• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

البـــاب الثالث

 



ما ورد في فضائل البضعة الزهراء ‘

ويحتــــوي علــــــــى  فصلــين:

الفصل الأول:  ما ورد في الصحيحين.

الفصل الثاني:ما صحح مما ليس في الصحيحين

 
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

الفصل الأول

مـا ورد فـي الصحيحين

 

    عقد الإمام البخاري في صحيحه  (3: 1374) باباً في فضائلها بعنوان: (باب مناقب فاطمة ‘،وقال النبي  صلى الله عليه وآله وسلم : فاطمة سيدة نساء أهل الجنة) وقد أورد تحته رواية واحدة  برقم (3556) بسنده عن المسور بن مخرمة  رضي الله عنهما : أن رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  قال: (فاطمة بضعة([30])مني فمن أغضبها أغضبني).

وفي صحيح مسلم (4: 1896) عقد في فضائلها باباً بعنوان: (باب من فضائل فاطمة بنت النبي عليها الصلاة والسلام) وأورد تحته الروايات التالية([31]):

ـ رواية المسور بن مخرمة، والشاهد منها أن النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  قال عن فاطمة الزهراء ‘: (فإنما ابنتي بضعة مني يريبني([32])ما رابها ويؤذيني ما آذاها).

ـ وفي لفظ: (إنما فاطمة بضعة مني يؤذيني ما آذاها).

ـ وعن عروة بن الزبير حدثه أن عائشة حدثته: أن رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  دعا فاطمة ابنته فسارها فبكت ثم سارها فضحكت، فقالت عائشة: فقلت لفاطمة: ما هذا الذي سارك به رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  فبكيت ثم سارك فضحكت؟ قالت: سارني فأخبرني بموته فبكيت، ثم سارني فأخبرني أني أول من يتبعه من أهله فضحكت.

ـ وعن عائشةرضي الله عنه ا قالت: كن أزواج النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  عنده لم يغادر منهن واحدة، فأقبلت فاطمة تمشي ما تخطئ مشيتها من مشية رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  شيئاً، فلما رآها رحب بها... فقال: يا فاطمة أما ترضي أن تكوني سيدة نساء المؤمنين، أو سيدة نساء هذه الأمة([33])؟.

 

 

الفصل الثاني

ما صحح مما ليس في الصحيحين

أحب النساء إلى النبي  صلى الله عليه وآله وسلم :

جاء هذا المعنى مقرراً عن النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  وعن جمع من الصحابة نشير إلى بعضها:

فأما النبي  صلى الله عليه وآله وسلم :

        فعن أسامة بن زيد أن النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  قال: (أحب أهلي إليَّ فاطمة بنت محمد). رواه الحاكم في المستدرك (2: 452) رقم (3562)، وقال: هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه.

وقال المناوي في التيسير بشرح الجامع الصغير (1: 76): (بإسناد صحيح).

وعن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم  قال لعلي: (فاطمة أحب إلي منك وأنت أعز علي منها)([34]).

رواه الطبراني في المعجم الأوسط (7: 343) رقم (7675) وقال المناوي في التيسير بشرح الجامع الصغير (2: 323): (ورجاله رجال الصحيح).

    وأما عائشة  رضي الله عنه ا  فقالت:(والله ما أعلم رجلاً كان أحب إلى رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  من علي، ولا في الأرض امرأة كانت أحب إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  من امرأته).

رواه الحاكم في المستدرك على الصحيحين (3: 167) رقم (4731) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.

وحسن الشيخ الحويني في تحقيق "خصائص علي" طريقاً لهذه الرواية (ص93) وصحح إسناد آخر (ص94).

ورواه الحاكم  من طريق أخرى (3: 171) رقم (4744) وفيه زيادة في علي عليه السلام: ( إن كان ما علمته صوَّاماً قواماً).

وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه

وقال الألباني في تخريجه لمشكاة المصابيح (3: 342) رقم (6146): (حسن).

وقال بريدةرضي الله عنه :(كان أحب النساء إلى رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  فاطمة، ومن الرجال علي).

 رواه الحاكم في المستدرك (3: 168): رقم (4735)وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.

وعلق الذهبي بقوله: صحيح.

وصححه الشيخ  مقبل الوادعي في الجامع الصحيح  رقم (2460).

وقال الحويني في تحقيق خصائص علي (ص94): إسناده صحيح.

وقال عمررضي الله عنه : يا فاطمة والله ما رأيت أحداً أحب إلى رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  منك، والله ما كان أحد من الناس بعد أبيك صلى الله عليه وآله وسلم  أحب إلي منك.

رواه الحاكم في المستدرك (3: 168) رقم (4736) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

وعن النعمان بن بشير:استأذن أبو بكر على رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  فسمع صوت عائشة عالياً وهي تقول: والله لقد عرفت أن علياً وفاطمة أحب إليك مني ومن أبي - مرتين أو ثلاثاً - فاستأذن أبو بكر [ فدخل ] فأهوى إليها فقال: يا بنت فلانة لا أسمعك ترفعين صوتك على رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم .

قال الهيثمي في مجمع الزوائد (9: 325) رقم (15194): (رواه أحمد، ورجاله رجال الصحيح) ووافقه المناوي في إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب (ص 2).

     وقد أورد الكتاني في نظم المتناثر في الحديث المتواتر رقم (234) أن أحب أهله إليه  صلى الله عليه وآله وسلم  فاطمة  رضي الله عنه ا ، وقال: (قال العزيزي في شرح الجامع: ثبت ذلك في عدة أحاديث أفاد مجموعها التواتر المعنوي، وقال في التيسير في شرح حديث أحب أهل بيتي إلي الحسن والحسين ما نصه: والحق أن فاطمة لها الأحبية المطلقة ثبت ذلك في عدة أحاديث أفاد مجموعها التواتر المعنوي وما عداها فعلى معنى من أو اختلاف الجهة اهـ).‏

وقال المناوي في إتحاف السائل (ص 1): (وكانت فاطمة أحب أولاده وأحظاهن عنده، بل أحب الناس إليه مطلقاً).

أشبه الناس بأبيها كلاماً وسمتاً وهدياً ودلاً:

وفيه روايات تأتي قريباً تحت عنوان: اهتمام النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  بها وتعظيمه لها.

 

الأصدق لهجة بعد أبيها  صلى الله عليه وآله وسلم :

روى الحاكم في المستدرك ( 3: 175) رقم (4756) وأبو يعلى (8: 153) رقم (4700) عن عائشة  رضي الله عنه ا : أنها كانت إذا ذكرت فاطمة بنت النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  قالت: ما رأيت أحداً كان أصدق لهجة منها إلا أن يكون الذي ولدها.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه.

وعلق الذهبي بقوله: على شرط مسلم.

وحكم عليه الهيثمي في مجمع الزوائد (9: 325) رقم (15193) بأن رجاله رجال الصحيح.

وقال الصالحي في سبل الهدى والرشاد (11: 47): (وروى أبو يعلىبرجال الصحيح...) وذكر الحديث.

وقال المناوي في إتحاف السائل (ص 2): (ورجاله رجال الصحيح).

الأفضل بعد أبيها  صلى الله عليه وآله وسلم :

قالت عائشة  رضي الله عنه ا : (ما رأيت أفضل من فاطمة غير أبيها، وكان بينهما شيء فقالت: يا رسول الله سلها فإنها لا تكذب).

رواه الطبراني في المعجم الأوسط (3: 137) رقم (2721).

وحكم الهيثمي في مجمع الزوائد (9: 325) رقم (15193):بأن رجال الطبراني  رجال الصحيح.

وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة في تمييز الصحابة (8: 55): (قال يزيد بن زريع: عن روح بن القاسم عن عمرو بن دينار قالت عائشة: ما رأيت قط أحداً أفضل من فاطمة غير أبيها.

أخرجه الطبراني في ترجمة إبراهيم بن هاشم من المعجم الأوسط وسنده صحيح على شرط الشيخين إلى عمرو).

وذكر الصالحي في سبل الهدى والرشاد (11: 46) والشوكاني في در السحابة أن  رجال الرواية رجال الصحيح.

وقال الزرقاني في شرحه على المواهب اللدنية (2: 357)) : وقد أخرج الطبراني بإسناد على شرط الشيخين قالت عائشة: ما رأيت أحداً قط أفضل من فاطمة غير أبيها).

أمر الله بزواجها من علي:

في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (9: 330) رقم (15208): عن عبد الله بن مسعود عن رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  قال:إن الله أمرني أن أزوج فاطمة من علي.

 قال الهيثمي: رواه الطبراني ورجاله ثقات.

وقال المناوي في التيسير بشرح الجامع الصغير (1: 497) وفي إتحاف السائل: ورجاله ثقات([35]).

وانظر ما ذكرناه في الباب الرابع ضمن فضائل علي عليه السلام تحت عنوان (اختص بالزواج من فاطمة بأمر الله).

 

 

 

أنكحها أحب أهله:

في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (9: 336) رقم (15216): عن أسماء بنت عميس قالت: لما أهديت فاطمة إلى علي بن أبي طالب لم نجد في بيته إلا رملاً مبسوطاً ووسادة حشوها ليف وجرة وكوزاً، فأرسل رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  [ إلى علي]: " لا تحدثن حدثاً - أو قال: لا تقربن أهلك - حتى آتيك " فجاء النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  فقال: " أثم أخي؟ "  فقالت أم أيمن - وهي أم أسامة بن زيد وكانت حبشية وكانت امرأة صالحة -: يا رسول الله هذا أخوك وزوجته ابنتك؟ وكان النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  آخى بين أصحابه وآخى بين علي ونفسه قال: " إن ذلك يكون يا أم أيمن " قالت: فدعا النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  بإناء فيه ماء، ثم قال ما شاء الله أن يقول، ثم مسح صدر علي ووجهه، ثم دعا فاطمة فقامت إليه تعثر في مرطها من الحياء فنضح عليها من ذلك، وقال لها ما شاء الله أن يقول، ثم قال لها: " أما إني لم آلك أن أنكحتك أحب أهلي إلي "، ثم رأى سواداً من وراء الستر - أو من وراء الباب - فقال: " من هذا؟ " قالت: أسماء قال: " أسماء بنت عميس؟ " . قالت: نعم يا رسول الله قال: " جئت كرامة لرسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم ؟ " قالت: نعم إن الفتاة ليلة يبنى بها لا بد لها من امرأة تكون قريباً منها إن عرضت لها حاجة أفضت ذلك إليها، قالت: فدعا لي بدعاء إنه لأوثق عملي عندي، ثم قال لعلي: " دونك أهلك "، ثم خرج فولى فما زال يدعو لهما حتى توارى في حجره .

وفي مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (9: 337) رقم (15217): وفي رواية: عن أسماء بنت عميس أيضاً قالت: كنت في زفاف فاطمة  رضي الله عنه ا  بنت رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  فلما أصبحت جاء النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  فضرب الباب فقامت إليه أم أيمن ففتحت له الباب فقال لها: " يا أم أيمن ادعي لي أخي "  فقالت: أخوك هو وتنكحه ابنتك؟ قال: " يا أم أيمن ادعي لي "، فسمع النساء صوت النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  فتحشحشن، فجلس في ناحية، ثم جاء علي فدعا له، ثم نضح عليه من الماء ثم قال: " ادعوا لي فاطمة "، فجاءت وهي عرقة أو حزقة من الحياء فقال: " اسكتي فقد أنكحتك أحب أهلي إلي " . فذكر نحوه, رواه كله الطبراني، ورجال الرواية الأولى رجال الصحيح.

وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في المطالب العالية (8: 240) بعد سوقه للرواية: (قلت: رجاله ثقات، لكن أسماء بنت عميس كانت في هذا الوقت بأرض الحبشة مع زوجها جعفر، لا خلاف في ذلك، فلعل ذلك كان لأختها سلمى بنت عميس، وهي امرأة حمزة بن عبد المطلب([36])).

وقال الصالحي  في سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد  (11: 42): (وفي حديث أسماء بنت عميس - رضي الله تعالى عنها - عند الطبرانيبرجال الصحيح قالت: لما أهديت...) فذكر الحديث.

وممن روى الحديث  الإمام أحمد في فضائل الصحابة (2: 703 ) وقال محقق الكتاب الشيخ وصي الله عباس: (رجال الإسناد ثقات).

وهو في الصحيح المسند من فضائل أهل بيت النبوة للوادعية ص 73.

اهتمام النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  بها وتعظيمه لها:

في المستدرك (3: 167) رقم (4732) بسنده عن عائشة  رضي الله عنه ا  أنها قالت: ما رأيت أحداً كان أشبه كلاماً وحديثاً من فاطمة برسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم ، وكانت إذا دخلت عليه رحب بها، و قام إليها فأخذ بيدها فقبلها، وأجلسها في مجلسه.

قال الحاكم:  هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه

وعلق الذهبي في التلخيص بقوله: بل صحيح.

وفي سنن أبي داود (4: 523) رقم (5219): حدثنا الحسن بن علي وابن بشار قالا: حدثنا عثمان بن عمر أخبرنا إسرائيل عن ميسرة بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن عائشة بنت طلحة عن أم المؤمنين عائشة  رضي الله عنه ا  أنها قالت: ما رأيت أحداً كان أشبه سمتاً وهدياً ودلاً - وقال الحسن: حديثاً وكلاماً ولم يذكر الحسن السمت والهدى والدل - برسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  من فاطمة كرم الله وجهها كانت إذا دخلت عليه قام إليها فأخذ بيدها وقبلها وأجلسها فى مجلسه، وكان إذا دخل عليها قامت إليه فأخذت بيده فقبلته وأجلسته فى مجلسها.

قال الشيخ الألباني في مشكاة المصابيح (3: 14) رقم (4689): صحيح.

وأورد رواية أبي داود الشيخ مصطفى العدوي في الصحيح المسند من فضائل الصحابة (255) وقال: (صحيح).

أول عهد النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  وآخره بفاطمة:

       روى الحاكم في المستدرك (3: 169) رقم (4737) بسنده عن أبي ثعلبة الخشني  رضي الله عنه  يقول: كان رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  إذا رجع من غزاة أو سفر أتى المسجد فصلى فيه ركعتين، ثم ثنى بفاطمة ‘ثم تأتي أزواجه...

قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه .

وفي المستدرك أيضاً رقم (4739): بسنده عن ابن عمر  رضي الله عنهما : أن النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  كان إذا سافر كان آخر الناس عهداً به فاطمة، وإذا قدم من سفر كان أول الناس به عهداً فاطمة ‘.

ثم ساق الحاكم الرواية من طريق أخرى رقم (4740) وعقب بقوله: (فذكر بإسناده نحوه، وزاد فيه: فقال لها رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  فداك أبي وأمي) .

ثم قال: (رواة هذا الحديث عن آخرهم في الصحيح غير إبراهيم قعيس).

تبعث فاطمة أمام النبي  صلى الله عليه وآله وسلم :

في المستدرك على الصحيحين (3: 166) رقم (4727): بسنده عن أبي هريرة  رضي الله عنه  قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم : تبعث الأنبياء يوم القيامة على الدواب ليوافوا بالمؤمنين من قومهم المحشر، ويبعث صالح على ناقته، وأبعث على البراق خطوها عند أقصى طرفها، وتبعث فاطمة أمامي.

 قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه.

 

غض أهل الجمع أبصارهم لتمر فاطمة:

روى الحاكم في المستدرك (3: 166)ورقم (4728): بسنده عن علي  عليه السلام  قال: سمعت النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  يقول: إذا كان يوم القيامة نادى منادٍ وراء الحجاب: يا أهل الجمع غضوا أبصاركم عن فاطمة بنت محمد  صلى الله عليه وآله وسلم  حتى تمر.قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.

      وقد رواه الحافظ أبو نعيم في أوائل ترجمته لفاطمة الزهراء عليها السلام من كتابه معرفة الصحابة (6: 3185)  والظاهر أنه صحيح عنده فإنه قال في أول ترجمتها وقبل أن يروي الحديث ما نصه: (بدأنا بذكر فاطمة  رضي الله عنه ا  إذ كانت عضواً من أعضائه، وكانت مخصوصة من بين أولاده بمحبته لها... هي التي يؤمر أهل الجمع في القيامة بغض الأبصار حتى تمر في عرصة القيامة).

وبعد أن روى رواية علي  رضي الله عنه  أشار إلى  أن الحديث قد روي من عدة طرق فقال  كما في معرفة الصحابة  (6: 3191): (رواه سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عنأبي أيوب، والعرزمي عن عطاء عن أبي هريرة، والجريري عن أبي نضرة عن أبي سعيد، وهشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، كلهم عن النبي  صلى الله عليه وآله وسلم   نحو حديث علي).

فهذه خمس طرق يقوي بعضها بعضاً، ويشهد بعضها لبعض.

لا تعذب ولا ولدها:

    عن ابن عباس قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  لفاطمة‘:  إن الله غير معذبك ولا ولدك .

قال الهيثمي في مجمع الزوائد (9: 326) رقم (15198): (رواه الطبراني ورجاله ثقات).

وأورده الحافظ السخاوي في كتابه استجلاب ارتقاء الغرف (2: 467) الحديث رقم (200) وقال: (أخرجه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات).

      وقال الإمام ابن حجر الهيتمي الشافعي في الصواعق المحرقة (2: 464):

(وأخرج الطبراني بسند رجاله ثقات أنه قال لها: إن الله غير معذبك ولا أحداً من ولدك).

وعن عبد الله - يعني ابن مسعود - قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم : إن فاطمة أحصنت فرجها، وإن الله عز وجل أدخلها بإحصان فرجها وذريتها الجنة.

     قال الهيثمي في مجمع الزوائد (9: 327) رقم (15199): (رواه الطبراني والبزار بنحوه، وفيه عمرو بن عتاب، وقيل: ابن غياث وهو ضعيف).

وقال المناوي في إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب (ص 7): (رواه الحاكم، وأبو يعلى والطبراني بإسناد ضعيف، لكن عضده في رواية البزار له بنحوه، وبه صار حسناً).

وانظر ما سبق في الباب الأول تحت عنوان: "تحريمهم على النار".

 

لا تُجــــع بنت محمد:

قال الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (9: 328) رقم (15205): وعن عمران بن حصين قال: قال النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  لفاطمة‘إذ أقبلت وقد ظهرت على وجهها صفرة، وذهب الدم: (اللهم مشبع الجوعة، وقاضي الحاجة، ورافع الوضعة، لا تجع فاطمة بنت محمد ).

قال عمران: فقالت: ما جعت بعد ذلك يا عمران.

(قال الهيثمي): رواه الطبراني في الأوسط، وفيه عتبة بن حميد، وثقه ابن حبان وغيره، وضعفه جماعة، وبقية رجاله وثقوا.

ونحو قال الصالحي في سبل الهدى والرشاد (11: 47).

يرضى الله لرضاها ويغضب لغضبها:

    روى الحاكم في المستدرك على الصحيحين (3: 167) رقم (4730): بسنده عن علي  رضي الله عنه  قال: قال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  لفاطمة ‘: إن الله يغضب لغضبك، ويرضى لرضاك.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.

 وأورده الإمام الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (9: 328) رقم (15204) وقال:(رواه الطبراني وإسناده حسن).

ومثله قال المناوي في إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب (ص 8)

والسيوطي في كتابه "الثغور الباسمة في مناقب فاطمة" ص30 .

والصالحي في سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد (11: 44).

وقواه الحافظ أبو نعيم فقال بعد أن رواه بسنده في كتابه معرفة الصحابة لأبي نعيم (1: 93) رقم (355): (تفرد برواية هذا الحديث العترة الطيبة خلفهم عن سلفهم حتى ينتهي إلى النبي  صلى الله عليه وآله وسلم ).

      وقال في مقدمة ترجمته لفاطمة الزهراء عليها السلام من كتابه معرفة الصحابة (6: 3185) ما نصه: (بدأنا بذكر فاطمة رضي الله عنها إذ كانت عضواً من أعضائه، وكانت مخصوصة من بين أولاده بمحبته لها...كانت المحصنة الطاهرة الزهراء البتول، يغضب الله لغضبها ويرضى لرضاها، يتألم النبي  صلى الله عليه وآله وسلم  بألمها، ويتأذى بتأذيتها).

       ورواه الطبراني في المعجم الكبير (1: 108)  رقم (182) وقال محقق الكتاب الشيح حمدي عبد المجيد السلفي: (في هامش الأصل: هذا حديث صحيح الإسناد، وروي من طرق عن علي عليه السلام، رواه الحارث عن علي، وروي مرسلاً، وهذا الحديث أحسن شيء رأيته، وأصح إسناد قرأته).

يبسط النبي صلى الله عليه وآله وسلم  ما يبسطها ويقبضه ما يقبضها:

روى الحاكم في المستدرك (3: 168) رقم (4734) بسنده عن المسور بن مخرمة رضي الله عنه  قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إنما فاطمة شجنة مني يبسطني ما يبسطها، ويقبضني ما يقبضها.

قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وعلق الذهبي بقوله: صحيح.

وفي المستدرك (3: 172) رقم (4747) بسنده عن المسور أنه بعث إليه حسن بن حسن([37]) يخطب ابنته فقال له: قل له فيلقاني في العتمة قال: فلقيه فحمد الله المسور وأثنى عليه، ثم قال: أما بعد وأيم الله ما من نسب ولا سبب ولا صهر أحب إليَّ من نسبكم وسببكم وصهركم، ولكن رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم  قال: فاطمة بضعة مني، يقبضني ما يقبضها، ويبسطني ما يبسطها، وإن الأنساب يوم القيامة تنقطع غير نسبي وسببى وصهري، وعندك ابنتها، ولو زوجتك لقبضها ذلك فانطلق عاذراً له.

قال الحاكم:  هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

وعلق الذهبي في التلخيص بقوله: صحيح.

وذكر الحديث الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (9: 328) رقم (15203) وقال: (رواه الطبراني وفيه أم بكر بنت المسور ولم يجرحها أحد ولم يوثقها، وبقية رجاله وثقوا).

وسبقت روايات بهذا المضمون في البخاري ومسلم فراجع.
_________________
([30])  ( بضعة ) بفتح الباء لا يجوز غيره وهي قطعة اللحم.

([31])  اختصرت، فلم أذكر بعض الروايات المتقاربة في اللفظ، اكتفاءً بذكر لفظ واحد، واكتفيت في بعضها بذكر محل الشاهد.

([32])  ( يريبني ما رابها ) قال إبراهيم الحربي: الريب ما رابك من شيء خفت عقباه، وقال الفراء: راب وأراب بمعنى، وقال أبو زيد: رابني الأمر تيقنت منه الريبة، وأرابني شككني وأوهمني.

(1) وفي الباب روايات أخرى عن عدة من الصحابة، منهم: أنس، وابن عباس رضي الله عنهما:

فأما حديث أنس: فرواه الحاكم في المستدرك (3: 171) رقم (4745) وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه بهذا اللفظ، وأورد ابن حبان الرواية في صحيحه (15: 401) بترتيب ابن بلبان رقم (6951) وقال شعيب الأرنؤوط: حديث صحيح.

وأما حديث ابن عباس: فرواه الحاكم في المستدرك رقم (4754) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وعلق الذهبي في التلخيص بقوله: صحيح.

وقال الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري (7: 135): (وقد أخرج النسائي بإسناد صحيح وأخرجه الحاكم من حديث ابن عباس مرفوعاً...) فذكره.

وقال المناوي في إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب (ص 10): (رواه أحمد والترمذي بإسناد صحيح).

(1) وفي رواية عن ابن عباس قال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم : ( يا بنية لك رقة الولد، وعلي أعز علي منك )

قال الهيثمي في مجمع الزوائد (9: 325) رقم (15195): (رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح).

وقال المناوي في إتحاف السائل بما لفاطمة من المناقب (ص 2): (رواه الطبراني بإسناد صحيح).

 

([35])  في صحيح ابن حبان  (15: 399) رقم (6948) بسنده عن بريدة قال: خطب أبو بكر وعمر فاطمة فقال رسول الله  صلى الله عليه وآله وسلم : (إنها صغيرة ) فخطبها علي فزوجها منه.

قال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم.

([36])  كذا جاء في الروايات: "أسماء بنت عميس" !

   ويشكل على هذا:أن أسماء بنت عميس كانت إذ ذاك مهاجرة في الحبشة؟

وقد أجاب أهل العلم عن هذا الإشكال بجوابين:

    الأول: أن الرواية كانت أسماء، والمقصود بها بنت يزيد الأنصارية، ولكن شهرة بنت عميس، وأنس ذهن الرواة باسمها جعلهم يضيفون ذلك عمداً من عند أنفسهم للتوضيح بزعمهم، أو من غير عمدٍ تبعاً لسليقتهم، وهذا جواب العلامة الكنجي الشافعي في كتابه كفاية الطالب (307، 308).

    الثاني:أن الصواب: سلمى بنت عميس، ولكن بُدِّلاسمها باسم أختها؛ لشهرتها سهواً من أحد الرواة فتبعه الباقون، وأشار لهذا ابن حجر العسقلاني، كما نقلنا عنه أعلاه.

([37])هو الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page