• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

يوم الغدير واهمية تعيين الخليفة

يقول الله تبارك وتعالى في محكم كتابه المنزل على نبيه المرسل محمد بن عبدالله في امر يوم الغدير، في الاية 67 من سورة المائدة: ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ ﴾ صدق الله العلي العظيم.
لا يذكر يوم الثامن عشر من شهر ذي الحجة المعروف بيوم الغدير وهو اليوم الذي نصب فيه الرسول الاكرم محمد الامام علي بن ابي طالب اميرا على المؤمنين، واماما وخليفة له من بعده، بامر من الله تبارك وتعالى عبر هذه الاية الشريفة. الا وذكرت هذه الاية.
ويذكر الكثير من الخطباء في تفسير هذه الاية، ان الامر -تنصيب الامام علي اميرا وخلفية واماما من بعد النبي - جاء للنبي مرتين وهو في ايام الحج في حجة الوداع لتبليغ الناس بهذا الامر، وكان يؤجل التبليغ خوفا من ارتداد الناس واتهامهم له بانه هو من نصب صهره وابن عمه - الامام علي بن ابي طالب - على الناس دون امر من الله بذلك. الى ان جاء الامر في المرة الثالثة بالتهديد له، بانه ان لم يفعل هذا الامر فانه لم يبلغ الرسالة الموكل بتبليغها للناس، وتعهد الله سبحان وتعالى بحفظ النبي من الناس، وذلك عبر هذه الاية الشريفة. هكذا كنا نسمع البعض منهم يفسر هذه الاية الشريفة.
ولكن معاذ الله ان يتأخر النبي الاكرم في تبليغ ولو حرف واحد من الرسالة الموكله اليه من الله عز وجل، وهو الذي لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى ﴿ وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى • إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى ﴾ سورة النجم 3-4، وانما جاءت الاية الكريمة بهذه الصيغة وبهذه الحدة في القول ليس لكونه قد تأخر مرتين من قبل في تبليغ هذا الامر، او تهديداً له انه اذا لم يفعل فانه لم يبلغ الرساله المأمور في تبليبغها. ولكنها لتبين للناس مدى اهمية هذا الامر - تنصيب الامام علي - وموقعه من الرسالة الإلاهية المقدسة والموكل بتبيلغها الى الناس النبي محمد، وان عدم تصيب الامام علي قد يلغي جهود 23 عام «هي مدة دعوة الناس الى الاسلام - 13 عام في مكة المكرمة و1 اعوام في المدينة المنورة -»، وذهاب جميع التضحيات التي قام بها، ودماء الشهداء الذين استشهدوا في سبيل تبليغ هذه الدعوة هبائا منثوراً. وقد دل على هذا قول الله تبارك وتعالى بعد الانتهاء من تبليغ النبي الاكرم لامر تنصيب الامام علي اميرا للمؤمنين، وخليفة واماما من بعده، ومبايعة المسلمين له بذلك حيث قال تبارك وتعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا ﴾ سورة المائدة اية 3. اي ان امر الرسالة قد اكتمل، وان الدعوة الى الاسلام قد تمت بتبليغ هذا الامر الى الناس.
صحيح انه يوجد هناك خطر على النفس الشريفة للنبي الاكرم من الفتك والبطش به من قبل المنافقين والكفار بسبب هذا التعيين، ولا يستبعد ان يوجه اليه اصبع الاتهام بتنصيب ابن عمه وصهره - الامام علي - عليهم من بعده، ولكن هذا الامر ليس بموجب لان يتراخى النبي في تبليغ هذا الامر، او ان يهدده الله تبارك وتعالى لهذا التراخي، حيث انه قام بتبليغ امور هي اشد وطأة على نفوس هؤلاء من امر التنصيب، فقد قام بحثهم على نفي الوثنية والالهة المتعددة «فقد كانت لكل قبلة من العرب الهة تخصهم، يعبدونها ويتقربون اليها» واثبات الالوهية لله وحده لا شريك له، دون ان يراه احد منهم بعينيه، وهم الذين اعتادوا على رؤية ألهتهم التي كانوا يعبدونها في كل صباح ومساء، منصوبة على سطح الكعبة، والبيقة منهم ممن كانوا يسكنون خارج مكة كانوا يرونها في كل موسم من مواسم الحج، حيث التجارة وتبادل المنافع بين القبائل العربية. ومع هذا لم يتراخى قط في تبليغ الناس اي امر يامره به الله عز وجل، ولم يهدده الله تبارك وتعالى قط، لكونه المعصوم الاول من اي زلل او خطأ.
علاقة حجة الوداع بيوم الغدير:
ان حجة الوداع كانت لامرين في الاسلام اساسيين ومهمين هما:
• الاول: تعليم المسلمين مناسك الحج من النبي.
• الثاني: اعلان تنصيب الامام علي اميرا للمؤمنين وخليفة واماما من بعد النبي.
وقد كان هذا معد له من قبل ذهابه الى الحج في حجة الوداع، لذا كان الاعلان للناس بانه سوف يحج هذا العام، ليتهافت المسلمين من كل صوب ومكان لكي يجحوا بحجه ويتعلموا مناسكهم من.
ومن ثم كان وقوفه في الطريق عند غدير خم في وسط ذلك الحر الشديد، ليتم الاعلان بعد ذلك ان الصلاة جامعة -اي انه هناك امر هام فاجتمعوا- ليرجع من سبق من الناس الى موقع الغدير، ويلحق من تخلف منهم بالموقع، وذلك من اجل ان يثار انتباه الناس الى الامر هام جداً، بدرجة انه لا يمكن تأخيره حتى يصل النبي الى المدينة حتى مع ارتفاع درجة الحرارة.
اهمية تعيين الخليفة في المجتمعات الحديثة:
ان في جميع دول العالم هذه الايام، قبل ان يتسلم الرئيس الجديد «المنتخب او المعين» منصبه كرئيس للدولة يقوم بتعيين نائب له ينوب عنه اذا ما غاب هو عن بلاده لسبب او لاخر، ويخلفه اذا مات حتى يتم انتخاب او تعين رئيس جديد لهم، ويجب يكون هذا النائب مطلع وعارف بامور السياسة الدولة، وسياسة وقانون الدولة. وما الانتخابات الامريكية التي حصلت ببعيد عن اهتمام الجميع بها. كذلك نجد هذا الحال في كل الشركات والمؤسسات «التجارية او الخدمية» الموجودة.
لذا من الاولى ان يكون هذا الامر موجود في الاسلام، لكونه الدين الكامل بحكم الله تبارك وتعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا ﴾، وهو -الاسلام- الذي يحمل هذا الفكر ويسير عليه حتى تعرف الناس من يمكنهم الرجوع اليه في كافة امورهم، فلا يمكن ان يترك الله عز وجل المسلمين هكذا تعصف بهم اهواء الناس يمينا وشمالا كل بحسب رغبته وميوله، دون موجه ومرشد لهم. لا ان يكون الدين الاسلامي الكامل هو من يترك اتباعه دون قائد وامام لهم يقودهم الى الحق.
فالاسلام لا يقتصر على تبليغ الناس الرسالة العبادية «من صلاة وصوم» فقط، من ثم تركهم «بعد وفاة نبيهم » دون راعي او موجه لهم يدلهم على الصواب اذا ما ضلوا، ويرشدهم الى الطريق الحق اذا ما حادوا عنه. ويجب ان يكون هذا الدليل وهذا المرشد للامة بكاملها -بل للعالمين اجمعين- ملم بجميع امور الدين ومسائله، عارف بكل كلمة في دستور هذه الدعوة الى الاسلام وهو القران الكريم، ظاهرها وباطنها، محكمها ومتشابهها.
ولصعوبة - بل لاستحالة- ان يعرف البشر من منهم الاكثر معرفة ودراية بهذه الامور، لذا استوجب ان يكون هذا التعيين او التنصيب من الله تبارك وتعالى، حيث انه هو العالم بهذا وحده دون سواه، وهو المطلع على السر والعلن، وهو الذي يعلم خائنة الاعين وما تخفي الصدور.
حسن الجزيري
موسوعة اسئلة الشیعة من اهل السنة

المأخذ : www.alsoal.com

» معرض الصور / مكتبة الموقع

» سيرة المعصومين (ع) / اصحاب اهل البيت (ع)

» حول اهل البيت (ع) / هدايات و حكايات

» مناظرات عامة / ليالي بيشاور / رد الشبهات

» الشيعة / المهدوية / كتب الشيعة

» الإمام علي (ع) : السيرة / كتب / مقالات / غدير

» مكتبة الصوتي الامام علي (عليه السلام)



أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page