• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

سورة الحج (41الي78)الصفحة 501 الي 525


[ 501 ]
قال: نزلت في على وجعفر وحمزة صلوات الله عليه وعليهما ثم حرف. 152 - حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن ابن مسكان عن ابى عبد الله عليه السلام في قوله عزوجل: " اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير " قال: ان العامة يقولون: نزلت في رسول الله صلى الله عليه واله لما أخرجته قريش من مكة، وانما هو القائم صلوات الله عليه إذا خرج يطلب بدم الحسين صلوات الله عليه، وهو يقول: نحن اولياء الدم وطلاب الترة. 153 - في مجمع البيان وروى عن الباقر عليه السلام انه قال: لم يؤمر رسول الله صلى الله عليه واله بقتال ولا اذن له فيه، حتى نزل جبرئيل بهذه الاية: " اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا " وقلده سيفا. 154 - وفيه ايضا وكان المشركون يؤذون المسلمين لا يزال يجئ مشجوج و مضروب الى رسول الله صلى الله عليه واله ويشكون ذلك الى رسول الله صلى الله عليه واله، فيقول لهم: اصبروا فانى لم أومر بالقتال حتى هاجر، فأنزل الله عليه هذه الاية بالمدينة وهى اول آية نزلت في القتال. 155 - في روضة الكافي ابن محبوب عن أبى جعفر الاحول عن سلام بن المستنير عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق الا ان يقولوا ربنا الله قال نزلت في رسول الله صلى الله عليه واله وعلى وحمزة وجعفر، وجرت في الحسين عليهم السلام أجمعين. 156 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: " الذى اخرجوا من ديارهم بغير حق " قال: الحسين صلوات الله عليه وعلى جده وأبيه وامه واخيه وذريته وبنيه، حين طلبه يزيد ليحمله الى الشام فهرب الى الكوفة وقتل بالطف. 157 - في كتاب المناقب لابن شهر آشوب محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام " الذين اخرجوا من ديارهم " قال: نحن، نزلت فينا، 158 - في مجمع البيان وقال أبو جعفر عليه السلام نزلت في المهاجرين وجرت


[ 501 ]
قال: نزلت في على وجعفر وحمزة صلوات الله عليه وعليهما ثم حرف. 152 - حدثنى أبى عن ابن أبى عمير عن ابن مسكان عن ابى عبد الله عليه السلام في قوله عزوجل: " اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير " قال: ان العامة يقولون: نزلت في رسول الله صلى الله عليه واله لما أخرجته قريش من مكة، وانما هو القائم صلوات الله عليه إذا خرج يطلب بدم الحسين صلوات الله عليه، وهو يقول: نحن اولياء الدم وطلاب الترة. 153 - في مجمع البيان وروى عن الباقر عليه السلام انه قال: لم يؤمر رسول الله صلى الله عليه واله بقتال ولا اذن له فيه، حتى نزل جبرئيل بهذه الاية: " اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا " وقلده سيفا. 154 - وفيه ايضا وكان المشركون يؤذون المسلمين لا يزال يجئ مشجوج و مضروب الى رسول الله صلى الله عليه واله ويشكون ذلك الى رسول الله صلى الله عليه واله، فيقول لهم: اصبروا فانى لم أومر بالقتال حتى هاجر، فأنزل الله عليه هذه الاية بالمدينة وهى اول آية نزلت في القتال. 155 - في روضة الكافي ابن محبوب عن أبى جعفر الاحول عن سلام بن المستنير عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله تبارك وتعالى: الذين اخرجوا من ديارهم بغير حق الا ان يقولوا ربنا الله قال نزلت في رسول الله صلى الله عليه واله وعلى وحمزة وجعفر، وجرت في الحسين عليهم السلام أجمعين. 156 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: " الذى اخرجوا من ديارهم بغير حق " قال: الحسين صلوات الله عليه وعلى جده وأبيه وامه واخيه وذريته وبنيه، حين طلبه يزيد ليحمله الى الشام فهرب الى الكوفة وقتل بالطف. 157 - في كتاب المناقب لابن شهر آشوب محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام " الذين اخرجوا من ديارهم " قال: نحن، نزلت فينا، 158 - في مجمع البيان وقال أبو جعفر عليه السلام نزلت في المهاجرين وجرت

502

[ 502 ]
في آل محمد: الذين اخرجوا من ديارهم واخيفوا. 159 - في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد عن أبى عمرو الزبيري عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: أخبرني عن الدعاء الى الله والجهاد في سبيله أهو لقوم لا يحل الا لهم ولا يقوم به الا من كان منهم أم هو مباح لكل من وحد الله عزوجل وآمن برسوله صلى الله عليه واله، ومن كان كذا فله أن يدعو الى الله عزوجل والى طاعته وأن يجاهد في سبيله ؟ فقال: ذلك قوم لا يحل الا لهم ولا يقوم بذلك الا من كان منهم، قلت: من اولئك ؟ قال، من قام بشرائط الله تعالى في القتال والجهاد على المجاهدين فهو مأذون له في الدعاء الى الله تعالى، ومن لم يكن قائما بشرائط الله في الجهاد على المجاهدين فليس بمأذون له في الجهاد ولا الدعاء الى الله حتى يحكم في نفسه ما أخذ الله عليه من شرائط الجهاد، قلت: فبين لى رحمك الله. قال: ان الله تعالى أخبر في كتابه الدعاء إليه ووصف الدعاة إليه، فجعل ذلك لهم درجات يعرف بعضها بعضا، ويستدل ببعضها على بعض الى ان قال عليه السلام: ثم أخبر تبارك وتعالى انه لم يؤمر بالقتال الا أصحاب هذه الشروط، فقال سبحانه وتعالى: " اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير الذين اخرجوا من ديارهمم بغير حق الا ان يقولو ربنا الله " وذلك ان جميع ما بين السماء والارض لله عزوجل ولرسوله ولاتباعهم من المؤمنين من أهل هذه الصفة، فما كان من الدنيا في ايدى المشركين والكفار والظلمة والفجار من اهل الخلاف لرسول الله صلى الله عليه واله والمولى عن طاعتهما مما كان في أيديهم ظلموا فيه المؤمنين من أهل هذه الصفات، وغلبوهم عليه ما أفاء الله (1) على رسوله فهو حقهم أفاء الله عليهم ورده إليهم وانما معنى الفئ كلما صار الى المشركين ثم رجع مما كان غلب عليه أو فيه فما رجع الى مكانه من قول أو فعل فقد فاء، مثل قول الله عزوجل " فان فأوا فان الله غفور رحيم " أي رجعوا ثم قال: " وان عزموا الطلاق فان الله سميع عليم " وقال:: " وان طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فاصحلوا بينهما فان بغت احداهما على الاخرى فقاتلوا التى تبغى
(1) وفى المصدر " مما افاء الله " وفى الوافى " فما افاء الله "

503

[ 503 ]
حتى تفئ الى أمر الله " أي ترجع " فان فاءت " أي رجعت " فاصلحوا بينهما بالعدل و اقسطوا ان الله يحب المقسطين " يعنى بقوله: تفئ ترجع، فذلك الدليل على ان الفئ كل راجع الى مكان قد كان عليه أو فيه، ويقال للشمس إذا زالت قد فاءت الشمس حين يفئ الفئ عند رجوع الشمس الى زوالها، وكذلك ما افاء الله على المؤمنين من الكفار، فانما هي حقوق المؤمنين رجعت إليهم بعد ظلم الكفار اياهم فذلك قوله: " اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا " ما كان المؤمنون أحق به منهم. وانما اذن للمؤمنين الذين قاموا بشرايط الايمان التى وصفناها، وذلك انه لا يكون مأذونا له في القتال حتى يكون مظلوما، ولا يكون مظلوما حتى يكون مؤمنا، ولا يكون مؤمنا حتى يكون قائما بشرائط الايمان التى اشترط الله تعالى على المؤمنين والمجاهدين، فإذا تكاملت فيه شرائط الله تعالى كان مؤمنا، وإذا كان مؤمنا كان مظلوما، وإذا كان مظلوما كان مأذونا في الجهاد، لقوله عزوجل: " اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير " وان لم يكن مستكملا لشرائط الايمان فهو ظالم ممن يبغى ويجب جهاده حتى يتوب، وليس مأذونا له في الجهاد والدعاء الى الله عزوجل، لانه ليس من المؤمنين المظلومين الذين اذن لهم في - القرآن في القتال، فلما نزلت هذه الاية " اذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا " في المهاجرين الذين اخرجوا أهل مكة من ديارهم وأموالهم أحل لهم جهادهم بظلمهم اياهم واذن لهم في القتال. فقلت: فهذه نزلت في المهاجرين بظلم مشركي أهل مكة لهم فما بالهم في قتال كسرى وقيصر ومن دونهم من مشركي قبائل العرب ؟ فقال: لو كان انما اذن لهم في قتال من ظلمهم من أهل مكة فقط لم يكن لهم الى قتال جموع كسرى وقيصر وغير اهل مكة من قبائل العرب سبيل، لان الذين ظلموهم غيرهم وانما اذن لهم في قتال من ظلمهم من أهل مكة لاخراجهم اياهم من ديارهم وأموالهم بغير حق، ولو كانت الاية انما عنت المهاجرين الذين ظلمهم أهل مكة كانت الاية مرتفعة الفرض عمن بعدهم، إذا لم يبق من

504

[ 504 ]
الظالمين والمظلومين أحد، وكان فرضها مرفوعا عن الناس بعدهم إذا لم يبق من الظالمين والمظلومين أحد، وليس كما ظننت ولا كما ذكرت، ولكن المهاجرين ظلموا من جهتين ظلمهم أهل مكة باخراجهم من ديارهم وأموالهم، فقاتلوهم باذن الله لهم في ذلك، وظلمهم كسرى وقيصر ومن كل دونهم من قبائل العرب والعجم بما كان في أيديهم مما كان المؤمنون أحق به منهم، فقد قاتلوهم باذن الله تعالى لهم في ذلك (1) وبحجة هذه الاية يقاتل مؤمنوا كل زمان وانما اذن الله للمؤمنين الذين قاموا بما وصف الله تعالى من الشرائط التى شرطها الله على المؤمنين في الايمان والجهاد، ومن كان قائما بتلك الشرائط فهو مؤمن وهو مظلوم ومأذون له في الجهاد بذلك المعنى، ومن كان على خلاف ذلك فهو ظالم وليس من المظلومين وليس بمأذون له في القتال ولا بالنهي عن المنكر والامر بالمعروف، لانه ليس من أهل ذلك ولا مأذون له في الدعاء الى الله تعالى، لانه ليس يجاهد مثله، وأمر بدعائه الى الله ولا يكون مجاهدا من قد أمر المؤمنون (2) بجهاده وحضر الجهاد عليه ومنعه منه ولا يكون داعيا الى الله تعالى من أمر بدعاء مثله الى التوبة، والحق والامر بالمعروف والنهى عن المنكر، ولا يأمر بالمعروف من قد أمر أن يؤمر به، ولا ينهى عن المنكر من قد أمر أن ينهى عنه، فمن كانت قد تمت فيه شرائط الله تعالى التى وصف بها اهلها من أصحاب النبي صلى الله عليه واله وهو مظلوم، فهو مأذون له في الجهاد، كما اذن لهم (3) في الجهاد، لان حكم الله تعالى في الاولين والاخرين وفرائضه عليهم سواء الا من علة أو حادث
(1) قال المجلسي (ره): حاصل الجواب انا قد ذكرنا ان جميع ما في ايدى المشركين كان من أموال المسلمين، فجميع المسلمين مظلومون من هذه الجهة، والمهاجرين ظلموا من هذه الجهة، ومن جهة اخراجهم من خصوص مكة. (2) وفى بعض النسخ " أمر المؤمنين " ولعله الاوفق بالسياق لقوله " ومنعه منه ". (3) أي لاصحاب النبي صلى الله عليه وآله.

505

[ 505 ]
يكون، والاولون والاخرون ايضا في منع الحوادث شركاء، والفرائض عليهم واحدة، يسأل الاخرون عن أداء الفرائض عما يسأل عنه الاولون، ويحاسبون عما به يحاسبون. ومن لم يكن على صفة من أذن الله له في الجهاد من المؤمنين فليس من أهل الجهاد وليس بمأذون له فيه حتى يفئ بما شرط الله تعالى عليه، فإذا تكاملت فيه شرائط الله تعالى على المؤمنين والمجاهدين فهو من المأذون لهم في الجهاد، فليتق الله تعالى عبد ولا يغتر بالآماني التى نهى الله تعالى عنها من هذه الاحاديث الكاذبة على الله، التى يكذبها القرآن ويتبرء منها، ومن حملتها ورواتها، ولا يقدم على الله بشبهة لا يعذر بها فانه ليس وراء المعترض للقتل في سبيل الله منزلة يؤتى الله من قبلها، وهى غاية الاعمال في عظم قدرها، فليحكم امرء لنفسه وليرها كتاب الله تعالى ويعرضها عليه، فانه لا أحد أعرف بالمرء من نفسه، فان وجدها قائمة بما شرط الله عليه في الجهاد فليقدم على الجهاد، وان علم تقصيرا فليصلحها وليقمها على ما فرض الله عليها من الجهاد، ثم ليقدم بها وهى طاهرة مطهرة من كل دنس يحول بينها وبين جهادها، ولسنا نقول لمن أراد الجهاد وهو على خلاف ما وصفنا من شرايط الله عزوجل على المؤمنين والمجاهدين لا تجاهدوا، ولكن نقول: قد علمناكم ما شرط الله تعالى على أهل الجهاد الذين بايعهم و اشترى منهم انفسهم واموالهم بالجنان، فليصلح امرء ما علم من نفسه من تقصير عن ذلك وليعرضها على شرائط الله، فان راى انه قد وفى بها وتكاملت فيه فانه ممن أذن الله تعالى له في الجهاد، وان أبى ان لا يكون مجاهدا على ما فيه من الاصرار على المعاصي و المحارم والاقدام على الجهاد بالتخبيط والعمى والقدوم على الله عزوجل بالجهل والروايات الكاذبة، فلقد لعمري جاء الاثر فيمن فعل هذا الفعل ان الله تعالى ينصر هذا الدين باقوام لا خلاق لهم فليتق الله امرء وليحذر ان يكون منهم فقد بين لكم ولا عذر لكم بعد البيان في الجهل، ولاقوة الا بالله وحسبنا الله عليه توكلنا واليه المصير. 160 - في مجمع البيان وقرء جعفر بن محمد عليهما السلام: " وصلوات " بضم الصاد واللام.

506

[ 506 ]

الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴿٤١﴾
وَإِن يُكَذِّبُوكَ فَقَدْ كَذَّبَتْ قَبْلَهُمْ قَوْمُ نُوحٍ وَعَادٌ وَثَمُودُ ﴿٤٢﴾
وَقَوْمُ إِبْرَاهِيمَ وَقَوْمُ لُوطٍ ﴿٤٣﴾
وَأَصْحَابُ مَدْيَنَ وَكُذِّبَ مُوسَى فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ ﴿٤٤﴾

161 - في تفسير على بن ابراهيم ثم ذكر عبادة الائمة صلوات الله عليهم وسيرتهم فقال: الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلوة وآتوا الزكوة وامروا بالمعروف ونهوا عن المنكر والى الله عاقبة الامور وفى رواية ابى الجارود عن ابي جعفر عليه السلام في قوله: " الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلوة وآتوا الزكوة " فهذه لال محمد الى آخر الاية، والمهدى وأصحابه يملكهم الله مشارق الارض ومغاربها، ويظهر الدين ويميت الله به وباصحابه البدع والباطل كما أمات الشقاة الحق حتى لا يرى اين الظلم ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر. 162 - في كتاب المناقب لابن شهر آشوب موسى بن جعفر والحسين بن على (ع) في قوله تعالى: " الذين ان مكناهم في الارض اقاموا الصلواة " قال: هذه فينا أهل البيت. 163 - في مجمع البيان " وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر " وقال أبو جعفر عليه السلام: نحن هم.

فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ ﴿٤٥﴾

164 وفى تفسير أهل البيت عليهم السلام في قوله: وبئر معطلة أي وكم من عالم لا يرجع إليه ولا ينتفع بعلمه. 165 - في كتاب كمال الدين ووتمام النعمة باسناده الى أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: " وبئر معطلة وقصر مشيد " قال: البئر المعطلة الامام الصامت، والقصر المشيد الامام الناطق. 166 - في كتاب معاني الاخبار باسناده الى ابراهيم بن زياد قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل " وبئر معطلة وقصر مشيد " قال: البئر المعطلة الامام الصامت، والقصر المشيد الامام الناطق. 167 - حدثنا أبى رحمه الله قال: حدثنا أحمد بن ادريس عن محمد بن أحمد بن يحيى عن على بن السندي عن محمد بن عمرو عن بعض أصحابنا عن نصر بن قابوس قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: " وبئر معطلة وقصر مشيد " قال: البئر المعطلة الامام الصامت، والقصر المشيد الامام الناطق.

507

[ 507 ]
168 - وباسناده الى عبد الله بن القاسم البطل عن صالح بن سهل انه قال: أمير المؤمنين عليه السلام هو القصر المشيد، والبئر المعطلة فاطمة وولدها معطلين من الملك. 169 - في اصول الكافي محمد بن الحسن وعلى بن محمد عن سهل بن زياد عن موسى بن القاسم البجلى عن على بن جعفر عن أخيه موسى عليه السلام في قوله تعالى: " وبئر معطلة وقصر مشيد " قال: البئر المعطلة الامام الصامت، والقصر المشيد الامام الناطق ورواه محمد بن يحيى عن العمركى عن على بن جعفر عن ابى الحسن مثله. 170 - في تفسير على بن ابراهيم واما قوله عزوجل: " وبئر معطلة وقصر مشيد " قال: هو مثل لال محمد صلوات الله عليهم قوله: " وبئر معطلة " هو الذى لا يستقى منها وهو الامام الذى قد غاب فلا يقتبس منه العلم الى وقت ظهوره " والقصر المشيد " هو المرتفع، وهو مثل لامير المؤمنين والائمة صلوات الله عليهم، وفضائلهم المنتشرة في العالمين المشرفة على الدنيا وهو قوله: " ليظهره على الدين كله " وقال الشاعر في ذلك: بئر معطلة وقصر مشرف * مثل لال محمد متطرف فالقصر مجدهم الذى لا يرتقى * والبئر علمهم الذى لا ينزف.

أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ﴿٤٦﴾

171 - في كتاب الخصال وسئل الصادق عليه السلام عن قول الله تعالى: أو لم يسيروا في الارض قال: معناه: أو لم ينظروا في القرآن. 172 - في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن أبيه عمن ذكره عن محمد بن عبد الرحمن بن أبى ليلى عن أبيه عن أبى عبد الله عليه السلام قال: انه قال: تاه (1) من جهل، واهتدى من أبصر وعقل، ان الله عزوجل يقول: فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التى في الصدور وكيف يهتدى من لم يبصر وكيف يبصر من لم يتدبر، اتبعوا رسول الله صلى الله عليه واله وأهل بيته، واقروا بما نزل من عند الله، واتبعوا آثار الهدى، فانهم علامات الامانة والتقى والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 173 - في كتاب الخصال عن على بن الحسين عليهما السلام حديث طويل يقول
(1) تاه: هلك وذهب.

508

[ 508 ]
فيه: ان للعبد أربع أعين: عينان يبصر بهما أمر دينه وديناه وعينان يبصر بهما امر آخرته، فإذا أراد الله بعبد خيرا فتح له العينين اللتين في قلبه، فأبصر بهما العيب، و امر آخرته،، وإذا اراد به غير ذلك ترك القلب بما فيه. 174 - في كتاب التوحيد عن الزهري عن على بن الحسين عليهما السلام مثل ما في الخصال سواء وزاد في آخرة ثم التفت الى السائل عن القدر فقال: هذا منه هذا منه. 175 - في تفسير على بن ابراهيم خطبة له صلى الله عليه واله وفيها: وأعمى العمى الضلالة بعد الهدى، وشر العمى عمى القلب. 176 - في روضه الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسن ابن شمون عن عبد الله بن عبد الرحمن عن عبد الله بن القاسم عن عمرو بن أبى المقدام عن أبي عبد الله عليه السلام انه قال: انما شيعتنا أصحاب الاربعة الاعين: عينان في الرأس، وعينان في القلب، الا وان الخلايق كلهم كذلك، الا ان الله عزوجل فتح أبصاركم و أعمى أبصارهم. 177 - حميد بن زياد عن الحسن بن محمد الكندى عن احمد بن عديس عن أبان ابن عثمان عن أبى الصباح عن أبي عبد الله عليه السلام عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: وأعمى العمى عمى القلب، والحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة. 178 - في من لا يحضره الفقيه وقال أبو جعفر عليه السلام: انما الاعمى عمى القلب فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التى في الصدور. 179 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: ولا يصح الا لاهل الصفا والبصيرة، قال الله تعالى: " فاعتبروا يا ولى الابصار " وقال عز من قائل: " فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التى في الصدور " فمن فتح الله عين قلبه وبصر عينه بالاعتبار فقد أعطاه منزلة رفيعة وملكا عظيما. 180 - في عوالي اللئالى وقال صلى الله عليه واله: إذا أراد الله بعبد خيرا فتح عينى قلبه

509

[ 509 ]
فيشاهد بها ما كمان غائبا عنه.

وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالْعَذَابِ وَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ وَإِنَّ يَوْمًا عِندَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِّمَّا تَعُدُّونَ ﴿٤٧﴾
وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَمْلَيْتُ لَهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ ثُمَّ أَخَذْتُهَا وَإِلَيَّ الْمَصِيرُ ﴿٤٨﴾
فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ﴿٥٠﴾
وَالَّذِينَ سَعَوْا فِي آيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ ﴿٥١﴾

181 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: ويستعجلونك بالعذاب وذلك ان رسول الله صلى الله عليه واله أخبرهم ان العذاب قد أتاهم فقالوا: فأين العذاب ؟ فاستعجلوه فقال الله عزوجل: وان يوما عند ربك كألف سنة مما تعدون. 182 - في كتاب معاني الاخبار أبى رحمه الله قال: حدثا سعد بن عبد الله عن يعقوب بن يزيد عن جعفر بن محمد بن عقبة عن زرارة عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: " لابثين فيها أحقابا " قال: الاحقاب ثمانية أحقاب، والحقب ثمانون سنة، والسنة ثلاثمأة وستون يوما، واليوم كألف سنة مما تعدون. 183 - في ارشاد المفيد رحمه الله عن أبى جعفر عليه السلام حديث طويل و فيه قال عليه السلام: إذا قام القائم عليه السلام سار الى الكوفة فهدم أربع مساجد، ولم يبق مسجد على وجه الارض له شرف الا هدمها، وجعلها جماء (1) ووسع الطريق الاعظم، وكسر كل جناح خارج في الطريق، وأبطل الكنف (2) والميازيب الى الطرقات، ولا ترك بدعة الا أزالها، ولا سنة الا أقامها، ويفتح قسطنطنية والصين وجبال الديلم (3) فيمكث على ذلك سبع سنين مقدار كل سنة عشر سنين من سنيكم، ثم يفعل الله ما يشاء، قال: قلت: جعلت فداك فكيف تطول السنون ؟ قال: يأمر الله تعالى الفلك باللبوث وقلة الحركة، فتطول الايام لذلك والسنون، قال له: انهم يقولون: ان تغير فسد ؟ قال: ذاك قول الزنادقة، فأما المسلمون فلا سبيل لهم الى ذلك، قد شق الله القمر لنبيه صلى الله عليه واله ورد الشمس من قبله ليوشع بن نون، وأخبر بطول يوم القيامة وانه كألف سنة مما تعدون. 184 - في روضة الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن على بن أسباط عنهم عليهم
(1) جماء أي ملساء (2) الكنف: بناء فوق باب الدار (3) وهى جبال في نواحى طالقان.

510

[ 510 ]
السلام قال: فيما وعظ الله عيسى صلى الله عليه: واعبدني ليوم كألف سنة مما تعدون فيه أجزى بالحسنة أضعافها. 185 - في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده الى أبى عبد الله عليه السلام انه قال في كلام طويل: فان في القيامة خمسين موقفا، كل موقف مثل ألف سنة مما تعدون، ثم تلا هذه الايه " في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ". 186 - في اصول الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن أبى يحيى الواسطي عن هشام بن سالم ودرست بن أبى منصور عنه قال قال أبو عبد الله عليه السلام: الانبياء والمرسلون على أربع طبقات، فنبي منبأ في نفسه لا يعدو غيرها، ونبى يرى في النوم ويسمع الصوت ولا يعاينه في اليقظة، ولم يبعث الى أحد وعليه امام مثل ما كان ابراهيم على لوط عليهما السلام، ونبى يرى في منامه ويسمع الصوت ويعاين الملك وقد أرسل الى طائفة قلوا أو كثروا كيونس، قال الله ليونس: " وأرسلناه الى مأة ألف أو يزيدون " قال: يزيدون ثلثين ألفا وعليه امام، والذى يرى في منامه ويسمع الصوت ويعاين في اليقظة وهو امام مثل أولى العزم، وقد كان ابراهيم عليه السلام نبيا وليس بامام حتى قال الله: " انى جاعلك للناس اماما قال ومن ذريتي " ؟ فقال الله: " لا ينال عهدي الظالمين " من عبد صنما أو وثنا لا يكون اماما.

وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿٥٢﴾
لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِّلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَفِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ ﴿٥٣﴾
وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ وَإِنَّ اللَّهَ لَهَادِ الَّذِينَ آمَنُوا إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴿٥٤﴾
وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً أَوْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابُ يَوْمٍ عَقِيمٍ ﴿٥٥﴾
الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّهِ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ ﴿٥٦﴾
وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَأُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ ﴿٥٧﴾
وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ ﴿٥٨﴾
لَيُدْخِلَنَّهُم مُّدْخَلًا يَرْضَوْنَهُ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَلِيمٌ حَلِيمٌ ﴿٥٩﴾

187 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد عن أحمد بن محمد بن أبى نصر عن ثعلبة بن ميمون عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل: " و كان رسولا نبيا " ما الرسول وما النبي ؟ فقال: النبي الذى يرى في منامه ويسمع الصوت ولا يعاين الملك، والرسول الذى يسمع الصوت ويرى في المنام ويعاين الملك، قلت: الامام ما منزلته ؟ قال: يسمع الصوت ولا يرى ولا يعاين الملك، ثم تلا هذه الاية: وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبى ولا محدث. 188 - على بن ابراهيم عن أبيه عن اسمعيل بن مرار قال: كتب الحسن بن العباس المعروفى الى الرضا عليه السلام: جعلت فداك أخبرني ما الفرق بين الرسول والنبى

511

[ 511 ]
والامام ؟ قال: فكتب - أو قال -: الفرق بين الرسول والنبى والامام، ان الرسول الذى ينزل عليه جبرئيل عليه السلام فيراه ويسمع كلامه وينزل عليه الوحى، وربما راى في منامه نحو رؤيا ابراهيم عليه السلام، والنبى ربما سمع الكلام وربما راى الشخص ولم يسمع، والامام هو الذى يسمع الكلام ولا يرى الشخص. 189 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن الحسن بن محبوب عن الاحول قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن الرسول والنبى والمحدث ؟ قال: الرسول الذى يأتيه جبرئيل قبلا (1) فيراه ويكلمه فهذا الرسول، واما النبي فهو الذى يرى في منامه نحو رؤيا ابراهيم، ونحو ما كان رأى رسول الله صلى الله عليه واله من أسباب النبوة قبل الوحى حتى أتاه جبرئيل عليه السلام من عند الله بالرسالة، وكان محمد صلى الله عليه واله حين جمع له النبوة وجاءته الرسالة من عند الله يخبر بها جبرئيل عليه السلام ويكلمه بها قبلا، ومن الانبياء من جمع له النبوة ويرى في منامه ويأتيه الروح ويكلمه ويحدثه من غير أن يكون يرى في اليقظة، واما المحدث فهو الذى يحدث فيسمع ولا يعاين ولا يرى في منامه. 190 - أحمد بن محمد ومحمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن على بن حسان عن ابن فضال عن على بن يعقوب الهاشمي عن مروان بن مسلم عن بريد عن أبى جعفر وأبى عبد الله عليهما السلام في قوله عزوجل: " وما ارسلنا من قبلك من رسولا ولا نبى ولا محدث " قلت: جعلت فداك ليست هذه قرائتنا فما الرسول والنبى والمحدث ؟ قال: الرسول الذى يظهر له الملك فيكلمه، والنبى هو الذي يرى في منامه، وربما اجتمعت النبوة والرسالة لواحد، والمحدث الذى سمع الصوت ولا يرى الصورة. قال: قلت: أصلحك الله كيف يعلم ان الذى رأى في النوم حق وانه من الملك ؟ قال: يوفق لذلك حتى يعرفه، لقد ختم الله بكتابكم الكتب وختم بنبيكم الانبياء. 191 - محمد بن الحسن عمن ذكره عن محمد بن خالد عن محمد بن سنان عن زيد الشحام قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ان الله تبارك وتعالى اتخذ ابراهيم عليه السلام عبدا قبل أن يتخذه
(1) أي عيانا ومقابلة.

512

[ 512 ]
نبيا، وان الله اتخذه نبيا قبل ان يتخذه رسولا، وان الله اتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا، وان الله اتخذه خليلا قبل أن يتخذه اماما. 192 - على بن محمد عن سهل بن زياد عن محمد بن الحسين عن اسحق بن عبد - العزيز أبى السفاتج عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: ان الله اتخذ ابراهيم عليه السلام عبدا قبل أن يتخذ نبيا، واتخذه نبيا قبل ان يتخذه رسولا، واتخذه رسولا قبل أن يتخذه خليلا، واتخذه خليلا قبل أن يتخذه اماما، وهذان الحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة. 193 - محمد عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن زياد ابن سوقة عن الحكم بن عيينة قال على على بن الحسين عليهما السلام يوما فقال: يا حكم هل تدرى الاية التى كان على بن أبيطالب عليه السلام يعرف قاتله بها، ويعرف بها الامور العظام التى كان يحدث بها الناس ؟ قال الحكم: فقلت في نفسي: قد وقعت على علم من علم على بن الحسين، أعلم بذلك تلك الامور العظام قال: فقلت: لا والله لا اعلم، قال: ثم قلت: الاية تخبرني بها يا ابن رسول الله صلى الله عليه واله ؟ قال: هو والله قول الله عز ذكره: " وما أرسلنا قبلك من رسول ولا نبى ولا محدث " وكان على بن أبيطالب محدثا، فقال له رجل يقال له: عبد الله بن زيد كان أخا على لامه: سبحان الله محدثا ! - كأنه ينكر ذلك - فأقبل عليه أبو جعفر فقال: اما والله ان ابن امك بعد قد كان يعرف ذلك، قال: فلما قال له ذلك سكت الرجل، فقال: هي التى هلك فيها أبو الخطاب (1) فلم يدر ما تأويل المحدث والنبى. 194 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن على بن الحكم عن عبد الرحمان ابن كثير عن أبي جعفر عليه السلام قال قال رسول الله صلى الله عليه واله: ان أول وصى كان على وجه الارض
(1) وهو محمد بن مقلاص الاسدي الكوفى من الغلاة الملعونين، كان يقول: ان الائمة الانبياء لما سمع انهم محدثون ولم يفرق بين المحدث والنبى، ثم عدل عنه وكان يقول: انهم آلهة.

513

[ 513 ]
هبة الله ابن آدم، وما من نبى مضى الا وله وصى، وكان جميع الانبياء مأة ألف نبى، وعشرين ألف نبى منهم خمسة أولو العزم، نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه واله، وان على بن أبى طالب كان هبة الله لمحمد عليهما السلام، وورث علم الاوصياء وعلم من كان قبله، أما ان محمدا ورث علم من كان قبله من الانبياء والمرسلين، على قائمة العرش مكتوب: حمزة اسد الله وأسد رسوله، وسيد الشهداء، وفى رواية العرش: على أمير المؤمنين فهذه حجتنا على من أنكر حقنا، وجحد ميراثنا، وما منعنا من الكلام وامامنا اليقين، فأى حجة يكون أبلغ من هذا ؟. 195 - عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد بن يحيى الخثعمي عن هشام عن ابن ابى يعفور قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: سادة النبيين والمرسلين خمسة، وهم اولوا العزم من الرسل، وعليهم دارت الرحى: نوح وابراهيم وموسى و عيسى ومحمد صلى الله عليه وآله وعلى جميع الانبياء. 196 - في تهذيب الاحكام باسناده الى أبى بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: من أحب أن يصافحه مأتا ألف نبى وعشرون ألف نبى فليزر قبر الحسين بن على عليهما السلام في النصف من شعبان، فان ارواح النبيين تستأذن الله في زيارة قبره فيؤذن لهم. 197 - في كتاب الخصال عن عتبة بن عمير الليثى عن أبى ذر رحمه الله قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه واله وهو في المسجد جالس وحده، فاغتنمت خلوته الى أن قال قلت: يا رسول الله كم النبيون ؟ قال: مأة ألف وأربعة وعشرون ألف نبى، قلت: كم المرسلون منهم ؟ قال: ثلاثمأة وثلاثة عشر جما غفيرا (1) قلت: من كان اول الانبياء ؟ قال: آدم، قلت: من الانبياء مرسلا ؟ قال: نعم خلقه الله بيده ونفخ فيه من روحه ثم قال صلى الله عليه واله: يابا ذر أربعة من الانبياء سريانيون: آدم وشيث واخنوخ وهو ادريس وهو اول من خط بالقلم، ونوح عليه السلام، وأربعة من الانبياء من العرب: هود و صالح وشعيب وانا واول نبى من بنى اسرائيل موسى وآخرهم عيسى وستمأة نبى.
(1) أي مجتمعين كثيرين.

514

[ 514 ]
198 - وباسناده الى أمير المؤمنين على بن أبى طالب عليه السلام عن النبي صلى الله عليه واله قال: خلق الله عز وجل مأة ألف نبى واربعة وعشرين ألف نبى أنا أكرمهم على الله ولا فخر، وخلق الله مأة ألف وصى وأربعة وعشرين ألف وصى، فعلى اكرمهم وأفضلهم، وباسناد آخر الى أمير المؤمنين على بن أبى طالب عليه السلام عن النبي صلى الله عليه واله نحوه. 199 - في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من خبر الشامي وما سأل عنه أمير المؤمنين عليه السلام في جامع الكوفة حديث طويل وفيه: وسأله عن ستة من الانبياء لهم اسمان ؟ فقال: يوشع بن نون وهو ذو الكفل (1) ويعقوب وهو اسرائيل، والخضر وهو حليفا، ويونس وهو ذو النون، وعيسى وهو المسيح، ومحمد وهو أحمد صلوات الله عليهم، وسأله عن خمسة من الانبياء تكلموا بالعربية ؟ فقال: هود وشعيب وصالح واسمعيل ومحمد صلوات الله عليهم، وسأله من خلق الله تعالى من الانبياء مختونا ؟ فقال: خلق الله آدم مختونا، وولد شيث مختونا، وادريس ونوح وسام بن نوح وابراهيم وداود وسليمان ولوط واسمعيل وموسى وعيسى ومحمد صلوات الله عليهم اجمعين. 200 - في بصائر الدرجات على بن اسمعيل عن محمد بن عمرو عن يونس بن يعقوب عن أبى بصير قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: ما من نبى ولا رسول الا ارسل بولايتنا وبفضلنا على من سوانا. 201 - على بن اسمعيل عن صفوان بن يحيى عن الحارث بن المغيرة عن حمران قال: حدثنا الحكم بن عتيبة عن على بن الحسين عليهما السلام انه قال: ان علم على في آية من القرآن، قال: وكتمنا الاية، قال: فكنا نجتمع فنتدارس القرآن ولا نعرف الاية، قال: فدخلت على أبى جعفر عليه السلام فقلت له: ان الحكم بن عتيبة حدثنا عن على ابن الحسين عليهما السلام ان علم على في آية من القرآن وكتمنا الاية، قال: اقرأ
(1) كون ذى لكفل هو يوشع عليه السلام أحد الاقوال فيه، وقيل انه: زكريا، وقيل الياس، وقيل: حزقيل، وقيل: انه وصى اليسع بن اخطوب.

515

[ 515 ]
يا حمران، " وما ارسلنا من رسولا ولا نبى " قال فقال أبو جعفر عليه السلام: " وما ارسلنا من رسول ولا نبى ولا محدث " قال: كان على محدثا، قالوا: ما صنعت شيئا الا كنت تسأله من يحدثه ؟ قال: قلت: من يحدثه ؟ قال: ملك يحدثه، قلت: أقول: انه نبى أو رسول ؟ قال: لا ولكن قل: مثله مثل صاحب سليمان ومثل صاحب موسى ومثله مثل ذى القرنين. 202 - العباس بن معروف عن القاسم بن عروة عن بريد العجلى قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الرسول والنبى والمحدث ؟ قال: الرسول الذى يأتيه الملائكة فتبلغه عن الله تبارك وتعالى، والنبى الذى يرى في منامه فما راى فهو كما رأى، و المحدث الذى يسمع كلام الملائكة وينقر في اذنه، وينكت في اذنه (1) 203 - محمد بن الحسين عن احمد بن محمد بن ابى نصر عن حماد بن عثمان عن زرارة قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عن النبي والرسول والمحدث ؟ قال: الرسول يأتيه جبرئيل فيكلمه فيراه كما يرى الرجل صاحبه الذى يكلمه، فهذا الرسول، والنبى الذى يؤتى في منامه نحو رؤيا ابراهيم، ونحو ما كان يأتي رسول الله من السبات (2) إذا اتاه جبرئيل هكذا النبي، ومنهم من يجمع له الرسالة والنبوة، وكان رسول الله صلى الله عليه واله نبيا يأتيه جبرئيل قبلا فيكلمه فيراه فيأتيه في النوم، والنبى الذى يسمع كلام الملك غير معاينة فيحدثه، واما المحدث فهو الذى يسمع ولا يعاين ولا يؤتى في المنام. 204 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل فيه: فيذكر رجل ذكره لنبيه صلى الله عليه واله ما يحدثه عدوه في كتابه من بعده بقوله: وما ارسلنا قبلك من رسول ولا نبى الا إذا تمنى القى الشيطان في امنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته يعنى انه ما من نبى تمنى مفارقة ما يعاينه من نفاق قومه وعقوقهم والانتقال عنهم الى دار الاقامة الا القى الشيطان المعرض بعدواته
(1) نكت الشئ بقضب أو باصبع: ضربه به فأثر فيه. (2) السبات - بالضم -: النوم، وقيل خفته وقيل: ابتداؤه في الرأس حتى يبلغ القلب

516

[ 516 ]
عند فقده في الكتاب الذى عليه ذمه والقدح فيه، والطعن عليه، فينسخ الله ذلك من قلوب المؤمنين، فلا تقبله ولا يصغى إليه غير قلوب المنافقين والجاهلين، ويحكم الله آياته بان يحمى اوليائه من الضلال والعدوان، ومشايعة أهل الكفر والطغيان الذين لم يرض الله أن يجعلهم كالانعام حيث قال: " بل هم أضل سبيلا ". 205 - في مجمع البيان وروى عن ابن عباس وغيره ان النبي صلى الله عليه واله لما تلا سورة والنجم وبلغ إلى قوله: " أفرأيتم اللات والعزى ومناة الثالثة الاخرى " القى الشيطان في تلاوته: وتلك الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترتجي، فسر بذلك المشركون فلما انتهى الى السجدة سجد المسلمون وسجد المشركون لما سمعوا من ذكر آلهتهم ما أعجبهم، وهذا الخبر ان صح محمول على انه كان يتكرر فلما بلغ الى هذا الموضع ذكر اسماء آلهتهم، وقد علموا من عادته عليه السلام انه يعيبها، قال بعض الحاضرين من الكافرين: تلك الغرانيق العلى والقى ذلك في تلاوته، فوهم ان ذلك من القرآن، فأضافه سبحانه الى الشيطان، لانه انما حصل باغوائه ووسوسته، وهذا أورده المرتضى قدس الله روحه في كتابه التنزيه، وهو قول الناصر للحق من أئمة الزيدية وهو وجه حسن في تأويله، وقيل: ان المراد بالغرانيق الملائكة وقد جاء ذلك في بعض الحديث، وقيل انه كان عليه السلام إذا تلا القرآن على قريش توقف في فصول الايات واتى بكلام على سبيل الحجاج لهم، فلما تلى الايات قال تلك الغرانيق العلى على سبيل الانكار عليهم، وعلى ان الامر بخلاف ما قالوه وظنوه، وليس يمتنع ان يكون هذا في الصلوة، ولان الكلام في الصلوة حينئذ كان مباحا وانما نسخ من بعد. 206 - في تفسير على بن ابراهيم واما قوله عزوجل: " وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبى " الى قوله: " والله عليم حكيم " فان العامة رووا ان رسول الله صلى الله عليه واله كان في الصلوة، فقرأ سورة النجم في المسجد الحرام وقريش يسمعون لقرائته، فلما انتهى الى هذه الآية: " افرأيتم اللات والعزى ومنوة الثالثة الاخرى " اجرى ابليس على لسانه فانها الغرانيق العلى وان شفاعتهن لترتجي،

517

[ 517 ]
ففرحن قريش وسجدوا وكان في القوم الوليد بن المغيرة المخزومى وهو شيخ كبير فأخذ كفا من حصى فسجد عليه وهو قاعد، فقالت قريش: قر أقر محمد بشفاعة اللات والعزى، قال: فنزل جبرئيل عليه السلام فقال له: قرأت ما لم أنزل عليك وانزل عليه: " وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبى الا إذا تمنى القى الشيطان في امنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان " واما الخاصة فانه روى عن أبى عبد الله عليه السلام ان رسول الله صلى الله عليه واله أصابه خصاصة، فجاء الى رجل من الانصار فقال له: هل عندك من طعام ؟ قال: نعم يا رسول الله، وذبح له عناقا وشواه، فما أدناه منه تمنى رسول الله أن يكون معه على وفاطمة والحسن والحسين صلوات الله عليهم، فجاء أبو بكر وعمر ثم جاء على بعدهما، فأنزل الله عزوجل في ذلك: " وما ارسلنا من قبلك من رسولا ولا نبى ولا محدث الا إذا تمنى القى الشيطان في امنيته " يعنى ابا بكر وعمر " فينسخ الله ما لقى الشيطان " يعنى لما جاء على صلوات الله عليه بعدهما " ثم يحكم الله آياته للناس " يعنى ينصر الله أمير المؤمنين صلوات الله عليه ثم قال: ليجعل ما يلقى الشيطان فتنة يعنى فلانا و فلانا للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم يعنى الى الامام المستقيم ثم قال: ولا يزال الذين كفروا في مرية منه أي في شك من أمير المؤمنين صلوات الله عليه حتى ياتيهم الساعة بغتة أو ياتيهم عذاب يوم عقيم قال: العقيم: الذى له في الايام ثم قال: الملك يومئذ لله يحكم بينهم فالذين آمنوا وعملوا الصالحات في جنات النعيم والذين كفروا وكذبوا بآياتنا قال: ولم يؤمنوا بولاية أمير المؤمنين والائمة صلوات الله عليهم فاولئك لهم عذاب مهين ثم ذكر المؤمنين و المهاجرين من أصحاب النبي صلى الله عليه واله فقال جل ذكره: والذين هاجروا في سبيل الله ثم قتلوا وماتوا ليزقنهم الله رزقا حسنا الى قوله تعالى: لعليم حليم. 207 - في جوامع الجامع " الملك يومئذ لله " الى قوله: " وان الله لعليم حليم " وروى انهم قالوا: يا رسول الله هؤلاء الذين قتلوا قد علمنا ما أعطاهم الله من الخير، ونحن نجاهد معك كما جاهدوا، فما لنا ان متنا معك ؟ فأنزل الله هاتين الايتين.

518

[ 518 ]

ذَلِكَ وَمَنْ عَاقَبَ بِمِثْلِ مَا عُوقِبَ بِهِ ثُمَّ بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنصُرَنَّهُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ ﴿٦٠﴾
ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ﴿٦١﴾
ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِن دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴿٦٢﴾
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَتُصْبِحُ الْأَرْضُ مُخْضَرَّةً إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ ﴿٦٣﴾
لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ ﴿٦٤﴾

208 - في مجمع البيان ومن عاقب بمثل ما عوقب به الآية روى ان الاية نزلت في قوم من مشركي مكة لقوا قوما من المسلمين لليلتين بقيتا من المحرم، فقالوا: ان أصحاب محمد لا يقاتلون في هذا الشهر فحملوا عليهم، فناشدهم المسلمون ان لا يقاتلوهم في الشهر الحرام فأبوا فأظفر الله المسلمين بهم. 209 - في تفسير على بن ابراهيم واما قوله عزوجل: " ذلك ومن عاقب بمثل ما عوقب به ثم بغى عليه لينصرنه الله " فهو رسول الله صلى الله عليه واله لما أخرجته قريش من مكة، وهرب منهم الى الغار وطلبوه ليقتلوه، فعاقبهم الله تعالى يوم بدر وقتل عتبة وشيبة و الوليد وأبو جهل وحنظلة بن أبى سفيان وغيرهم، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه واله طلب يريد بدمائهم فقتل الحسين وآل محمد صلوات الله عليهم بغيا وعدوانا وظلما، وهو قول يزيد حين تمثل بهذا الشعر: ليت أشياخى ببدر شهدوا * جزع الخزرج من وقع الاسل لاهلوا واستهلوا فرحا * ثم قالوا: يا يزيد لا تشل لست من خندف ان لم أنتقم * من بنى أحمد ما كان فعل قد قتلنا القرم من ساداتهم * وعدلناه ببدر فاعتدل وكذاك الشيخ أوصاني به * فاتبعت الشيخ فيما قد سأل وقال يزيد لعنه الله (وقال الشاعر في مثل ذلك خ ل): يقول والرأس مطروح يقلبه * يا ليت اشياخنا الماضون بالحضر حتى يقيسوا قتالا لو يقاس به * ايام بدر لكان الوزن بالقدر فقال الله تبارك وتعالى: " ومن عاقب " يعنى رسول الله صلى الله عليه واله " بمثل ما عوقب به " يعنى الحسين صلوات الله عليه أرادوا أن يقتلوه " ثم بغى عليه لينصرنه الله " يعنى بالقائم صلوات الله عليه من ولده.

أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُم مَّا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاء أَن تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ ﴿٦٥﴾
وَهُوَ الَّذِي أَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ إِنَّ الْإِنسَانَ لَكَفُورٌ ﴿٦٦﴾

210 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده الى أبى حمزة الثمالى عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه عن آبائه عليهم السلام عن النبي صلى الله عليه واله حديث طويل

519

[ 519 ]
يذكر فيه الاثنى عشر صلوات الله عليهم بأسمائهم وفى آخره يقول صلى الله عليه واله: ومن أنكرهم أو أنكر واحدا منهم فقد أنكرني، بهم يمسك الله عزوجل السماء أن تقع على الارض الا باذنه وبهم يحفظ الارض أن تميد باهلها. (1) 211 - وباسناده الى سليمان بن مهران الاعمش عن الصادق جعفر بن محمد عن أبيه محمد بن على عن أبيه على بن الحسين عليهم السلام حديث طويل يقول فيه: بنا يمسك السماء ان تقع على الارض الا باذنه، وبنا يمسك الارض أن تميد بأهلها. 212 - في كتاب علل الشرايع حدثنا أحمد بن محمد عن أبيه عن محمد بن أحمد عن الهيثم النهدي عن بعض أصحابنا باسناده رفعه قال: كان أمير المؤمنين صلوات الله عليه يقرأ: " ان الله يمسك السموات والارض أن تزولا ولئن زالتا ان امسكهما من احد من بعده انه كان حليما غفورا " يقولها عند الزلزلة ويقول: ويمسك السماء ان تقع على الارض الا باذنه ان الله بالناس لرؤف رحيم.

لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ فَلَا يُنَازِعُنَّكَ فِي الْأَمْرِ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ إِنَّكَ لَعَلَى هُدًى مُّسْتَقِيمٍ ﴿٦٧﴾
وَإِن جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴿٦٨﴾
اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴿٦٩﴾
أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاء وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ﴿٧٠﴾
وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَمَا لَيْسَ لَهُم بِهِ عِلْمٌ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ ﴿٧١﴾
وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ تَعْرِفُ فِي وُجُوهِ الَّذِينَ كَفَرُوا الْمُنكَرَ يَكَادُونَ يَسْطُونَ بِالَّذِينَ يَتْلُونَ عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا قُلْ أَفَأُنَبِّئُكُم بِشَرٍّ مِّن ذَلِكُمُ النَّارُ وَعَدَهَا اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَبِئْسَ الْمَصِيرُ ﴿٧٢﴾

213 - في تفسير على بن ابراهيم قوله عزوجل: ولكل امة جعلنا منسكا هم ناسكوه أي مذهبا يذهبون به. 214 - في جوامع الجامع فلا ينازعنك في الامر روى ان بديل بن ورقاء وغيره من كفار خزاعة قالوا للمسلمين: ما لكم تأكلون ما قتلتم ولا تأكلون ما قتله الله ؟ يعنون الميتة.

يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ ﴿٧٣﴾
مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴿٧٤﴾

215 - في الكافي محمد بن يحيى عن بعض أصحابه عن العباس بن عامر عن أحمد بن رزق الغمشانى عن عبد الرحمن بن الاشل بياع الانماط عن أبى عبد الله عليه السلام قال: كانت قريش يلطخ الاصنام التى كانت حول الكعبة بالمسك والعنبر، وكان يغوث قبال الباب ويعوق عن يمين الكعبة، وكان نسر عن يسارها، وكانوا إذا دخلوا خروا سجدا ليغوث ولا ينحنون ثم يستدبرون بحيالهم الى يعوق، ثم يستدبرون عن يسارها بحيالهم الى نسر، ثم يلبون فيقولون: لبيك اللهم لبيك لا شريك لك الا شريك
(1) ماد الشئ: تحرك واضطرب.

520

[ 520 ]
هو لك تملكه وما ملك، قال: فبعث الله ذبابا اخضر له أربعة أجنحة، فلم يبق من ذلك المسلك والعنبر شيئا الا أكله، وأنزل الله عزوجل: يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وان يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه ضعف الطالب والمطلوب.

اللَّهُ يَصْطَفِي مِنَ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ ﴿٧٥﴾
يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأمُورُ ﴿٧٦﴾

216 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله عن على عليه السلام حديث طويل و فيه: فاصطفى جل ذكره من الملائكة رسلا وسفرة بينه وبين خلقه، وهم الذين قال الله فيهم: ان لله يصطفى من الملائكة رسلا ومن الناس. 217 - في تفسير على بن ابراهيم وقوله عزوجل: " الله يصطفى من الملائكة رسلا " أي يختار، وهم جبرئيل وميكائيل واسرافيل وعزرائيل عليه السلام " ومن الناس " الانبياء والاوصياء، ومن الانبياء نوح وابراهيم وموسى وعيسى ومحمد صلى الله عليه و آله وعليهم، ومن هؤلاء الخمسة رسول الله صلى الله عليه واله، ومن الاوصياء امير المؤمنين والائمة صلوات الله عليهم وفيه تأويل غير هذا.

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿٧٧﴾
وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِّلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمينَ مِن قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلَاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ ﴿٧٨﴾

218 - في من لا يحضره الفقيه قال أمير المؤمنين عليه السلام في وصيته لابنه محمد بن الحنفية رضى الله عنه: يا بنى لا تقل ما لا تعلم، بل لا تقل كلما تعلم، فان الله تبارك وتعالى قد فرض على جوارحك كلها فرائض الى قوله: ثم استعبدها بطاعته فقال عزوجل: يا ايها الذين آمنوا اسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون فهذه فريضة جامعة واجبة على الجوارح. 219 - في جوامع الجامع وعن عقبة بن عامر قال: قلت: يا رسول الله في سورة الحج سجدتان ؟ قال: نعم ان لم تسجدهما فلا تقرأهما. 220 - في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن بكر بن صالح عن القاسم بن بريد قال: حدثنا أبو عمرو الزبيري عن أبى عبد الله عليه السلام وذكر حديثا طويلا يقول فيه عليه السلام بعد أن قال: ان الله تبارك وتعالى فرض الايمان على جوارح ابن آدم وقسمه عليها وفرقه فيها: وفرض على الوجه السجود له بالليل والنهار في مواقيت الصلوة، فقال:

521

[ 521 ]
" يا ايها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون " وهذه فريضة جامعة على الوجه واليدين والرجلين، وقال في موضع آخر: " وان المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا ". 221 - على بن ابراهيم عن أبيه ومحمد بن على القاسانى جميعا عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقرى عن حفص بن غياث عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سمعته يقول: جعل الخير كله في بيت، وجعل مفتاحه الزهد في الدنيا. 222 - محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن محمد بن سنان عن ابى الجارود قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يقول: من هم بشى من الخير فليعجله فان كل شئ فيه تأخير فان للشيطان فيه نظرة. 223 - في عيون الاخبار باسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: اصطنعوا الخير الى من هو أهله، والى من هو ليس من اهله، فان لم تصب من هو أهله فانت أهله. 224 - وباسناده قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: رأس العقل بعد الايمان التودد الى الناس واصطناع الخير الى كل بر وفاجر. 225 - في اصول الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن محمد بن أبى عمير عن ابن اذينة عن بريد العجلى قال: قلت لابي جعفر عليه السلام قوله تعالى: " يا ايها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون " وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم قال: ايانا عنى ونحن المجتبون، ولم يجعل الله تبارك و تعالى في الدين من حرج، فالحرج أشد من الضيق ملة ابيكم ابراهيم ايانا عنى خاصة هو سماكم المسلمين الله عز وجل سمانا المسلمين من قبل في الكتب التى مضت وفى هذا القرآن ليكون الرسول عليكم شهيدا وتكونوا شهداء على الناس فرسول الله صلى الله عليه واله الشهيد علينا بما بلغنا عن الله تبارك وتعالى، ونحن الشهداء على الناس يوم القيامة، فمن صدق يوم القيامة صدقناه ومن كذب كذبناه. 226 - الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن على الوشاء عن أحمد

522

[ 522 ]
ابن عائذ عن عمر بن اذينة عن بريد العجلى قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام قال الله عزوجل: " ملة ابيكم ابراهيم " قال: ايانا عنى خاصة " هو سماكم المسلمين من قبل " في الكتب التى مضت " وفى هذا " القرآن " ليكون الرسول عليكم شهيدا " فرسول الله صلى الله عليه واله الشهيد علينا بما بلغنا عن الله عزوجل، ونحن الشهداء على الناس، فمن صدق صدقناه يوم القيامة، ومن كذب يوم القيامة كذبناه. 227 - في عيون الاخبار باسناده الى ابن أبى عبدون عن أبيه قال: لما حمل زيد بن موسى بن جعفر الى المأمون وقد كان خرج بالبصرة واحرق دور ولد العباس، وهب المأمون جرمه لاخيه على بن موسى الرضا، وقال له: يا ابا الحسن لئن خرج أخوك وفعل ما فعل لقد خرج زيد بن على فقتل، ولولا مكانك منى لقتلته فليس ما اتاه بصغير ؟ فقال الرضا عليه السلام: يا أمير المؤمنين لا تقس أخى زيدا الى زيد بن على عليه السلام، فانه كان من علماء آل محمد، غضب لله تعالى فجاهد أعداءه حتى قتل في سبيله، ولقد حدثنى أبى موسى بن جعفر عليه السلام انه سمع أباه جعفر بن محمد عليهما السلام يقول: رحم الله عمى زيدا انه دعا الى الرضا من آل محمد، ولو ظفر لوفى بما دعا إليه، ولقد استشارني في خروجه فقلت له: يا عمى ان رضيت ان تكون المصلوب بكناسة فشأنك ؟ فلما ولى قال جعفر بن محمد عليه السلام: ويل لمن سمع واعيته فلم يجبه، فقال المأمون: يا ابا الحسن أليس قد جاء فيمن ادعى الامامة بغير حقها ما جاء ؟ فقال الرضا عليه السلام ان زيد بن على عليه السلام لم يدع ما ليس له بحق، وانه كان اتقى لله تعالى من ذلك، انه قال: ادعوكم الى الرضا من آل محمد، وانما جاء ما جاء فيمن يدعى ان الله تعالى نص عليه ثم يدعوا الى غير دين الله ويضل عن سبيله بغير علم، وكان زيد والله ممن خوطب بهذه الاية: " وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم ". 228 - في كتاب الخصال عن أمير المؤمنين عليه السلام الحج جهاد كل ضعيف، جهاد المرئة حسن التبعل، لا يخرج المؤمن الى الجهاد وهو مع من لا يؤمن في الحكم ولا

523

[ 523 ]
ينفذ في الفئ (1) امر الله تعالى من مات في ذلك كان معينا لعدونا في حبس حقوقنا، والاساطة بدمائنا وميتته ميتة جاهلية. 229 - عن الاصبغ بن نباتة عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل يقول فيه: والجهاد على أربع شعب: على الامر بالمعروف والنهى عن المنكر، والصدق في المواطن وشنئان الفاسقين، فمن أمر بالمعروف شد ظهر المؤمن ومن نهى عن المنكر ارغم أنف الشيطان، ومن صدق في المواطن قضى الذى عليه ومن غضب لله تعالى غضب الله له. 230 - عن فضيل بن عياض عن ابي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الجهاد أسنة هو أم فريضة ؟ فقال: الجهاد على أربعة أوجه: فجهادان فرض، وجهاد سنة لا يقام الا مع فرض وجهاد سنة فأما أحد الفرضين فمجاهدة الرجل نفسه عن معاصي الله، وهو من أعظم الجهاد، ومجاهدة الذين يلونكم من الكفار فرض، واما الجهاد الذى هو سنة لا يقام الا مع فرض فان مجاهدة العدو فرض على جميع الامة، ولو تركوا الجهاد لاتاهم العذاب وهذا هو من عذاب الامة وهو سنة على الامام ان يأتي العدو مع الامة فيجاهدهم، واما الجهاد الذى هو سنة فكل سنة أقامها الرجل وجاهد في اقامتها وبلوغها واحيائها فالعمل و السعي فيها من أفضل الاعمال، لانه احياء سنة، قال النبي صلى الله عليه واله، من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شئ. 231 - في محاسن البرقى عنه عن ابن محبوب عن على بن ابى حمزة عن أبى بصير عن أبى جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل " يا ايها الذين آمنوا اركعوا واسجدوا واعبدوا ربكم وافعلوا الخير لعلكم تفلحون * وجاهدوا في الله حق جهاده هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج " في الصلوة والزكوة والصوم والخير، إذا تولوا الله ورسوله صلى الله عليه واله واولى الامر منا أهل البيت قبل الله أعمالهم. 232 - في جوامع الجامع وفى الحديث ان امتى امة مرحومة.
(1) وفى نسخة " ولا ينفد في الغى " ولم اظفر على الحديث في الخصال.

524

[ 524 ]
233 - في الاستبصار باسناده الى أبى بصير عن أبى عبد الله عليه السلام قال: سألته عن الجنب يجعل الزكوة أو النور فيدخل اصبعه فيه قال: ان كانت يده قذرة فأهرقه، وان كانت لم يصبها قذر فليغتسل منه، هذا مما قال الله تعالى: " ما جعل عليكم في الدين من حرج ". 234 - وباسناده الى أبى بصير قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: انا نسافر فربما بلينا بالغدير من المطر يكون الى جانب القرية فيكون فيه العذرة، ويبول فيه الصبى، ويبول فيه الدواب وتروث ؟ فقال: ان عرض في قلبك منه شئ فقال هكذا، يعنى افرج الماء بيدك، ثم توضأ فان الدين ليس بمضيق، فان الله عزوجل يقول: " ما جعل عليكم في الدين من حرج ". 235 - في تهذيب الاحكام أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن على بن الحسن بن رباط عن عبد الاعلى مولى آل سام قال قلت لابي عبد الله عليه السلام: عثرت فانقطع ظفري فجعلت على اصبعي مرارة كيف أصنع بالوضوء ؟ قال: يعرف هذا وأشباهه من كتاب الله عزوجل، قال الله: " ما جعل عليكم في الدين من حرج " امسح عليه. 236 - في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه عن عبد الله بن المغيرة عن ابن مسكان قال: حدثنى محمد بن ميسر قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن الرجل الجنب ينتهى الى الماء القليل في الطريق، ويريد أن يغتسل منه وليس معه اناء يغرف به ويداه قذرتان ؟ قال: يضع يده ثم يتوضأ ثم يغتسل، هذا مما قال الله عزوجل: " ما جعل عليكم في الدين من حرج ". عدة من اصحابنا عن أحمد بن محمد عن ابن محبوب عن على بن الحسن بن رباط عن عبد الاعلى مولى آل سام قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: عثرت فانقطع ظفري، ونقل كما نقلنا عن التهذيب سواء. 237 - في قرب الاسناد للحميري باسناده الى أبي عبد الله عليه السلام عن أبيه عن النبي صلى الله عليه واله قال: مما اعطى الله امتى وفضلهم به على ساير الامم أعطاهم ثلاث خصال لم يعطها

525

[ 525 ]
الا نبى، وذلك ان الله تبارك وتعالى كان إذا بعث نبيا قال له: اجتهد في دينك ولا حرج عليك، وان الله تبارك وتعالى اعطى امتى ذلك حيث يقول: " وما جعل عليكم في الدين من حرج " يقول: من ضيق، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 238 - في الكافي على بن ابراهيم عن أبيه ومحمد بن اسماعيل عن الفضل بن شاذان جميعا عن ابن أبى عمير عن معاوية بن عمار عن أبى عبد الله عليه السلام قال في حديث طويل: ونزل رسول الله صلى الله عليه واله بمكة بالبطحاء هو وأصحابه ولم ينزلوا الدور، فلما كان يوم التروية عند زوال الشمس أمر الناس أن يغتلسوا ويهلوا بالحج، وهو قول الله تعالى الذى انزل على نبيه صلى الله عليه واله: " فاتبعوا ملة ابيكم ابراهيم " فخرج النبي صلى الله عليه واله وأصحابه مهلين بالحج حتى أتى منى فصلى الظهر والعصر والمغرب والعشاء الاخرة والفجر، ثم غدا والناس معه وكانت قريش تفيض من لمزدلفة وهى حمع (1) ويمنعون الناس أن يفيضوا منها، فأقبل رسول الله صلى الله عليه واله وقريش ترجوا أن تكون افاضته من حيث كانوا يفيضون، فأنزل الله تعالى عليه: " ثم افيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله " يعنى ابراهيم واسمعيل واسحق في افاضتهم منهما، ومن كان بعدهم، فما رأت قريش أن قبة رسول الله صلى الله عليه واله قد مضت كأنه دخل في أنفسهم شئ للذى كانوا يرجون من الافاضة من مكانهم، حتى انتهى الى نمرة وهى بطن عرنة (2) بحيال الاراك و ضربت الناس أخبيتهم عندها. 239 - في اصول الكافي على بن محمد عن بعض أصحابنا عن ابن محبوب عن محمد بن الفضيل عن أبى الحسن الماضي عليه السلام انه قال: ليس على ملة ابراهيم غيرنا، وسائر الناس منها براء، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 240 - في قرب الاسناد للحميري باسناده الى أبى عبد الله عليه السلام عن أبيه عن النبي صلى الله عليه واله قال: مما أعطى الله امتى وفضلهم به على سائر الامم أعطاهم ثلاث خصال
(1) من اسماء مزدلفة وسميت بذلك لاجتماع الناس بها. (2) عرنة - بضم العين وفتح الراء كهمزة: موضع بعرفات وليس من الموقف.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page