء، وسعة حوضي ما بين الجابية إلى صنعاء.

قال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط، وفيه ضعفاء وثقوا.

وفي الباب أحاديث في هذا المعنى  - لا تخلوا من ضعف- نذكرها من باب الشواهد:

حــــديث أنسرضي الله عنه :

رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (14: 98) رقم (7441) بسنده عن  أنس بن مالك قال: بعثني رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  إلى أبي برزة الأسلمي فقال له وأنا أسمعه: أيا أبا برزة إن رب العالمين تعالى عهد إليَّ في علي بن أبي طالب عهداً فقال: علي راية الهدى، ومنار الإيمان، وإمام أوليائي، ونور جميع من أطاعني، يا أبا برزة علي بن أبي طالب معي غداً في القيامة على حوضي، وصاحب لوائي، ومعي غداً على مفاتيح خزائن جنة ربي.

حــــديث أبي سعيدرضي الله عنه :

في فضائل الصحابة (2: 661) رقم  (1127) بسنده عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم : أعطيت في علي خمساً هن أحب إلي من الدنيا وما فيها: أما واحدة فهو تكاي بين يدي الله عز وجل حتى يفرغ من الحساب، وأما الثانية فلواء الحمد بيده، آدم عليه السلام ومن ولد تحته، وأما الثالثة فواقف على عقر حوضي يسقي من عرف من أمتي، وأما الرابعة فساتر عورتي ومسلمي إلى ربي عز وجل، وأما الخامسة فلست أخشى عليه أن يرجع زانياً بعد إحصان ولا كافراً بعد إيمان.

ورواه أبو نعيم في حلية الأولياء (10: 211) بسنده عن أبي سعيد الخدري عن النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  بلفظ: أعطيت في علي خمساً: أما إحداها فيوارى عورتي، والثانية: يقضى ديني، والثالثة: أنه متكئي في طول الموقف، والرابعة: فإنه عوني على حوضي، والخامسة: فإني لا أخاف عليه أن يرجع كافراً.

 

حـــــديث عليرضي الله عنه :

في كنز العمال رقم (36476) بسنده عن علي بن أبي طالب قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم : يا علي إني سألت ربي عز وجل فيك خمس خصال، فأعطاني: أما الأولى فإني سألت ربي أن تنشق عني الأرض، وأنفض التراب عن رأسي وأنت معي، وأما الثانية: فسألته أن يوفقني عند كفة الميزان وأنت معي فأعطاني، وأما الثالثة: فسألته أن يجعلك حامل لوائي - وهو لواء الله الأكبر عليه المفلحون والفائزون بالجنة –فأعطاني، وأما الرابعة: فسألت ربي أن تسقي أمتي من حوضي فأعطاني، وأما الخامسة: فسألت ربي أن يجعلك قائد أمتي إلى الجنة فأعطاني، فالحمد لله الذي من به علي.

ســـــبه سب لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :

روى الحاكم في المستدرك (3: 130) رقم (4615) عن أبي عبد الله الجدلي قال: دخلت على أم سلمة  رضي الله عنه ا  فقالت لي: أيسب رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  فيكم؟ فقلت: معاذ الله أو سبحان الله أو كلمة نحوها فقالت: سمعت رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  يقول:من سب علياً فقد سبني.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وقد رواه بكير بن عثمان البجلي عن أبي إسحاق بزيادة ألفاظ.

وعلق الذهبي في التلخيص بقوله: صحيح.

وقد أورده الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (9: 175) وقال: (رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير أبي عبد الله الجدلي، وهو ثقة).

ووافقه الشوكاني في در السحابة.

وقال المناوي في التيسير بشرح الجامع الصغير (2: 817): (وإسناده صحيح)([61]).

وقد أورده الحافظ ابن الأثير الجزري في كتابه مناقب الأسد الغالب
(ص 9) رقم (13) الذي شرط فيه أن لا يذكر إلا ما تواتر أو صح أو حسن من الروايات([62]).

و من المعاصـــــــرين:

    قال الشيخ مصطفى العدوي في الصحيح المسند من فضائل الصحابة (121): (صحيح).
    وقال الشيخ شعيب في تحقيقه لمسند أحمد: (إسناده صحيح).
    وقال الشيخ وصي الله عباس في تحقيقه لفضائل الصحابة:(إسناده صحيح).
    وقال الشيخ أبو إسحاق الحويني في تحقيق خصائص علي (79):
    (إسناده صحيح).

ولعل مما يتعلق بهذا ما في مسند أبي يعلى (2: 114) رقم (777) بسنده عن أبي بكر بن خالد بن عرفطة أنه أتى سعد بن مالك فقال: بلغني أنكم تعرضون علي سب علي بالكوفة فهل سببته؟ قال: معاذ الله! والذي نفس سعد بيده لقد سمعت من رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  يقول في علي شيئاً لو وضع المنشار على مفرقي ما سببته أبداً.

ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (9: 175) رقم (14739) وقال: (رواه أبو يعلى وإسناده حسن).

 

 

 

 

 

 

سد الأبواب إلا بابه:

لقد تعددت الروايات في ذلك حتى عده من المتواتر غير واحد، منهم:

- السيوطي في غير موضع منها قوله في كتابه "الحاوي للفتاوي" (2: 16): (قد ثبت بهذه الأحاديث الصحيحة بل المتواترة أنه  صلى الله عليه وآله وسلم  منع من فتح باب شارع إلى مسجد، ولم يأذن في ذلك لأحد ولا لعمه العباس ولا لأبي بكر إلا لعلي).

- والكتاني  في نظم المتناثر (203-204) رقم (229).

وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري  (7: 14):

( تنبيــــــــــــــه:

جاء في سد الأبواب التي حول المسجد أحاديث يخالف ظاهرها حديث الباب منها:

-   حديث سعد بن أبي وقاص قال: أمرنا رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  بسد الأبواب الشارعة في المسجد، وترك باب علي. أخرجه أحمد والنسائي وإسناده قوي([63]).

-   وفي رواية للطبراني في الأوسط رجالها ثقات من الزيادة فقالوا: يا رسول الله سددت أبوابنا فقال: ما أنا سددتها، ولكن الله سدها.

-   وعن زيد بن أرقم قال: كان لنفر من الصحابة أبواب شارعة في المسجد فقال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم : سدوا هذه الأبواب إلا باب علي فتكلم ناس في ذلك، فقال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم : إني والله ما سددت شيئاً، ولا فتحته، ولكن أمرت بشيء فاتبعته. أخرجه أحمد والنسائي والحاكم ورجاله ثقات([64]).

-  وعن ابن عباس قال: أمر رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  بأبواب المسجد فسدت، إلا باب علي وفي رواية: وأمر بسد الأبواب غير باب علي، فكان يدخل المسجد وهو جنب ليس له طريق غيره. أخرجهما أحمد والنسائي ورجالهما ثقات([65]).

-  وعن جابر بن سمرة قال: أمرنا رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  بسد الأبواب كلها غير باب علي، فربما مر فيه وهو جنب أخرجه الطبراني.

-   وعن ابن عمر قال: كنا نقول في زمن رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم : رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  خير الناس، ثم أبو بكر، ثم عمر، ولقد أعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال لأن يكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم: زوجه رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  ابنته، وولدت له، وسد الأبواب إلا بابه في المسجد،  وأعطاه الراية يوم خيبر أخرجه أحمد وإسناده حسن([66])

-   وأخرج النسائي من طريق العلاء بن عرار بمهملات قال: فقلت لابن عمر: أخبرني عن علي وعثمان؟ فذكر الحديث وفيه: وأما علي فلا تسأل عنه أحداً وانظر إلى منزلته من رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  قد سد أبوابنا في المسجد وأقر بابه ورجاله رجال الصحيح إلا العلاء وقد وثقه يحيى بن معين وغيره.

 وهذه الأحاديث يقوي بعضها بعضاً، وكل طريق منها صالح للاحتجاج فضلاً عن مجموعها). انتهى كلام ابن حجر.

وقال ابن حجر العسقلاني في القول المسدد (16) عن حديث "سدوا الأبواب إلا باب علي": (هو حديث مشهور له طرق متعددة، كل طريق منها على انفرادها، لا تقصر عن رتبة الحسن، ومجموعها مما يقطع بصحته على طريقة كثير من أهل الحديث).

وفي الباب روايات أخرى غير ما سبق في كلام الحافظ ابن حجر ننقلها من مجمع الفوائد مع أحكام الهيثمي عليها:

ففي مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (9: 149- 151):

(رقم (14672): وعن عبد الله بن الرقيم الكناني قال: خرجنا إلى المدينة زمن الجمل فلقينا سعد بن مالك بها فقال:  أمر رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  بسد الأبواب الشارعة في المسجد وترك باب علي.

 رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في الأوسط وزاد: قالوا: يا رسول الله سددت أبوابنا كلها إلا باب علي قال: " ما أنا سددت أبوابكم ولكن الله سدها " . وإسناد أحمد حسن.

ورقم (14673): وعن علي بن أبي طالب قال: أخذ رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  بيدي فقال: إن موسى سأل ربه أن يطهر مسجده بهارون وإني سألت ربي أن يطهر مسجدي بك وبذريتك، ثم أرسل إلى أبي بكر: " أن سد بابك "  فاسترجع ثم قال: سمعاً وطاعة فسد بابه، ثم أرسل إلى عمر، ثم أرسل إلى العباس بمثل ذلك، ثم قال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم : " ما أنا سددت أبوابكم وفتحت باب علي، ولكن الله فتح باب علي وسد أبوابكم "

رواه البزار وفي إسناده من لم أعرفه.

ورقم (14674): وعن علي قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم : انطلق فمرهم فليسدوا أبوابهم، فانطلقت فقلت لهم ففعلوا إلا حمزة فقلت: يا رسول الله قد فعلوا إلا حمزة، فقال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم : " قل لحمزة فليحول بابه "، فقلت: إن رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  يأمرك أن تحول بابك، فحوله، فرجعت إليه وهو قائم يصلي فقال: " ارجع إلى بيتك ".

رواه البزار وفيه ضعفاء وقد وثقوا.

ورقم (14675): وعن العلاء بن العرار قال: سئل ابن عمر عن علي وعثمان فقال: أما علي فلا تسألوا عنه انظروا إلى منزله من رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  فإنه سد أبوابنا في المسجد وأقر بابه، وأما عثمان فإنه أذنب يوم التقى الجمعان ذنباً عظيماً فعفا الله عنه، وأذنب فيكم ذنباً دون ذلك فقتلتموه.

رواه الطبراني في الأوسط وفيه من لم أعرفه.

ورقم (14677): وعن ابن عباس قال: لما أخرج أهل المسجد وترك علياً قال الناس في ذلك فبلغ النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  فقال: " ما أنا أخرجتكم من قبل نفسي ولا أنا تركته ولكن الله أخرجكم وتركه إنما أنا عبد مأمور ما أمرت به فعلت ﴿ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ ﴾[الأحقاف: 9].

رواه الطبراني وفيه جماعة اختلف فيهم.

ورقم (14678): وعن محمد بن علي عن إبراهيم بن سعد عن أبيه وعن محمد بن علي مرسلاً قال: كان قوم عند النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  فجاء علي، فلما دخل علي خرجوا، فلما خرجوا تلاوموا فقال بعضهم لبعض: والله ما أخرجنا، فارجعوا فقال النبي  صلى الله عليه وآله وسلم : " والله ما أدخلته وأخرجتكم ولكن الله أدخله وأخرجكم "

رواه البزار ورجاله ثقات). انتهى النقل من مجمع الزوائد.

وأورد الإمام السيوطي طرق الحديث وتكلم عنها، في كتابه اللآلي المصنوعة ثم قال في (1: 320): (فهذه الطرق المتظافرة بروايات الثقات تدل على أن الحديث صحيح دلالة قوية، وهذه غاية نظر المحدث، وأما كون المتن معارضاً للمتن الثابت في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري فليس كذلك، ولا معارضة بينهما) ثم ساق وجه الجمع، وسيأتي.

وقال الإمام الشوكاني في الفوائد المجموعة (ص 366) عن الحديث: (وبالجملة فالحديث ثابت، لا يحل لمسلم أن يحكم ببطلانه، وله طرق كثيرة جداً قد أوردها صاحب اللآلىء، وقد صحح حديث زيد بن أرقم في المستدرك وكذلك الضياء في المختارة، وإعلاله بميمون غير صحيح فقد وثقه غير واحد، وصحح له الترمذي، وأما حديث ابن عمر فقد رواه أحمد في المسند بإسناد رجاله ثقات، وليس فيه هشام بن سعد، والكلام على رد ما قاله ابن الجوزي يطول، وفيما ذكرناه كفاية إن شاء الله تعالى).

فــــــــــــــــــــائـدة:

قال الحافظ ابن حجر  عقب كلامه المنقول قريباً: (وقد أورد ابن الجوزي هذا الحديث في الموضوعات أخرجه من حديث سعد بن أبي وقاص وزيد بن أرقم وابن عمر مقتصراً على بعض طرقه عنهم، وأعله ببعض من تكلم فيه من رواته وليس ذلك بقادح لما ذكرت من كثرة الطرق، وأعله أيضاً بأنه مخالف للأحاديث الصحيحة الثابتة في باب أبي بكر وزعم أنه من وضع الرافضة قابلوا به الحديث الصحيح في باب أبي بكر انتهى.

وأخطأ في ذلك خطاً شنيعاً فإنه سلك في ذلك رد الأحاديث الصحيحة بتوهمه المعارضة مع أن الجمع بين القصتين ممكن.

وقد أشار إلى ذلك البزار في مسنده فقال: ورد من روايات أهل الكوفة بأسانيد حسان في قصة علي، وورد من روايات أهل المدينة في قصة أبي بكر، فإن ثبتت روايات أهل الكوفة فالجمع بينهما بما دل عليه حديث أبي سعيد الخدري، يعني الذي أخرجه الترمذي أن النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  قال: لا يحل لأحد أن يطرق هذا المسجد جنباً غيري وغيرك، والمعنى أن باب علي كان إلى جهة المسجد ولم يكن لبيته باب غيره فلذلك لم يؤمر بسده.

ويؤيد ذلك: ما أخرجه إسماعيل القاضي في أحكام القرآن من طريق المطلب بن عبد الله بن حنطب أن النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  لم يأذن لأحد أن يمر في المسجد وهو جنب إلا لعلي بن أبي طالب لأن بيته كان في المسجد.

ومحصل الجمع:أن الأمر بسد الأبواب وقع مرتين: ففي الأولى استثنى علي لما ذكره، وفي الأخرى استثنى أبو بكر، ولكن لا يتم ذلك إلا بأن يحمل ما في قصة علي على الباب الحقيقي وما في قصة أبي بكر على الباب المجازي، والمراد به الخوخه كما صرح به في بعض طرقه وكأنهم لما أمروا بسد الأبواب سدوها، وأحدثوا خوخاً يستقربون الدخول إلى المسجد منها، فأمروا بعد ذلك بسدها.

فهذه طريقة لا بأس بها في الجمع بين الحديثين، وبها جمع بين الحديثين المذكورين:

-  أبو جعفر الطحاوي في مشكل الآثار، وهو في أوائل الثلث الثالث منه.

-  وأبو بكر الكلاباذي في معاني الأخبار، وصرح بأن بيت أبي بكر كان له
    باب من خارج المسجد وخوخة إلى داخل المسجد وبيت علي لم يكن له
     باب إلا من داخل المسجد، والله أعلم).

سيد العرب:

روى الحاكم في المستدرك على الصحيحين (3:  133- 134) رقم (4625) بسنده عن سعيد بن جبير عن عائشة  رضي الله عنه ا : أن النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  قال: أنا سيد ولد آدم و علي سيد العرب.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وفي إسناده عمر بن الحسن وأرجو أنه صدوق، ولولا ذلك لحكمت بصحته على شرط الشيخين.

وله شاهد من حديث عروة عن عائشة:

(بسنده) عن عروة عن عائشة  رضي الله عنه ا  قالت: قال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم : ادعوا لي سيد العرب فقلت: يا رسول الله ألست سيد العرب؟ قال:أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب.

و له شاهد آخر من حديث جابر  رضي الله عنه :

 قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم : ادعوا لي سيد العرب فقالت عائشة  رضي الله عنه ا : ألست سيد العرب يا رسول الله؟ فقال: أنا سيد ولد آدم و علي سيد العرب.

فــــــــــــــــــــائـدة:

في المنتخب من علل الخلال:

( 118- قال: وسمعت أبا عبدالله ذُكر له: عن أبي عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن عائشة، أن النبي  صلى الله عليه وآله وسلم قال: أنا سيد ولد آدم، وعلي سيد العرب، فأنكره إنكار شديداً!

قلت لأبي عبدالله: رواه ابن الحماني فأنكره الناس عليه، فإذا غيره قد رواه.

قال: من؟ قلت: ذاك الحراني أحمد بن عبدالملك قال: هكذا ! كأنه يتعجب، ثم قال: أنت سمعته منه؟ .

قلت: سمعته وهو يقول في هذا، قلت له: إن ابن الحماني قد رواه، قال: فما تنكرون عليَّ، وقد رواه الحماني ولم يحدثنا به).

أقول: فيكون لهذا الحديث طريق صحيح هو: أحمد بن عبد الملك الحراني عن أبي عوانة عن أبي بشر عن ابن جبير عن عائشة.

وقد رواه دون أن يسمعه من الحماني، وهذا مفاد قوله (ما تنكرون عليّ، وقد رواه الحماني ولم يحدثنا به) فتكون متابعة له على الحديث، ويكون استنكار أحمد قد زال؛ لأنه كان استنكاراً لرواية الحماني.

فهذا مما يقوي حكم الحاكم بتصحيح حديث عائشة.

ثم إن بعضهم قد استنكر كون علي سيد العرب، مع أن هذا معنى ثابت في نفسه ولو لم يرد فيه حديث فكيف وقد جاء؟!

وبيانه:أن النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  قال كما في صحيح مسلم (4: 1782) رقم (2276): (إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل واصطفى قريشا من كنانة واصطفى من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم).

فبنو هاشم هم سادة العرب، وأفضلهم وسيدهم بعد النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  هو علي رضي الله عنه، فعلي سيد العرب.

بل قد ورد في علي رضي الله عنهما هو أبلغ من ذلك وانظر العنوان التالي.

وأما النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  فهو سيد ولد آدم كما قالت الرواية، بل سيد الكائنات .

 

سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين:

    في المستدرك (3: 148) رقم (4668) بسنده عن أسعد بن زرارة قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم :أوحي إليَّ في علي ثلاث: أنه سيد المسلمين، و إمام المتقين، وقائد الغر المحجلين.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

وقد رأيت لبعض العلماء استنكاراً شديداً لكون علي سيد المسلمين وإمام المتقين من حيث معناه، مع أنه يشهد لصحة معنى الحديث شواهد كثيرة، منها:

الشاهد الأول:ما تواتر من قوله: (من كنت مولاه فعلي مولاه) ومن معاني المولى: السيد، فمن كان النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  سيده فعلي سيده فهو إذا سيد المسلمين.

الشاهد الثاني:ما سبق من أن الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة وأبوهما خير منها، وقد ذكرناه في الباب الثاني من كتابنا هذا تحت عنوان (لهم السيادة على أهل الجنة ) فراجع.

الشاهد الثالث:ما ورد من أنه من سادات الجنة وسيأتي ذكره في الباب الأخير عند الحديث عن فضائل المهدي تحت عنوان: (من سادات الجنة).

الشاهد الرابع:ما سبق وأوردناه  تحت عنوان (أمير البررة).

  وحين تقول الرواية: سيد المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين، فالكلام قطعاً ناظر لأمة محمد  صلى الله عليه وآله وسلم  فنبينا محمد  صلى الله عليه وآله وسلم  غير داخل فيه بل هو سيدُ عليٍ وإمامه وقائده ونبيه، بل وقائد وسيد وإمام كل الأنبياء والمرسلين ومن تبعهم من أممهم أجمعين.

    وكون علي رضي الله عنه يسود المسلمين أو يؤم المؤمنين أو يقود الغر المحجلين فهو تشريف له من النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  وليس إلغاء للنبي  صلى الله عليه وآله وسلم  أو تقدماً عليه، بل هو للتشريف وبيان القرب.

   وهو من نحو ما كان يقع في الغزوات فقد كان النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  يعطيه الراية أو اللواء فيكون حاملاً للراية وليس في ذلك إلغاء للنبي  صلى الله عليه وآله وسلم  بل النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  فوق الجميع والراية المحمولة هي رايته وباسمه  صلى الله عليه وآله وسلم .

الصديق الأكــــــــــــــبر:

روى ابن ماجة في سننه (1: 44) رقم (120) بسنده عن علي أنه قال: أنا عبد الله وأخو رسوله  صلى الله عليه وآله وسلم ، وأنا الصديق الأكبر، لا يقولها بعدي إلا كذاب، صليت قبل الناس لسبع سنين([67]).

قال البوصيري في مصباح الزجاجة (1: 61) حديث رقم (49):

(هذا إسناد صحيح رجاله ثقات، رواه أبو بكر بن أبي شيبة في مسنده من طريق أبي سليمان الجهيني عن علي فذكره وزاد: «لا يقولها قبلي». ورواه محمد بن يحيى بن أبي عمر في مسنده من طريق أبي يحيى، عن علي بن أبي طالب بإسناده ومتنه وزاد في آخره: فقالها رجل فأصابته جُنةٌ».ورواه الحاكم في المستدرك وقال: صحيح على شرط الشيخين كما أفاد الذهبي في تلخيصه.

وفي الباب عن أبي ذر وسلمان وأبي ليلى الغفاري:

ففي مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (9: 124) رقم (14597): وعن أبي ذر وسلمان قالا: أخذ النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  بيد علي فقال: إن هذا أول من آمن بي وهذا أول من يصافحني يوم القيامة وهذا الصديق الأكبر، وهذا فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل، وهذا يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الظالمين.

رواه الطبراني والبزار عن أبي ذر وحده وقال فيه:  أنت أول من آمن بي  .

وقال فيه: والمال يعسوب الكفار .

وفيه عمرو بن سعيد المصري وهو ضعيف.

وقد أورد هذه الرواية عن أبي ذر وسلمان: الشوكاني في در السحابة (205) ونقدها بقوله: (بإسناد فيه عمر بن سعيد المصري، وفيه ضعف).

ثم قال (206): (وأخرجه الطبراني في الكبير بإسناد رجاله ثقات).

  وقال المناوي في فيض القدير (1: 49) مترجماً للإمام علي رضي الله عنه، جازماً ببعض صفاته:

(باب مدينة العلم، ربان سفينة الفهم، سيد الحنفاء، زين الخلفاء، ذي القلب العقول، واللسان والسؤال[68] بشهادة الرسول أمير المؤمنين (علي ) بن أبي طالب القائل فيه المصطفى: " من كنت مولاه فعلي مولاه " والقائل هو: لو شئت لأوقرت لكم من تفسير سورة الفاتحة سبعين وقراً، والقائل: أنا عبد الله وأخو رسوله والصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كاذب).

وممن أطلق على علي الصديق الأكبر: المناوي

وقد رمز السيوطي في كتابه الجامع الصغير بالحسن للحديث رقم (5149)

ولفظه:  الصديقون ثلاثة: حبيب النجار مؤمن آل يس الذي قال: " يا قوم اتبعوا المرسلين "، وحزقيل مؤمن آل فرعون الذي قال: " أتقتلون رجلا أن يقول ربي الله "،وعلي بن أبي طالب، وهو أفضلهم.

والحديث جاء من أكثر من طريق.

      وشرحه المناوي  في التيسير بشرح الجامع الصغير  (2: 205) بقوله:

( "الصديقون"  جمع صديق من أبنية المبالغة " ثلاثة حز قيل مؤمن آل فرعون وحبيب النجار صاحب آل يس وعلي بن أبي طالب " فهو صديق هذه الأمة الأعظم ولهذا قال أنا الصديق الأكبر لا يقولها غيري).

طاعته طاعة الله ورسوله ومعصيته معصيتهما:

عن أبي ذر  رضي الله عنه  قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  لعلي بن أبي طالب  رضي الله عنه : من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاعك فقد أطاعني، ومن عصاك فقد عصاني.

رواه الحاكم  من طريقين في موضعين من المستدرك:

الموضع الأول:  رواه في (3: 130) رقم (4617)  وقال: (هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه) وعلق الذهبي في التلخيص بقوله: صحيح.

الموضع الثاني:رواه  الحاكم في المستدرك (3: 139) رقم (4641) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.

طوبى لمن أحبـــــــــه:

روى الحاكم في المستدرك (3: 145) رقم (4657) عن  عمار بن ياسر  رضي الله عنه  يقول: سمعت رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  يقول لعلي: يا علي طوبى لمن أحبك وصدق فيك، وويل لمن أبغضك و كذب فيك.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

الفاروق بين الحق والباطل:

روى الطبراني في المعجم الكبير (6: 269) رقم (6184) بسنده  عن أبي ذر و عن سلمان قالا: أخذ رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  بيد علي  رضي الله عنه  فقال: (إن هذا أول من آمن بي، وأول من يصافحني يوم القيامة، وهذا الصديق الأكبر، وهذا فاروق هذه الأمة،  يفرق بين الحق والباطل، وهذا يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الظالم).

وله شاهد في مسند البزار (5: 304)في مسند أبي رافع  بسنده عن أبي ذر، عن النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  أنه قال لعلي بن أبي طالب:أنت أول من آمن بي، وأنت أول من يصافحني يوم القيامة، وأنت الصديق الأكبر، وأنت الفاروق تفرق بين الحق والباطل، وأنت يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب الكفار.

وقد أورد الشوكاني الرواية في در السحابة وقال (206): (وأخرجه الطبراني في الكبير بإسناد رجاله ثقات).

وعلى أن علي بن أبي طالب  رضي الله عنه  هو الفاروق بين الحق والباطل، تدل شواهد كثيرة، وأدلة وفيرة:

أفليس هو الذي مع القرآن والقرآن معه؟!

أوليس هو الذي مع الحق والحق معه؟!

أوليس الحق يدور معه حيث دار؟!

أوليس هو الذي لن يخرجكم من هدى ولن يدخلكم في ضلالة؟!

أوليس هو الهادي؟!              

أوليس هو العلامة الكبرى الفارقة بين النفاق والإيمان؟!

أوليس ..أوليس..الخ ([69]).

 

قاتله أشــــقى الآخــــــــرين:

الروايات في هذا كثيرة منها:

روى الإمام أحمد في المسند (30: 256) رقم (18321) ومن طريقه الحاكم في المستدرك (3: 151): بسنده  عن عمار بن ياسر قال: كنت أنا وعلي رفيقين في غزوة ذات العشيرة ... فيومئذ قال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  لعلي: يا أبا تراب؛ لما يرى عليه من التراب، قال: ألا أحدثكما بأشقى الناس رجلين؟ قلنا: بلى يا رسول الله، قال: أحيمر ثمود الذي عقر الناقة، والذي يضربك يا علي على هذه يعني قرنه حتى تبل منه هذه يعني لحيته.

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه بهذه الزيادة إنما اتفقا على حديث أبي حازم عن سهل بن سعد: قم أبا تراب.

وعلق الذهبي في التلخيص بقوله: على شرط مسلم.

وقد ذكرها السيوطي في تاريخ الخلفاء (1: 70) بقوله: (وأخرج أحمد والحاكم بسند صحيح... وقد ورد ذلك من حديث علي وصهيب وجابر بن سمرة وغيرهم).

لفظ آخـــر:

وفي المستدرك (3:122) رقم (4590): بسنده عن زيد بن أسلم أن: أبا سنان الديلي حدثه أنه عاد علياً  رضي الله عنه  في شكوى له أشكاها قال: فقلت له: لقد تخوفنا عليك يا أمير المؤمنين في شكواك هذه فقال: لكني والله ما تخوفت على نفسي منه؛ لأني سمعت رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  الصادق المصدوق يقول: إنك ستضرب ضربة هاهنا و ضربة هاهنا وأشار إلى صدغيه، فيسيل دمها حتى تختضب لحيتك، ويكون صاحبها أشقاها كما كان عاقر الناقة أشقى ثمود.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يخرجاه.

وأخرجه الضياء ضمن ما اختاره من الأحاديث الصحيحة في كتابه" الأحاديث المختارة (2: 404) رقم (792).

وراجع السلسلة الصحيحة للألباني.

وقال الإمام ابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة (2: 361): (أخرج أحمد والحاكم بسند صحيح عن عمار بن ياسر - فذكر الحديث ثم قال-

وروى الطبراني وأبو يعلى بسند رجاله ثقات إلا واحداً منهم فإنه موثق أيضاً أنه قال له يوماً: من أشقى الأولين؟ قال: الذي عقر الناقة يا رسول الله، قال: صدقت.

قال: فمن أشقى الآخرين؟ قال: لا علم لي يا رسول الله، قال: الذي يضربك على هذه، وأشار إلى يافوخه .

كان علي  رضي الله عنه  يقول لأهل العراق أي عند تضجره منهم: وددت أنه قد انبعث أشقاكم فخضب هذه يعني لحيته من هذه ووضع يده على مقدم رأسه).

وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري  (7: 74): (حديث جابر بن سمرة ... أخرجه الطبراني وله شاهد من حديث عمار بن ياسر عند أحمد، ومن حديث صهيب عند الطبراني، وعن علي نفسه عند أبي يعلى بإسناد لين، وعند البزاربإسناد جيد).

قلع باب خيبر وحـــــــده:

روى الإمام أحمد في المسند (48: 385) رقم (22738) بسنده عن أبي رافع مولى رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  قال: خرجنا مع علي حين بعثه رسول الله برايته، فلما دنا من الحصن خرج إليه أهله،  فقاتلهم فضربه رجل من يهود فطرح ترسه من يده، فتناول علي باباً كان عند الحصن فترس به نفسه، فلم يزل في يده وهو يقاتل، حتى فتح الله عليه، ثم ألقاه من يده حين فرغ، فلقد رأيتني في نفر معي سبعة أنا ثامنهم، نجهد على أن نقلب ذلك الباب فما نقلبه.

ذكره الحافظ ابن حجر في كتابه موافقة الخُبر الخَبر (16: 193)
وقال: (هذا حديث حسن، أخرجه أحمد هكذا، والحاكم في الإكليل، والبيهقي في الدلائل).

وقد ذكر الحافظ ابن حجر حديث أبي رافع السابق وعزاه لابن عساكر، ثم قال في فتح الباري (7: 478): (وللحاكم من حديث جابر أن علياً حمل الباب يوم خيبر، وأنه جرب بعد ذلك فلم يحمله أربعون رجلاً .

 والجمع بينهما:أن السبعة عالجوا قلبه، والأربعين عالجوا حمله، والفرق بين الأمرين ظاهر، ولو لم يكن إلا باختلاف حال الأبطال).

وذكر الحافظ في الإصابة في تمييز الصحابة (4: 567) أنه اجتمع على الباب سبعون رجلاً، وعزاه لعبد الله بن أحمد بن حنبل في المسند من حديث جابر.

وقد قواه الإمام الزركشي، ورد على من زعم غيرذلك في كتابه التذكرة في الأحاديث المشتهرة ص ( 166) فقال:

(الحديث السادس: أن علياً رضي الله عنه حمل باب خيبر

 زعم (بعض) العلماء أن هذا الحديث لا أصل له وإنما يروى عن رعاع الناس! وليس كما قال:

فقد أخرجه ابن إسحاق في سيرته عن أبي رافع وأن سبعة لم يقلبوه

 وأخرجه الحاكم من طرق منها عن أبي علي الحافظ  ثنا الهيثم بن خلف الدوري القائل فيه أبو بكر الإسماعيلي: أحد الأ ثبات، وقال أحمد بن كامل: كان كثير الحديث حافظاً لكتابه قال: ثنا إسماعيل بن موسى السدي، القائل فيه أحمد بن صالح: ليس به بأس، وقال ابن المطين وأبو حاتم: كان صدوقاً، ثنا المطلب بن زياد القائل فيه أحمد ويحيى: ثقة، ثنا ليث بن سليم وحديثه في مسلم وأثنى عليه غير واحد، ثنا أبو جعفر محمد بن علي بن حسين عن جابر أن علياً حمل الباب يوم خيبر، وأنه  جُرِب بعد ذلك فلم يحمله أربعون رجلاً.

 ومنها: ما رواه عن إسماعيل بن محمد بن الفضل ثنا جدي ثنا إبراهيم بن حمزة ثنا عبد العزيز بن محمد عن حرام بن عثمان عن أبي عتيق وابن جابر عن جابر أن علياً لما انتهى إلى الحصن اجتذب أحد أبوابه فألقاه  بالأرض فاجتمع عليه بعده سبعون رجلاً فكان جهدهم أن أعادوا الباب)

فائدة في الجمع بين الروايات:

جاء في حاشية كتاب الروضة الندية للإمام ابن الأمير الصنعاني ص (53) قول المعلقين على الكتاب جمعاً بين الروايات ما نصه: ( يفهم من سياق الروايات أن في القصة بابين: أحدهما الذي ترس به علي عليه السلام نفسه يقاتل به يوماً كاملاً لما انكسر ترسه، فلم يستطع الثمانية أنفار أن يقلبوه، والآخر باب الحصن الذي لم يستطع أربعون نفراً أن يحملوه، وهذا هو الأظهر.

أو يحمل على أن الباب واحد، وأن الثمانية حاولوا قلبه، والأربعون حاولوا حمله، كما أشار إليه الحافظ ابن حجر في الفتح).([70]).

كفايته الرمـــد والحــــر والبرد:

في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (9: 162) رقم (14706): عن علي قال: ما رمدت ولا صدعت منذ مسح رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  وجهي وتفل في عيني يوم خيبر حين أعطاني الراية.

 (قال الهيثمي) رواه أبو يعلى وأحمد باختصار، ورجالهما رجال الصحيح غير أم موسى، وحديثها مستقيم .

وقال الشوكاني في در السحابة (218): (رجاله رجال الصحيح).

وصححه الحافظ ابن جرير الطبري كما نقل عنه المتقي الهندي في كنز العمال  رقم (35468).

وفي مجمع الزوائد (9: 163) رقم (14707): وعن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال: خرج علينا علي بن أبي طالب في الحر الشديد وعليه ثياب الشتاء، وخرج علينا في الشتاء وعليه ثياب الصيف... فقال له علي: إن رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  كان بعثني وأنا أرمد فبزق في عيني ثم قال: " افتح عينيك "  ففتحتهما فما اشكيتهما حتى الساعة، ودعا لي فقال: " اللهم أذهب عنه الحر والبرد "  فما وجدت حراً ولا برداً حتى يومي هذا.

(قال الهيثمي) رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن([71]).

ووافقه الشوكاني في در السحابة (218).

وفي سنن ابن ماجة (1: 43) رقم (117) بسنده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه بنحوه، وزاد  قول النبي  صلى الله عليه وآله وسلم : (لأ بعثن رجلاً يحب الله ورسوله، ويحبه الله ورسوله ليس بفرار) فتشرف له الناس،  فبعث إلى علي فأعطاها أياه.

قال الشيخ الألباني: حسن .

وفي مسند البزار (1: 321) رقم (496) بسنده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه... قال علي: فإن رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  دعا أبا بكر، فعقد له اللواء ثم بعثه، فسار بالناس فانهزم، حتى إذا بلغ ورجع دعا عمر، فعقد له لواء فسار، ثم رجع منهزماً بالناس، فقال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم : لأعطين الراية رجلاً يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله، يفتح الله له، ليس بفرار، فأرسل إليَّ فدعاني فأتيته، وأنا أرمد لا أبصر شيئاً، فتفل في عيني وقال: اللهم أكفه ألم الحر والبرد، فما آذاني حر ولا برد بعد).

أورده الحافظ ابن حجر في مختصر زوائد البزار (2: 314- 315) وقال: (إسناده حسن).

ونقله المتقي الهندي في كنز العمال رقم (36388) ونقل تصحيح ابن جرير الطبري له.

له كــــــنز في الجنة:

روى الحاكم في المستدرك (3: 133) رقم (4623) بسنده عن علي  رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  يا علي: إن لك كنزاً في الجنة، وإنك ذو قرنيها، فلا تتبعن النظرة نظرة، فإن لك الأولى وليست لك الآخرة.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

وعلق الذهبي في التلخيص بقوله: صحيح.

وصححه ابن حبان  بإيراده له في  صحيحه (12: 381) رقم (5570).

وأورده الضياء المقدسي ضمن الأحاديث الصحيحة التي اختارها في كتابه: "الأحاديث المختارة"  (2: 108- 109) رقم (482) و (483).

وقال محقق المختارة الشيخ دهيش: إسناده حسن.

وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط في تخريج مسند أحمد (2: 466) رقم (1373): (حسن لغيره).

وفي بحر الفوائد المسمى بمعاني الأخيار (1: 348) للإمام الكلاباذي ما يفيد ثبوت ذلك لعلي عليه السلام فراجع.

 ما سبق بعلم ولا يدرك:

روى الإمام أحمد في مسنده (3: 246) رقم (1719) بسنده عن الحسن بن علي  رضي الله عنه  أنه خطب بعد مقتل علي  رضي الله عنه  فقال:لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه الأولون بعلم، ولا يدركه الآخرون، كان رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  يبعثه بالراية، جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله لا ينصرف حتى يفتح له.

قال أحمد شاكر في تحقيق المسند: إسناده صحيح.

وصححه ابن حبان بإيراده في صحيحه (15: 383) رقم (6936)

وقال شعيب الأرنؤوط في تحقيق ابن حبان: رجاله ثقات رجال الشيخين غير هبيرة بن يريم.

ورواه أحمد في المسند (3: 247) رقم (1720) وفضائل الصحابة
(1: 548) رقم (922)بلفظ: لقد فارقكم رجل بالأمس ما سبقه الأولون بعلم ولا أدركه الآخرون، إن كان رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  ليبعثه ويعطيه الراية فلا ينصرف حتى يفتح له، وما ترك من صفراء ولا بيضاء إلا سبع مائة درهم من عطائه كان يرصدها لخادم لأهله.

قال شعيب الأرنؤوط: حسن.

وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح.

وقال محقق فضائل الصحابة وصي الله عباس: إسناده صحيح.

وحسن الحديث الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة رقم (2496).

 محبه محب النبي صلى الله عليه وآله وسلم  ومبغضه مبغض النبي صلى الله عليه وآله وسلم :

جاء هذا المعنى في عدة روايات بعدة طرق، نشير لبعضها، فنقول:

حديث أم سلمةرضي الله عنه ا :

أورد الهيثمي في مجمع الزوائد (9: 180) رقم (14757): عن أم سلمة  رضي الله عنه ا قالت: أشهد أني سمعت رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  يقول: (من أحب علياً فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحب الله، ومن أبغض علياً فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله ).

وخرجها الهيثمي بقوله:  (رواه الطبراني وإسناده حسن).

وأوردها السيوطي في تاريخ الخلفاء (1: 70) فقال: (وأخرج الطبراني بسند صحيح...).

وقال ابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة  (2: 360): (أخرج الطبراني بسند حسن ...).

وأورده الألباني في السلسلة الصحيحة رقم (1299) وقال: (رواه المخلص في الفوائد المنتقاه بسند صحيح) ثم ذكر له بعض الشواهد.

حديث سلمانرضي الله عنه :

روى الحاكم في المستدرك (3: 141) رقم (4648) عن عوف بن أبي عثمان النهدي قال: قال رجل لسلمان: ما أشد حبك لعلي؟ قال: سمعت رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  يقول: من أحب علياً فقد أحبني، ومن أبغض علياً فقد أبغضني.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

وفي تعليق الذهبي في التلخيص قال: على شرط البخاري ومسلم.

وقال المناوي عن رواية سلمان هذه في  التيسير بشرح الجامع الصغير (2:751): (وإسناده حسن).

وصححه الشيخ مقبل الوادعي في الجامع الصحيح (4: 57) رقم (2464).

وفي مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (9: 179) رقم (14754): وعن سلمان أن النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  قال لعلي: محبك محبي ومبغضك مبغضي.

رواه الطبراني وفيه عبد الملك الطويل وثقه ابن حبان وضعفه الأزدي، وبقية رجاله وثقوا . ورواه البزار بنحوه.

حديث ابن عباس رضي الله عنهما :

وفي المستدرك (3: 138) رقم (4640) عن ابن عباس  رضي الله عنهما  قال: نظر النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  إلي فقال: يا علي أنت سيد في الدنيا سيد في الآخرة، حبيبك حبيبي وحبيبي حبيب الله، وعدوك عدوي وعدوي عدو الله، والويل لمن أبغضك بعدي.

 (قال الحاكم:) صحيح على شرط الشيخين: و أبو الأزهر بإجماعهم ثقة، وإذا تفرد الثقة بحديث فهو على أصلهم صحيح.

سمعت أبا عبد الله القرشي يقول: سمعت أحمد بن يحيى الحلواني يقول: لما ورد أبو الأزهر من صنعاء و ذاكر أهل بغداد بهذا الحديث أنكره يحيى بن معين فلما كان يوم مجلسه قال في آخر المجلس: أين هذا الكذاب النيسابوري الذي يذكر عن عبد الرزاق هذا الحديث؟ فقام أبو الأزهر فقال: هوذا أنا، فضحك يحيى بن معين من قوله وقيامه في المجلس، فقربه وأدناه، ثم قال له: كيف حدثك عبد الرزاق بهذا ولم يحدث به غيرك؟ فقال: اعلم يا أبا زكريا أني قدمت صنعاء وعبد الرزاق غائب في قرية له بعيدة، فخرجت إليه وأنا عليل فلما وصلت إليه سألني عن أمر خراسان فحدثته بها، وكتبت عنه وانصرفت معه إلى صنعاء، فلما ودعته قال لي: قد وجب علي حقك فأنا أحدثك بحديث لم يسمعه مني غيرك، فحدثني والله بهذا الحديث لفظاً فصدقه يحيى بن معين واعتذر إليه .

قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين، وأبو الأزهر بإجماعهم ثقة وإذا تفرد الثقة بحديث فهو على أصلهم صحيح .

والحديث رواه أيضاً أحمد بن حنبل في فضائل الصحابة (2: 642) رقم (1092) بسنده  عن ابن عباس قال: بعثني النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  إلى علي بن أبي طالب... فذكر الحديث بمثل رواية المستدرك.

وقال محقق الفضائل الشيخ وصي الله عباس: (رجال الإسناد ثقات).

 وممـــا ورد في ذلك:

حديث أبي رافعرضي الله عنه :

ما في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (9: 174) رقم (14737): وعن أبي رافع قال: بعث رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  علياً أميراً على اليمن، وخرج معه رجل من أسلم يقال له: عمرو بن شاس الأسلمي فرجع وهو يذم علياً ويشكوه، فبعث إليه رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  فقال: " اخسأ يا عمرو هل رأيت من علي جوراً في حكمه أو أثرة في قسمه؟ " قال: اللهم لا، قال: " فعلام تقول الذي بلغني؟ ".

قال: بغضة لا أملك، قال: فغضب رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  حتى عرف ذلك في وجهه ثم قال: "من أبغضه فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله، ومن أحبه فقد أحبني، ومن أحبني فقد أحب الله تعالى "  رواه البزار وفيه رجال وثقوا على ضعفهم.

وقال الحافظ ابن الأثير في  مناقب الأسد الغالب (ص 9) رقم (14): (وقد روي من غير وجه عن أم سلمة، وورد أيضاً من حديثها وحديث أبي سعيد وجابر أنه  صلى الله عليه وآله وسلم  قال لعلي: كذب من زعم أنه يحبني ويبغضك).

والحافظ ابن الأثير لا ينقل في كتابه هذا إلا ما تواتر من الروايات أو صح أو حسن، كما صرح بذلك في مقدمة كتابه.

محياه ومماته مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم :

قال الإمام الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (9: 143) رقم (14658) عن شراحيل بن مرة قال: سمعت رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  يقول لعلي: أبشر يا علي حياتك معي، وموتك معي. رواه الطبراني، وإسناده حسن.

مع القــــرآن والقـــرآن معــــــــه:

روى الحاكم في المستدرك  على الصحيحين (3: 134) رقم (4628): بسنده عن أم سلمة  رضي الله عنه ا قالت: سمعت رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  يقول: علي مع القرآن والقرآن مع علي، لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض.

هذا حديث صحيح الإسناد و أبو سعيد التيمي هو عقيصاء ثقة مأمون
ولم يخرجاه.

وعلق الذهبي في التلخيص بقوله: صحيح.

مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم  في الجنة:

قال الإمام الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (9: 146) رقم (14665): (وعن علي قال: لما نزلت هذه الآية: ﴿ وَأَنذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ﴾ قال: جمع رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  من أهل بيته فاجتمع له ثلاثون رجلاً فأكلوا وشربوا، قال: فقال لهم: " من يضمن عني ديني ومواعيدي ويكون معي في الجنة ويكون خليفتي في أهلي؟ ".

فقال رجل لم يسمه شريك: يا رسول الله أنت كنت بحراً من يقوم بهذا؟ قال: ثم قال لآخر: فعرض ذلك على أهل بيته فقال علي: أنا.

 رواه أحمد وإسناده جيد، وقد تقدمت لهذا الحديث طرق في علامة النبوة في آيته في الطعام).

ووافقه الشوكاني في در السحابة (212).

وأورده الضياء المقدسي ضمن الأحاديث الصحيحة التي اختارها في كتابه الأحاديث المختارة (2: 131) رقم (500).

وصححه الحافظ ابن جرير الطبري كما نقل عنه المتقي الهندي في كنز العمال  رقم (36408).

ولمضامين هذا الحديث شواهد كثيرة منثورة في هذا البحث، لكني أكتفي بالإشارة لما أوردناه ضمن الباب الثاني تحت عنوان: (في مكان واحد مع النبي  صلى الله عليه وآله وسلم ) ولما سنورده في أواخر هذا الباب تحت عنوان: (يقضي دين النبي  صلى الله عليه وآله وسلم ).

 

 

معه ميكائيل وجبرائيل عليهما السلام:

روى الإمام أحمد في مسنده (3: 246) رقم (1719) بسنده عن الحسن بن علي  رضي الله عنه في خطبة له بعد مقتل أمير المؤمنينرضي الله عنه فقال: لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه الأولون بعلم ولا يدركه الآخرون، كان رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  يبعثه بالراية، جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله لا ينصرف حتى يفتح له .

وقال أحمد شاكر في تحقيق المسند: إسناده صحيح.

وصححه ابن حبان بإيراده في صحيحه (15: 383) رقم (6936)

وقال شعيب الأرنؤوط في تحقيق ابن حبان: رجاله ثقات رجال الشيخين غير هبيرة بن يريم.

وحسنه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة رقم (2496).

مغفــــــور له:

روى الحاكم في المستدرك على الصحيحين (3: 149) رقم (4670) عن علي  رضي الله عنه  قال: قال لي رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم : يا علي ألا أعلمك كلمات إن قلتهن غفر الله لك على أنه مغفور لك لا إله إلا الله العلي العظيم، لا إله إلا الله الحليم الكريم، سبحان الله رب العرش العظيم، والحمد لله رب العالمين.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

وعلق الذهبي في التلخيص بقوله: على شرط البخاري ومسلم، ووافقه الشيخ أحمد شاكر.

وصححه الإمام ابن حبان بإيراده له في صحيحه (15: 371)
رقم (6928).

وقال محقق ابن حبان شعيب الأرنؤوط: حديث صحيح.

وأورده الضياء المقدسي في الأحاديث الصحيحة التى اختارها في كتابه ا"لأحاديث المختارة"  (2: 269- 270) رقم (649) و (650).

وقال الشيخ دهيش في تحقيقه للضياء: إسناده صحيح.

من بركـــــات ولايته:

 روى الإمام الحاكم في المستدرك على الصحيحين (3: 139) رقم (4642) بسنده عن زيد بن أرقم  رضي الله عنه  قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم : من يريد أن يحيى حياتي ويموت موتي ويسكن جنة الخلد التي وعدني ربي فليتول علي بن أبي طالب، فإنه لن يخرجكم من هدى و لن يدخلكم في ضلالة.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

وليس في مضمون الحديث ما ينكر لو أنصفنا، بل لمضامين هذا الحديث شواهد:

فأما قوله: (من يريد أن يحيى حياتي ويموت موتي) فلأن علياً محياه ومماته مع النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  كما سبق قبل أربعة عناوين.

وأما قوله: (ويسكن جنة الخلد التي وعدني ربي) فلأن حبه إيمان وبغضه نفاق، ولأنه مبشر بالجنة بل هو من سادات الجنة ومن أحب قوماً حشر معهم.

وأما قوله: (فإنه لن يخرجكم من هدى و لن يدخلكم في ضلالة)  فراجع ما ذكرناه تحت عنوان (الحق معه) وعنوان: (مع القرآن والقرآن معه) ونحو ذلك.

 

 

 

من فارقه فارق النبي  صلى الله عليه وآله وسلم :

روى الحاكم في المستدرك (3: 133) رقم (4624) بسنده عن أبي ذر قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  لعلي:  يا علي من فارقني فارق الله ومن فارقك يا علي فارقني.

قال الحاكم: صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

وأورده الإمام الهيثمي في مجمع الزوائد (9: 184) رقم (14771) وقال: (رواه البزار ورجاله ثقات). وأقر المناويُ الهيثميَ في فيض القدير.

وفي الباب روايات أخرى عن بريدة وابن عمر:

فأما رواية بريدةرضي الله عنه :

      فرواها الطبراني في الأوسط، وقد أوردها الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (9: 172)رقم (14733) بقوله: عن بريدة قال: بعث رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  علياً أميراً على اليمن وبعث خالد بن الوليد، وفيــــــــه:

أن النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  خرج مغضباً فقال:  ما بال أقوام ينتقصون علياً؟ من تنقص علياً فقد تنقصني، ومن فارق علياً فقد فارقني، إن علياً مني وأنا منه، خلق من طينتي وخلقت من طينة إبراهيم وأنا أفضل من إبراهيم ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم.

يا بريدة أما علمت أن لعلي أكثر من الجارية التي أخذ وأنه وليكم بعدي؟.

فقلت: يا رسول الله بالصحبة إلا بسطت يدك فبايعتني على الإسلام جديداً

قال: فما فارقته حتى بايعته على الإسلام.

    قال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط وفيه جماعة لم أعرفهم، وحسين الأشقر ضعفه الجمهور ووثقه ابن حبان.

من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه:

هذا الحديث من جملة الأحاديث التي جاءت بطرق كثيرة جداً، وقد استوعبت طرقه وألفاظه في بحث كتبته قبل بضع سنين بعنوان: الأبحاث المنتقاه بدراسة حديث من كنت مولاه"

وقد كان القسم الأول من البحث خاصاً بالدراسة الإسنادية، وقد قسمته بحسب ألفاظ الحديث إلى المباحثالتالية:

المبحث الأول: لفظ " من كنت مولاه فعلي مولاه" وهذا هو اللفظ الأكثر رواية، ولقد جاء مروياً عن قرابة ثلاثين صحابياً، حتى لقد قطع بصدوره غير واحد من الحفاظ.

المبحث الثاني:زيادة:" اللهم وال من والاه وعاد من عاداه"

وقد خرجت هذا اللفظ  من طريق ثمانية عشر صحابياً.

المبحث الثالث:زيادة:"وانصر من نصره واخذل من خذله"

وقد خرجت هذا اللفظ من خمس طرق([72]).

المبحث الرابع: زيادة: " وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه"

وقد خرجتها من ثلاث طرق.

وقد فصلت الكلام على ما سبق وغيره في البحث المشار إليه.

وأشير هنا إلى نزرٍ من أقوال الحفاظ في مكانة الحديث ومتانته:

قال الحافظ الذهبي كما نقل عنه تلميذه ابن كثير في البداية والنهاية
 (5: 214): (قال([73]):وصدر الحديث([74])متواتر أتيقن أن رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  قاله، وأما اللهم وال من والاه فزيادة قوية الإسناد) ([75]).

وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (7: 74 ): ( وأما حديث من كنت مولاه فعلي مولاه فقد أخرجه الترمذي والنسائي وهو كثير الطرق جداً، وقد استوعبها ابن عقدة في كتاب مفرد، وكثير من أسانيدها صحاح وحسان).

وقال الحافظ شمس الدين الجزري في كتابه مناقب الأسد الغالب  (ص6):

(هذا حديث حسن صحيح من وجوه كثيرة، تواتر عن أمير المؤمنين علي، وهو يتواتر عن النبي  صلى الله عليه وآله وسلم ، رواه الجم الغفير عن الجم الغفير، ولا عبرة بمن حاول تضعيفه ممن لا اطلاع له في هذا العلم، فقد ورد مرفوعاً عن أبي بكر، وعمر بن الخطاب، وطلحة بن عبيدالله، والزبير بن العوام، وسعد بن أبي وقاص، وعبدالرحمن بن عوف، و العباس بن عبدالطلب، و زيد بن أرقم والبراء بن عازب، و بريدة بن الحصيب، و أبي هريرة، و أبي سعيد الخدري، وجابر بن عبدالله، و عبدالله بن العباس، و حبشي بن جنادة، و عبدالله بن مسعود، وعمران بن الحصين، وعبدالله بن عمر، و عمار بن ياسر، و أبي ذر الغفاري، وسلمان الفارسي، و أسعد بن زرارة، وخزيمة بن ثابت، و أبي أيوب الأنصاري، وسهل بن حنيف، و حذيفة بن اليمان، و سمرة بن جندب، و زيد بن ثابت وأنس بن مالك، وغيرهم من الصحابة رضوان الله عليهم،وصح عن جماعة منهم من يحصل القطع بخبرهم، و ثبت أيضاً أن هذا القول كان منه (صلى الله عليه وآله وسلم ) يوم غدير خم).

وقال العجلوني في كشف الخفاء (2: 1588) رقم (2591): (من كنت مولاه فعلي مولاه.

رواه الطبراني وأحمد والضياء في المختارة عن زيد بن أرقم وعلي وثلاثين من الصحابة بلفظ اللهم وال من والاه وعاد من عاداه، فالحديث متواتر
أو مشهور).

وقد لخص طرقه الشيخ الصالحي في سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (11: 294) بقوله:

 -     وروى الإمام أحمد والحاكم عن ابن عباس .

    وابن أبي شيبة والإمام أحمد عن ابن عباس عن بريدة.
     والإمام أحمد وابن ماجة عن البراء.
     والطبراني في الكبير عن جرير.
     وأبو نعيم عن جندب.
     وابن قانع عن حبشي بن جنادة.
     والترمذي –وقال: حسن غريب - والنسائي والطبراني في الكبير والضياء عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم.
     والطبراني عن حذيفة بن أسيد الغفاري.

-     والطبراني والضياء عن أبي أيوب وجمع من الصحابة.

     وابن أبي شيبة وابن أبي عاصم والضياء عن سعد بن أبي وقاص.
     والشيرازي في الألقاب عن عمر.
     والطبراني في الكبير عن مالك بن الحويرث.
     وأبو نعيم في فضائل الصحابة عن يحيى بن جعدة عن زيد بن أرقم.
     وابن عتبة في كتاب الموالاة - عن حبيب بن بديل بن ورقاء، وقيس بن ثابت، وزيد بن شراحيل الانصاري.
     والإمام أحمد عن علي وثلاثة عشر رجلاً.
     وابن أبي شيبة عن جابر والحاكم وابن عساكر عن علي وطلحة.
     والإمام أحمد والطبراني في " الكبير " والضياء عن علي وزيد بن الأرقم وثلاثين رجلاً من الصحابة.
     وأبو نعيم في " فضائل الصحابة " عن سعد.
     والخطيب عن أنس.

    -   والطبراني في الكبير - عن عمرو بن مرة وزيد بن أرقم معاً، وحبشي
           بن جنادة.

     وابن أبي شيبة والإمام أحمد والنسائي وابن حبان والحاكم والضياء عن بريدة.
     والنسائي عن سعيد بن وهب عن عمرو بن مرة.
     وعبد الله ابن الإمام أحمد عن القواريري عن يونس بن أرقم من طرق صحيحة عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم، عن ابن عباس وعائشة [...] بنت سعد، وعن البراء وأبو أسيد والبجلي وسعد.
     والطبراني في الكبير عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم.
     والطبراني في الكبير عن ابن عمر.
     وابن أبي شيبة عن أبي هريرة، واثني عشر رجلاً من الصحابة.
     أن رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم   دعا لعلي فقال: " من كنت مولاه " وفي لفظ " اللهم من كنت مولاه " وفي لفظ: " وليه، فعلي " وفي لفظ " فهذا " وفي لفظ " فإن هذا مولاه " وفي لفظ " فهذا وليه " وفي لفظ " إن الله ولي المؤمنين، ومن كنت وليه " وفي لفظ: " إن الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن، من كنت وليه فهذا وليه " وفي لفظ " إني وليكم وهذا وليي " والمؤدي عني، وإن الله موال من والاه، ومعاد من عاداه " وفي لفظ " اللهم  وال من والاه، وعاد من عاداه، وأحب من أحبه، وأبغض من أبغضه " وفي لفظ " واخذل من خذله، وانصر من نصره، وأعن من أعانه ").

     وقد أورده الكتاني ضمن الأحاديث المتواترة في كتابه نظم المتناثر في الحديث المتواتر، وقال: (وممن صرح بتواتره أيضاً المناوي في التيسير نقلاً عن السيوطي وشارح المواهب اللدنية).

وأورده السيوطي ضمن كتابه الأزهار المتناثرة في الأحاديث المتواترة رقم (100).

   والزبيدي في لقط اللآلئ المتناثرة في الأحاديث المتواترة ص 205

      وقد أورده الألباني في السلسلة الصحيحة حديث رقم (1750) بلفظ: "من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه، و عاد من عاداه"  وأطال في تخريجه ثم قال: (وجملة القول أن حديث الترجمة حديث صحيح بشطريه، بل الأول منه متواتر عنه  صلى الله عليه وآله وسلم  كما ظهر لمن تتبع أسانيده و طرقه، وما ذكرت منها كفاية).

وقد ألف في جمع طرقه غير واحد من الأئمة، منهم:

-   ابن جرير الطبري، وقد أثبته عنه غير واحد، منهم ابن كثير في  البداية والنهاية (11: 147) بقوله: (وقد رأيت له كتاباً جمع فيه أحاديث غدير خم في مجلدين ضخمين، وكتاباً جمع فيه طريق حديث الطير، ونسب إليه أنه كان يقول بجواز مسح القدمين في الوضوء، وأنه لا يوجب غسلهما، وقد اشتهر عنه هذا، فمن العلماء من يزعم أن ابن جرير اثنان أحدهما شيعي وإليه ينسب ذلك، وينزهون أبا جعفر هذا عن هذه الصفات)([76]).

-    الذهبي، فقد قال في سير أعلام النبلاء (17: 169): (وقد جمعت طرق حديث الطير في جزء، وطرق حديث: "من كنت مولاه" وهو أصح، وأصح منهما ما أخرجه مسلم عن علي قال: إنه لعهد النبي الأمي  صلى الله عليه وآله وسلم  إلي: " إنه لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق").

             -   ومنهم ابن عقدة، وسبق في كلام ابن حجر.

وممن أثبت الحديث غير من سبق:

الإمام أحمد، والترمذي، قال ابن تيمية في منهاج السنة النبوية (7: 320): (ونقل عن أحمد بن حنبل أنه حسنه كما حسنه الترمذي).

وصححه ابن جرير الطبري، قال ابن حجر في  ترجمة ابن جرير من كتابه لسان الميزان (5: 100): (وإنما نبز بالتشيع؛ لأنه صحح حديث غدير خم).

وفي الباب غيرهم، وفيما ذكر كفاية لمريد الهداية.

 

 

 

 

 

مــــني أو كنفســـي:

في الباب عدة روايات:

الرواية الأولى:

روى عبد الله بن أحمد في فضائل الصحابة (2: 571) رقم (966) بسنده عن زيد بن يثيع قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم : لينتهين بنو وليعة أو لأبعثن إليهم رجلاً كنفسي، يمضي فيهم أمري: يقتل المقاتلة  ويسبي الذرية .

قال: فقال أبو ذر: فما راعني إلا برد كف عمر في حجزتي من خلفي، فقال: من تراه يعني؟ قلت: مايعنيك، ولكن يعني خاصف النعل.

وقال محقق الفضائل الشيخ وصي الله: مرسل ورجاله ثقات.

الرواية الثانية:

قال الإمام ابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة (2: 368):

(وأخرج ابن أبي شيبة عن عبد الرحمن بن عوف قال: لما فتح رسول الله مكة انصرف إلى الطائف فحصرها سبع عشرة ليلة أو تسع عشرة ليلة، ثم قام خطيباً فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: أوصيكم بعترتي خيراً، وإن موعدكم الحوض مني، والذي نفسي بيده لتقيمن الصلاة ولتؤتن الزكاة أو لأبعثن إليكم رجلاً مني أو كنفسي يضرب أعناقكم، ثم أخذ بيد علي  رضي الله عنه  ثم قال: هو هذا.

وفيه رجل اختلف في تضعيفه وبقية رجاله ثقات).

وقبل ابن حجر الهيتمي ذكر الرواية الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (9: 183) رقم (14766) وقال: ( رواه أبو يعلى وفيه طلحة بن جبر وثقه ابن معين في رواية وضعفه الجوزجاني وبقية رجاله ثقات).

 

الرواية الثالثة:

روى الطبراني في المعجم الأوسط (4: 133) رقم (3797) بسنده عن جابر بن عبد الله..

 وفيــــــــه:

فقال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم : لينتهين بنو وليعة أو لأبعثن إليهم رجلاً عندي كنفسي يقتل مقاتلتهم ويسبي ذراريهم وهو هذا، ثم ضرب بيده على كتف علي بن أبي طالب...

قال الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (7: 240): (رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عبد الله بن عبد القدوس التميمي، وقد ضعفه الجمهور ووثقه ابن حبان، وبقية رجاله ثقات).

فهذه روايات يقوي بعضها بعضاً.

ويشهد بصحتها أيضاً القرآن الكريمفقد قال تعالى كما في آية المباهلة: * ﯩﯪﯫﯬﯭﯮﯯﯰﯱ &[آل عمران:61].

فقد تواتر في الروايات دعوة الحبيب  صلى الله عليه وآله وسلم  حين أراد المباهلة لعلي وفاطمة والحسنين ‡، وأن قوله: * ﯰﯱ &رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  وعلي و* ﯬ &الحسن والحسين * ﯮ &فاطمة.

 

هــادٍ مهــدي:

روى الحاكم في المستدرك (3: 153) رقم (4685) عن حذيفةرضي الله عنه قال:
قال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم :...وإن وليتموها علياً فهادٍ مهتدٍ يقيمكم على صراطٍ مستقيم.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه.

ورواه الحاكم قبل ذلك من حديث عليرضي الله عنه في المستدرك (3: 73)
رقم (4434) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه.

ونقله الحافظ ابن حجر في الإصابة في تمييز الصحابة  (4: 569) فقال: (وفي مسند أحمد بسند جيد عن علي...).

وقال الإمام الهيثمي في مجمع الزوائد (5: 321) رقم (8909): (رواه أحمد والبزار والطبراني في الأوسط، ورجال البزار ثقات).

وقال الإمام الصالحي في سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد
(11: 250): (وروى الإمام أحمد والطبراني والبزار، ورجال البزار ثقات عن علي...) فذكره.

وقال الإمام ابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة (1: 115): (ورد بسند رواته مقبولون كما قاله الذهبي وله طرق عن علي رضي الله تعالى عنه قال: قيل: يا رسول الله من نؤمر بعدك؟...فذكر الحديث .

ثم قال الهيتمي: (ورواه البزار بسند رجاله ثقات أيضاً كما قال البيهقي).

هذا وقد جاءت روايات عدة في قوله تعالى: (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) أن المنذر هو: رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم ، والهاد هو: علي بن أبي طالبرضي الله عنه ، ذكرناها في بحث"الآيات التي نزلت في فضل الآل رضي الله عنهم" فليراجعها من شاء، ونشير هنا إلى أنه صححها الحاكم والضياء، وحسن إسنادها ابن حجر العسقلاني في الفتح.

وعليه فعليرضي الله عنه يهدي إلى الحق، ومن يهدي إلى الحق فقد قال ربنا في حقه: ﴿ أَفَمَن يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمَّن لاَّ يَهِدِّيَ إِلاَّ أَن يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ﴾[يونس: 35]

وارث النبــــــــــي  صلى الله عليه وآله وسلم :

في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (9: 183) رقم (14765): وعن ابن عباس أن علياً كان يقول في حياة رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم : إن الله عز وجل يقول: ﴿أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ﴾ والله لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله تعالى، والله لئن مات أو قتل لأقاتلن على ما قاتل عليه حتى أموت، والله إني لأخوه ووليه وابن عمه، ووارثه، فمن أحق به مني.

قال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح.

وفي المستدرك (3: 136) رقم (4633): عن أبي إسحاق قال: سألت قثم بن العباس كيف ورث علي رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  دونكم؟ قال: لأنه كان أولنا به لحوقاً وأشدنا به لزوقاً.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.

وعلق الذهبي في التلخيص بقوله: صحيح.

قلت: في رواية قثم بن العباس ما يبين معنى الوراثة هنا وأنها وراثة العلم دون غيره، وقد ذكر الحاكم في المستدرك على الصحيحين (3: 136) رقم (4634) بسنده عن إسماعيل بن إسحاق القاضي وذكر له قول قثم هذا فقال: إنما يرث الوارث بالنسب أو بالولاء، ولا خلاف بين أهل العلم أن ابن العم لا يرث مع العم، فقد ظهر بهذا الإجماع أن علياً، ورث العلم من النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  دونهم .

وبصحة ما ذكره القاضي:

4635 - حدثنا محمد بن صالح بن هانىء ثنا أحمد بن نصر ثنا عمر بن طلحة القناد ثنا أسباط بن نصر عن سماك بن حرب عن عكرمة عن ابن العباس رضي الله عنهما قال: كان علي يقول في حياة رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم : إن الله يقول: ﴿ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ ﴾ والله لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا الله، والله لئن مات أو قتل لأقاتلن على ما قاتل عليه حتى أموت والله إني لأخوة ووليه و ابن عمه و وارث علمه فمن أحق به مني.

 

ولي النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  في الدنيا والآخرة:

في المستدرك (3: 145) رقم (4655)  عن ابن عباس  رضي الله عنهما : أن النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  قال (لبني عمه): أيكم يتولاني في الدنيا والآخرة؟ فقال لكل رجل منهم: أيتولاني في الدنيا والآخرة؟ فقال: لا حتى مر على أكثرهم فقال علي: أنا أتولاك في الدنيا والآخرة فقال: أنت وليي في الدنيا والآخرة.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.

   وهو جزء من حديث طويل، ذكرناه تحت عنوان" حديث ابن عباس ومناقب علي" وذكرنا هناك مزيداً من المصححين فارجع إليه إن شئت.

يأخذ الراية بحقها:

قال الإمام البوصيري في مختصر إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة
(9: 175) رقم (7427): (وعن أبي سعيد الخدري  رضي الله عنه  قال: " أخذ رسول الله   صلى الله عليه وآله وسلم  الراية فهزها، ثم قال: من يأخذها بحقها؟ فجاء الزبير فقال: أنا، فقال: (أمط)، ثم قام رجل آخر فقال: أنا، فقال: (أمط)، ثم قام آخر فقال: أنا، فقال: (أمط) فقال رسول الله   صلى الله عليه وآله وسلم : والذي أكرم وجه محمد لأعطينها رجلاًلا يفر بها هاك يا علي، فقبضها ثم انطلق حتى فتح الله عليه خيبر وفدك وجاء بعجوتها وقديدها.

رواه أبو يعلى وأحمد بن حنبل ورواته ثقات.

يبلغعن النبي صلى الله عليه وآله وسلم  ما لا يبلغه غيره:

      في سنن الترمذي (5: 275) رقم (3090) بسنده عن أنس بن مالك قال: بعث النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  ببراءة مع أبي بكر ثم دعاه فقال:لا ينبغي لأحد أن يبلغ هذا إلا رجل من أهلي فدعا علياً فأعطاه إياه.

التخــريــج:

     رواه أحمد في مسنده (21: 420) رقم (14019) وفضائل الصحابة
(2: 694) رقم (946) وأبو يعلى في مسنده (5: 412) رقم (3095) ولفظ بعضهم: بعث ببراءة مع أبي بكر إلى أهل مكة قال: ثم دعاه فبعث بها علياً قال: لا يبلغها إلا رجل من أهلي.

     الحكم على الحديث:

    قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب، من حديث أنس بن مالك.
    وقال الشيخ الألباني في صحيح الترمذي: حسن الإسناد.
    وقال حسين سليم أسد محقق مسند أبي يعلى: إسناده حسن.
    وقال محقق فضائل الصحابة: الشيخ وصي الله عباس: (إسناد حسن).
    وصححه الشيخ أبو إسحاق الحويني في تحقيق خصائص علي (70).

   وجاء من حديث أبي بكر عند أحمد وأبي يعلى، بلفظ: (ولكن أمرت أن لا يبلغه إلا أنا أو رجل مني) .

    وأورد رواية أحمد الشيخ مصطفى العدوي في الصحيح المسند من فضائل الصحابة(121) وقال: (صحيح بمجموع طرقه).

وفي سنن ابن ماجة (1: 44) رقم (119) بسنده عن حبشي بن جنادة قال: سمعت رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  يقول: علي مني وأنا منه، ولا يؤدي عني إلا علي.

وقال الشيخ الألباني: حسن.

وقال الصالحي في سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (11: 297): (وروى ابن أبي شيبة والإمام أحمد والترمذي وقال: حسن (صحيح) غريب، والنسائي وابن ماجة وابن أبي عامر في السنة والبغوي والباوردي وابن قانع والطبراني في  الكبير والضياء عن حبشي بن جنادة السلولي أن رسول الله   صلى الله عليه وآله وسلم  قال: " أنا من علي، وعلي مني، ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي".

 

 

يبين للأمة ما اختلفوا فيه:

روى الحاكم في المستدرك (3: 132) رقم (4620) بسنده عن أنس بن مالك  رضي الله عنه أن النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  قال لعلي: أنت تبين لأمتي ما اختلفوا فيه من بعدي.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه.

ويشهد لصحة مضمون هذا الحديث أمور كثيرة، منها:

    أولاً:أدلة أعلمية أمير المؤمنين"فراجع كتابي في ذلك" فإن الأعلم هو الأجدر والأكفأ  والأقدر على أن يبين للأمة ما اختلفت فيه.

    ثانياً:حديث: "أهل بيتي أمان من الاختلاف" وعليرضي الله عنه  رأس أهل بيت النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  فهو أمان من الاختلاف، ولا يكون كذلك إلا من كان قادراً ومؤهلاً أن يبن للأمة ما اختلفت فيه.

    ثالثاً:حديث:"أنا مدينة العلم وعلي بابها، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها" فإن وقع خلاف على شيء من أمور مدينة علم النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  فأت الباب وهو عليرضي الله عنه  كي يبين لك.

    رابعاً:قول عمررضي الله عنه  لرجل اختلف معه: اجعل بيني وبينك من كنا أمرنا إذا اختلفنا في شيء أن نحكمه؛ يعني علياً .

رواه القاضي وكيع في أخبار القضاة (1: 89) بسنده  عن أنس.

   خامساً:قولإسحاق بن راهويه كما في السنة للخلال (2: 349) رقم (464): في قول النبي لعلي:أنت عوناً لي على عقر حوضي؟ قال: هو في الدنيا، يذود عنه، ويدعو إليه، ويبين لهم، ونحو ذلك من الكلام إلا أنه في الدنيا.

 

 

يذود المنافقين عن الحوض:

رويت هذه الفضيلة عن عدة من الصحابة، منهم: علي، والحسن بن علي، وأبوسعيد، وأبوهريرة، وابن عباس، وعمر بن الخطاب، ونبدأ بأصحها، ونسوق الباقي كشواهد:

فأما حديث الحسن بن علي عليهما السلام:

فروى الحاكم في المستدرك (3: 148) رقم (4669) بسنده عن علي بن أبي طلحة قال: حججنا فمررنا على الحسن بن علي بالمدينة ومعنا معاوية بن حديج، فقيل للحسن: إن هذا معاوية بن حديج الساب لعلي، فقال: علي به، فأتي به، فقال: أنت الساب لعلي؟ فقال: ما فعلت، فقال: والله إن لقيته - وما أحسبك تلقاه يوم القيامة لتجده على حوض رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  يذود عنه رايات المنافقين بيده عصا من عوسج حدثنيه الصادق المصدوق  صلى الله عليه وآله وسلم  و قد خاب من افترى.

قال الحاكم:هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

وأما حديث أبي ســــعيدرضي الله عنه :

ففي مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (9: 185) رقم (14772): عن أبي سعيد قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم :  يا علي معك يوم القيامة عصا من عصي الجنة تذود بها المنافقين عن حوضي.

قال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط وفيه سلام بن سليمان المدائني وزيد العمي وهما ضعيفان وقد وثقا وبقية رجالهما ثقات.

 

وأما حديث أبي هريرةرضي الله عنه :

ففي مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (9: 274) رقم (15016): وعن أبي هريرة أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: يا رسول الله أيما أحب إليك أنا أم فاطمة؟ قال: " فاطمة أحب إلي منك وأنت أعز منها وكأني بك وأنت على حوضي تذود عنه الناس وإن عليه الأباريق مثل عدد نجوم السماء وإني وأنت والحسن والحسين وفاطمة وعقيل وجعفر في الجنة إخوانا على سرر متقابلين أنت معي وشيعتك في الجنة " .

ثم قرأ رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم : " { إخوانا على سرر متقابلين } لا ينظر أحد في قفا صاحبه "

 رواه الطبراني في الأوسط وفيه سلمى بن عقبة ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.

وأما حــــديث عليرضي الله عنه :

ففي كنز العمال  رقم(36479) بسنده عن علي: سمعت رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  يقول: في علي خمس خصال لم يعطها نبي في أحد قبلي: أما خصلة فإنه يقضي ديني، ويواري عورتي، وأما الثانية: فإنه الذائد عن حوضي، وأما الثالثة: فإنه متكأة لي في طريق الحشر يوم القيامة، وأما الرابعة: فإن لوائي معه يوم القيامة وتحته آدم وما ولد، وأما الخامسة: فإني لا أخشى أن يكون زانياً بعد إحصان، ولا كافراً بعد إيمان.

وروى ابن المغازلي الشافعي عن علي: ... وأنت غداً على الحوض خليفتي، تذود عنه المنافقين، وأنت أول من يرد عليَّ الحوض...).

 

وأما حـــــديث ابن عباس رضي الله عنهما :

ففي كنز العمال رقم  (36455): عن ابن عباس قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  لعلي: أنت أمامي يوم القيامة فيدفع إليَّ لواء الحمد فأدفعه إليك، وأنت تذود الناس عن حوضي.

( كر ) وقال: فيه أبو حذيفة إسحاق بن بشر ضعيف.

وأما حديث عمر بن الخطابرضي الله عنه :

في كنز العمال رقم (36378): عن عبد الله بن عباس قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: كفوا عن ذكر علي بن أبي طالب فقد رأيت من رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  فيه خصالاً، لأن تكون لي واحدة منهن في آل الخطاب أحب إلي مما طلعت عليه الشمس: كنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة في نفر من أصحاب رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  فانتهيت إلى باب أم سلمة وعلي قائم على الباب، فقلنا: أردنا رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم ، فقال: يخرج إليكم فخرج رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  فسرنا إليه، فاتكأ على علي بن أبي طالب، ثم ضرب بيده منكبه، ثم قال: إنك مخاصم تخاصم، أنت أول المؤمنين إيماناً، وأعلمهم بأيام الله، وأوفاهم بعهده، وأقسمهم بالسوية، وأرأفهم بالرعية، وأعظمهم رزية، وأنت عاضدي وغاسلي ودافني، والمتقدم إلى كل شديدة وكريهة، ولن ترجع بعدي كافراً، وأنت تتقدمني بلواء الحمد، وتذود عن حوضي، ثم قال ابن عباس من نفسه: ولقد فاز علي بصهر رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  وبسطة في العشيرة، وبذلاً للماعون، وعلماً بالتنزيل، وفقهاً للتأويل، ونيلاً للأقران

وقد أثبت هذه الفضيلة لعلي غير واحد من المحدثين، منهم الحافظ أبو نعيم في معرفة الصحابة في أول ترجمته للحسين عليه السلام (2: 661) إذ قال:

(أبوعبد الله الحسين بن علي بن أبي طالب ريحانة رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  وشبيهه ... أبوه الذائد عن الحوض...) ([77]).وانظر ما ذكرناه آخر الباب الأول فإنه مهم.

 

يعيش على الملة ويقتل على السنة:

روى الحاكم في المستدرك على الصحيحين (3: 153) رقم (4686): عن حيان الأسدي سمعت علياً يقول: قال لي رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم : إن الأمة ستغدر بك بعدي، وأنت تعيش على ملتي، وتقتل على سنتي، من أحبك أحبني، ومن أبغضك أبغضني، وإن هذه ستخضب من هذا يعني لحيته من رأسه.

قال الحاكم: صحيح، وعلق الذهبي في التلخيص بقوله: صحيح.

وفي رواية أنه سيلقى جهداً على سلامة من دين:

ففي المستدرك على الصحيحين (3: 151) رقم (4677): بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس  رضي الله عنهما  قال: قال النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  لعلي:أما إنك ستلقى بعدي جهداً قال: في سلامة من ديني؟ قال: في سلامة من دينك.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

وعلق الذهبي في التلخيص بقوله: على شرط البخاري ومسلم.

وفي الباب روايات أخرى منها:

حديث علي بن أبي طالب صلوات الله عليه:

ففي مسند أبي يعلى الموصلي (1: 426 ) رقم (565) بسنده عن علي بن أبي طالب، قال: بينما رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  آخذ بيدي ونحن نمشي في بعض سكك المدينة ... فلما خلا له الطريق اعتنقني ثم أجهش باكياً، قال: قلت: يا رسول الله ما يبكيك؟ قال: ضغائن في صدور أقوام لا يبدونها لك إلا من بعدي، قال: قلت: يا رسول الله في سلامة من ديني؟

قال: في سلامة من دينك.

وهو في البحر الزخار ـ مسند البزار - (2: 293) رقم (716) وتاريخ بغداد  (12: 398) رقم (6859).

وأخرجه الحاكم مختصراً في المستدرك على الصحيحين (3: 149)وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، ووافقه على تصحيحه الذهبي في تلخيصه.

وفي مجمع الزوائد للهيثمي (9: 155) وقال: (رواه أبو يعلى والبزار وفيه الفضل بن عميرة وثقه ابن حبان وضعفه غيره، وبقية رجاله ثقات ).

حــــديث ابن عباس رضي الله عنه :

في مجمع الزوائد (9: 156)  عن ابن عباس، قال: خرجت أنا والنبي  صلى الله عليه وآله وسلم  وعلي في حشان المدينة فمررنا بحديقة فقال علي: ما أحسن هذه الحديقة يارسول الله! فقال: حديقتك في الجنة أحسن منه ثم أومأ بيده إلى رأسه ثم بكى حتى علا بكاؤه.

قلت: ما يبكيك؟!

قال: ضغائن في صدور قوم لا يبدونها لك حتى يفقدوني .

قال الهيثمي: رواه الطبراني وفيه من لم أعرفهم، ومندل أيضاً فيه ضعف . انتهى

حــــديث أنس بن مالك رضي الله عنه :

أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه مختصراً ( 6: 371) رقم ( 32112 ) بسنده عن أنس، قال: خرجت أنا وعلي مع رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  في حوائط المدينة، فمررنا بحديقة، فقال علي: ما أحسن هذه الحديقة يا رسولا لله؟ قال: فقال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم : حديقتك في الجنة أحسن منها يا علي .

حتى مر بسبع حدائق، كل ذلك يقول علي: ما أحسن هذه الحديقة يا رسول الله ! فيقول: حديقتك في الجنة أحسن من هذه.

وقد جاءت روايات عدة في غدر الأمة بعلي بدون زيادات، منها:

ففي المستدرك (3: 150) رقم (4676) بسنده عن أبي إدريس الأودي عن علي  رضي الله عنه  قال: إن مما عهد إلي النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  أن الأمة ستغدر بي بعده.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

وعلق الذهبي في التلخيص بقوله: صحيح.

وفي مختصر إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (9: 171) رقم (7415): وعن ثعلب بن يزيد الحماني قال: سمعت علياً يقول: والله إنه لعهد النبي الأمي إلي: أن هذه الأمة ستغدرك من بعدي.

(قال البوصيري): رواه أبو بكر بن أبي شيبة بإسناد حسن والحارث بن أبي أسامة والبزار.

يقاتل على تأويل القرآن:

في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (5: 338) رقم (8950): وعن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  يقول: إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله، فقال أبو بكر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: " لا "، قال عمر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: " لا، ولكنه خاصف النعل "، وكان أعطى علياً نعله يخصفها.

قال الهيثمي: رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح.

وقال حسين سليم أسد في تحقيقه لمسند أبي يعلى (2: 341): (إسناده صحيح).

وقد صححه ابن حبان بإيراده له في صحيحه (15: 385) رقم (6937).

وقال محقق ابن حبان الشيخ شعيب: إسناده صحيح على شرط مسلم.

ورواه الحاكم في المستدرك (3: 132) وقال: (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه).

وعلق الذهبي في التلخيص بقوله: على شرط البخاري ومسلم.

وقال الصالحي في سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (11: 290): (وروى أبو يعلى برجال الصحيح عن أبي سعيد...) فذكره.

وفي مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (6: 365) رقم (10458): عن أبي سعيد الخدري قال: كنا عند رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  فقال: فيكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله.

رواه أحمد وإسناده حسن.

قلت: وله طريق أطول من هذه في مناقب علي، وكذلك أحاديث فيمن يقاتله.

وفي مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (9: 182) رقم (14763): عن أبي سعيد قال: كنا جلوساً ننتظر رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  فخرج علينا من بعض بيوت نسائه قال: فقمنا معه فانقطعت نعله فتخلف عليها علي يخصفها ومضى رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم ، ومضينا معه، ثم قام ينتظره وقمنا معه فقال: " إن منكم من يقاتل على تأويل هذا القرآن كما قاتلت على تنزيله " . فاستشرفنا وفينا أبو بكر وعمر فقال: " لا ولكنه خاصف النعل "، قال: فجئنا نبشره قال: فكأنه قد سمعه.

رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة وهو ثقة.

وقد أورد هذه الرواية عن أحمد الشيخ مصطفى العدوي في كتابه الصحيح المسند من فضائل الصحابة (131) وقال: (حسن).

وقال الشيخ الحويني في تحقيق خصائص علي ( 119): إسناده صحيح.

وقال السيوطي في تاريخ الخلفاء (ص 70): (وأخرج أحمد والحاكم بسند صحيح عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  قال لعلي: " إنك تقاتل على القرآن كما قاتلت على تنزيله" ).

وقال ابن حجر الهيتمي في الصواعق المحرقة (2: 361): (الحديث التاسع عشر أخرج أحمد والحاكم بسند صحيح عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله قال لعلي: إنك تقاتل عن تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله).

وصححه الألباني في الصحيحة رقم (2487) بقوله: (فالحديث صحيح
لا ريب فيه).

وللحديث طرق أخرى:

فقد أورده في كنز العمال عن الأخضر الأنصاري، وأبي ذر.

ورواه ابن عساكر عن علي، وعبد الرحمن بن بشير.

فهذه طرق عدة يقوي بعضها بعضاً.

ونشير هنا إلى حديث: أمرت أن أقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين، لعلاقته بالموضوع، فنقول:

ورد الحديث بطرق كثيرة، نشير لبعضها، مكتفين بما أورده الهيثمي في المجمع موردين أحكامه عليها، مع إضافة بعض الفوائد من غيره، فنقول:

رواية علي بن ربيعة رضي الله عنه :

قال الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (5: 338) رقم (8951): وعن علي بن ربيعة قال: سمعت علياً على منبركم هذا يقول: عهد إلي النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  أن أقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين.

 قال الهيثمي: رواه أبو يعلى وفيه الربيع بن سهل ولم أعرفه، وبقية رجاله ثقات.

وقال الصالحي في سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (11: 290): (وروى أبو يعلى برجال ثقات عدا الربيع بن سهل فيحرر رجاله([78])عن علي بن ربيعة ...) فذكره.

رواية عليرضي الله عنه :

قال الهيثمي في مجمع الزوائد (7: 481) رقم (12042):  وعن علي قال: عهد إلي رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  في قتال الناكثين والقاسطين والمارقين.

وفي رواية: أمرت بقتال الناكثين - فذكره -

 رواه البزار والطبراني في الأوسط وأحد إسنادي البزار رجاله رجال الصحيح غير الربيع بن سعيد ووثقه ابن حبان.

      رواية ابن مسعودرضي الله عنه :

ذكرها الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد  (7: 481) رقم (12044) وضعف سندها.

رواية عماررضي الله عنه :

ذكرها الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد  (7: 481) رقم (12045) وضعف سنديها.

وبمجموع الطرق تتقوى الرواية.

وفي مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (9: 182) رقم (14764): وعن أبي رافع قال: دخلت على رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  وهو نائم أو يوحى إليه، وإذا حية في جانب البيت فكرهت أن أقتلها فأوقظه فاضطجعت بينه وبين الحية، فإن كان شيء كان بي دونه، فاستيقظ وهو يتلو هذه الآية: { إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا }. قال: " الحمد لله " . فرآني إلى جانبه قال: " ما أضجعك ههنا؟ " . قلت: لمكان هذه الحية قال: " قم إليها فاقتلها " . فقتلتها فحمد الله ثم أخذ بيدي فقال: " يا أبا رافع سيكون بعدي  قوم  يقاتلون علياً حق على الله تعالى جهادهم، فمن لم يستطع جهادهم بيده فبلسانه، فمن لم يستطع بلسانه فبقلبه، ليس وراء ذلك شيء " .

 رواه الطبراني وفيه محمد بن عبيد الله بن أبي رافع ضعفه الجمهور ووثقه ابن حبان ويحيى بن الحسين بن الفرات لم أعرفه وبقية رجاله ثقات.

يعطى الراية فلا ينصرف حتى يفتح له:

روى الإمام أحمد في مسنده (3: 246) رقم (1719) حدثنا وكيع عن شريك عن أبي إسحاق عن هبيرة خطبنا الحسن بن علي  رضي الله عنه  فقال: لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه الأولون بعلم ولا يدركه الآخرون، كان رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  يبعثه بالراية، جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله لا ينصرف حتى يفتح له.

وحكم محقق المسند شعيب الأرنؤوط على الحديث بأنه حسن.

وقال أحمد شاكر في تحقيق المسند: إسناده صحيح.

وصححه ابن حبان بإيراده في صحيحه (15: 383) رقم (6936)

وقال شعيب الأرنؤوط في تحقيق ابن حبان: رجاله ثقات رجال الشيخين غير هبيرة بن يريم.

ورواه أحمد في المسند (3: 247) رقم (1720) وفضائل الصحابة
(1: 548) رقم (922):  حدثنا وكيع عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عمرو بن حبشي قال: خطبنا الحسن بن علي بعد قتل علي، فقال: لقد فارقكم رجل بالأمس ما سبقه الأولون بعلم ولا أدركه الآخرون، إن كان رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  ليبعثه ويعطيه الراية فلا ينصرف حتى يفتح له، وما ترك من صفراء ولا بيضاء إلا سبع مائة درهم من عطائه كان يرصدها لخادم لأهله.

قال شعيب الأرنؤوط: حسن.

وقال أحمد شاكر: إسناده صحيح.

وقال محقق فضائل الصحابة وصي الله عباس: إسناده صحيح.

وحسنه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة رقم (2496).

 

فــــــــــــائــدة:

قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في أوائل ترجمة الإمام علي بن أبي طالب  عليه السلام  من الإصابة في تمييز الصحابة (4: 565): (وكان اللواء بيده
في أكثر المشاهد).

وقال الصالحي في  سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (11: 288) عن علي  عليه السلام : (وكان يحمل راية رسول الله   صلى الله عليه وآله وسلم   العظمى في القتال، فيقدم بها في بحر العدو، وشهد معه مشاهده كلها، وأبلى فيها بلاء حسناً، وشهد وقعة أحد وبايعه على الموت، وكان من أشجع الناس، لم يبارز أحداً قط إلا قتله).

وفي ذلك روى الحاكم في المستدرك (3: 147) رقم (4665) بسنده عن مالك بن دينار قال: سألت سعيد بن جبير فقلت: يا أبا عبد الله من كان حامل راية رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم ؟ قال: فنظر إلي وقال: كأنك رخي البال، فغضبت وشكوته إلى إخوانه من القراء، فقلت: ألا تعجبون من سعيد أني سألته من كان حامل راية رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم ، فنظر إلي وقال: إنك لرخي البال، قالوا: إنك سألته وهو خائف من الحجاج وقد لاذ بالبيت فسله الآن، فسألته فقال: كان حاملها علي  رضي الله عنه  هكذا سمعته من عبد الله بن عباس.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، ولهذا الحديث شاهد من حديث زنفل العرفي وفيه طول فلم أخرجه.

وبنحوه رواه عبد الله بن أحمد في فضائل الصحابة (2: 680) رقم (1163) وقال المحقق الشيخ وصي الله: إسناده حسن.

يقضي دين النبي صلى الله عليه وآله وسلم :

أورد الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة:[علي يقضي ديني] وقال: (حسن).

يهاب الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم :

قال الإمام البوصيري في مختصر إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة
(9: 180) رقم (7441): (وعن عبد الله بن عمرو بن هند الجملي قال: لما كانت ليلة أهديت فاطمة إلى علي  رضي الله عنهما  فقال له رسول الله   صلى الله عليه وآله وسلم : لا تحدث شيئاً حتى آتيك.

فلم يلبث رسول الله   صلى الله عليه وآله وسلم  أن اتبعهما، فقام على الباب، فاستأذن، فدخل، فإذا علي معتزل عنها، فقال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم :إني قد علمت أنك تهاب الله ورسوله، فدعا بماء فمضمض ثم أعاده في الإناء، ثم نضح به صدرها وصدره (وسمت) عليهما ثم خرج من عندهما.

رواه الحارث بن أبي أسامة ورواته ثقات إلا أنه منقطع).

حديث ابن عباس ومناقب علي:

في مسند أحمد  (5: 178) رقم (3061): حدثنا عبد الله حدثنا يحيى بن حماد حدثنا أبو عوانة حدثنا أبو بلج حدثنا عمرو بن ميمون قال: إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط، فقالوا: يا أبا عباس إما أن تقوم معنا وإما أن يخلونا هؤلاء، قال: فقال ابن عباس: بل أقوم معكم، قال وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى، قال فابتدءوا فتحدثوا، فلا ندري ما قالوا، قال: فجاء ينفض ثوبه ويقول: أف وتف وقعوا في رجل له عشر وقعوا في رجل قال له النبي  صلى الله عليه وآله وسلم : لأبعثن رجلاً لا يخزيه الله أبداً يحب الله ورسوله، قال: فاستشرف لها من استشرف، قال: أين علي قالوا: هو في الرحل يطحن، قال: وما كان أحدكم ليطحن، قال: فجاء وهو أرمد لا يكاد يبصر، قال: فنفث في عينيه ثم هز الراية ثلاثاً فأعطاها إياه فجاء بصفية بنت حيي .

قال: ثم بعث فلاناً بسورة التوبة فبعث علياً خلفه فأخذها منه، قال: لا يذهب بها إلا رجل مني وأنا منه.

قال: وقال لبني عمه: أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ قال: وعلي معه جالس فأبوا فقال علي: أنا أواليك في الدنيا والآخرة، قال: أنت وليي في الدنيا والآخرة، قال: فتركه ثم أقبل على رجل منهم فقال: أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ فأبوا، قال: فقال علي: أنا أواليك في الدنيا والآخرة، فقال: أنت وليي في الدنيا والآخرة.

   قال: وكان أول من أسلم من الناس بعد خديجة.

قال: وأخذ رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  ثوبه فوضعه على علي وفاطمة وحسن وحسين فقال: ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ﴾ .

قال: وشرى علي نفسه لبس ثوب النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  ثم نام مكانه.

قال: وكان المشركون يرمون رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  فجاء أبو بكر وعلي نائم، قال وأبو بكر يحسب أنه نبي الله، قال: فقال: يا نبي الله! قال: فقال له علي: إن نبي الله  صلى الله عليه وآله وسلم  قد انطلق نحو بئر ميمون فأدركه، قال: فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار، قال: وجعل علي يرمى بالحجارة كما كان يرمى نبي الله وهو يتضور، قد لف رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح، ثم كشف عن رأسه، فقالوا: إنك للئيم كان صاحبك نرميه فلا يتضور وأنت تتضور، وقد استنكرنا ذلك.

قال: وخرج بالناس في غزوة تبوك قال: فقال له علي: أخرج معك؟ قال: فقال له نبي الله: لا فبكى علي، فقال له: أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنك لست بنبي، إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي.

قال: وقال له رسول الله: أنت وليي في كل مؤمن بعدي.

وقال: سدوا أبواب المسجد غير باب علي، فقال: فيدخل المسجد جنباً وهو طريقه ليس له طريق غيره.

 قال: وقال: من كنت مولاه فإن مولاه علي.

قال: وأخبرنا الله عز وجل في القرآن أنه قد رضي عن أصحاب الشجرة فعلم ما في قلوبهم هل حدثنا أنه سخط عليهم بعد.

قال: وقال نبي الله  صلى الله عليه وآله وسلم  لعمر حين قال: ائذن لي فلأضرب عنقه قال: أوكنت فاعلاً، وما يدريك لعل الله قد اطلع إلى أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم.

التخريج:

رواه الحاكم في المستدرك (3: 143) من طريق أحمد، ورواه الطبراني في المعجم الكبير (12: 97) رقم (12593) وغيرهما.

الحكــــم:

-  قال الحاكم في المستدرك (3: 143): (هذا حديث صحيح الإسناد ولم
     يخرجاه بهذه السياقة.

وقد حدثنا السيد الأوحد أبو يعلى حمزة بن محمد الزيدي  رضي الله عنه  ثنا أبو الحسن علي بن محمد بن مهروية القزويني القطان قال: سمعت أبا حاتم الرازي يقول: كان يعجبهم أن يجدوا الفضائل من رواية
أحمد بن حنبل  رضي الله عنه .

-  وعلق الذهبي في التلخيص بقوله: صحيح.

-  وقال الحافظ ابن عبد البر في أوائل ترجمته لأمير المؤمنين من كتابه
      الاستيعاب في معرفة الأصحاب: (هذا إسناد لا مطعن فيه لأحدٍ
      لصحته وثقة نقلته).

-  وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (9: 157): (رواه أحمد
       والطبراني في الكبير والأوسط باختصار، ورجال أحمد رجال الصحيح غير
      أبي بلج الفزاري وهو ثقة وفيه لين).وأورد بعضه في مجمع الزوائد ومنبع
      الفوائد (9: 135) وقال: (رواه البزار في أثناء حديث ورجاله ثقات).

-   وقال الحافظ ابن حجر في كتابه:"أجوبة المصابيح " (315- 316)
       وهو يتحدث عن روايات حلية المسجد لعلي وهو جنب: (وقد ورد
       ذلك في حديث طويل لابن عباس، أخرجه أحمد والطبراني بسند جيد).

-  وأورده الشوكاني في در السحابة (216) قائلا: ( وأخرج أحمد
        والطبراني في الكبير والأوسط والحاكم وصححه ورجال أحمد ثقات).

ومن المعاصرين:

-     أورده الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة (5: 263).

-  وقالالشيخ أبو إسحاق الحويني في تحقيق خصائص علي(34):
        إسناده حسن.

      -    وقال الشيخ وصي الله محقق فضائل الصحابة لأحمد: إسناده صحيح.

عــــــدة فضـائـل:

في مختصر إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة (9: 187) رقم (7463)  وعن علي بن أبي طالب  رضي الله عنه  أن الرسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  قال له: (قم والله لأرضينك:

-  أنت أخي

-  وأبو ولدي

-  تقاتل عن سنتي

-  وتبرئ ذمتي

-  من مات في عهدي فهو كنز الله ومن مات في عهدك فقد قضى نحبه

      -   ومن مات يحبك بعد موتك ختم الله له بالأمن والإيمان طلعت شمس
         أو غربت

      -   ومن مات يبغضك مات ميتة جاهلية وحوسب بما عمل في الإسلام).

         قال البوصيري: رواه أبو يعلى بسند رواته ثقات.

وقد جمع هذا الحديث عدة فضائل، وقد سبق بعضها في طيات البحث في عناوين مستقلة، وهي على الترتيب الوارد في هذا الحديث:

(أخوة النبي له)

(النبي وليهم وعصبتهم، وهم ذريته)

 (يقاتل على تأويل القرآن)

(يقضي دين النبي  صلى الله عليه وآله وسلم ).
_______________________
([38])  اختصرت فلم أذكر ما كرره من روايات في الفضيلة نفسها، وما ذكره مما ليس فيه فضيلة ظاهرة.

([39]) هذا الحديث معروف بحديث المنزلة، وقد كتبت فيه قبل سنوات بحثاً بعنوان" حديث المنزلة رواية ودراية" خرجت فيه الحديث عن ثمانية وعشرين صحابياً، هم بحسب الحروف الهجائية: أسماء بنت عميس، وأنس والبراء، وجابر بن سمرة، وجابر بن عبد الله، وحبشي، وحذيفة بن أسيد، وزيد بن أرقم، وزيد بن أبي أوفى، وسعد بن أبي وقاص، وسعيد بن زيد، وعبد الله بن جعفر، وعبد الله بن عباس، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن مسعود، وعقيل بن أبي طالب، وعلي بن أبي طالب، وعمر، وفاطمة بنت حمزة، ومالك←

 ←بن الحويرث، ومحدوج بن زيد، ومعاوية، ونبيط بن شريط، وأبوأيوب، وأبوسعيد، وأبو الطفيل، وأبوهريرة، وأم سلمة.

وهو بهذا يكون في أعلى درجات التواتر، لذا عده منها غير واحد ممن ألف في الأحاديث
       المتواترة، كالسيوطي في الأزهار المتناثرة رقم (101)، والكتاني في نظم المتناثر، وأضاف الكتاني قائلاً: (وفي شرحالرسالة للشيخ جسوس رحمه اللّه ما نصه: وحديثأنت مني بمنزلة هارون من موسى متواتر جاء عن نيف وعشرين صحابياً).

وقال الصالحي في سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (11: 292) عن حديث المنزلة: (تنبيه: هو حديث متواتر عن نيف وعشرين صحابياً، واستوعبها الحافظ ابن عساكر عن نحو عشرين ورقة).

([40])  كذا، ولعله: وقد خلفه.

([41])  قال العلماء: سميا ثقلين؛ لعظمهما وكبير شأنهما، وقيل: لثقل العمل بهما.

([42]) وهو في سنن الترمذي (5: 643) رقم (3736) عن علي بلفظ: لقد عهد إليَّ النبي الأمي  صلى الله عليه وآله وسلم  أنه لا يحبك إلا مؤمن، ولا يبغضك إلا منافق . قال أبو عيسى: هذا حديث حسن صحيح.

     وقال الإمام الألوسي في تفسيره روح المعاني (26: 78): (وذكروا من علامات النفاق بغض علي كرم الله تعالى وجهه... (ثم أورد بعض الروايات) ثم قال: وعندي أن بغضه رضي الله تعالى عنه من أقوى علامات النفاق, وقد جاء في الأحاديث الصحيحة  علامات للنفاق غير ما ذكر، كقوله عليه الصلاة والسلام: « علامات المنافق ثلاث » الحديث.

لكن قال العلماء: هي علامات للنفاق العملي لا الإيماني، وقيل: الحديث خارج مخرج التنفير عن اتصاف المؤمن المخلص بشيء منها؛ لما أنها كانت إذ ذاك من علامات المنافقين).←

    ←   وقال القرطبي في تفسيره (1: 302): (روي عن جماعة من الصحابة أنهم قالوا: ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  إلا ببغضهم لعلي  عليه السلام ).

ونشير إلى روايات بعض تلك الجماعة من الصحابة فيما يلي:

رواية أبي سعيد الخدري رضي الله عنه :

    رواها عبد الله بن أحمد في فضائل الصحابة (2: 579) رقم (979) من طريق أبي صالح عن أبي سعيد الخدري قال: إنما كنا نعرف منافقي الأنصار ببغضهم علياً.

وإسنادها صحيح.

وقد ذكرت هذه الرواية: أم شعيب الوادعية في كتابها"الصحيح المسند من فضائل أهل بيت النبوة" ص 63 وقالت: (هذا حديث صحيح).

ورواها الحميري في جزئه (1: 34) من طريق بسر بن سعيد عن أبي سعيد الخدري قال: ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  إلا ببغض علي.

 ورواها الترمذي (5: 635) رقم (3717) وابن الأثير في أسد الغابة (1: 799) من طريق أبي هارون عن أبي سعيد الخدري قال: إنا كنا لنعرف المنافقين نحن معشر الأنصار ببغضهم علي بن أبي طالب.

وفي سند الترمذي ضعف.

رواية جابر  رضي الله عنه :

رواها الإمام أحمد في الفضائل (2: 671) رقم 1146) عن أبي الزبير قال: قلت لجابر: كيف كان علي فيكم؟ قال: ذلك من خير البشر ما كنا نعرف المنافقين إلا   ببغضهم إياه.

وروي من طريق آخر في فضائل الصحابة (2: 639) رقم (1086) عن عبد الله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبد الله قال: ما كنا نعرف منافقينا معشر الأنصار إلا ببغضهم علياً. وإسنادها حسن.←

 

← رواية أبي ذررضي الله عنه :

رواها الحاكم في المستدرك على الصحيحين (3: 139) رقم (4643) من طريق أبي عبد الله الجدلي عن أبي ذر  رضي الله عنه  قال: ما كنا نعرف المنافقين إلا بتكذيبهم الله ورسوله، والتخلف عن الصلوات، والبغض لعلي بن أبي طالب  رضي الله عنه .

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه.

رواية ابن مسعود  رضي الله عنه :

ذكرها الإمام السيوطي الشافعي في الدر المنثور بقوله: (وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود  رضي الله عنه  قال: ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  إلا ببغضهم علي بن أبي طالب).

 

([43])بل حكى ابن كثير في البداية والنهاية  (7: 353) عن شيخه الذهبي  أن الطرق عن أنس بلغت بضعة وتسعون نفساً.

وقد نقل عنه ابن كثير أنه قال عنها: (أقربها غرائب ضعيفة، وأردؤها طرق مختلفة مفتعلة، وغالبها طرق واهية).

وله عبارة في تاريخ الإسلام (3: 633) قال فيها: (وله طرق كثيرة عن أنس متكلم فيها، وبعضها على شرط السنن).←

←وفي وصفه لبعضها بقوله: (أقربها غرائب ضعيفة) مع قوله: (وغالبها طرق واهية) ما يعني أن ضعف بعضها قريب منجبر، فلم لا تتقوى هذه الطرق بعضها ببعض، خاصة مع قوله الآخر أن بعضها على شرط السنن؟!.

  وللفائدة فقد وجدناابن كثير في البداية والنهاية (5: 212)في حديث الغدير يقول عن بعض طرقه: (وهذا إسناد جيد، رجاله ثقات على شرط السنن).

وقال عن حديث آخر في البداية والنهاية (6: 228): ( وإسناده جيد قوي على شرط السنن).

([44]) راجع: "الحافظ العلائي وجهوده في الحديث وعلومه" للدكتور عبد الباري البدخشي.

([45])وكل ما سنذكره من هنا من  أقوال فهو على هذا اللفظ (ذكر محبة علي دون الزهراء عليهما السلام).

([46])ويعضد أن علياً  رضي الله عنه هو الذي كان مسنداً النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  إلى صدره، وآخرهم عهداً به، لا عائشة رضي الله عنها:

* تكاثر الروايات في هذا، وتعدد مخارجها

*وأنه رأي أهل البيت، وأهل البيت أدرى بما فيه.

*وخصوص استنكار ابن عباس على رواية أنه مستند لصدر عائشة

*ولأنها حالة يكثر فيها العوَّاد من الرجال،ويكتنف المحتضر عادة أهلوه وأقاربه، وهم هنا علي والعباس وبنوه وعقيل عليهم السلام، وغيرهم، وكلهم ليسوا بمحرم لنسائه عليهن الرضوان، فيشكل وجودهم مع إحداهن.

*وهل تستطيع صبية لم تتجاوز سنها ثمانية عشر ربيعاً، أن تسند إلى صدرها الضعيف رجلاً كامل البنية في تلك الحال التي تتضعضع لهولها الجبال؟! حاشا

([47]) ويتلاءم "ما ورد هنا من أنه أكثرهم علماً"مع:

     جملة من الأحاديث في أعلميته.
    وجملة من آثار الصحابة وتابعيهم.
    وجملة من أقوال أهل العلم، وقد أشرنا إلى شيء منها في كتاب " أعلمية أمير المؤمنين" فليرجع إليه مريد التفصيل.

([48]) وفي مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (9: 157) رقم (14694) عن عبد الله يعني ابن مسعود  أن النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  قال:  النظر إلى علي عبادة.

        رواه الطبراني، وفيه: أحمد بن بديل اليامي وثقه ابن حبان، وقال: مستقيم الحديث، وابن أبي حاتم وفيه ضعف وبقية رجاله رجال الصحيح.

            وفي مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (9: 157) رقم (14695) عن طليق بن محمد قال: رأيت عمران بن الحصين يحد النظر إلى علي فقيل له فقال: سمعت رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  يقول:  النظر إلى علي عبادة.

      رواه الطبراني وفيه عمران بن خالد الخزاعي وهو ضعيف.

([49])  يعني السيوطي.

([50])  وقال المناوي في التيسير بشرح الجامع الصغير (2: 134): (والسابق إلى محمد علي )
بن أبي طالب فهو أول ذكر آمن وأول من صلى.

(1)حاول بعض الخوارج التشنيع على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام والرضوان بأنه أسلم صبياً، وفي صحة إسلام الصبي نظر! .

وقد أجاب أهل العلم عن تشنيعهم، بجوابات عدة، وأكتفي هنا بنقل جواب الإمام البيهقي حيث قال في السنن الكبرى (6: 207): (فإسلامه  كان محكوماً بصحته:

    إما لأنه بقي حتى وصف الإسلام بعد بلوغه.
    أو لأن النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  خاطبه بالدعاء إلى الإسلام وغيره من الصبيان غير مخاطب.
     أو لأن قول الصبي المميز إذ ذاك كان محكوماً بصحته قبل ورود الشرع بغيره.
    أو كان قد احتلم فصار بالغاً به، والله أعلم.

 هذا وقد ذهب الحسن البصري وغير واحد في رواية قتادة إلى أن علياً  رضي الله عنه  أسلم وهو ابن خمس عشرة سنة أو ست عشرة سنة كما مضى ذكره).

على أن بعض المحققين يقول: في القول بأنه أسلم تسامح، وإلا فعلي ما عرف الكفر حتى يقال: أسلم، إذ قد تربى في حجر النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  ولم يعرف الكفر إلى بيته سبيلاً.

([52]) قال الحافظ ابن حجر في الإصابة في تمييز الصحابة  (4: 564) ترجمة رقم (5692): علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي أبو الحسنأول الناس إسلاماً في قول كثير من أهل العلم).

بل قد حكي الإجماع على أولية علي في الإسلام:

ـ فقال الحاكم في معرفة علوم الحديث (1: 64): (ولا أعلم خلافاً بين أصحاب التواريخ أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه   أولهم إسلاماً، وإنما اختلفوا في بلوغه، والصحيح عند الجماعة أن أبا بكر الصديق  رضي الله عنه  أول من أسلم من الرجال البالغين).

ـ وقال السيوطي في تاريخ الخلفاء (1: 68) عن علي: (أسلم قديماً، بل قال ابن عباس وأنس وزيد بن أرقم وسلمان الفارسي وجماعة: إنه أول من أسلم،ونقل بعضهم الإجماع عليه).

(1) فقد قال كما في كنز العمال رقم (36464): (وقد كنت أجيب بهذا الجواب دهراً إلى أن وقفت على تصحيح ابن جرير لحديث علي في تهذيب الآثار مع تصحيح ( ك ) لحديث
ابن عباس، فاستخرت الله وجزمت بارتقاء الحديث من مرتبة الحسن إلى مرتبة
الصحة، والله أعلم).

([54]) قال الحافظ المناوي في  فيض القدير (3: 46) مخرِّجاً للحديث: (عق عد طب ك ) وصححه، وكذا أبو الشيخ [ ابن حبان ] في السنة) فقوله: (وكذا أبو الشيخ...) إن كان معطوفاً على قوله: (وصححه) فأبوالشيخ أحد المصححين للحديث، وإن كان معطوفاً على من ذكرهم ممن روى الحديث فهو من الرواة.

([55])  وقال المناوي في التيسير بشرح الجامع الصغير (1: 766) شارحاً للحديث: (فإن المصطفى هو المدينة الجامعة لمعاني الديانات كلها، ولا بد للمدينة من باب يدخل منه، فأخبر أن بابها هو علي، فمن أخذ طريقه دخل المدينة، ومن لا فلا).

([56]) فقد عقد  له باباً في كتابه التراتيب الإدارية  (2: 370) فقال: (باب من كان يعرف فيهم بباب مدينة العلم)  ثم أشار إلى الخلاف في صحته، وبعد أن ذكر بعض من حسنه من العلماء، قال مؤيداً لهم: (ومصداقه ما ظهر على سيدنا علي من العلم الواسع الذي خضعت له به الرقاب ودانت له الفلاسفة والحكماء من كل أمة وملة....

         وسؤال كبار الصحابة له، ورجوعهم إلى فتاويه وأقواله في المواطن والمعضلات مشهور، وناهيك أن انتهاء طرق علوم القوم وسلاسلهم إليه، فلست ترى من طريقة في الإسلام إلا وانتهاؤها إليه، ومنتهى سندها عنه رضي الله عنه تصديقاً لكونه باب مدينة العلم).

([57])  وله فيها رسالة مستقلة، تجدها في مجموع رسائله المسمى بالفتح الرباني في رسائل الشوكاني.

(1) استفاضت الأخبار، وتواترت الآثار، عن أمير المؤمنين ومولى الموحدين، بالإخبار عن بعض المغيبات، والتصريح ببعض المكاشفات، وعندي منها جملة وفيرة، وهي على ثلاثة أنواع:

النوع الأول: إخبارة عن مغيبات ماضيات.

النوع الثاني: إخباره عن مغيبات آتيات.

النوع الثالث: إخباره عن مغيبات كونيات.

ولا يتسع المقام هنا لذكرها، فقد تأتي في نحو خمسين صفحة، لكني أشير هنا إلى رواية كلية، ولذكر التفاصيل كاملة محل آخر بمشيئة الله تعالى:

في الجرح والتعديل (6: 191) وأخبار مكة للأزرقي (1: 46) واللفظ لهما، والفقيه والمتفقه للخطيب البغدادي (3: 201) عن أبي الطفيل قال: شهدت علياً  رضي الله عنه  يخطب وهو يقول: سلوني فو الله لا تسألوني عن شيء يكون إلى يوم القيامة إلا حدثتكم، وسلوني عن كتاب الله عز وجل فو الله ما من آية إلا وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار، أم في سهل أم في جبل.

([59])  ما بين القوسين هو كلام السيوطي في الجامع الصغير، والباقي كلام الشارح المناوي.

([60]) قال العلامة الطاهر بن عاشور المالكي في تفسيره "التحرير والتنوير" عند آية المناجاة: (والمشهور عند جمع من سلف المفسرين أنها (يعني الآية الناسخة) نزلت بعد عشرة أيام من التي قبلها، وذلك أن بعض المسلمين القادرين على تقديم الصدقة قبل النجوى شق عليهم ذلك فأمسكوا عن مناجاة النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  فأسقط الله وجوب هذه الصدقة).

([61])  بلفظ الحاكم أعلاه، وزيادة  (ومن سبني فقد سب الله ).

([62]) وقال بعد أن ذكر الرواية السابقة (ص 9): (كذا رواه الإمام أحمد، ورواه أبو يعلى الموصلي عن عبد الله بن موسى عن عيسى بن عبد الرحمن البجلي من بجيلة من بني ← سليم عن السدي عن أبي عبد الله الجدلي قال: قالت لي أم سلمة: أيسب رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  فيكم على المنابر؟ قال: قلت: وأنى ذلك؟ قالت: أليس يسب علي ومن أحبه، وأشهد أن رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  كان يحبه).

وقد أورد هذه الرواية الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (9: 175) رقم (14741) ثم قال: (رواه الطبراني في الثلاثة وأبو يعلى ورجال الطبراني رجال الصحيح غير أبي عبد الله وهو ثقة).

ثم قال عقب ذلك: (وروى الطبراني بعده بإسناد رجاله ثقات إلى أم سلمة عن
النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  قال مثله).

وقال حسين سليم أسد في تحقيقه لمسند أبي يعلى (12: 444): ( رجاله ثقات).

([63]) قال المباركفوري في تحفة الأحوذي (9: 89) عن هذه الرواية: (أخرج أحمد والنسائيبإسناد قوي عن سعد بن أبي وقاص...) وذكر الرواية.

([64]) رواية زيد بن أرقم هذه:

 - رواها الحاكم في المستدرك (3: 135) رقم (4631) وقال: (هذا حديث صحيح
     الإسناد ولم يخرجاه).

-  وعلق عليها الذهبي في التلخيص بقوله: صحيح.

-  وأوردها الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (9: 148) رقم (14671) وقال: (رواه
     أحمد وفيه ميمون أبو عبد الله وثقه ابن حبان وضعفه جماعة، وبقية رجاله  رجال الصحيح).

-   ورواها الإمام ابن الأثير الجزري في مناقب الأسد الغالب  (12) رقم (20)
      وقال: (حديث حسن).

([65])  ورواية ابن عباس هذه جزء من رواية طويلة ذكرت هذه الفضيلة وفضائل غيرها، وقد صححها جمع كبير من العلماء انظرهم فيما يأتي تحت عنوان (حديث ابن عباس ومناقب علي).

([66])  وصحح الرواية أحمد شاكر في تعليقه على المسند، وقال الألباني في تعليقه على السنة لابن أبي عاصم: ("إسناده جيد، ورجاله ثقات، رجال البخاري غير ابن سعد).

وأورد رواية ابن عمر أيضاً: الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (9: 160) رقم (14698) وقال: (رواه أحمد وأبو يعلى ورجالهما رجال الصحيح).

ووافقه الشوكاني في در السحابة (218).

([67])أورد العلامة محمد طاهر الفتني الهندي في التذكرة (ص 42) إشكالاً على قوله: (صليت قبل الناس لسبع سنين) بأن خديجة وأبا بكر وبلالاً وزيداً  آمنوا أول البعث، وأجاب عنه بقوله: (ولعله قال: عبدت الله مع رسوله ولي سبع سنين فأخطأ الراوي في السمع).

 وقال العلامة السندي في حاشيته على ابن ماجة  (1: 107): (قوله: ( صليت قبل الناس بسبع سنين) ولعله أراد به أنه أسلم صغيراً وصلى في سن الصغر، وكل من أسلم من ← معاصريه ما أسلم في سنه، بل أقل ما تأخر معاصره عن سنه سبع سنين، فصار كأنه صلى قبلهم سبع سنين، وهم تأخروا عنه بهذا القدر، ولم يرد أنه كان سبع سنين مؤمناً مصلياً، ولم يكن غيره في هذه المدة مؤمناً أو مصلياً ثم آمنوا وصلوا، ويحتمل أنه قال؛ لأنه ما اطلع عليه وفيه بعد لا يخفى...

قلت: فكأن من حكم بالوضع حكم عليه لعدم ظهور معناه، لا لأجل خلل في إسناده، وقد ظهر معناه بما ذكرنا).

     وأجاب غيرهما بجوابين آخرين:

     الجواب  الأول:أن المنفي في هذا الحديث الصلاة مع النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  لا الإسلام، فمن الجائز أنهم لم يصلوا معه، وإن كانوا قد أسلموا في السبع السنين:

* لأنه قد جاءت بعض الروايات بلفظ: (لم يصل معي رجل غيره)

*ولأنه لا يلزم من الإسلام في أول البعثة الصلاة معه، لاحتمال أن الصلاة لم تكن قد وجبت عليهم، أو أن الجماعة لم يكن قد وقع الحث عليها؛ لعدم الأذان، فكان علي يصلي  معه اختياراً لملازمته له من قبل الإسلام، وكونه معه بمنزلة الابن مع أبيه، بخلاف غيره من الرجال.

الجواب الثاني:أنه يحتمل أن الصلاة كانت قبل البعثة، هي التحنث الذي روي أن رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  كان يفعله، أو هي [ العبادة التي ] كان يفعلها في الغار الذي كان يتحنث فيه، وكان علي يصلي معه، وهذا يستقيم على أنه بُعث رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  وعلي له خمس عشرة سنة أو نحو ذلك.

ثم إن هذا الحديث قد روي فلا وجه للقطع بكذب الرواية بالنظر إلى التاريخ؛ لإمكان الجمع ولو بتأويل مستساغ.

([68])كذا في المصدر، ولعلها: (واللسان السؤول).

(1) وهي جملة أحاديث وردت في علي بن أبي طالب رضي الله عنه  تجدها مبثوثة في طيات بحثنا هذا.

(1) استنكر هذا بعض الإخوة بدون حجة، ولا ينبغي أن يُستَنكَر، بعد وروده في روايات معتبرة؛ فهو من إقدار الله تعالى لأوليائه، وهو داخل في جنس الكرامات التي يثبتها، ويقر بها السنة والشيعة، وقد قال ابن تيمية الذي يلتزم هذا المستنكر قوله في أواخر كتابه العقيدة الواسطية عند حديثه عن الكرامات وأنواعها: (ومن أصول أهل السنة: التصديق بكرامات الأولياء، وما يجري الله على أيديهم من خوارق العادات في أنواع العلوم والمكاشفات، وأنواع القدرة والتأثيرات ... وهي موجودة فيها إلى يوم القيامة).

فهذا من أنواع القدرة والتأثيرات، وقد ورد، فلم الاستنكار؟!

([71])  وفي مجمع الزوائد (9: 163) رقم (14708): رواية عن سويد بن غفلة عن علي قال: فإني كنت مقروراً فلما بعثني رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  إلى خيبر قلت: إني أرمد فتفل في عيني فما وجدت حراً ولا برداً ولا رمدت عيناي.

وفيه رقم (14709): وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: رأيت رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  كحل عين علي بريقه.

([72]) وقد أورد الضياء هذه الرواية ضمن الأحاديث الصحيحة التي اختارها في كتابه الأحاديث المختارة(1: 349) رقم (654 ) بسنده عن عبدالرحمن بن أبي ليلى أنه شهد علياً في الرحبة قال: أنشد الله رجلاً سمع رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  وشهده يوم غدير خم إلا قام ولا يقوم إلا من قد رآه، فقام اثنا عشر رجلاً فقالوا: قد رأيناه وسمعناه حيث أخذ بيده يقول:اللهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذل من خذله، فقام إلى ثلاثة لم يقوموا فدعا عليهم فأصابتهم دعوته. ←

←وفي فضائل الصحابة (2: 599) رقم (1022) بسنده بلفظ: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره وأحب من أحبه، قال شعبة: أو قال: أبغض من أبغضه.

وقال محقق الفضائل الشيخ وصي الله:  (إسناده حسن لغيره).

([73])  يعني شيخه الذهبي

([74])  يعني لفظ:" من كنت مولاه فعلي مولاه".

([75])  ساق ابن كثير في البداية والنهاية (5: 212)  بسند أحمد رواية زيد بن أرقم  بلفظ: ألستم تعلمون أو ألستم تشهدون أني أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى قال:فمن كنت مولاه فإن علياً مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ثم رواه أحمد عن غندر عن شعبة عن ميمون أبي عبد الله عن زيد بن أرقم  إلى قوله: من كنت مولاه فعلي مولاه.

قال ميمون: حدثني بعض القوم عن زيد أن رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  قال: اللهم وال من والاه وعاد من عاداه

ثم حكم عليها بقوله: (وهذا إسناد جيد، رجاله ثقات على شرط السنن).←

←وفي الأحاديث المختارة للضياء المقدسي (1: 303) رقم (553) بسنده عن أبي الطفيل قال: جمع علي بن أبي طالب  رضي الله عنه  الناس في الرحبة، ثم قال: أنشد بالله كل امرئ مسلم سمع رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  يقول يوم غدير خم ما قال فقام إليه بعض الناس، قال أبو نعيم: فقام ناس كثير فشهدوا حين أخذ بيده، فقال للناس: أتعلمون أني أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: نعم يا رسول الله، قال: من كنت مولاه فهذا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

قال: فخرجت كأن في نفسي شيئاً، فلقيت زيد بن أرقم فقلت له: إني سمعت علياً يقول كذا وكذا، قال: فما تنكر قد سمعت رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  يقول ذلك له.

وقال المحقق عبد الملك الدهيش: (إسناده حسن ).

وصححه ابن حبان بإيراده له في صحيحه (15: 375) رقم (6931)وقال محقق صحيح ابن حبان شعيب الأرنؤوط: إسناده حسن.

 وأورد رواية أبي الطفيل هذه - عن أحمد في مسنده - الشيخ مصطفى العدوي في كتابه الصحيح المسند من فضائل الصحابة (122- 123) وقال: (صحيح لشواهده).

 وروى الإمام أحمد في الفضائل عدة روايات بلفظ: من كنت مولاه فهذا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه.

وصحح محقق الفضائل: أسانيد كثير منها، فراجع.

ورواها الطحاوي في شرح مشكل الآثار  (5: 19) وقال: (فهذا الحديث صحيح الإسناد لا طعن لأحد في أحد من رواته فيه).

([76])يتملك المنصف العجب من قوله: (وينزهون أبا جعفر هذا عن هذه الصفات)، كيف أصبح  التأليف في فضائل الآل الثابتة، أو تبني رأي فقهييٌعزىإليهم من الصفات التي ينزه المرء عنها؟!

(1) أصل الذود عن الحوض جاء في عدة أحاديث في الصحيحين وغيرهما، ونكتفي هنا بما ورد في الصحيحين:

ففي صحيح البخاري (3: 1222) رقم (3171): عن ابن عباس رضي الله عنهما: عن النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  قال: إنكم محشورون حفاة عراة غرلاً ثم قرأ ﴿      ﭯ       ﭰ  ﭱ  ﭲ  ﭳﭴ  ﭵ  ﭶﭷ  ﭸ  ﭹ  ﭺ   ﭻ  ﭼوأول من يكسى يوم القيامة إبراهيم، وإن أناساً من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: أصحابي أصحابي ! فيقول: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم منذ فارقتهم، فأقول كما قال العبد الصالح: ﭽ ﯛ    ﯜ  ﯝ  ﯞ  ﯟ  ﯠﯡ  - إلى قوله -   ﯺ  ﭼ).

وفي صحيح البخاري (5: 2406- 2407) الروايات التالية:

رقم  (6211 ) عن أنس: عن النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  قال: ليردن علي ناس من أصحابي الحوض حتى عرفتهم، اختلجوا دوني، فأقول: أصيحابي؟ فيقول: لا تدري ما أحدثوا بعدك.

ورقم (6212) عن سهل بن سعد قال: قال النبي  صلى الله عليه وآله وسلم : إني فرطكم على الحوض من مر عليَّشرب، ومن شرب لم يظمأ أبداً، ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفونني، ثم يحال بيني وبينهم.

 قال أبو حازم: فسمعني النعمان بن أبي عياش فقال: هكذا سمعت من سهل؟ فقلت: نعم←

←فقال: أشهد على أبي سعيد الخدري لسمعته وهو يزيد فيها: ( فأقول: إنهم مني، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: سحقاً سحقاً لمن غير بعدي).

ورقم (6213) عن أبي هريرة أنه كان يحدث: أن رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  قال: يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي، فيجلون عن الحوض، فأقول: يا رب أصحابي؟ فيقول: إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى.

ورقم (6214) عن ابن المسيب أنه كان يحدث عن أصحاب النبي  صلى الله عليه وآله وسلم : أن النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  قال: يرد علي الحوض رجال من أصحابي فيحلؤون عنه، فأقول: يا رب أصحابي؟ فيقول: إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى.

  ورقم (6215) عن أبي هريرة: عن النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  قال: بينا أنا نائم إذا زمرة حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم، فقال: هلم، فقلت: أين؟ قال: إلى النار والله، قلت: وما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى.

ثم إذا زمرة، حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وينهم، فقال: هلم، قلت: أين؟ قال: إلى النار والله، قلت: ما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى، فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم.

 وفي صحيح مسلم (4: 1796) رقم ( 2297 ) عن عبد الله بن مسعود قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  أنا فرطكم على الحوض ولأنازعن أقواماً ثم لأغلبن عليهم، فأقول: يا رب أصحابي أصحابي! فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك؟!

وفي صحيح مسلم  (4: 1800) رقم ( 2304 ) عن أنس بن مالك: أن النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  قال: ليردن عليَّ الحوض رجال ممن صاحبني، حتى إذا رأيتهم، ورفعوا إلي، اختلجوا دوني، فلأقولن: أي رب أصيحابي أصيحابي! فليقالن لي: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك!.

 

([78])  لعلها: حاله.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page