• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

سورة يوسف(آيات83 الي108)الصفحة 451 الي 475


[ 451 ]
مكانه، قال: فلما ان ابى عليهم واخرجوا من عنده قال لهم يهودا: " قد علمتم ما فعلتم بيوسف فلن ابرح الارض حتى يأذن لي ابي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين " قال: فرجعوا إلى ابيهم وتخلف يهودا، قال: فدخل على يوسف يكلمه في اخيه حتى ارتفع الكلام بينه وبينه وغضب، وكان على كتفه شعرة إذا غضب قامت الشعرة فلا تزال تقذف بالدم حتى يمسه بعض ولد يعقوب، قال: فكان بين يدي يوسف ابن له صغير في يده رمانة من ذهب يلعب بها، فلما رآه يوسف قد غضب وقامت الشعرة تقذف بالدم اخذ الرمانة من يد الصبي ثم دحرجها نحو يهودا واتبعها الصبي ليأخذها فوقعت يده على يهودا قال: فذهب غضبه، قال: فارتاب يهودا ورجع الصبي بالرمانة إلى يوسف ثم ارتفع الكلام بينهما حتى غضب وقامت الشعرة فجعلت تقذف بالدم، فلما راى يوسف دحرج الرمانة نحو يهودا واتبعها الصبي ليأخذها فوقعت يده على يهودا فسكن غضبه، قال: فقال يهودا: ان في البيت لمن ولد يعقوب حتى صنع ذلك ثلاث مرات. 145 - في تفسير علي بن ابراهيم قال: فرجع اخوة يوسف إلى ابيهم وتخلف يهودا فدخل على يوسف فكلمه حتى ارتفع الكلام بينه وبينه، وذكر مثل ما نقلنا عن تفسير العياشي إلى قوله ثلاث مرات. 146 - وباسناده إلى علي بن محمد الهادي عليه السلام حديث طويل وفيه فنزل جبرئيل عليه السلام فقال له: يا يوسف اخرج يدك فأخرجها، فخرج من بين اصابعه نور فقال يوسف: ما هذا يا جبرئيل ؟ فقال: هذه النبوة اخرجها الله من صلبك لانك لم تقم لابيك فحط الله نوره ومحى النبوة من صلبه، وجعلها في ولد لاوى اخي يوسف، وذلك لانهم لما ارادوا قتل يوسف قال: " لا تقتلوا يوسف والقوه في غيابت الجب " فشكره الله على ذلك ولما ارادوا ان يرجعوا إلى ابيهم من مصر وقد حبس يوسف اخاه قال: " لن ابرح الارض حتى يأذن لي ابي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين " فشكر الله له ذلك فكان انبياء بني اسرائيل من ولد لاوى، وكان موسى من ولده وهو موسى بن عمران ابن يهصر بن واهث بن لاوى بن يعقوب بن اسحق بن ابراهيم، وستقف على الحديث


[ 451 ]
مكانه، قال: فلما ان ابى عليهم واخرجوا من عنده قال لهم يهودا: " قد علمتم ما فعلتم بيوسف فلن ابرح الارض حتى يأذن لي ابي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين " قال: فرجعوا إلى ابيهم وتخلف يهودا، قال: فدخل على يوسف يكلمه في اخيه حتى ارتفع الكلام بينه وبينه وغضب، وكان على كتفه شعرة إذا غضب قامت الشعرة فلا تزال تقذف بالدم حتى يمسه بعض ولد يعقوب، قال: فكان بين يدي يوسف ابن له صغير في يده رمانة من ذهب يلعب بها، فلما رآه يوسف قد غضب وقامت الشعرة تقذف بالدم اخذ الرمانة من يد الصبي ثم دحرجها نحو يهودا واتبعها الصبي ليأخذها فوقعت يده على يهودا قال: فذهب غضبه، قال: فارتاب يهودا ورجع الصبي بالرمانة إلى يوسف ثم ارتفع الكلام بينهما حتى غضب وقامت الشعرة فجعلت تقذف بالدم، فلما راى يوسف دحرج الرمانة نحو يهودا واتبعها الصبي ليأخذها فوقعت يده على يهودا فسكن غضبه، قال: فقال يهودا: ان في البيت لمن ولد يعقوب حتى صنع ذلك ثلاث مرات. 145 - في تفسير علي بن ابراهيم قال: فرجع اخوة يوسف إلى ابيهم وتخلف يهودا فدخل على يوسف فكلمه حتى ارتفع الكلام بينه وبينه، وذكر مثل ما نقلنا عن تفسير العياشي إلى قوله ثلاث مرات. 146 - وباسناده إلى علي بن محمد الهادي عليه السلام حديث طويل وفيه فنزل جبرئيل عليه السلام فقال له: يا يوسف اخرج يدك فأخرجها، فخرج من بين اصابعه نور فقال يوسف: ما هذا يا جبرئيل ؟ فقال: هذه النبوة اخرجها الله من صلبك لانك لم تقم لابيك فحط الله نوره ومحى النبوة من صلبه، وجعلها في ولد لاوى اخي يوسف، وذلك لانهم لما ارادوا قتل يوسف قال: " لا تقتلوا يوسف والقوه في غيابت الجب " فشكره الله على ذلك ولما ارادوا ان يرجعوا إلى ابيهم من مصر وقد حبس يوسف اخاه قال: " لن ابرح الارض حتى يأذن لي ابي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين " فشكر الله له ذلك فكان انبياء بني اسرائيل من ولد لاوى، وكان موسى من ولده وهو موسى بن عمران ابن يهصر بن واهث بن لاوى بن يعقوب بن اسحق بن ابراهيم، وستقف على الحديث

452

[ 452 ]
بتمامه انشاء الله تعالى عن قريب.

قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿٨٣﴾

147 - في امالي شيخ الطائفة: قدس سره بالاسناد في قوله عزوجل في قول يعقوب " فصبر جميل " قال " بلا شكوى.

وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ﴿٨٤﴾

148 - في تفسير العياشي عن جابر قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: رحمك الله ما الصبر الجميل ؟ قال: فذلك صبر ليس فيه شكوى إلى الناس. 149 - في تفسير علي بن ابراهيم وسئل أبو عبد الله عليه السلام: ما بلغ من حزن يعقوب على يوسف ؟ قال: حزن سبعين ثكلى على اولادها، وقال: ان يعقوب لم يعرف الاسترجاع فمنها قال: واأسفا على يوسف. 150 - في تفسير العياشي عن هشام بن سالم عن ابي عبد الله عليه السلام قال: قال له بعض اصحابنا: ما بلغ من حزن يعقوب على يوسف ؟ قال: حزن سبعين ثكلى حراء. 151 - وبهذا الاسناد عنه قال: قيل له: كيف يحزن يعقوب على يوسف وقد أخبره جبرئيل انه لم يمت وانه سيرجع إليه ؟ فقال: انه نسي ذلك. 152 - في كتاب الخصال عن ابي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام يصلي في اليوم والليلة الف ركعة إلى ان قال: ولقد بكى على ابيه الحسين عشرين سنة ما وضع بين يديه طعام الا بكى، حتى قال له مولى له: يابن رسول الله اما آن لحزنك ان ينقضي ؟ فقال له: ويحك ان يعقوب النبي عليه السلام كان له اثنا عشر ابنا فغيب الله عنه واحدا منهم فابيضت عيناه من كثرة بكائه عليه، واحدودب ظهره (1) من الغم، وكان ابنه حيا في الدنيا، وانا نظرت إلى أبي وأخي وعمي وسبعة عشر من أهل بيتي مقتولين حولي فكيف ينقضي حزني ؟

قَالُواْ تَالله تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ ﴿٨٥﴾

153 - عن محمد بن سهل النجراني يرفعه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: البكاؤن خمسة آدم ويعقوب ويوسف وفاطمة بنت محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعلي بن الحسين عليه السلام، فأما آدم فبكى على الجنة حتى صار في خديه أمثال الاودية، واما يعقوب فبكى على يوسف حتى ذهب بصره حتى قيل له: تاالله تفتؤ
(1) حدب واحدودب اي خرج ظهره ودخل صدره وبطنه. (*)

453

[ 453 ]
تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين. 154 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن موسى بن جعفر عن ابيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: ان يهوديا من يهود الشام واحبارهم قال لامير المؤمنين: فان يعقوب قد صبر على فراق ولده حتى كاد يحرض من الحزن ؟ قال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك وقد كان حزن يعقوب حزنا بعده تلاق ومحمد صلى الله عليه واله قبض ولده ابراهيم قرة عينه في حيوة منه وخصه بالاختيار ليعظم له الادخار، فقال صلى الله عليه واله وسلم: تحزن النفس ويجزع القلب وانا عليك يا ابراهيم لمحزونون، ولا نقول ما يسخط الرب في كل ذلك يؤثر الرضا عن الله عزوجل والاستسلام له في جميع الفعال. 155 - في تفسير علي بن ابراهيم ان يوسف عليه السلام دعى وهو في السجن فقال: اسألك بحق آبائي عليك واجدادي الا فرجت عني فأوحى الله إليه: يا يوسف وأي حق لآبائك واجدادك علي ؟ إلى قوله عزوجل: وان كان يعقوب وهبت له اثنى عشر ولدا فغيبت عنه واحدا فما زال يبكي حتى ذهب بصره وقعد على الطريق يشكوني إلى خلقي، وقد تقدم بتمامه.

قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ﴿٨٦﴾

156 - في مصباح الشريعة قال الصادق عليه السلام: المحزون غير المتفكر لان المتفكر متكلف والمحزون مطبوع والحزن يبدء من الباطن والفكر يبدء من رؤية المحدثات وبينهما فرق، قال الله عزوجل في قصة يعقوب عليه السلام: انما اشكو بثي و حزني إلى الله واعلم من الله ما لا تعلمون بسبب ما تحت الحزن بعلم مخصوص به من الله دون العالمين (1) 157 - في تفسير العياشي الفضيل بن يسار قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: انما اشكوا بثي وحزني إلى الله منصوبة. 158 - عن اسماعيل بن جابر عن ابي عبد الله عليه السلام ان يعقوب أتى ملكا يسئله الحاجة فقال له الملك: أنت ابراهيم ؟ قال: لا، قال: وأنت اسحق بن ابراهيم ؟
(1) كذا في النسخ وفي المصدر هكذا: " فبسبب ما تحت الحزن علم خص به من الله دون العالمين. (*)

454

[ 454 ]
قال: لا، قال: فمن أنت قال: [ أنا ] يعقوب بن اسحق قال: فما بلغ ما ارى بك مع حداثة السن ؟ قال: الحزن على يوسف، قال: لقد بلغ بك الحزن يا يعقوب كل مبلغ فقال: انا معشر الانبياء أسرع شئ البلاء الينا ثم الامثل فالامثل من الناس، فقضى حاجته فلما جاوز صغير بابه هبط إليه جبرئيل فقال: يا يعقوب ربك يقرئك السلام ويقول لك: شكوتني إلى الناس ؟ فعفر وجهه في التراب (1) وقال: يا رب زلة أقلنيها فلا أعود بعد هذا أبدا، ثم عاد إليه جبرئيل فقال له: يا يعقوب إرفع رأسك ربك يقرئك السلام ويقول لك: قد أقلتك فلا تعود تشكوني إلى خلقي، فما رأى ناطقا بكلمة مما كان فيه حتى حصل بنوه (2) فضرب وجهه إلى الحائط وقال: انما اشكوا بثي وحزني إلى الله واعلم من الله ما لا تعلمون " 159 - وفي حديث آخر عنه جاء يعقوب إلى نمرود في حاجة، فلما رآه وثب عليه و كان أشبه الناس بابراهيم، فقال له: انت ابراهيم خليل الرحمان ؟ قال: لا، الحديث. 160 - في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى ابن معاوية الاشتر قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول: من شكى إلى مؤمن فقد شكى إلى الله عزوجل. 161 - في تفسير علي بن ابراهيم قال رسول الله صلى الله عليه واله: ومن شكى مصيبة نزلت به فانما يشكو ربه. 162 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: ومن أصبح يشكو مصيبة نزلت به فانما يشكو ربه. 163 - في مجمع البيان " انما اشكوا بثي وحزني إلى الله " وروى عن النبي ان جبرئيل أتاه فقال: يا يعقوب ان الله يقرء عليك السلام ويقول: ابشر وليفرح قلبك فوعزتي لو كانا ميتين لنشرتهما لك اصنع طعاما للمساكين، فان أحب عبادي الي المساكين أو تدري لم أذهبت بصرك وقوست ظهرك ؟ لانكم ذبحتم شاة وأتاكم فلان المسكين وهو صائم فلم تطعموه شيئا، فكان يعقوب بعد ذلك إذا أراد الغداء أمر
(1) اي دلكه ومرغه ودسه فيه. (2) وفي المصدر " حتى أتاه بنوه ". (*)

455

[ 455 ]
مناديا فنادى: الا من أراد الغداء من المساكين فليتغد مع يعقوب، وإذا كان صائما امر مناديا ينادي: من كان صائما فليفطر مع يعقوب، رواه الحاكم أبو عبد الله في صحيحه. 164 - في اصول الكافي عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن علي بن أسباط عن عمه يعقوب بن سالم عن اسحق بن عمار عن الكاهلي قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: ان يعقوب عليه السلام لما ذهب منه بنيامين نادى: يا رب أما ترحمني اذهبت عيني و اذهبت ابني ؟ فأوحى الله تبارك وتعالى: لو امتهما لاحييتهما لك حتى اجمع بينك وبينهما، ولكن تذكر الشاة التي ذبحتها وشويتها واكلت وفلان وفلان إلى جانبك صائم لم تنله منها شيئا ؟. 165 - وفي رواية اخرى قال: فكان بعد ذلك يعقوب عليه السلام ينادي مناديه كل غداة من منزله على فرسخ: الا من اراد الغداء فليأت إلى يعقوب وإذا امسى نادى: الا من اراد العشاء فليأت إلى يعقوب.

يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ﴿٨٧﴾

166 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة وقال الصادق عليه السلام: ان يعقوب قال لملك الموت: اخبرني عن الارواح تقبضها مجتمعة أو متفرقة ؟ قال: بل متفرقة، قال: فهل قبضت روح يوسف في جملة ما قبضت من الارواح ؟ فقال: لا فعند ذلك قال لبنيه: " يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف واخيه ". 167 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى حنان بن سدير عن ابيه قال قلت لابيجعفر عليه السلام: اخبرني عن يعقوب حين قال لولده: " اذهبوا فتحسسوا من يوسف واخيه " أكان علم انه حي وقد فارقه من عشرين سنة وذهبت عيناه من الحزن ؟ قال نعم علم انه حي، قلت: وكيف علم ؟ قال، انه دعى في السحر ان يهبط عليه ملك الموت فهبط عليه تريال وهو ملك الموت فقال له تريال: ما حاجتك يا يعقوب ؟ قال اخبرني عن الارواح تقبضها مجتمعة أو متفرقة ؟ فقال: بل متفرقة روحا روحا قال: فمر بك روح يوسف ؟ قال: لا فعند ذلك علم انه حي، فقال لولده: " اذهبوا فتحسسوا من يوسف واخيه ". 168 - في روضة الكافي ابن محبوب عن حنان بن سدير عن أبي جعفر عليه السلام

456

[ 456 ]
مثله، الا ان فيها بريال بالباء الموحدة نقطا مكان تريال بالمثناة من فوق كذلك. في تفسير العياشي عن حنان بن سدير عن أبيه عن ابي جعفر عليه السلام مثله ايضا الا ان فيه قوبال وفيه وفي خبر آخر تبرابل وهو ملك الموت وذكر نحوه. 169 - في الخرايج والجرايح وعن الصادق عليه السلام ان اعرابيا اشترى من يوسف طعاما فقال له: إذا مررت بوادي كذا فناد: يا يعقوب فانه يخرج اليك شيخ وسيم، فقل له: اني رأيت بمصر رجلا يقرؤك السلام ويقول: ان وديعتك عند الله محفوظة لن تضيع، فلما بلغه الاعرابي خر يعقوب مغشيا عليه فلما افاق قال: هل لك من حاجة ؟ قال: لي ابنة عم وهي زوجتي لم تلد، فدعى له فرزق منها اربعة أبطن، في كل بطن اثنان. 170 - في نهج البلاغة قال: ولا تيأس لشر هذه الامة من روح الله لقوله سبحانه: انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون. 171 - وفيه وقال: الفقيه كل الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله ولم يؤيسهم من روح الله ولم يؤمنهم مكر الله. 172 - في من لا يحضره الفقيه في باب معرفة الكبائر التي اوعد الله عزوجل عليها النار عن أبي عبد الله حديث طويل يذكر فيه الكبائر يقول فيه عليه السلام بعد ان ذكر الشرك بالله: وبعده اليأس من روح الله، لان الله عزوجل يقول: " انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون ".

فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيْهِ قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَآ إِنَّ اللّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ ﴿٨٨﴾
قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ ﴿٨٩﴾
قَالُواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٩٠﴾
قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ ﴿٩١﴾
قَالَ لاَ تَثْرَيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴿٩٢﴾

173 - في تفسير العياشي متصلا بآخر ما نقلناه عنه سابقا اعني وذكر نحوه عنه: عن ابي بصير عن ابي جعفر عليه السلام عاد إلى الحديث الاول قال: واشتد حزنه يعني يعقوب حتى تقوس ظهره، وأدبرت الدنيا عن يعقوب وولده حتى احتاجوا حاجة شديدة، وفنيت ميرتهم فعند ذلك قال يعقوب لولده: " اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون " فخرج منهم نفر وبعث منهم ببضاعة يسيرة، وكتب معهم كتابا إلى عزيز مصر يتعطفه على نفسه وولده، واوصى ولده ان يبدؤا بدفع كتابه قبل البضاعة، فكتب: بسم الله الرحمن الرحيم إلى عزيز مصر ومظهر العدل وموفي الكيل من يعقوب بن اسحق بن ابراهيم

457

[ 457 ]
خليل الله صاحب نمرود الذي جمع لابراهيم الحطب والنار ليحرقه بها فجعلها الله عليه بردا وسلاما وانجاه منها، اخبرك ايها العزيز انا اهل بيت قديم لم يزل البلاء سريعا الينا من الله ليبلونا بذلك عند السراء والضراء، وان مصائبي تتابعت علي منذ عشرين سنة، اولها انه كان لي ابن سميته يوسف وكان سروري من بين ولدي وقرة عيني وثمرة فؤادي وان اخوته من غير امه سألوني ان أبعثه معهم يرتع ويلعب، فبعثته معهم بكرة وانه جاؤني عشاء يبكون وجاؤني على قميصه بدم كذب، فزعموا ان الذئب أكله فاشتد لفقده حزني وكثر على فراقه بكائي حتى ابيضت عيناي من الحزن، وانه كان له أخ من خالته وكنت له معجبا عليه رفيقا وكان لي أنيسا، وكنت إذا ذكرت يوسف ضممته إلى صدري فيسكن بعض ما أجد في صدري وان اخوته ذكروا لي انك أيها العزيز سألتهم عنه وأمرتهم ان يأتوك به وان لم يأتوك به منعتهم الميرة لنا من القمح من مصر فبعثته معهم ليمتاروا لنا قمحا فرجعوا الي وليس هو معهم، وذكروا انه سرق مكيال الملك، ونحن اهل بيت لا نسرق وقد حبسته وفجعتني به، وقد اشتد لفراقه حزني حتى تقوس لذلك ظهري، وعظمت به مصيبتي مع مصايب متتابعات علي، فمن علي بتخلية سبيله واطلاقه من محبسه، وطيب لنا القمح واسمح لنا في السعر، وعجل بسراح آل يعقوب (1) فلما مضى ولد يعقوب من عنده نحو مصر بكتابه نزل جبرئيل على يعقوب فقال له: يا يعقوب ان ربك يقول لك: من ابتلاك بمصائبك التي كتبت بها إلى عزيز مصر ؟ قال يعقوب: بلوتني بها عقوبة منك وأدبا، قال الله: فهل كان يقدر على صرفها عنك أحد غيري ؟ قال: يعقوب اللهم لا، قال: فما استحييت مني حين شكوت مصائبك إلى غيري ولم تستغث بي وتشكو ما بك الي ؟ فقال يعقوب: استغفرك يا الهي وأتوب اليك واشكوا بثي وحزني اليك، فقال الله تبارك وتعالى: قد بلغت بك يا يعقوب و بولدك الخاطئين العناية في أدبي، ولو كنت يا يعقوب شكوت مصائبك الي عند نزولها بك و استغفرت وتبت الي من ذنبك لصرفتها عنك بعد تقديري اياها عليك، ولكن الشيطان أنساك ذكري فصرت إلى القنوط من رحمتي، وانا الله الجواد الكريم أحب عبادي المستغفرين
(1) سمح بكذا: جاد. والسراح: التسهيل والاطلاق. (*)

458

[ 458 ]
التائبين الراغبين الي فيما عندي، يا يعقوب انا راد اليك يوسف وأخاه ومعيد اليك ما ذهب من مالك ولحمك ودمك، وراد اليك بصرك ومقوم لك ظهرك وطب نفسا وقر عينا، وان الذي فعلته بك كان أدبا مني لك فاقبل أدبي. قال: ومضى ولد يعقوب بكتابه نحو مصر حتى دخلوا على يوسف في دار المملكة، فقالوا: ايها العزيز مسنا وأهلنا الضر وجئنا ببضاعة مزجاة فاوف لنا الكيل و تصدق علينا بأخينا ابن يامين، وهذا كتاب أبينا يعقوب اليك في أمره يسئلك تخلية سبيله، وان تمن به عليه، قال: فأخذ يوسف كتاب يعقوب فقبله ووضعه على عينيه و بكى وانتحب (1) حتى بلت دموعه القميص الذي عليه، ثم أقبل عليهم فقال: هل علمتم ما فعلتم بيوسف من قبل واخيه من بعد قالوا ءانك لانت يوسف قال انا يوسف و هذا اخي قد من الله علينا قالوا تالله لقد آثرك الله علينا فلا تفضحنا ولا تعاقبنا اليوم واغفر لنا قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم. وفي رواية اخرى عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام نحوه. 174 - عن عمرو بن عثمان عن بعض أصحابنا قال: لما قال اخوة يوسف: " يا ايها العزيز مسنا وأهلنا الضر " قال: قال يوسف: لا صبر على ضر آل يعقوب، فقال عند ذلك: " هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه " الاية. 175 - عن احمد بن محمد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن قوله: " وجئنا ببضاعة مزجاة " قال المقل، وفي هذه الرواية " وجئنا ببضاعة مزجاة " قال: كانت المقل (2) وكانت بلادهم بلاد المقل وهي البضاعة. قال مؤلف هذا الكتاب: قد سبق في تفسير العياشي عند قوله: " لن ابرح الارض حتى يأذن لي أبي " بيان لقوله عزوجل: " هل علمتم ما فعلتم بيوسف وأخيه إذ أنتم جاهلون " 176 - في مجمع البيان وفي كتاب النبوة بالاسناد عن الحسن بن محبوب عن اسمعيل الفراء عن طربال عن أبي عبد الله عليه السلام في خبر طويل: ان يعقوب كتب إلى
(1) انتحب: تنفس شديدا. بكى شديدا. (2) المقل: الكندر الذي تدخن به اليهود وحبه يجعل في الدواء، وصمغ شجرة. (*)

459

[ 459 ]
يوسف: بسم الله الرحمن الرحيم إلى عزيز مصر ومظهر العدل وموفي الكيل، من يعقوب بن اسحق بن ابراهيم خليل الرحمن صاحب نمرود الذي جمع له النار ليحرقه بها فجعلها الله عليه بردا وسلاما وأنجاه منها، اخبرك ايها العزيز انا أهل بيت لم يزل البلاء الينا سريعا من الله ليبلونا عند السراء والضراء، وان مصائب تتابعت علي منذ عشرين سنة، أولها انه كان لي ابن سميته يوسف وكان سروري من بين ولدي وقرة عيني وثمرة فؤادي، وان اخوته من غير امه سألوني أن أبعثه معهم يرتع ويلعب، فبعثته معهم بكرة فجاؤني عشاءا يبكون وجاؤا على قميصه بدم كذب وزعموا ان الذئب أكله، فاشتد لفقده حزني وكثر على فراقه بكائي، حتى ابيضت عيناي من الحزن وانه كان له أخ وكنت به معجبا وكان لي أنيسا، وكنت إذا ذكرت يوسف ضممته إلى صدري فسكن بعض ما أجد في صدري وان اخوته ذكروا انك سألتهم عنه وأمرتهم أن يأتوك به فان لم يأتوك به منعتهم الميرة فبعثته معهم ليمتاروا لنا قمحا، فرجعوا الي وليس هو معهم، وذكروا انه سرق مكيال الملك ونحن أهل بيت لا نسرق، وقد حبسته عني وفجعتني به، وقد اشتد لفراقه حزني حتى تقوس لذلك ظهري، وعظمت به مصيبتي مع مصائب تتابعت علي، فمن علي بتخليه سبيله واطلاقه من حبسك، وطيب لنا القمح واسمح لنا في السعر، وأوف لنا الكيل، وعجل سراح آل ابراهيم، قال فمضوا بكتابه حتى دخلوا على يوسف في دار الملك " وقالوا يا ايها العزيز مسنا و أهلنا الضر " إلى آخر الآية وتصدق علينا باخينا ابن يامين، وهذا كتاب ابينا يعقوب ارسله اليك في امره يسئلك تخلية سبيله فمن به علينا، فاخذ يوسف كتاب يعقوب و قبله ووضعه على عينيه وبكى وانتحب حتى بل دموعه القميص الذي عليه، ثم اقبل عليهم وقال: " هل علمتم ما فعلتم بيوسف واخيه ". 177 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى سدير قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: في القائم شبه من يوسف عليه السلام قلت: كأنك تذكر خبره أو غيبته ؟ فقال لي: ما تنكر من ذلك هذه الامة اشباه الخنازير ؟ ان اخوة يوسف كانوا اسباطا واولاد انبياء تاجروا يوسف وبايعوه وهم اخوته وهو اخوهم فلم يعرفوه

460

[ 460 ]
حتى قال لهم: انا يوسف، فما تنكر هذه الامة ان يكون الله عزوجل في وقت من الاوقات يريد ان يبين حجته، لقد كان يوسف عليه السلام ملك مصر وكان بينه وبين والده مسيرة ثمانية عشر يوما، فلو اراد الله عزوجل ان يعرفه مكانه لقدر على ذلك والله لقد سار يعقوب وولده عند البشارة مسيرة تسعة ايام من بدوهم إلى مصر، فما تنكر هذه الامة ان يكون الله عزوجل يفعل بحجته ما فعل بيوسف، ان يسير في اسواقهم ويطأ بسطهم وهم لا يعرفونه حتى ياذن الله عزوجل ان يعرفهم نفسه كما أذن ليوسف حتى قال لهم: " هل علمتم ما فعلتم بيوسف واخيه إذ انتم جاهلون قالوا ائنك لانت يوسف قال ان يوسف وهذا اخي ". في اصول الكافي علي بن ابراهيم عن محمد بن الحسين عن ابن ابي نجران عن فضالة بن ايوب عن سدير الصيرفي قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: ان في صاحب هذا الامر شبها من يوسف، وذكر كما نقلنا عن كتاب كمال الدين وتمام النعمة بتغيير يسير وبدل هل علمتم إلى آخره بعض: " قالوا أئنك لانت يوسف قال انا يوسف ". 178 - في مجمع البيان وروى عن أبي عبد الله عليه السلام انه قال: كل ذنب عمله العبد وان كان عالما فهو جاهل حين خاطر بنفسه في معصية ربه، فقد حكى الله سبحانه قول يوسف لاخوته: " هل علمتم ما فعلتم بيوسف واخيه إذ انتم جاهلون " فنسبهم إلى الجهل لمخاطرتهم بانفسهم في معصية الله. 179 - في تفسير العياشي عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام قال: ليس رجل من ولد فاطمة يموت ولا يخرج من الدنيا حتى يقر للامام بامامته كما أقر ولد يعقوب ليوسف حين قالوا: " تالله لقد آثرك الله علينا ". 180 - في الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن حماد بن عيسى عن حريز عن ابي عبد الله عليه السلام لما قدم رسول الله صلى الله عليه واله مكة يوم افتتحها فتح باب الكعبة فأمر بصور في الكعبة فطمست فأخذ بعضادتي الباب فقال: لا اله الا الله وحده لا شريك له صدق وعده ونصر عبده و هزم الاحزاب وحده، ماذا تقولون وما تظنون ؟ قالوا: نظن خيرا، أخ كريم وابن اخ كريم وقد قدرت ! قال: فاني أقول كما قال أخي يوسف: لا تثريب عليكم اليوم

461

[ 461 ]
يغفر الله لكم وهو ارحم الراحمين والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة.

اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ ﴿٩٣﴾
وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ ﴿٩٤﴾
قَالُواْ تَاللّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلاَلِكَ الْقَدِيمِ ﴿٩٥﴾

181 - في تفسير العياشي عن ابن أبي عمير عن بعض أصحابنا رفعه قال: كتب يعقوب النبي صلى الله عليه واله إلى يوسف: من يعقوب بن اسحق بن ابراهيم خليل الرحمان إلى عزيز مصر، اما بعد فانا أهل بيت لم يزل البلاء سريعا الينا ابتلى جدي ابراهيم فالقى في النار، ثم ابتلى ابي اسحق الذبيح، وكان لي ابن وكان قرة عيني وكنت اسر به فابتليت بأن أكله الذئب فذهب بصري حزنا عليه من البكاء، وكان له أخ و كنت اسر إليه بعده، فأخذته في سرق وانا أهل بيت لم نسرق قط ولا يعرف لنا السرق فان رأيت أن تمن علي به فعلت ؟ فلما أوتي يوسف بالكتاب فتحه وقرأه فصاح ثم قام فدخل منزله فقرأه وبكى، ثم غسل وجهه ثم خرج إلى اخوته ثم عاد فقرئه فصاح وبكى، ثم قام فدخل منزله فقرئه وبكى ثم غسل وجهه وعاد إلى اخوته فقال: " هل علمتم ما فعلتم بيوسف واخيه إذ أنتم جاهلون " وأعطاهم قميصه وهو قميص ابراهيم وكان يعقوب بالرملة (1) فلما فصلوا بالقميص من مصر قال يعقوب: اني لاجد ريح يوسف لولا ان تفندون قالوا تالله انك لفي ضلالك القديم. 182 - في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى ابي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام قال: فلما كان من أمر اخوة يوسف ما كان كتب يعقوب إلى يوسف و هو لا يعلم انه يوسف: بسم الله الرحمان الرحيم من يعقوب بن اسحق بن ابراهيم خليل الله عزوجل إلى عزيز آل فرعون سلام عليك فاني احمد اليك الله لا اله الا هو، اما بعد فانا اهل بيت مولع بنا أسباب البلاء، كان جدي ابراهيم عليه السلام ألقى في النار في طاعة ربه فجعلها الله عزوجل بردا وسلاما، وأمر الله جدي أن يذبح أبي ففداه بما فداه به، وكان لي ابن فكان من أعز الناس علي فقدته فاذهب حزني عليه نور بصري، وكان له أخ من امه فكنت إذا ذكرت المفقود ضممت أخاه هذا إلى صدري، فأذهب عني بعض وجدي وهو المحبوس عندك في السرقة، فاني اشهدك اني لم أسرق ولم ألد سارقا، فلما قرأ يوسف الكتاب بكى وصاح وقال: " اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا
(1) قال الحموي: الرملة: واحدة الرمل: مدينة عظيمة بفلسطين وكانت قصبتها قد خربت الآن وكانت رباطا للمسلمين. (*)

462

[ 462 ]
وأتوني بأهلكم أجمعين " والحديث طويل، اخذنا منه موضع الحاجة. 183 - في كتاب الخصال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان في قميص يوسف ثلاث آيات في قوله تعالى: " وجاؤا على قميصه بدم كذب " وقوله تعالى: " ان كان قميصه قد من قبل " الاية وقوله تعالى: " اذهبوا بقميصي هذا ". 184 - في تفسير العياشي عن مقرن عن ابي عبد الله عليه السلام قال: كتب عزيز مصر إلى يعقوب: اما بعد فهذا ابنك يوسف اشتريته بثمن بخس دراهم معدودة واتخذته عبدا وهذا ابنك ابن يامين اخذته قد سرق فأخذته عبدا، قال: فما ورد على يعقوب شئ اشد عليه من ذلك الكتاب فقال للرسول: قف مكانك حتى اجيبه، فكتب إليه يعقوب: اما بعد فقد فهمت كتابك انك اخذت ابني بثمن بخس واتخذته عبدا، وانك اتخذت ابني ابن يامين وقد سرق واتخذته عبدا، فانا اهل بيت لا نسرق ولكنا اهل بيت نبتلى وقد ابتلى ابونا بالنار فوقاه الله، وابتلى ابونا اسحق بالذبح فوقاه الله، واني قد ابتليت بذهاب بصري وذهاب ابني وعسى الله ان يأتيني بهم جميعا قال: فلما ولى الرسول عنه رفع يده إلى السماء ثم قال: يا حسن الصحبة يا كريم المعونة ياخير كلمة (1) ايتني بروح [ منك ] وفرج من عندك، قال: فهبط عليه جبرئيل عليه السلام فقال ليعقوب: الا أعلمك دعوات يرد الله عليك بها بصرك ويرد عليك ابنيك ؟ فقال له: بلى، فقال: قل يامن لا يعلم أحد كيف هو وحيث هو وقدرته الا هو، يامن سد الهواء بالسماء وكبس الارض على الماء (2) واختار لنفسه أحسن الاسماء ايتني بروح منك وفرج من عندك، فما القى عمود الصبح ختى اتى بالقميص وطرح على وجهه فرد الله بصره ورد عليه ولده. 185 - عن أبي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: " لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم اذهبوا بقميصي هذا " الذي بلته دموع عيني " فألقوه على وجه أبي يرتد بصيرا " لو قد شم ريحي " وأتوني بأهلكم اجمعين " وردهم إلى يعقوب
(1) وفي المصدر " ياخيرا كله ". (2) قال الطريحي: في الدعاء " يامن كبس الارض على الماء اي أدخلها فيه، من قولهم: كبس رأسه في ثوبه: اخفاه وادخله فيه، أو جمعها فيه. (*)

463

[ 463 ]
في ذلك اليوم، وجهزهم بجميع ما يحتاجون إليه، فلما فصلت عيرهم من مصر وجد يعقوب ريح يوسف فقال لمن بحضرته من ولده: " اني لاجد ريح يوسف لولا أن تفندون " قال: وأقبل ولده يحثون السير بالقميص فرحا وسرورا بما رأوا من حال يوسف والملك الذي أعطاه الله، والعز الذي صاروا إليه في سلطان يوسف، وكان مسيرهم من مصر إلى بدو يعقوب تسعة أيام فلما أن جاء البشير القى القميص على وجهه فارتد بصيرا، وقال لهم: ما فعل ابن يامين ؟ قالوا خلفناه عند أخيه صالحا قال: فحمد الله يعقوب عند ذلك وسجد لربه سجدات الشكر ورجع إليه بصره و تقوم له ظهره، وقال لولده: تحملوا إلى يوسف في يومكم هذا بأجمعكم، فساروا إلى يوسف ومعهم يعقوب وخالة يوسف ياميل فأحثوا السير فرحا وسرورا فصاروا تسعة ايام إلى مصر. 186 - عن اخي رزام (1) عن ابي عبد الله عليه السلام في قوله: " وما فصلت العير " قال وجد يعقوب ريح قميص ابراهيم حين فصلت العير من مصر وهو بفلسطين. 187 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى مفضل بن عمر عن ابي عبد الله الصادق عليه السلام قال: سمعته يقول: اتدري ما كان قميص يوسف قال: قلت لا قال: ان ابراهيم عليه السلام لما أوقدت له النار نزل إليه جبرئيل عليه السلام بالقميص والبسه اياه، فلم يضر معه حر ولا برد فلما حضرته الوفاة جعله في تميمة (2) وعلقه على اسحق وعلقه اسحق على يعقوب عليه السلام، فلما ولد له يوسف عليه السلام علقه عليه، وكان في عضده حتى كان من امره ما كان، فلما أخرجه يوسف بمصر من التميمة وجد يعقوب ريحه وهو قوله عزوجل حكاية عنه اني لاجد ريح يوسف لولا ان تفندون فهو ذلك القميص الذي انزل من الجنة، قلت: جعلت فداك فالى من صار هذا القميص ؟ قال: إلى اهله، ثم يكون مع قائمنا إذا خرج، ثم قال: كل نبي ورث علما أو غيره فقد انتهى إلى محمد وآله.
(1) وفي المصدر " أخومرازم " ولم أظفر عليه باختلافه في كتب الرجال فلعلهما تصحيف " أخو دارم " وهو محمد بن عبد الله القلائي. (2) التميمة " العوذة على صغار الانسان مخافة العين. (*)

464

[ 464 ]
في الكافي مثله سواء 188 - في تفسير علي بن ابراهيم بعد المساواة فيما ذكر، وكان يعقوب بفلسطين وفصلت العير من مصر، فوجد يعقوب ريحه وهو من ذلك القميص الذي اخرج من الجنة ونحن ورثته صلى الله عليه واله. 189 - في تفسير العياشي عن محمد بن اسمعيل بن بزيع رفعه باسناده قال: ان يعقوب وجد ريح قميص يوسف من مسيرة عشرة ليال، وكان يعقوب ببيت المقدس ويوسف بمصر، وهو القميص الذي نزل على ابراهيم من الجنة فدفعه ابراهيم إلى اسحق، واسحق إلى يعقوب ودفعه يعقوب إلى يوسف عليهم السلام. 190 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابراهيم بن ابي البلاد عمن ذكره عن ابي عبد الله عليه السلام قال: كان القميص الذي نزل على ابراهيم من الجنة في قصبة من فضة، وكان إذا لبس كان واسعا كبيرا، فلما فصلوا ويعقوب بالرملة ويوسف بمصر قال يعقوب: " اني لاجد ريح يوسف " يعني ريح الجنة حين فصلوا بالقميص لانه كان من الجنة. 191 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة وروى ان القائم عليه السلام إذا خرج يكون عليه قميص يوسف ومعه عصا موسى وخاتم سليمان عليهم السلام. 192 - في تفسير العياشي عن نشيط بن صالح البجلي قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: أكان اخوة يوسف صلوات الله عليه أنبياء ؟ قال: لا ولا بررة أتقياء كيف وهم يقولون لابيهم يعقوب: تالله انك لفي ضلالك القديم ؟. عن نشيط عن رجل عن ابي عبد الله عليه السلام مثله. 193 - عن سليمان بن عبد الله الطلحي قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ما حال بني يعقوب هل خرجوا من الايمان ؟ فقال: نعم، قلت: فما تقول في آدم ؟ قال: دع آدم. 194 - عن بعض اصحابنا عن ابي عبد الله عليه السلام قال: ان بني يعقوب بعد ما صنعوا بيوسف اذنبوا فكانوا انبياء ؟ ! (1)
(1) استفهام على الانكار كما قاله المجلسي (ره). (*)

465

[ 465 ]

فَلَمَّا أَن جَاء الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ﴿٩٦﴾

195 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى هشام بن سالم عن ابي عبد الله عليه السلام قال: قدم أعرابي على يوسف ليشتري منه طعاما فباعه، فلما فرغ قال له يوسف ؟ أين منزلك ؟ قال له: بموضع كذا وكذا قال فقال له: فإذا مررت بوادي كذا وكذا فقف فناد: يا يعقوب، فانه سيخرج اليك رجل عظيم وسيم جميل، فقل له: لقيت رجلا بمصر وهو يقرئك السلام ويقول لك: ان وديعتك عند الله عزوجل لن تضيع، قال: فمضى الاعرابي حتى انتهى إلى الموضع فقال لغلمانه: احفظوا على الابل، ثم نادي: يا يعقوب [ يا يعقوب ]، فخرج إليه رجل أعمى طويل جسيم جميل يتقي الحائط بيده حتى أقبل، فقال له الرجل: أنت يعقوب ؟ قال: نعم فأبلغه ما قال له يوسف، قال: فسقط مغشيا عليه ثم أفاق فقال له: يا أعرابي ألك حاجة إلى الله عزوجل ؟ فقال له: نعم اني رجل كثير المال ولي ابنة عم وليس لي بولد منها فأحب ان تدعو الله ان يرزقني ولدا، قال: فتوضى يعقوب وصلى ركعتين ثم دعى الله عزوجل فرزق أربعة أبطن - أو قال: ستة أبطن - في كل بطن اثنين، فكان يعقوب عليه السلام يعلم ان يوسف حي لم يمت، وان الله تعالى ذكره سيظهر له بعد غيبته، وكان يقول لبنيه: " اني اعلم من الله ما لا تعلمون " وكان أهله واقربائه يفندونه على ذكره ليوسف حتى انه لما وجد ريح يوسف " قال اني لاجد ريح يوسف لولا ان تفندون قالوا تالله انك لفي ضلالك القديم فلما ان جاءه البشير " وهو يهودا ابنه والقى قميص يوسف على وجهه فارتد بصيرا قال الم اقل لكم اني اعلم من الله ما لا تعلمون.

قَالُواْ يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ ﴿٩٧﴾
قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿٩٨﴾
فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللّهُ آمِنِينَ ﴿٩٩﴾

196 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى اسمعيل بن الفضل الهاشمي قال قلت لجعفر بن محمد عليه السلام: اخبرني عن يعقوب عليه السلام لما قال له بنوه: يا ابانا استغفر لنا ذنوبنا انا كنا خاطئين قال سوف استغفر لكم ربي فأخر الاستغفار لهم، ويوسف عليه لما قالوا له: " تالله لقد آثرك الله علينا وان كنا لخاطئين قال لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين " ؟ قال: لان قلب الشاب أرق من قلب الشيخ، وكانت جناية ولد يعقوب على يوسف، وجنايتهم على يعقوب انما كانت بجنايتهم على يوسف، فبادر يوسف إلى العفو عن حقه، واخر يعقوب

466

[ 466 ]
العفو لان عفوه انما كان عن حق غيره فأخرهم إلى السحر ليلة الجمعة. 197 - في اصول الكافي عدة من اصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن شريف بن سابق عن المفضل بن أبي قرة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله خير وقت دعوتم الله فيه الاسحار، وتلا هذه الآية في قول يعقوب عليه السلام: " سوف استغفر لكم ربي " وقال: أخرهم إلى السحر. 198 - في من لا يحضره الفقيه وروى محمد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السلام في قول: يعقوب لبنيه " سوف استغفر لكم ربي " فقال: أخرهم إلى السحر ليلة الجمعة. 199 - في تفسير العياشي عن محمد بن أبي عمير عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله: " سوف استغفر لكم ربي " فقال أخرهم إلى السحر قال: يا رب انما ذنبهم فيما بيني وبينهم فأوحى الله: اني قد غفرت لهم. 200 - في روضة الكافي عن حنان عن أبيه عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: ما كان ولد يعقوب أنبياء ؟ قال: لا ولكنهم كانوا أسباط أولاد الانبياء، ولم يكن يفارقوا الدنيا الا سعداء تابوا وتذكروا ما صنعوا، وان الشيخين فارقا الدنيا ولم يكن يتوبا ولم يذكرا ما صنعا بأمير المؤمنين عليه السلام فعليهما لعنة الله والملائكة و الناس أجمعين.

وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بَي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاء بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاءُ إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴿١٠٠﴾

201 - في اصول الكافي عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد عن مروك بن عبيد عمن حدثه عن ابي عبد الله عليه السلام قال: ان يوسف لما قدم عليه الشيخ يعقوب عليه السلام دخله عز الملك فلم ينزل إليه، فهبط جبرئيل عليه السلام فقال: يا يوسف ابسط راحتك فخرج منها نور ساطع فصار في جو السماء فقال يوسف: يا جبرئيل ما هذا النور الذي خرج من راحتي ؟ فقال: نزعت النبوة من عقبك عقوبة لما لم تنزل إلى الشيخ يعقوب، فلا يكون من عقبك نبي. 202 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى يعقوب بن يزيد عن غير واحد رفعوه إلى أبي عبد الله عليه السلام قال: لما تلقى يوسف يعقوب ترجل له يعقوب ولم يترجل له يوسف، فلم ينفصلا من العناق حتى أتاه جبرئيل فقال له: يا يوسف ترجل لك الصديق ولم تترجل له ؟ ابسط يدك فبسطها فخرج نور من راحته، فقال له يوسف:

467

[ 467 ]
ما هذا ؟ قال: لا يخرج من عقبك نبي. 203 - وباسناده إلى هشام بن سالم عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما أقبل يعقوب إلى مصر خرج يوسف عليه السلام ليستقبله فلما رآه يوسف هم بان يترجل ليعقوب، ثم نظر إلى ما هو فيه من الملك فلم يفعل، فلما سلم على يعقوب نزل عليه جبرئيل عليه السلام فقال له: يا يوسف ان الله تبارك وتعالى يقول لك: ما منعك أن تنزل إلى عبدي الصالح ما أنت فيه ؟ ابسط يدك فبسطها فخرج من بين أصابعه نور فقال: ما هذا يا جبرئيل ؟ فقال: انه لا يخرج من صلبك نبي أبدا عقوبة لك بما صنعت بيعقوب إذ لم تنزل إليه. 204 - في تفسير العياشي عن الحسن بن اسباط قال: سألت أبا الحسن عليه السلام في كم دخل يعقوب من ولده على يوسف ؟ قال في أحد عشر ابنا له، فقيل له: اسباط ؟ قال: نعم، وسألته عن يوسف وأخيه لامه أكان أخا لامه ام ابن خالته ؟ فقال: ابن خالته 205 - عن ابي بصير عن أبي جعفر عليه السلام قال: فلما دخلوا على يوسف في دار الملك اعتنق اباه وبكى ورفعه ورفع خالته على سرير الملك، ثم دخل على منزله فادهن واكتحل ولبس ثياب العز والملك، ثم خرج إليهم فلما رأوه سجدوا جميعا له اعظاما له وشكرا لله، فعند ذلك قال: يا ابت هذا تأويل رؤياي من قبل إلى قوله: بيني وبين اخوتي قال: ولم يكن يوسف في تلك العشرين سنة يدهن ولا يكتحل ولا يتطيب ولا يضحك ولا يمس النساء حتى جمع الله بيعقوب شمله، وجمع بينه وبين يعقوب واخوته. 206 - عن ابن ابي عمير عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله: ورفع ابويه على العرش قال: العرش السرير، وفي قوله: وخروا له سجدا قال: كان سجودهم ذلك عبادة لله. 207 - في تفسير علي بن ابراهيم فلما وافى يعقوب وأهله وولده مصر قعد يوسف على سريره ووضع تاج الملك على راسه، فأراد ان يراه ابوه على تلك الحالة، فلما دخل أبوه لم يقم له فخروا له كلهم سجدا، فقال يوسف: " يا ابت هذا تأويل رؤياي

468

[ 468 ]
من قبل قد جعلها ربي حقا إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد ان نزغ الشيطان بيني وبين اخوتي ان ربي لطيف لما يشاء انه هو الحكيم العليم ". 208 - وفي رواية ابي الجارود عن أبي جعفر عليه السلام قال: لما دخلوا عليه سجدوا شكرا لله وحده حين نظروا إليه، وكان ذلك السجود لله.

رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنُيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ﴿١٠١﴾
ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ ﴿١٠٢﴾
وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ ﴿١٠٣﴾
وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ ﴿١٠٤﴾

209 - حدثني محمد بن عيسى ان يحيى بن اكثم سأل موسى بن محمد بن علي ابن موسى مسائل فعرضها على أبي الحسن وكان احدها: أخبرني عن قول الله عزوجل: " ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا " سجد يعقوب وولده ليوسف وهم انبياء، فأجاب أبو الحسن عليه السلام: اما سجود يعقوب وولده فانه لم يكن ليوسف وانما كان من يعقوب وولده طاعة لله وتحية ليوسف، كما كان السجود من الملائكة لادم ولم يكن لآدم وانما كان منهم ذلك طاعة لله وتحية لآدم، فسجد يعقوب وولده ويوسف معهم شكرا لله لاجتماع شملهم، ألم تر انه يقول في شكره ذلك الوقت: رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الاحاديث فاطر السموات والارض انت وليي في الدنيا والاخرة توفني مسلما والحقني بالصالحين فنزل عليه جبرئيل عليه السلام فقال له: يا يوسف ! اخرج يدك فاخرجها فخرج من بين أصابعه نور، فقال يوسف: ما هذا يا جبرئيل ؟ فقال هذه النبوة اخرجها الله من صلبك لانك لم تقم إلى أبيك فحط الله نوره ومحى النبوة من صلبه، وجعلها في ولد لاوى اخي يوسف وذلك لانهم لما ارادوا قتل يوسف قال: لا تقتلوا يوسف وألقوه في غيابت الجب " فشكره الله على ذلك، و لما ارادوا ان يرجعوا إلى ابيهم من مصر وقد حبس يوسف أخاه قال: لن ابرح الارض حتى يأذن لي ابي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين " فشكر الله له ذلك وكانوا أنبياء بني اسرائيل من ولد لاوى بن يعقوب بن اسحق بن ابراهيم عليه السلام، وكان موسى من ولده، وهو موسى بن عمران بن يهصر بن واهث بن لاوى بن يعقوب بن اسحق بن ابراهيم عليه السلام فقال يعقوب لابنه: يا بني أخبرني ما فعل بك اخوتك حين اخرجوك من عندي ؟ قال: يا ابت اعفني من ذلك، قال: فاخبرني ببعضه، قال: انهم لما ادنوني من الجب قالوا: انزع القميص، فقلت لهم: يا اخوتي اتقوا الله ولا تجردوني فسلوا علي السكين، وقالوا:

469

[ 469 ]
لئن لم تنزع لنذبحنك، فنزعت القميص والقوني في الجب عريانا، قال: فشهق يعقوب شهقة واغمى عليه، فلما افاق قال: يا بني حدثني، قال: يا ابت اسئلك باله ابراهيم واسحق ويعقوب الا اعفيتني فأعفاه، والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة وستقف على تتمته انشاء الله تعالى. 210 - في مجمع البيان وروى ان يوسف قال ليعقوب: يا ابة لا تسئلني عن صنيع اخوتي واسئل عن صنيع الله بي. 211 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي " رحمه الله " عن موسى بن جعفر عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن علي عليهم السلام قال: ان يهوديا من يهود الشام واحبارهم قال لامير المؤمنين عليه السلام: فان هذا يوسف قاسى (1) مرارة الفرقة وحبس في السجن توقيا للمعصية والقى في الجب وحيدا ؟ فقال له علي عليه السلام: لقد كان كذلك ومحمد صلى الله عليه واله قاسى مرارة الغربة وفراق الاهل والاولاد والمال، مهاجرا من حرم الله تعالى وامنه فلما راى الله عزوجل كأبته (2) واستشعاره الحزن اراه تبارك اسمه رؤيا توازي رؤيا يوسف في تأويلها، وأبان للعالمين صدق تحقيقها، فقال: لقد صدق الله رسوله الرؤيا بالحق لتدخلن المسجد الحرام انشاء الله آمنين محلقين رؤسكم ومقصرين لا تخافون " ولئن كان يوسف حبس في السجن فلقد حبس رسول الله صلى الله عليه واله نفسه في الشعب ثلث سنين وقطع منه أقاربه وذوو الرحم وألجأوه إلى أضيق المضيق، ولقد كادهم الله عزوجل كيدا مستبينا إذ بعث أضعف خلقه فأكل عهدهم الذي كتبوه بينهم في قطيعة رحمه، ولئن كان يوسف القى في الجب فلقد حبس محمد صلى الله عليه واله نفسه مخافة عدوه في الغار حتى قال لصاحبه: " لا تحزن ان الله معنا " ومدحه الله بذلك في كتابه. 212 - في تفسير العياشي عن اسحق بن بشار عن ابي عبد الله عليه السلام انه قال: ان الله بعث إلى يوسف وهو في السجن يابن يعقوب ما أسكنك مع الخاطئين ؟ قال: جرمي فاعترف بمجلسه منها مجلس الرجل من اهله فقال له: ادع بهذا الدعاء: يا كبير
(1) اي تحمل. (2) الكأبة: الغم والحزن. (*)

470

[ 470 ]
كل كبير، يامن لا شريك له ولا وزير، يا خالق الشمس والقمر المنير، يا عصمة المضطر الضرير، يا قاصم كل جبار مبير، يا مغني البائس الفقير، يا جابر العظم الكسير، يا مطلق المكبل (1) الاسير اسئلك بحق محمد وآل محمد أن تجعل لي من امري فرجا ومخرجا، وتزرقني من حيث احتسب ومن حيث لا احتسب، قال: فلما اصبح دعا به الملك فخلى سبيله وذلك قوله وقد احسن بي إذ أخرجني من السجن. 213 - في روضة الكافي علي عن ابيه عن الحسن بن علي عن ابي جعفر الصائغ عن محمد بن مسلم قال: دخلت على ابي عبد الله عليه السلام وعنده أبو حنيفة فقلت له: جعلت فداك رايت رؤيا عجيبة، فقال: يابن مسلم هاتها، فان العالم بها جالس وأومى بيده إلى ابي حنيفة، قال: فقلت: رأيت كأني دخلت داري وإذا اهلي قد خرجت علي فكسرت جوزا كثيرا ونثرته علي، فتعجبت من هذه الرؤيا ! فقال أبو حنيفة: انت رجل تخاصم وتجادل لئاما في مواريث اهلك، فبعد نصب شديد تنال حاجتك منها انشاء الله تعالى، فقال أبو عبد الله عليه السلام: اصبت والله يابا حنيفة، قال: ثم خرج أبو - حنيفة من عنده فقلت: جعلت فداك اني كرهت تعبير هذا الناصب فقال: يابن مسلم لا يسؤك الله، فما يواطي تعبيرهم تعبيرنا، ولا تعبيرنا تعبيرهم، وليس التعبير كما عبره قال: فقلت له: جعلت فداك فقولك اصبت وتحلف عليه وهو مخطئ ؟ قال: نعم حلفت على انه اصاب الخطأ قال قلت له: فما تأويلها ؟ قال يابن مسلم انك تتمتع بامرأة فتعلم بها اهلك فتمزق عليك ثيابا جددا، فان القشر كسوة اللب، قال ابن مسلم فوالله ما كان بين تعبيره وتصحيح الرؤيا الا صبيحة الجمعة، فلما كان غداة الجمعة أنا جالس بالباب إذ مرت بي جارية فأعجبتني فأمرت غلامي فردها، ثم ادخلها داري فتمتعت بها فأحست بي وبها اهلي، فدخلت علينا البيت، فبادرت الجارية نحو الباب وبقيت أنا فمزقت علي ثيابا كنت البسها في الاعياد. 214 - وجاء موسى الزوار العطار إلى ابي عبد الله عليه السلام فقال له: يابن رسول الله صلى الله عليه واله رأيت رؤيا هالتني ! رأيت صهرا لي ميتا وقد عانقني وقد خفت أن يكون الاجل
(1) المكبل: المقيد بالكبل وهو القيد. (*)

471

[ 471 ]
قد اقترب ؟ فقال له: يا موسى توقع الموت صباحا ومساء فانه ملاقينا، ومعانقة الاموات للاحياء أطول لاعمارهم، فما كان اسم صهرك ؟ قال: حسين، فقال: اما ان رؤياك تدل على بقائك وزيارتك أبا عبد الله عليه السلام، فان كل من عانق سمى الحسين عليه السلام يزوره انشاء الله. 215 - في مجمع البيان وفي كتاب النبوة باسناده عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: كم عاش يعقوب مع يوسف بمصر ؟ قال: عاش حولين، قلت: فمن كان الحجة لله في الارض يعقوب أم يوسف ؟ قال: كان يعقوب، وكان الملك ليوسف فلما مات يعقوب حمله يوسف في تابوت إلى ارض الشام فدفن في بيت المقدس، فكان يوسف بعد يعقوب الحجة، قلت: فكان يوسف رسولا نبيا ؟ قال: نعم، اما تسمع قوله عزوجل: " لقد جائكم يوسف من قبلي بالبينات ". 216 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن الفضل عن ابي حمزة الثمالي عن ابي جعفر محمد بن علي الباقر عليهما السلام حديث طويل وفي آخره يقول عليه السلام: اما يعقوب فكانت نبوته بارض كنعان، ثم هبط إلى مصر فتوفى فيها، ثم حمل بعد ذلك جسده حتى دفن بارض كنعان والرؤيا التي راى يوسف الاحد عشر كوكبا والشمس والقمر له ساجدين، وكانت نبوته في ارض بدوها. 217 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى عبد الله بن المغيرة عمن ذكره عن ابي عبد الله عليه السلام قال: استأذنت زليخا على يوسف فقيل لها: انا نكره ان نقدم بك عليه لما كان منك إليه قالت: اني لا اخاف من يخاف الله فلما دخلت قال لها: يا زليخا مالي أراك قد تغير لونك ؟ قالت: الحمد لله الذي جعل الملوك بمعصيتهم عبيدا، وجعل العبيد بطاعتهم ملوكا فقال لها: ما الذي دعاك إلى ما كان منك ؟ قالت: حسن وجهك يا يوسف، فقال: كيف لو رأيت نبيا يقال له محمد صلى الله عليه واله يكون في آخر الزمان أحسن مني وجها، وأحسن مني خلقا، وأسمح مني كفا ؟ قالت: صدقت، قال: وكيف علمت اني صدقت ؟ قال: لانك حين ذكرته وقع حبه في قلبي، فأوحى الله عزوجل إلى يوسف: انها قد صدقت واني قد أجبتها لحبها محمدا، فأمره الله تبارك وتعالى أن يتزوجها. 218 - في تفسير علي بن ابراهيم حدثني محمد بن عيسى ان يحيى بن أكثم

472

[ 472 ]
سأل موسى بن محمد بن علي بن موسى مسائل، فعرضها على أبي الحسن وكان أحدها: أخبرني عن قول الله عزوجل: " ورفع ابويه على العرش وخروا له سجدا " وقد سبق أكثر الحديث عند هذه الاية ويتصل بآخر ما سبق قال: ولما مات العزيز في السنين الجدبة افتقرت امرأة العزيز واحتاجت حتى سألت، فقالوا لها: لو قعدت للعزيز وكان يوسف سمى العزيز وكل ملك كان لهم سمى بهذا الاسم، فقالت: استحي منه، فلم يزالوا بها حتى قعدت له، فأقبل يوسف في موكبه فقامت إليه فقالت: سبحان الذي جعل الملوك بالمعصية عبيدا، وجعل العبيد بالطاعة ملوكا، فقال لها يوسف: أنت تيك ؟ فقالت: نعم وكان اسمها زليخا، فقال لها: هل لك في ؟ قالت: دعني بعدما كبرت أتهزء بي قال لا، قالت: نعم، فأمر بها فحولت إلى منزله وكانت هرمة، فقال لها: ألست فعلت بي كذا وكذا ؟ فقالت: يا نبي الله لا تلمني فاني بليت ببلية لم يبل بها احد، قال: و ماهي ؟ قالت: بليت بحبك ولم يخلق الله لك في الدنيا نظيرا وبليت بانه لم يكن بمصر امرأة أجمل مني ولا أكثر مالا مني، فنزعا مني وبليت بزوج عنين، فقال لها يوسف: فما تريدين ؟ فقالت: تسأل الله أن يرد علي شبابي، فسأل الله فرد عليها شبابها فتزوجها وهي بكر. 219 - في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى ابي جعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام قال: لما أصابت امرأة العزيز الحاجة قيل لها: لو أتيت يوسف بن يعقوب عليهما السلام فشاورت في ذلك، فقيل لها: انا نخافه عليك، قالت: كلا اني لا أخاف من يخاف الله، فلما دخلت عليه فرأته في ملكه، قالت: الحمد لله الذي جعل العبيد ملوكا بطاعته، وجعل الملوك عبيدا بمعصيته فتزوجها فوجدها بكرا، فقال: اليس هذا احسن ؟ اليس هذا اجمل ؟ فقال: اني كنت بليت منك بأربع خصال: كنت اجمل اهل زماني، وكنت اجمل زمانك، وكنت بكرا، وكان زوجي عنينا. 220 - في تفسير العياشي عن عباس بن يزيد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول بينا رسول الله صلى الله عليه واله جالس، في أهل بيته إذ قال: احب يوسف ان يعو من نفسه (1) قال
(1) كذا في النسخ لكن في المصدر ونسخة البحار " ان يستوثق لنفسه ". (*)

473

[ 473 ]
فقيل: بماذا يارسول الله ؟ قال: لما عجل (1) له عزيز مصر لبس ثوبين جديدين أو قال نظيفين وخرج إلى فلاة من الارض فصلى ركعات، فلما فرغ رفع راسه إلى السماء فقال: رب قد آتيتني من الملك وعلمتني من تأويل الاحاديث فاطر السموات والارض انت وليي في الدنيا والآخرة قال: فهبط إليه جبرئيل فقال له ما حاجتك ؟ فقال: توفني مسلما والحقني بالصالحين فقال أبو عبد الله عليه السلام: خشى الفتن. 221 - في اصول الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة ابن صدقة عن ابي جعفر عليه السلام حديث طويل يذكر فيه يوسف وفيه: فكان من امره الذي كان ان احتاز مملكة الملك وما حولها إلى اليمن. 222 - في كتاب الخصال عن ابي جعفر عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى لم - يبعث أنبياء ملوكا في الارض الا اربعة إلى.. واما يوسف فملك مصر وبراريها ولم يتجاوزها إلى غيرها. 223 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى محمد بن جعفر عن ابيه عن جده عن رسول الله صلى الله عليه واله قال: عاش يعقوب بن اسحق مأة واربعين سنة وعاش يوسف بن يعقوب عليه السلام مأة وعشرين سنة. 224 - في مجمع البيان وفي كتاب النبوة بالاسناد عن محمد بن مسلم إلى قوله: وبالاسناد عن ابي خالد عن ابي عبد الله عليه السلام قال: دخل يوسف السجن وهو ابن اثنى عشرة سنة ومكث فيه ثماني عشرة سنة، وبقى بعد خروجه ثمانين سنة، فذلك مأة سنة وعشر سنين. 225 - في روضة الكافي علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن محبوب عن جميل بن صالح عن يزيد الكناسي عن ابي عبد الله عليه السلام قال: ان رسول الله صلى الله عليه واله كان نزل على رجل بالطائف قبل الاسلام فأكرمه، فلما ان بعث الله محمدا صلى الله عليه واله إلى الناس قيل للرجل: أتدري من الذي أرسله الله عزوجل إلى الناس ؟ قال: لا، قال: هو محمد بن عبد الله صلى الله عليه واله يتيم أبي طالب وهو الذي كان نزل بالطائف يوم كذا وكذا فأكرمته، قال: فقدم الرجل
(1) كذا في النسخ لكن في المصدر والمنقول عنه في البحار " لما عزل له. اه ". (*)

474

[ 474 ]
على رسول الله صلى الله عليه واله فسلم عليه وأسلم ثم قال له: تعرفني يارسول الله ؟ قال: ومن أنت ؟ قال: أنا رب المنزل الذي نزلت به بالطائف في الجاهلية يوم كذا وكذا فأكرمتك فقال له رسول الله صلى الله عليه واله: مرحبا بك سل حاجتك، قال: اسئلك مأتي شاة برعاتها، فأمر له رسول الله صلى الله عليه واله بما سأل، ثم قال لاصحابه: ما كان على هذا الرجل ان يسألني سؤال عجوز بني اسرائيل لموسى عليه السلام، فقالوا: وما سئلت عجوز بني اسرائيل فقال: ان الله عزوجل أوحى إلى موسى ان احمل عظام يوسف من مصر قبل أن يخرج منها إلى الارض المقدسة بالشام، فسأل موسى عليه السلام عن قبر يوسف عليه السلام فجاء شيخ فقال: ان كان أحد يعرف قبره ففلانة، فأرسل موسى عليه السلام إليها، فلما جاءته قال: تعلمين قبر يوسف ؟ قالت: نعم، قال فدليني عليه ولك ما سألت، قالت: لا أدلك عليه الا بحكمي، قال: فلك الجنة، قالت: لا الا بحكمي عليك، فأوحى الله عزوجل إلى موسى: لا يكبر عليك أن تجعل لها حكمها، فقال لها موسى: فلك حكمك قالت: فان حكمي ان اكون معك في درجتك التي تكون فيها يوم القيامة في الجنة، فقال رسول الله صلى الله عليه واله ما كان على هذا لو سألني ما سألت عجوز بني اسرائيل ؟. 226 - في من لا يحضره الفقيه قال الصادق عليه السلام: ان الله عزوجل أوحى إلى موسى بن عمران: ان أخرج عظام يوسف عليه السلام من مصر ووعده طلوع القمر فأبطأ القمر عليه فسأل عمن يعلم موضعه ؟ فقيل له: ههنا عجوز تعلم فبعث إليها فأتى بعجوز مقعدة عمياء فقال: تعرفين قبر يوسف عليه السلام ؟ قالت: نعم قال فأخبريني بموضعه فقالت: لا أفعل حتى تعطيني خصالا تطلق رجلي وتعيد الي بصري وترد الي شبابي وتجعلني معك في الجنة، فكبر ذلك على موسى عليه السلام فأوحى الله إليه انما تعطي علي فاعطها ما سألت ففعل فدلته على قبر يوسف عليه السلام فاستخرجه من شاطئ النيل في صندوق مرمر فلما أخرجه طلع القمر فحمله إلى الشام، فلذلك يحمل أهل الكتاب موتاهم إلى الشام، وهو يوسف بن يعقوب وما ذكر الله عزوجل يوسف في القرآن غيره.

وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ ﴿١٠٥﴾

227 - في تفسير علي بن ابراهيم: وكأين من آية في السموات والارض

475

[ 475 ]
يمرون عليها وهم عنها معرضون قال: الكسوف والزلزلة والصواعق.

وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ ﴿١٠٦﴾
أَفَأَمِنُواْ أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ ﴿١٠٧﴾
قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٠٨﴾

228 - اخبرنا احمد بن ادريس قال: حدثنا احمد بن محمد عن علي بن الحكم عن موسى بن بكر عن الفضيل عن ابي جعفر عليه السلام في قوله تبارك وتعالى: وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون قال: شرك طاعة وليس شرك عبادة، والمعاصي التي يرتكبون فهي شرك طاعة أطاعوا فيها الشيطان، فاشركوا بالله في الطاعة لغيره، و ليس باشراك عبادة أن يعبدوا غير الله. 229 - في كتاب التوحيد باسناده إلى حنان بن سدير عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه: وله الاسماء الحسنى التي لا يسمى لها غيره وهي التي وصفها في الكتاب فقال: " فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه " جهلا بغير علم فالذي يلحد في اسمائه بغير علم يشرك وهو لا يعلم، ويكفر به وهو يظن انه يحسن، فلذلك قال: " و ما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون " فهم الذين يلحدون في أسمائه بغير علم فيضعونها غير مواضعها. 230 - في اصول الكافي عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن يحيى بن المبارك عن عبد الله بن جبلة عن سماعة عن أبي بصير واسحق بن عمار عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: " وما يؤمن أكثرهم بالله الا وهم مشركون " قال: يطيع الشيطان من حيث لا يعلم فيشرك. 231 - علي بن ابراهيم عن محمد بن عيسى عن يونس بن بكر عن ضريس عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: " وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون " قال شرك طاعة وليس شرك عبادة. 232 - في تفسير العياشي عن زرارة قال: سألت أبا جعفر عليه السلام عن قول الله: وما يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون " قال: من ذلك قول الرجل: لا وحياتك. 233 - عن محمد بن الفضيل عن الرضا عليه السلام قال: شرك لا يبلغ به الكفر. 234 - أبو بصير عن أبي اسحق قال: هو قول الرجل: لولا الله وأنت ما فعل بي كذا وكذا، ولولا الله وانت ما صرف عني كذا وكذا واشباه ذلك.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page