• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

سورة يوسف(آيات38 الي82)الصفحة 426 الي 450


[ 426 ]
ممن يعرف الرؤيا، ومن ذلك قول أمير المؤمنين: عليه السلام قيمة كل امرء ما يحسنه.

وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ ﴿٣٨﴾
يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴿٣٩﴾
مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ﴿٤٠﴾

70 - في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى الحسن بن علي عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: من لم يعرفني فانا الحسن بن محمد النبي صلى الله عليه واله ثم تلا هذه فقال يوسف عليه السلام: واتبعت ملة آبائي ابراهيم واسحق ويعقوب.

يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ ﴿٤١﴾
وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ ﴿٤٢﴾

71 - في مجمع البيان " اما أحدكما فيسقى ربه خمرا " الآية فروى انه قال: اما العناقيد الثلثة (1) فانها ثلثة ايام تبقى في السجن ثم يخرجك الملك اليوم الرابع وتعود إلى ما كنت عليه. 72 - وقيل: ان المصلوب منهما كان كاذبا والآخر صادقا عن أبي مجلز ورواه علي بن ابراهيم ايضا في تفسيره عنهم عليهم السلام. 73 - في تفسير العياشي عن طربال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما أمر الملك بحبس يوسف إلى قوله: ثم قال للذي ظن انه ناج منهما اذكرني عند ربك قال ولم يفزع يوسف في حاله إلى الله فيدعوه فلذلك قال الله: فانسيه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين قال: فأوحى الله إلى يوسف في ساعته تلك: يا يوسف من اراك الرؤيا التي رأيتها ؟ فقال: أنت يا ربي قال: فمن حببك إلى ابيك ؟ قال: أنت يا ربي، قال: فمن وجه السيارة اليك، قال: انت يا ربي ؟ قال: فمن علمك الدعاء الذي دعوت به حتى جعل لك من الجب فرجا ؟ قال انت يا ربي، قال: فمن جعل لك من كيد المرأة مخرجا ؟ قال: انت يا ربي، قال: فمن انطق لسان الصبي بعذرك ؟ قال: انت يا ربي، قال: فمن صرف [ عنك ] كيد امراة العزيز والنسوة ؟ قال: انت يا ربي، قال: فمن الهمك تأويل الرؤيا ؟ قال: انت يا ربي، قال: فكيف استغثت بغيري ولم تستغث بي وتسألني ان اخرجك من السجن واستغثت واملت عبدا من عبادي ليذكرك إلى مخلوق من خلقي في قبضتي ولم تفزع الي ؟ ! البث في
(1) ذكر الطبرسي (ره) قبل ذلك ان المعنى قال احدهما وهو الساقي رأيت أصل حبلة عليها ثلاثة عناقيد من عنب فجنيتها وعصرتها في كأس الملك وسقيته اياها، ثم قال بعد كلام طويل: ما نقله المؤلف (ره) من قوله: " فروى انه قال: اما العناقيد.. اه ". (*)


[ 426 ]
ممن يعرف الرؤيا، ومن ذلك قول أمير المؤمنين: عليه السلام قيمة كل امرء ما يحسنه.

وَاتَّبَعْتُ مِلَّةَ آبَآئِي إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ مَا كَانَ لَنَا أَن نُّشْرِكَ بِاللّهِ مِن شَيْءٍ ذَلِكَ مِن فَضْلِ اللّهِ عَلَيْنَا وَعَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَشْكُرُونَ ﴿٣٨﴾
يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَأَرْبَابٌ مُّتَفَرِّقُونَ خَيْرٌ أَمِ اللّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ﴿٣٩﴾
مَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِهِ إِلاَّ أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَآؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ﴿٤٠﴾

70 - في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى الحسن بن علي عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام: من لم يعرفني فانا الحسن بن محمد النبي صلى الله عليه واله ثم تلا هذه فقال يوسف عليه السلام: واتبعت ملة آبائي ابراهيم واسحق ويعقوب.

يَا صَاحِبَيِ السِّجْنِ أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْرًا وَأَمَّا الآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِن رَّأْسِهِ قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ ﴿٤١﴾
وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِّنْهُمَا اذْكُرْنِي عِندَ رَبِّكَ فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ ﴿٤٢﴾

71 - في مجمع البيان " اما أحدكما فيسقى ربه خمرا " الآية فروى انه قال: اما العناقيد الثلثة (1) فانها ثلثة ايام تبقى في السجن ثم يخرجك الملك اليوم الرابع وتعود إلى ما كنت عليه. 72 - وقيل: ان المصلوب منهما كان كاذبا والآخر صادقا عن أبي مجلز ورواه علي بن ابراهيم ايضا في تفسيره عنهم عليهم السلام. 73 - في تفسير العياشي عن طربال عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما أمر الملك بحبس يوسف إلى قوله: ثم قال للذي ظن انه ناج منهما اذكرني عند ربك قال ولم يفزع يوسف في حاله إلى الله فيدعوه فلذلك قال الله: فانسيه الشيطان ذكر ربه فلبث في السجن بضع سنين قال: فأوحى الله إلى يوسف في ساعته تلك: يا يوسف من اراك الرؤيا التي رأيتها ؟ فقال: أنت يا ربي قال: فمن حببك إلى ابيك ؟ قال: أنت يا ربي، قال: فمن وجه السيارة اليك، قال: انت يا ربي ؟ قال: فمن علمك الدعاء الذي دعوت به حتى جعل لك من الجب فرجا ؟ قال انت يا ربي، قال: فمن جعل لك من كيد المرأة مخرجا ؟ قال: انت يا ربي، قال: فمن انطق لسان الصبي بعذرك ؟ قال: انت يا ربي، قال: فمن صرف [ عنك ] كيد امراة العزيز والنسوة ؟ قال: انت يا ربي، قال: فمن الهمك تأويل الرؤيا ؟ قال: انت يا ربي، قال: فكيف استغثت بغيري ولم تستغث بي وتسألني ان اخرجك من السجن واستغثت واملت عبدا من عبادي ليذكرك إلى مخلوق من خلقي في قبضتي ولم تفزع الي ؟ ! البث في
(1) ذكر الطبرسي (ره) قبل ذلك ان المعنى قال احدهما وهو الساقي رأيت أصل حبلة عليها ثلاثة عناقيد من عنب فجنيتها وعصرتها في كأس الملك وسقيته اياها، ثم قال بعد كلام طويل: ما نقله المؤلف (ره) من قوله: " فروى انه قال: اما العناقيد.. اه ". (*)

427

[ 427 ]
السجن بذنبك بضع سنين بارسالك عبدا إلى عبد. 74 - عن يعقوب بن شعيب عن ابي عبد الله عليه السلام قال: قال الله ليوسف: الست حببتك إلى ابيك وفضلتك على الناس بالحسن ؟ اولست الذي بعثت اليك السيارة وانقذتك واخرجتك من الجب ؟ اولست الذي صرفت عنك كيد النسوة ؟ فما حملك على ان ترفع رغبتك أو تدعو مخلوقا دوني ! فالبث لما قلت في السجن بضع سنين. 75 - عن عبد الله بن عبد الرحمان عمن ذكره عنده قال قال: لما قال للفتى: " اذكرني عند ربك " اتاه جبرئيل عليه السلام فضربه برجله حتى كشط له عن الارض السابعة (1) فقال له: يا يوسف انظر ماذا ترى ؟ فقال: أرى حجرا صغيرا، ففلق الحجر فقال: ماذا ترى ؟ قال: ارى دودة صغيرة، قال: فمن رازقها ؟ قال: الله، قال: فان ربك يقول: لم انس هذه الدودة في ذلك الحجر في قعر الارض السابعة أظننت اني انساك حتى تقول للفتى: " اذكرني عند ربك " ؟ لتلبثن في السجن بمقالتك هذه بضع سنين قال: فبكى يوسف عند ذلك حتى بكى لبكائه الحيطان، قال: فتأذى به أهل السجن، فصالحهم على أن يبكي يوما ويسكت يوما، فكان في اليوم الذي يسكت أسوء حالا. 76 - عن يعقوب بن يزيد رفعه عن ابي عبد الله عليه السلام في قول الله تعالى: فلبث في السجن بضع سنين قال سبع سنين. 77 - في مجمع البيان وقد روى عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: عجبت من أخي يوسف كيف استغاث بالمخلوق دون الخالق ؟. 78 - وروى انه عليه السلام قال: لولا كلمته ما لبث في السجن طول ما لبث. 79 - في تفسير علي بن ابراهيم أخبرنا الحسن بن علي عن أبيه عن اسمعيل بن عمر عن شعيب العقرقوفي عن ابي عبد الله عليه السلام قال: ان يوسف أتاه جبرئيل عليه السلام فقال له: يا يوسف ان رب العالمين يقرئك السلام ويقول لك: من جعلك احسن خلقه ؟ قال: فصاح ووضع خده على الارض، ثم قال، انت يا رب، ثم قال له: ويقول لك: من حببك إلى ابيك دون اخوتك ؟ قال: فصاح ووضع خذه على الارض وقال: انت يا رب، قال
(1) كشط الغطاء عن الشئ: كشفه عنه. (*)

428

[ 428 ]
ويقول لك: من اخرجك من الجب بعد ان طرحت فيها وايقنت بالهلكة ؟ قال: فصاح ووضع خده على الارض ثم قال: انت يا رب، قال: فان ربك قد جعل لك عقوبة في استغاثتك بغيره فالبث في السجن بضع سنين، قال: فلما انقضت المدة واذن الله له في دعاء الفرج وضع خده على الارض ثم قال: اللهم ان كانت ذنوبي قد اخلقت وجهي عندك فاني أتوجه اليك بوجه آبائي الصالحين ابراهيم واسمعيل واسحق ويعقوب، ففرج الله عنه قلت: جعلت فداك أندعو نحن بهذا الدعاء ؟ فقال: ادع بمثله: اللهم ان كانت ذنوبي قد اخلقت وجهي عندك فاني أتوجه اليك بنبيك نبي الرحمة محمد وعلي وفاطمة والحسن والحسين والائمة عليهم السلام. 80 - وفيه وقال: ولما امر الملك بحبس يوسف في السجن الهمه الله تأويل الرؤيا فكان يعبر لاهل السجن، فلما سألاه الفتيان الرؤيا وعبر لهما " وقال للذي ظن انه ناج منهما اذكرني عند ربك " ولم يفزع في تلك الحالة إلى الله اوحى الله إليه: من أراك الرؤيا التي رايتها ؟ فقال يوسف: انت يا رب، قال: فمن حببك إلى ابيك ؟ قال: انت يا رب، قال: فمن وجه تلك السيارة التي رايتها ؟ قال: انت يا رب، قال: فمن علمك الدعاء الذي دعوت به حتى جعلت لك من الجب فرجا ؟ قال انت يا رب، قال: فمن انطق لسان الصبي بعذرك ؟ قال: انت يا رب، قال: فمن الهمك تأويل الرؤيا ؟ قال: انت يا رب، قال: فكيف استعنت بغيري ولم تستعن بي، واملت عبدا من عبيدي ليذكرك إلى مخلوق من خلقي. وفي قبضتي ولم تفزع الي ؟ البث في السجن بضع سنين، فقال يوسف ؟ اسألك بحق آبائي عليك الا فرجت عني، فأوحى الله إليه: يا يوسف واي حق لابائك واجدادك علي ان كان ابوك آدم خلقته بيدي ونفخت فيه من روحي واسكنته جنتي وامرته ان لا يقرب شجرة منها فعصاني وسالني فتبت عليه، وان كان ابوك نوح انتجبته من بين خلقي وجعلته رسولا إليهم، فلما عصوا دعاني فاستجبت له وغرقتهم وانجيته ومن معه في الفلك، وان كان ابوك ابراهيم اتخذته خليلا وانجيته من النار وجعلتها عليه بردا وسلاما، وان كان يعقوب وهبت له اثنى عشر ولدا فغيبت عنه واحدا فما زال يبكي حتى ذهب بصره وقعد على الطريق يشكوني إلى خلقي، فاي حق لآبائك علي ؟

429

[ 429 ]
قال: فقال له جبرئيل عليه السلام: قل يا يوسف: اسألك بمنك العظيم واحسانك القديم فقالها فرأى الملك الرؤيا وكان فرجه فيها.

وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ ﴿٤٣﴾
قَالُواْ أَضْغَاثُ أَحْلاَمٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الأَحْلاَمِ بِعَالِمِينَ ﴿٤٤﴾
وَقَالَ الَّذِي نَجَا مِنْهُمَا وَادَّكَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ أَنَاْ أُنَبِّئُكُم بِتَأْوِيلِهِ فَأَرْسِلُونِ ﴿٤٥﴾
يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ أَفْتِنَا فِي سَبْعِ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعِ سُنبُلاَتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ لَّعَلِّي أَرْجِعُ إِلَى النَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَعْلَمُونَ ﴿٤٦﴾
قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدتُّمْ فَذَرُوهُ فِي سُنبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلًا مِّمَّا تَأْكُلُونَ ﴿٤٧﴾

81 - في مجمع البيان وقرأ جعفر بن محمد عليهما السلام " وسبع سنابل " 82 - في تفسير العياشي عن ابن ابي يعفور قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقرأ " سبع سنابل خضرة ". 83 - في روضة الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابي عمير عن سعد بن ابي خلف عن ابي عبد الله عليه السلام قال. الرؤيا على ثلثة وجوه: بشارة من الله للمؤمن وتحذير من الشيطان، واضغاث احلام. 84 - في امالي شيخ الصدوق رحمه الله باسناده إلى النوفلي قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: المؤمن يرى الرؤيا فتكون الرؤيا كما يراها وربما راى الرؤيا فلا تكون شيئا ؟ فقال. ان المؤمن إذا نام خرجت من روحه حركة ممدودة صاعدة إلى السماء، فكلما رآه المؤمن في ملكوت السموات في موضع التقدير والتدبير فهو الحق، وكلما رآه في الارض فهو أضغاث أحلام والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 85 - وباسناده إلى علي عليه السلام، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه واله عن الرجل ينام فيرى الرؤيا فربما كانت حقا وربما كانت باطلا ؟ فقال رسول الله عليه السلام: انه ما من عبد ينام الا عرج بروحه إلى رب العالمين فما راى عند رب العالمين فهو حق، ثم إذا امر العزيز الجبار برد روحه إلى جسده فصارت الروح بين السماء والارض، فما راته فهو اضغاث احلام 86 - في تفسير العياشي عن ابي بصير عن ابي عبد الله عليه السلام قال: رأت فاطمه في النوم كأن الحسن والحسين ذبحا أو قتلا فاحزنها ذلك، فأخبرت به رسول الله صلى الله عليه واله فقال: يارؤيا فتمثلت بين يديه قال: ارايت فاطمة هذا البلاء ؟ قالت: لا قال: يا اضغاث ارايت فاطمة هذه البلاء ؟ قالت: نعم، يارسول الله قال: فما اردت بذلك ؟ قالت: اردت ان احزنها، فقال لفاطمة: اسمعي ليس هذا بشئ.

ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلًا مِّمَّا تُحْصِنُونَ ﴿٤٨﴾
ثُمَّ يَأْتِي مِن بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ ﴿٤٩﴾

87 - في مجمع البيان وقرأ جعفر بن محمد عليهما السلام " قربتم لهن " وقرا ايضا " يعصرون " بياء مضمومة وصاد مفتوحة.

430

[ 430 ]
88 - في تفسير علي بن ابراهيم وقال الصادق عليه السلام: انما انزل ما قربتم لهن وقال أبو عبد الله عليه السلام قرأ رجل على أمير المؤمنين عليه السلام: ثم ياتي من بعد ذلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون فقال: ويحك أي شئ يعصرون ؟ قال الرجل: يا أمير المؤمنين كيف اقرأها ؟ فقال: انما نزلت " عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون " اي يمطرون بعد المجاعة والدليل على ذلك قوله: " وانزلنا من المعصرات ماء ثجاجا " 89 - في تفسير العياشي عن محمد بن علي الصيرفي عن رجل عن أبي عبد الله عليه السلام " عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون " بالياء يمطرون، ثم قال: أما سمعت قوله: " وانزلنا من المعصرات ماء ثجاجا " 90 - عن علي بن معمر عن أبيه عن أبي عبد الله عليه السلام عن قول الله: " عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون " مضمومة ثم قال: وانزلنا من المعصرات ماء ثجاجا. 91 - في روضة الكافي الحسين بن أحمد بن هلال عن ياسر الخادم قال: قلت لابي الحسن الرضا عليه السلام: رأيت في النوم كأن قفصا (1) فيه سبعة عشر قارورة إذ وقع القفص فتكسرت القوارير ؟ فقال: ان صدقت رؤياك يخرج رجل من أهل بيتي يملك سبعة عشر يوما ثم يموت، فخرج محمد بن ابراهيم (2) بالكوفة مع أبي السرايا فمكث سبعة عشر يوما ثم مات.

وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ ﴿٥٠﴾
قَالَ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ قُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٥١﴾
ذَلِكَ لِيَعْلَمَ أَنِّي لَمْ أَخُنْهُ بِالْغَيْبِ وَأَنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي كَيْدَ الْخَائِنِينَ ﴿٥٢﴾
وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٥٣﴾
وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمَّا كَلَّمَهُ قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَ لَدَيْنَا مِكِينٌ أَمِينٌ ﴿٥٤﴾

92 - اسمعيل بن عبد الله القرشي قال: أتى إلى أبي عبد الله عليه السلام رجل فقال له يابن رسول الله رأيت في منامي كاني خارج من مدينة الكوفة في موضع أعرفه وكأن شبحا من خشب أو رجلا منحوتا من خشب على فرس من خشب يلوح بسيفه وأنا أشاهده
(1) القفص: محبس الطير. (2) هو محمد بن ابراهيم بن اسماعيل وهو طباطبا بن ابراهيم بن الحسن بن الحسن بن علي بن ابي طالب عليه السلام، وابو السرايا اسمه سرى بن منصور وكان من امراء مأمون ثم بايع محمد محمد بن ابراهيم وسبب خروج محمد بن ابراهيم وكيفيته وبيعة ابي السرايا وغير ذلك مما يرتبط بهذه القصة مذكور في كتاب مقاتل الطالبيين ص 176 - 185 ط طهران سنة 1307 ومن شاء الوقوف عليها تفصيلا فليراجع. (*)

431

[ 431 ]
فزعا مرعوبا ؟ فقال له عليه السلام: انت رجل تريد اغتيال رجل في معيشته، فاتق الله الذي خلقك ثم يميتك، فقال الرجل: أشهد انك قد أوتيت علما واستنبطته من معدته أخبرك يابن رسول الله عما فسرت لي، ان رجلا من جيراني جاءني وعرض علي ضيعته فهممت ان أملكها بوكس كثير (1) لما عرفت انه ليس لها طالب غيري، فقال أبو عبد الله عليه السلام: وصاحبك يتولانا ويتبرء من عدونا ؟ فقال: نعم يابن رسول الله رجل جيد البصيرة مستحكم الدين، وانا تائب إلى الله عز ذكره واليك مما هممت به ونويته فأخبرني لو كان ناصبيا حل لي اغتياله ؟ فقال: اد الامانة لمن ائتمنك واراد منك النصيحة ولو إلى قاتل الحسين عليه السلام. 93 - في مجمع البيان وروى عن النبي صلى الله عليه واله انه قال لقد عجبت من يوسف وكرمه و صبره والله يغفر له حين سئل عن البقرات العجاف والسمان، ولو كنت مكانه ما اخبرتهم حتى اشترط ان يخرجوني. 94 - في تفسير العياشي عن ابان عن محمد بن مسلم عنهما قالا: ان رسول الله صلى الله عليه واله قال: لو كنت بمنزلة يوسف حين ارسل إليه الملك يسئله عن رؤياه ما حدثته حتى اشترط عليه أن يخرجني من السجن، وتعجبت لصبره عن شأن امرأة الملك حتى أظهر الله عليه (2) 95 - عن سماعة قال: سألته عن قول الله: ارجع إلى ربك فاسئله ما بال النسوة قال: يعني العزيز. 96 - في مجمع البيان عن النبي صلى الله عليه واله متصلا بما سبق أعنى قوله: يخرجوني و لقد عجبت من يوسف وصبره وكرمه والله يغفر له حين أتاه الرسول فقال: ارجع إلى ربك ولو كنت مكانه ولبثت في السجن ما لبث لاسرعت الاجابة وبادرتهم الباب وما ابتغيت العذر انه كان لحليما ذا اناة (3)
(1) الوكس: النقصان. (2) كذا في النسخ وفي المصدر " حتى اظهر الله عذره " وهو الظاهر. (3) الاناة: الحلم والوقار. (*)

432

[ 432 ]
97 - وروى ان يوسف لما خرج من السجن دعى لهم وقال: اللهم اعطف عليهم بقلوب الاخيار ولا تعم عليهم الاخبار، فلذلك يكون اصحاب السجن أعرف الناس بالاخبار في كل بلدة، وكتب على بابا السجن: هذا قبور الاحياء وبيت الاحزان وتجربة الاصدقاء وشماتة الاعداء.

قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَآئِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ ﴿٥٥﴾
وَكَذَلِكَ مَكَّنِّا لِيُوسُفَ فِي الأَرْضِ يَتَبَوَّأُ مِنْهَا حَيْثُ يَشَاءُ نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَن نَّشَاء وَلاَ نُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٥٦﴾
وَلَأَجْرُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ﴿٥٧﴾

98 - وروى عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه واله انه قال: رحم الله اخي يوسف لو لم يقل: اجعلني على خزائن الارض لولاه من ساعته، ولكنه أخر ذلك سنة. 99 - في عيون الاخبار حدثنا احمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضى الله عنه قال: حدثنا علي بن ابراهيم عن أبيه عن الريان بن الصلت الهروي قال: دخلت على علي بن موسى الرضا عليه السلام فقلت له: يابن رسول الله ان الناس يقولون: انك قبلت ولاية العهد مع اظهارك الزهد في الدنيا ؟ فقال عليه السلام: قد علم الله كراهتي لذلك فلما خيرت بين قبول ذلك وبين القتل اخترت القبول على القتل، ويحهم أما علموا ان يوسف عليه السلام كان نبيا ورسولا فلما دفعته الضرورة إلى تولي خزائن العزيز " قال اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم " ودفعتني الضرورة إلى قبول ذلك على اكراه واجبار بعد الاشراف على الهلاك، على اني ما دخلت في هذا الامر الا دخول خارج منه، فالى الله المشتكى وهو المستعان. 100 - حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي رضى الله عنه قال حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود العياشي عن أبيه قال: حدثنا محمد بن نصير عن الحسن بن موسى قال: روى اصحابنا عن الرضا عليه السلام انه قال له رجل: أصلحك الله كيف صرت إلى ما صرت إليه من المأمون وكأنه أنكر ذلك عليه ؟ فقال له أبو الحسن الرضا عليه السلام: يا هذا أيهما أفضل النبي أو الوصي ؟ فقال: لا، بل النبي، قال: فايهما أفضل مسلم أو مشرك ؟ قال: لا بل مسلم، قال: فان العزيز عزيز مصر كان مشركا وكان يوسف عليه السلام نبيا، وان المأمون مسلم وانا وصي، ويوسف سأل العزيز ان يوليه حين قال: " اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم " وانا أجبرت على ذلك وقال عليه السلام في قوله: " اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم " قال: حافظ

433

[ 433 ]
لما في يدي عالم بكل لسان. 101 - في الخرائج والجرائح عن محمد بن زيد الرازي قال: كنت في خدمة الرضا عليه السلام لما جعله المأمون ولي عهده فأتاه رجل من الخوارج في كمه مدية (1) مسمومة وقد قال لاصحابه: والله لآتين هذا الذي يزعم انه ابن رسول الله صلى الله عليه واله وقد دخل لهذا الطاغية ما دخل، فأسأله عن حجته فان كان له حجة والا ارحت الناس منه، فأتاه واستأذن عليه عليه السلام فأذن له، فقال له أبو الحسن عليه السلام: اجيبك عن مسئلتك على شريطة توفي لي بها، فقال: وما هذه الشريطة ؟ قال: ان أجبتك بجواب يقنعك وترضاه تكسر الذي في كمك وترمي به، فبقى الخارجي متحيرا وأخرج المدية وكسرها، ثم قال: أخبرني عن دعواك مع هذا الطاغية فيما دخلت له وهم عندك كفار وانت ابن رسول لله ما حملك على هذا ؟ فقال أبو الحسن عليه السلام: ارايتك هؤلاء أكفر عندك ام عزيز مصر وأهل مملكته ؟ اليس هؤلاء على حال يزعمون انهم موحدون واولئك لم يوحدوا الله ولم يعرفوه، و ان يوسف بن يعقوب نبي ابن نبي وقال لعزيز مصر وهو كافر: " اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم " وكان يجالس الفراعنة، وانا رجل من ولد رسول الله صلى الله عليه واله اجبرني على هذا الامر واكرهني عليه فما الذي انكرت ونقمت علي ؟ فقال: لا عتب عليك اشهد انك ابن نبي الله وانك صادق. 102 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى الفضل بن أبي قرة عن ابي عبد الله عليه السلام في قول يوسف عليه السلام: " اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم " قال: حفيظ بما تحت يدي، عليم بكل لسان. 103 - في تفسير العياشي وقال سليمان: قال سفيان: قلت لابي عبد الله عليه السلام: ما يجوز أن يزكي الرجل نفسه ؟ قال: نعم إذا اضطر إليه أما سمعت قول يوسف: " اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم " وقول العبد الصالح: " وانا لكم ناصح أمين ". 104 - في الكافي علي بن ابراهيم عن أبيه عن هارون بن مسلم عن مسعدة بن صدقة عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام لاقوام يظهرون الزهد ويدعون
(1) المدية - بالتثليث -: السكين العظيمة العريضة. (*)

434

[ 434 ]
الناس ان يكونوا معهم على مثل الذي هم عليه من التقشف (1) وأخبروني اين انتم عن سليمان بن داود عليهما السلام ثم يوسف النبي، حيث قال لملك مصر: " اجعلني على خزائن الارض اني حفيظ عليم " فكان من امره الذي كان ان اختار مملكة الملك وما حولها إلى اليمن، وكانوا يمتارون الطعام من عنده لمجاعة اصابتهم، وكان يقول الحق ويعمل به، فلم نجد أحدا عاب ذلك عليه. 105 - عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن عبد الرحمان بن حماد عن يونس بن يعقوب عن سعد عن رجل عن ابي عبد الله عليه السلام قال: لما صارت الاشياء ليوسف بن يعقوب عليهما السلام جعل الطعام في بيوت وامر بعض وكلائه، فكان يقول: بع بكذا وكذا والسعر قائم، فلما علم انه يزيد في ذلك اليوم كره ان يجري الغلاء على لسانه، فقال له: اذهب وبع ولم يسم له سعرا فذهب الوكيل غير بعيد ثم رجع إليه فقال له: اذهب فبع، وكره ان يجري الغلاء على لسانه فذهب الوكيل فجاء اول من اكتال، فلما بلغ دون ما كان بالامس بمكيال قال المشتري: حسبك انما اردت بكذا وكذا، فعلم الوكيل انه قد غلى بمكيال، ثم جاءه آخر فقال له: كل لي فكال، فلما بلغ دون الذي كال للاول بمكيال قال له المشتري: حسبك انما اردت بكذا وكذا، فعلم الوكيل انه قد غلا بمكيال حتى صار إلى واحد واحد (2) 106 - في تفسير العياشي عن حفص بن غياث عن أبي عبد الله عليه السلام قال: كان سبق يوسف الغلاء الذي [ سبق ] (3) أصاب الناس ولم يتمن الغلاء لاحد قط، قال: فاتاه التجار فقالوا: بعنا، فقال: اشتروا، فقالوا: نأخذ كذا بكذا، فقال: خذوا
(1) التقشف: رثاثة الهيئة وسوء الحال وضيق العيش. (2) وفي المصدر " واحد بواحد " وللمجلسي (ره) في مرآة العقول في هذا الحديث و ساير ما ورد في باب الاسعار في الكافي بيان طويل فراجع ان شئت ج 3: 403 ونقله في ذيل الكافي ج 5: 163 من الطبعة الحديثة ايضا. (3) غير موجود في المصدر. (*)

435

[ 435 ]
وأمر فكالوهم، فحملوا ومضوا حتى دخلوا المدينة فلقيهم قوم تجار، فقالوا لهم: كيف أخذتم ؟ فقالوا: كذا بكذا وأضعفوا الثمن قال: وقدموا اولئك على يوسف فقالوا: بعنا، فقال: اشتروا كيف تأخذون ؟ قالوا: بعنا كما بعت كذا بكذا، فقال: ما هو كما يقولون ولكن خذوا فأخذوا ثم مضوا حتى دخلوا المدينة فلقيهم آخرون فقالوا: كيف أخذتم ؟ فقالوا: كذا بكذا، وأضعفوا الثمن، قال: فعظم الناس ذلك الغلاء وقالوا: اذهبوا بنا حتى نشتري، قال: فذهبوا إلى يوسف فقالوا: بعنا، فقال: اشتروا فقالوا: بعنا كما بعت، فقال: وكيف بعت ؟ قالوا كذا بكذا، فقال ما هو كذلك ولكن خذوا، قال: فأخذوا ورجعوا إلى المدينة وأخبروا الناس فقالوا فيما بينهم: تعالوا حتى نكذب في الرخص كما كذبنا في الغلاء، قال: فذهبوا إلى يوسف فقالوا له: بعنا، فقال: اشتروا فقالوا: بعنا كما بعت، قال: وكيف بعت ؟ قالوا كذا بكذا بالحط من السعر الاول، فقال: ما هو هكذا ولكن خذوا فأخذوا و ذهبوا إلى المدينة، فلقيهم الناس فسألوهم: بكم اشتريتم ؟ فقالوا: كذا بكذا بنصف الحط الاول، فقال الاخرون: اذهبوا بنا حتى نشتري فذهبوا إلى يوسف فقالوا: بعنا فقال اشتروا فقالوا: بعنا كما بعت، فقال: وكيف بعت ؟ فقالوا: بكذا وكذا بالحط من النصف، فقال: ما هو كما يقولون ولكن خذوا، فلم يزالوا يتكاذبون حتى رجع السعر إلى الامر الاول كما أراد الله. 107 - في مجمع البيان في كتاب النبوة بالاسناد عن احمد بن محمد بن عيسى عن الحسن بن علي بن بنت الياس قال: سمعت الرضا عليه السلام يقول: وأقبل يوسف على جمع الطعام فجمع في السبع السنين المخصبة فكبسه في الخزائن، فلما مضت تلك السنون وأقبلت السنون المجدبة أقبل يوسف على بيع الطعام فباعهم في السنة الاولى بالدراهم والدنانير حتى لم يبق بمصر وما حولها دينار ولا درهم الا صار في ملكية يوسف (1) وباعهم في السنة الثانية بالحلي والجواهر حتى لم يبق بمصر وما حولها حلي و لا جوهر الا صار في ملكية يوسف، وباعهم في السنة الثالثة بالدواب والمواشي حتى
(1) وفي المصدر " مملكة يوسف " بدل " ملكية يوسف " في الجميع. (*)

436

[ 436 ]
لم يبق بمصر وما حولها دابة ولا ماشية الا صار في ملكية يوسف، وباعهم في السنة الرابعة بالعبيد والاماء حتى لم يبق بمصر وما حولها عبد ولا امة الا صار في ملكية يوسف، وباعهم في السنة الخامسة بالدور والعقار حتى لم يبق بمصر وما حولها دار ولا عقار الا صار في ملكية يوسف، وباعهم في السنة السادسة بالمزارع والانهار حتى لم يبق بمصر وما حولها نهر ولا مزرعة الا صار في ملكية يوسف، وباعهم في السنة السابعة برقابهم حتى لم يبق بمصر وما حولها عبد ولا حر الا صار عبد يوسف، فملك أحرارهم وعبيدهم وأموالهم وقال الناس: ما رأينا ولا سمعنا بملك أعطاه الله من الملك ما اعطا هذا الملك حكما وعلما وتدبيرا، ثم قال يوسف للملك: ايها الملك ما ترى فيما خولني ربي (1) من ملك مصر وأهلها أشر علينا برأيك، فاني لم أصلحهم لافسدهم، ولم أنجهم من البلاء ليكون وبالا عليهم، ولكن الله نجاهم على يدي، قال له الملك: الرأي رأيك، قال يوسف: اني أشهد الله وأشهدك ايها الملك اني قد اعتقت اهل مصر كلهم، ورددت إليهم أموالهم وعبيدهم، ورددت اليك ايها الملك خاتمك وسريرك وتاجك على ان لا تسير الا بسيرتي، ولا تحكم الا بحكمي، قال له الملك، ان ذلك لشرفي وفخري لا اسير الا بسيرتك ولا أحكم الا بحكمك، ولولاك ما قويت عليه ولا اهتديت له، ولقد جعلت سلطاني عزيزا ما يرام، وانا أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، وانك رسوله فاقم على ما وليتك فانك لدينا مكين امين 108 - في اصول الكافي عدة من اصحابنا عن أحمد بن محمد بن خالد عن ابيه عن علي بن النعمان عن عبد الله بن مسكان عن ابي بصير قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: ان الحر حر على جميع احواله ان نابته نائبة (2) صبر لها، وان تداكت عليه المصائب (3) لم تكسره وان أسر وقهر واستبدل بالعسر يسرا كما كان (4) يوسف الصديق الامين عليه السلام لم يضرر حريته ان استعبد وقهر واسر، ولم يضرره ظلمة الجب
(1) خوله الله مالا: اعطاه اياه متفضلا. (2) نابه الامر: اصابه. والنائبة: المصيبة والنازلة. (3) تداكت: تداقت عليه مرة بعد اخرى. (4) وفي المصدر " باليسر عسرا " وهو الاظهر بالسياق. (*)

437

[ 437 ]
وحشته وما ناله ان من الله عليه فجعل الجبار العاتي له عبدا بعد ان كان [ له ] مالكا فأرسله ورحم به امة، وكذلك الصبر يعقب خيرا فاصبروا ووطنوا انفسكم على الصبر توجروا. 109 - في تفسير العياشي عن الثمالي عن ابي جعفر عليه السلام قال: ملك يوسف مصر وبراريها، لم يجاوزها إلى غيرها.

وَجَاء إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ ﴿٥٨﴾

110 - في عيون الاخبار في باب الاخبار التي رويت في صحة وفاة ابي ابراهيم موسى بن جعفر عليهما السلام حديث طويل وفيه فقال لي: يا مسيب ان هذا الرجس السندي ابن هاشك سيزعم انه يتولى غسلي ودفني هيهات هيهات ان يكون ذلك ابدا فإذا حملت إلى المقبرة المعروفة بمقابر قريش فالحدوني بها ولا ترفعوا قبري فوق اربع اصابع مفرجات، ولا تأخذوا من تربتي شيئا لتتبركوا به فان كل تربة لنا محرمة الا تربة جدي الحسين بن علي عليهما السلام فان الله تعالى جعلها شفاء لشيعتنا واوليائنا قال: ثم رايت شخصا اشبه الاشخاص به جالسا إلى جانبه وكان عهدي بسيدي الرضا عليه السلام وهو غلام فأردت سؤاله فصاح بي سيدي موسى بن جعفر عليه السلام وقال: أليس قد نهيتك يا مسيب فلم أزل صابرا حتى مضى وغاب الشخص ثم انهيت الخبر إلى الرشيد فوافى السندي ابن شاهك فوالله لقد رايتهم بعيني وهم يظنون انهم يغسلونه فلا تصل ايديهم إليه ويظنون انهم يحنطونه ويكفنونه واراهم لا يصنعون به شيئا ورايت ذلك الشخص يتولى غسله وتحنيطه وتكفينه وهو يظهر المعاونة لهم وهم لا يعرفونه فلما فرغ من أمره قال لي ذلك الشخص: يا مسيب مهما شككت فيه فلا تشكن في فاني امامك ومولاك وحجة الله عليك بعد أبي مثلي مثل يوسف الصديق عليه السلام ومثلهم مثل اخوته حين دخلوا عليه فعرفهم وهم له منكرون ثم حمل حتى دفن في مقابر قريش ولم يرفع قبره اكثر مما امر به ثم رفعوا قبره بعد ذلك وبنوا عليه. 111 - في تفسير علي بن ابراهيم فأمر يوسف عليه السلام ان يبني له كناديج من صخر وطينها بالكلس (1) ثم أمر بزروع مصر فحصدت ودفع إلى كل انسان حصة و
(1) كناديج جمع الكندوج: شبه مخزن من تراب أو خشب توضع فيه الحنطة ونحوها. و الكلس - بالكسر -: الصاروج. (*)

438

[ 438 ]
ترك الباقي في سنبله لم يدسه، فوضعها في الكناديج، ففعل ذلك سبع سنين، فلما جاء سني الجدب (1) كان يخرج السنبل فيبيع بما شاء، وكان بينه وبين ابيه ثمانية - عشر يوما وكان في بادية، وكان الناس من الآفاق يخرجون إلى مصر ليمتاروا طعاما (2) وكان يعقوب وولده عليهم السلام نزولا في بادية فيها مقل (3) فاخذوا اخوة يوسف من ذلك المقل وحملوه إلى مصر ليمتاروا به، وكان يوسف عليه السلام يتولى البيع بنفسه، فلما دخل اخوته عليه عرفهم ولم يعرفوه كما حكى الله عزوجل وهم له منكرون.

وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ ﴿٥٩﴾
فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلاَ تَقْرَبُونِ ﴿٦٠﴾
قَالُواْ سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ ﴿٦١﴾
وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُواْ بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴿٦٢﴾
فَلَمَّا رَجِعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُواْ يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴿٦٣﴾
قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِن قَبْلُ فَاللّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ﴿٦٤﴾
وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَاعَهُمْ وَجَدُواْ بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ ﴿٦٥﴾
قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِّنَ اللّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ ﴿٦٦﴾
وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴿٦٧﴾
وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللّهِ مِن شَيْءٍ إِلاَّ حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ﴿٦٨﴾
وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَاْ أَخُوكَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴿٦٩﴾
فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ ﴿٧٠﴾
قَالُواْ وَأَقْبَلُواْ عَلَيْهِم مَّاذَا تَفْقِدُونَ ﴿٧١﴾
قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَن جَاء بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ ﴿٧٢﴾
قَالُواْ تَاللّهِ لَقَدْ عَلِمْتُم مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ ﴿٧٣﴾
قَالُواْ فَمَا جَزَآؤُهُ إِن كُنتُمْ كَاذِبِينَ ﴿٧٤﴾
قَالُواْ جَزَآؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ ﴿٧٥﴾
فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاء أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاء أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَن يَشَاءَ اللّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ ﴿٧٦﴾
قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَانًا وَاللّهُ أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ ﴿٧٧﴾
قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴿٧٨﴾
قَالَ مَعَاذَ اللّهِ أَن نَّأْخُذَ إِلاَّ مَن وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِندَهُ إِنَّآ إِذًا لَّظَالِمُونَ ﴿٧٩﴾

112 - في تفسير العياشي عن ابي بصير قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام يحدث قال: لما فقد يعقوب يوسف عليهما السلام اشتد حزنه عليه وبكاؤه حتى ابيضت عيناه من الحزن، واحتاج حاجة شديدة وتغيرت حاله، قال وكان يمتار القمح (4) من مصر في السنة مرتين في الشتاء والصيف وانه بعث عدة من ولده ببضاعة يسيرة إلى مصر مع رفقة خرجت فلما دخلوا على يوسف وذلك بعد ما ولاه العزيز مصر فعرفهم يوسف ولم يعرفه اخوته لهيبة الملك وعزته فقال لهم: هلموا بضاعتكم قبل الرفاق وقال لفتيانه: عجلوا لهؤلاء الكيل واوفوهم فإذا فرغتم فاجعلوا بضاعتهم هذه في رحالهم ولا تعلموهم بذلك ففعلوا ثم قال لهم يوسف: قد بلغني ان لكم اخوان لابيكم فما فعلا ؟ قالوا: اما الكبير منهما فان الذئب اكله واما الصغير فخلفناه عند ابيه وهو به ضنين (5) وعليه شفيق قال: فاني احب ان تأتوني به معكم إذا جئتم لتمتارون فان لم تأتوني به فلا كيل لكم عندي ولا تقربون قالوا سنراود عنه اباه وانا لفاعلون فلما رجعوا إلى أبيهم فتحوا متاعهم فوجدوا بضاعتهم فيه، قالوا يا ابانا ما نبغي
(1) الجدب: القحط. (2) امتار الطعام لعياله: اتاهم بميرة وهي طعام يمتاره الانسان اي يجلبه من بلد إلى بلد. (3) المقل: الكندر. وثمر لشجر الدوم ينضبح ويؤكل، والدوم: شجرة تشبه النخلة في حالاتها. (4) القمح: البر. (5) الضنين: البخيل. (*)

439

[ 439 ]
هذه بضاعتنا قد ردت الينا وكيل لنا كيل قد زاد حمل بعير فارسل معنا اخانا نكتل وانا له لحافظون قال هل آمنكم عليه الا كما امنتكم على اخيه من قبل فلما احتاجوا إلى الميرة بعد ستة شهر بعثهم يعقوب وبعث معهم بضاعة يسيرة وبعث معهم ابن ياميل (1) فاخذ عليهم بذلك موثقا من الله لتأتنني به الا ان يحاط بكم اجمعين، فانطلقوا مع الرفاق حتى دخلوا على يوسف فقال لهم: معكم ابن ياميل ؟ قالوا: نعم في الرحل، قال لهم: فأتوني به، فأتوه به وهو في دار الملك قد خلا وحده (2) فادخلوه عليه فضمه إليه يوسف وبكى وقال له: أنا اخوك يوسف فلا تبتئس بما تراني أعمل واكتم بما اخبرك به، ولا تحزن ولا تخف ثم اخرجه إليهم وامر فتيته ان يأخذه ابضاعتهم ويعجلوا لهم الكيل فإذا فرغوا جعلوا المكيال في رحل ابن ياميل، ففعلوا به ذلك وارتحل القوم مع الرفقة فمضوا، فلحقهم يوسف وفتيته فنادوا فيهم: ايتها العير انكم لسارقون قالوا واقبلوا عليهم ماذا تفقدون قالوا نفقد صواع الملك ولمن جاء به حمل بعير وانا به زعيم قالوا تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الارض وما كنا سارقين قالوا فما جزائه ان كنتم كاذبين قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه قالوا هو جزاؤه قال فبدء باوعيتهم قبل وعاء اخيه ثم استخرجها من وعاء اخيه قالوا ان يسرق فقد سرق اخ له من قبل فقال لهم يوسف: ارتحلوا عن بلادنا قالوا يا ايها العزيز ان له ابا شيخ كبيرا وقد اخذ عليه موثقا من الله لنرده إليه فخذ احدنا مكانه انا نريك من المحسنين ان فعلت، قال معاذ الله ان ناخذ الا من وجدنا متاعنا عنده فقال كبيرهم: اني لست أبرح الارض حتى يأذن لي ابي أو يحكم الله لي، ومضى اخوة يوسف حتى دخلوا على يعقوب فقال لهم: اين ابن ياميل ؟ قالوا: ابن ياميل سرق مكيال الملك فأخذه الملك بسرقته فحسبه عنده، فسل اهل القرية والعير حتى يخبروك بذلك، فاسترجع واستعبر واشتد حزنه حتى تقوس ظهره.
(1) كذا في النسخ والمصدر والظاهر انه مصحف: " ابن يامين " بالنون كما في ساير الروايات. (2) وفي المصدر " فقال: فادخلوه وحده ". (*)

440

[ 440 ]
ابو حمزة الثمالي عن ابي بصير عنه ذكر فيه ابن يامين ولم يذكر ابن ياميل. 113 - في مجمع البيان " فالله خير حافظا وهو ارحم الراحيمن " وورد في الخبر ان الله سبحانه قال: فبعزتي لاردنهما اليك بعدما توكلت علي. 114 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى يعقوب بن سويد عن ابي جعفر عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك لم سمى أمير المؤمنين امير المؤمنين ؟ قال: لانه يميرهم العلم (1) اما سمعت كتاب الله عزوجل: " ونمير اهلنا ". في كتاب معاني الاخبار باسناده إلى يعقوب بن سويد بن بريد الحارثي عن عمرو بن شمر عن جابر بن يزيد عن ابي جعفر عليه السلام مثله سواء. 115 - في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أحمد بن عمر قال: سألت ابا الحسن عليه السلام لم سمى أمير المؤمنين عليه السلام قال: لانه يميرهم العلم، أما سمعت في كتاب الله عزوجل ونمير اهلنا ؟. 116 - في مجمع البيان لا تدخلوا من باب واحد وادخلوا من ابواب متفرقه وانكر الجبائي العين وذكر انه لم تثبت بحجة وجوزه كثير من المحققين ورووا فيه الخبر عن النبي صلى الله عليه واله ان العين حق والعين تستنزل الحالق والحالق المكان المرتفع من الجبل وغيره، فجعل عليه السلام العين كأنها تحط ذروة الجبل من قوة اخذها و شدة بطشها. 117 - وروى في الخبر انه كان يعوذ الحسن والحسين بأن يقول: اعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة (2) وروى ان ابراهيم عليه السلام عوذا بنيه وان موسى عوذا بني هارون بهذه العوذة. 118 - وروى ان بني جعفر بن ابي طالب عليه السلام كانوا غلمانا بيضا فقالت أسماء بنت عميس يارسول الله ان العين إليهم سريعة أفاسترقى لهم (3) من العين ؟ فقال صلى الله عليه واله: نعم
(1) مر معناه تحت رقم 111. (2) اللامة - بتشديد الميم -: العين المصيبة بسوء. (3) استرقاه اي طلب ان يرقيه. والرقية: العوذة. (*)

441

[ 441 ]
119 - وروى ان جبرئيل عليه السلام أتى رسول الله صلى الله عليه واله وعلمه الرقية " بسم الله أرقيك من كل عين حاسد الله يشفيك ". 120 - وروى عن النبي صلى الله عليه واله انه قال: لو كان شئ يسبق القدر لسبقته العين 121 - وقد روى عنه عليه السلام ما يدل على ان الشئ إذا عظم في صدور العباد وضع الله قدره وصغره. 122 - في اصول الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن بعض اصحابه عن القداح عن ابي عبد الله عليه السلام قال: قال امير المؤمنين رقا النبي صلى الله عليه واله حسنا وحسينا فقال: اعيذكما بكلمات الله التامة ومن شر كل عين لامة، ومن شر حاسد إذا حسد، ثم التفت النبي صلى الله عليه واله الينا فقال: هكذا يعوذ ابراهيم اسمعيل واسحق عليهم السلام. 123 - في تفسير العياشي عن علي بن مهزيار عن بعض اصحابنا عن ابي عبد الله عليه السلام قال: وقد كان هيأ لهم طعاما فلما دخلوا إليه قال: ليجلس كل بني ام على مائدة قال فجلسوا وبقى ابن يامين قائما فقال له يوسف: ما لك لا تجلس ؟ قال له: انك قلت ليجلس كل بني ام على مائدة وليس لي فيهم ابن أم فقال يوسف أما كان لك ابن أم ؟ قال له ابن يامين: بلى، قال يوسف: فما فعل قال زعم هؤلاء ان الذئب أكله، قال: فما بلغ من حزنك عليه ؟ قال: ولد لي أحد عشر ابنا كلهم اشتققت له اسما من اسمه، فقال له يوسف عليه السلام: أراك قد عانقت النساء وشممت الولد من بعده ؟ قال له ابن يامين: ان لي أبا صالحا وانه قال تزوج لعل الله أن يخرج منك ذرية تثقل الارض بالتسبيح، فقال له: تعال فاجلس معي على مائدتي فقال اخوة يوسف: لقد فضل الله يوسف واخاه حتى ان الملك قد أجلسه معه على مائدته 124 - عن ابان الاحمر عن ابي عبد الله عليه السلام قال: لما دخل اخوة يوسف عليه وقد جاؤا باخيهم معهم وضع لهم الموائد ثم قال: يمتار كل واحد منكم مع أخيه لامه على الخوان، فجلسوا وبقي اخوه قائما، فقال: ما لك لا تجلس مع اخوتك ؟ قال ليس لي فيهم اخ من امي، قال: فلك أخ من امك زعم هؤلاء ان الذئب أكله ؟ قال نعم، قال: فاقعد وكل معي، قال: فترك اخوته الاكل وقالوا: انا نريد امرا و يأبى الله الا أن يرفع ولد يامين علينا، قال: ثم حين فرغوا من جهازهم امر أن يضع

442

[ 442 ]
الصاع في رحل أخيه، فلما فعلوا نادى مناد: " ايتها العير انكم لسارقون " قال: فرجعوا فقالوا " ماذا تفقدون قالوا نفقد صواع الملك " إلى قوله: " جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاوه " يعنون السنة التي تجري فيهم ان يحبسه " فبدأ باوعيتهم قبل وعاء أخيه ثم استخرجها من وعاء أخيه فقالوا ان يسرق فقد سرق اخ له من قبل " قال الحسن بن علي الوشاء فسمعت الرضا عليه السلام يقول يعنون المنطقة (1). 125 - عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: " صواع " قال: كان قدحا من ذهب وقال: كان صواع يوسف إذ كيل به قال: لعن الله أن تخونوا به بصوت حسن (2) 126 - في تفسير علي بن ابراهيم فخرجوا وخرج معهم ابن يامين فكان لا يواكلهم ولا يجالسهم ولا يكلمهم، فلما وافوا مصر ودخلوا على يوسف عليه السلام وسلموا فنظر يوسف إلى أخيه فعرفه فجلس منهم بالبعد، فقال يوسف عليه السلام أنت اخوهم ؟ قال: نعم، قال: فلم لا تجلس معهم ؟ قال: لانهم اخرجوا اخي من امي وأبي ثم رجعوا ولم يردوه وزعموا ان الذئب اكله فآليت على نفسي ان لا اجتمع معهم على امر ما دمت حيا قال، فهل تزوجت ؟ قال: بلى قال: فهل ولد لك ولد ؟ قال: بلى، قال: كم ولد لك ؟ قال: ثلث بنين، قال: فما سميتهم ؟ قال: سميت واحدا منهم الذئب وواحدا القميص وواحدا الدم، قال: وكيف اخترت هذه الاسماء ؟ قال: لئلا انسى اخي كلما دعوت واحدا من ولدي ذكرت اخي، قال لهم يوسف: اخرجوا وحبس ابن يامين، فلما خرجوا من عنده قال يوسف لاخيه: انا اخوك يوسف فلا تبتئس بما كانوا يعملون، ثم قال له أحب ان تكون عندي، فقال: لا يدعني اخوتي فان أبي
(1) المنطقة: ما يشد به الوسط ويقال له بالفارسية: " كمر بند ". (2) كذا في النسخ لكن في المصدر هكذا: عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: سمعته يقول: صواع الملك طاس الذي يشرب فيه. وعن محمد بن أبي حمزة عمن ذكره عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قوله: " صواع الملك " قال: كان قدحا.. اه " وفي آخره: لعن الله الخوان لا تخونوا به بصوت حسن. (*)

443

[ 443 ]
قد أخذ عليهم عهد الله وميثاقه ان يردوني إليه، قال: فانا احتال بحيلة فلا تنكر إذا رايت شيئا ولا تخبرهم، فقال: لا، فلما جهزهم بجهازهم واعطاهم واحسن إليهم قال لبعض قوامه: اجعلوا هذا الصاع في رحل هذا وكان الصاع الذي يكيلون به من ذهب، فجعلوه في رحله من حيث لم يقف عليه اخوته، فلما ارتحلوا بعث إليهم يوسف وحبسهم ثم امر مناديا ينادي: " ايتها العير انكم لسارقون " فقال اخوة يوسف: " ماذا تفقدون * قالوا نفقد صواع الملك ولمن جاء به حمل بعير وانا به زعيم " اي كفيل فقال اخوة يوسف ليوسف عليه السلام: " تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الارض وما كنا سارقين * قال " يوسف عليه السلام " فما جزاؤه ان كنتم كاذبين * قالوا جزاؤه من وجد في رحله " فاحبسه " فهو جزاؤه كذلك نجزي الظالمين * فبدء باوعيتهم قبل وعاء اخيه ثم استخرجها من وعاء اخيه " فتشبثوا باخيه واجلسوه وهو قول الله عزوجل " كذلك كدنا ليوسف اي احتلنا له كان لياخذ اخاه في دين الملك الا ان يشاء الله نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم فسئل الصادق عليه السلام عن قوله عزوجل: " ايتها العير انكم لسارقون " قال: ما سرقوا وما كذب يوسف فانما عنى سرقتم يوسف من ابيه. 127 - في اصول الكافي عدة من اصحابنا عن احمد بن محمد بن خالد عن عثمان ابن عيسى عن سماعة عن ابي بصير قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: التقية من دين الله، قلت من دين الله ؟ قال: اي والله من دين الله ولقد قال يوسف: " ايتها العير انكم لسارقون " والله ما كانوا سرقوا شيئا ولقد قال ابراهيم: " اني سقيم " والله ما كان سقيما. 128 - علي بن ابراهيم عن ابيه عن احمد بن محمد بن ابي نصر عن حماد بن عثمان عن الحسن الصيقل قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: انا قد روينا عن ابي جعفر عليه السلام في قول يوسف: " ايتها العير انكم لسارقون " فقال: والله ما سرقوا وما كذب وقال ابراهيم: " بل فعله كبيرهم هذا فاسئلوهم ان كانوا ينطقون " فقال: والله ما فعلوا وما كذب قال فقال أبو عبد الله عليه السلام: ما عندكم فيها ياصيقل ؟ قلت: ما عندنا فيها الا التسليم قال فقال ان الله أحب اثنين وأبغض اثنين: أحب الخطر (1) فيما بين الصفين وأحب الكذب
(1) الخطر: التبختر في المشي. (*)

444

[ 444 ]
في الاصلاح، وأبغض الخطر في الطرقات وأبغض الكذب في غير الاصلاح ان ابراهيم عليه السلام انما قال: " بل فعله كبيرهم هذا " ارادة الاصلاح، ودلالة على انهم لا يفعلون وقال يوسف عليه السلام ارادة الاصلاح 129 - أبو علي الاشعري عن محمد بن عبد الجبار عن الحجال عن ثعلبة عن معمر بن عمرو عن عطا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه واله: لا كذب على مصلح ثم تلا: " ايتها العير انكم لسارقون " ثم قال: والله ما سرقوا وما كذب، ثم تلا " بل فعله كبيرهم هذا فاسئلوهم ان كانوا ينطقون " ثم قال: والله ما فعلوه وما كذب. 130 - محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن أبي يحيى الواسطي عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام قال: الكلام ثلثة: صدق وكذب واصلاح بين الناس. 131 - في روضة الكافي الحسين بن محمد الاشعري عن معلى بن محمد عن الوشاء عن أبان بن عثمان عن أبي منصور عن أبي بصير قال: قيل لابيجعفر عليه السلام وانا عنده: ان سالم بن أبي حفصة وأصحابه يروون عنك انك تكلم على سبعين وجها لك منها المخرج، فقال: ما يريد سالم مني ؟ أيريد ان اجئ بالملائكة والله ما جاءت بهذا النبيون، ولقد قال يوسف عليه السلام: " ايتها العير انكم لسارقون " والله ما كانوا سارقين وما كذب. 132 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى ابي بصير قال: سمعت ابا جعفر عليه السلام يقول: لا خير فيمن لا تقية له، ولقد قال يوسف: " ايتها العير انكم لسارقون " وما سرقوا. 133 - وباسناده إلى هشام بن الحكم عن أبي عبد الله عليه السلام في قول يوسف: " ايتها العير انكم لسارقون " قال: ما سرقوا وما كذب. 134 - وباسناده إلى صالح بن سعيد عن رجل من اصحابنا عن ابي عبد الله عليه السلام قال: سألته عن قول الله عزوجل في يوسف: " ايتها العير انكم لسارقون " قال: انهم سرقوا يوسف من ابيه الا ترى انه قال لهم حين قالوا: " ماذا تفقدون قالوا نفقد صواع الملك " ولم يقولوا سرقتم صواع الملك، انما عنى انكم سرقتم يوسف من ابيه. 135 - في الخرايج والجرايح وروى سعيد بن عبد الله عن محمد بن الحسن

445

[ 445 ]
ابن ميمون عن داود بن قاسم الجعفري قال: سئل أبو محمد عليه السلام عن قوله تعالى " ان يسرق فقد سرق اخ له من قبل " والسائل رجل من قم وأنا حاضر فقال عليه السلام: ما سرق يوسف انما كان ليعقوب منطقة ورثها من ابراهيم عليه السلام وكانت تلك المنطقة لا يسرقها احد الا استعبد، فكان إذا سرقها انسان نزل جبرئيل عليه السلام فاخبره بذلك، فاخذت منه وصار عبدا، وان المنطقة كانت عند سارة بنت اسحق بن ابراهيم وكانت سمية امه، وان سارة أحبت يوسف وأرادت ان تتخذه ولدا لها، وانها اخذت المنطقة فربطتها في وسطه ثم سدلت عليه سرباله وقالت ليعقوب: ان المنطقة سرقت فأتاه جبرئيل فقال: يا يعقوب ان المنطقة مع يوسف ولم يخبره بخبر ما صنعت سارة لما أراد الله، فقام يعقوب ليوسف ففتشه وهو يومئذ غلام يافع (1) واستخرج المنطقة فقالت سارة بنت اسحق: مني سرقها يوسف فانا أحق به فقال لها يعقوب: فانه عبدك على ان لا تبيعيه ولا تهيبيه، قالت: فانا اقبله على أن لا تأخذه مني واعتقه الساعة فأعطاها اياه فاعتقته، ولذلك قال اخوة يوسف: ان يسرق فقد سرق أخ له من قبل قال ابو هاشم: فجعلت اخيل هذا في نفسي أفكر وأتعجب من هذا الامر مع قرب يعقوب من يوسف وحزن يعقوب عليه حتى ابيضت عيناه من الحزن والمسافة قريبة، فأقبل علي أبو محمد عليه السلام فقال يابا هاشم تعوذ بالله مما جرى في نفسك من ذلك، فان الله لو شاء يرفع الساتر من الاعلى ما بين يعقوب ويوسف حتى كان يراه لفعل، ولكن له اجل هو بالغه ومعلوم ينتهي إليه ما كان من ذلك فالخيار من الله لاوليائه. 136 - في تفسير العياشي عن العباس بن هلال قال: سمعت ابا الحسن الرضا عليه السلام يقول: ان يوسف النبي قال له السجان: اني لاحبك، فقال له يوسف: لا تقل هكذا فان عمتي أحبتني فسرقتني، وان ابي أحبني فحسدني اخوتي فباعوني، وان امرأة العزيز احبتني فسجنت. 137 - عن اسمعيل بن همام قال: قال الرضا عليه السلام في قول الله: " ان يسرق فقد سرق اخ له من قبل فاسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم " قال: كانت لاسحق النبي
(1) يفع الغلام: ناهز البلوغ. (*)

446

[ 446 ]
منطقة يتوارثها الانبياء والاكابر، وكانت عند عمة يوسف، وكان يوسف عندها و كانت تحبه، فبعث إليها ابوه أن ابعثيه الي وأرده اليك، فبعثت إليه أن دعه عندي الليلة اشمه، ثم ارسله اليك غدوة، فلما اصبحت أخذت المنطقة فربطته في حقوه (1) والبسته قميصا وبعثت به إليه، وقالت: سرقت المنطقة، فوجدت عليه وكان إذا سرق احد في ذلك الزمان دفع إلى صاحب السرقة، فاخذته فكان عندها. 138 - في عيون الاخبار باسناده إلى اسمعيل بن همام عن الرضا عليه السلام نحوه حدثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي رضى الله عنه قال: حدثنا جعفر بن محمد بن مسعود عن ابيه عن عبيد الله بن محمد بن خالد قال: حدثنا الحسن بن علي الوشاء قال سمعت علي بن موسى الرضا عليه السلام يقول: كانت الحكومة في بني اسرائيل إذا سرق احد شيئا استرق به وكان يوسف عند عمته وهو صغير وكانت تحبه وكانت لاسحق منطقة البسها اياه يعقوب، فكانت عند ابنته، وان يعقوب طلب يوسف يأخذه من عمته فاغتمت لذلك وقالت: دعه حتى ارسله اليك، فارسلته واخذت المنطقة فشدتها في وسطه تحت الثياب، فلما اتى يوسف اباه جاءت فقال: سرقت المنطقة ففتشته فوجدتها في وسطه، فلذلك قال اخوة يوسف حيث جعل الصاع في وعاء أخيه فقال لهم يوسف: " ما جزاء من وجد في رحله قالوا هو جزاؤه " كما جرت السنة التي تجري فيهم " فبدء بأوعيتهم قبل وعاء أخيه ثم استخرجها من وعاء أخيه " ولذلك قال اخوة يوسف: " ان يسرق فقد سرق اخ له من قبل " يعنون المنطقة " فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم ". 139 - في تفسير العياشي عن الحسن بن أبي العلا عن ابي عبد الله عليه السلام قال: ذكر بني يعقوب قال: كانوا إذا غضبوا اشتد غضبهم حتى تقطر جلودهم دما اصفر وهم يقولون: " خذ أحدنا مكانه " يعني جزاؤه فأخذ الذي وجد الصاع عنده. 140 - عن ابي بصير عن أبي جعفر عليه السلام حديث طويل وفيه " فخذ احدنا مكانه انا نريك من المحسنين " ان فعلت وقد سبق بتمامه. 141 - في كتاب علل الشرايع: ابي رحمه الله قال: حدثنا سعد بن عبد الله
(1) الحقو: معقد الازار ويسمى بالخصر. (*)

447

[ 447 ]
عن محمد بن احمد السياري قال: حدثنا محمد بن عبد الله بن مهران الكوفي قال: حدثني حنان بن سدير عن أبيه عن أبي اسحق الليثي قال: قلت لابيجعفر محمد بن علي الباقر عليه السلام: يابن رسول الله اني لاجد من شيعتكم من يشرب الخمر، ويقطع الطريق، ويخيف السبيل، ويزني ويلوط ويأكل الربا، ويرتكب الفواحش، ويتهاون بالصلوة والصيام والزكوة، ويقطع الرحم ويأتي بالكبائر، فكيف هذا ولم ذلك ؟ فقال يا ابراهيم: هل يختلج في صدرك شئ غير هذا ؟ قلت: نعم يابن رسول الله أخرى أعظم من ذلك فقال: وما هو يا أبا اسحق ؟ قال: فقلت: يابن رسول الله وأجد من أعدائكم ومن ناصبيكم من يكثر من الصلوة ومن الصيام ويخرج الزكوة ويتابع بين الحج والعمرة، ويحض على الجهاد ويأثر على البر وعلى صلة الارحام، ويقضي حقوق اخوانه، ويواسيهم من ماله، ويتجنب شرب الخمر والزنا واللواط وساير الفواحش مم ذلك ولم ذاك ؟ وفسره لي يابن رسول الله وبرهنه وبيننه فقد والله كثر فكري وأسهر ليلي وضاق ذرعي. قال: فتبسم صلوات الله عليه ثم قال: يا ابراهيم خذ اليك بيانا شافيا فيما سألت، وعلما مكنونا من خزائن علم الله وسره، اخبرني يا ابراهيم كيف تجد اعتقادهما ؟ قلت: يابن رسول الله أجد محبيكم وشيعتكم على ما هم فيه مما وصفته من أفعالهم لو أعطى أحدهم ما بين المشرق والمغرب ذهبا وفضة ان يزول عن ولايتكم لما فعل ولا عن محبتكم إلى موالاة غيركم والى محبتهم ما زال ولو ضربت خياشيمه (1) بالسيوف فيكم ولو قتل فيكم ما ارتدع ولا رجع عن محبتكم وولايتكم، وارى الناصب على ما هو عليه مما وصفته من أفعالهم لو أعطى احدهم ما بين المشرق و المغرب ذهبا وفضة أن يزول عن محبته للطواغيت وموالاتهم إلى موالاتكم ما فعل ولا زال ولو ضربت خياشيمه بالسيوف فيهم، ولو قتل فيهم ما ارتدع ولا رجع، وإذا سمع أحدهم منقبة لكم وفضلا اشمأز من ذلك وتغير لونه، ورأى كراهية ذلك في وجهه و بغضا لكم ومحبة لهم، قال فتبسم الباقر عليه السلام ثم قال: يا ابراهيم هيهنا هلكت العاملة
(1) خياشيم جمع الخيشوم: أقصى الانف، وفي بعض النسخ " خواشيمه " والظاهر تصحيفه. (*)

448

[ 448 ]
الناصبة تصلى نارا حامية تسقى من عين آنية ومن ذلك قال عزوجل: " وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءا منثورا " ويحك يا ابراهيم اتدري ما السبب والقصة في ذلك وما الذي قد خفى على الناس منه ؟ قلت: يابن رسول الله فبينه لي واشرحه وبرهنه. قال: يابراهيم ان الله تبارك وتعالى لم يزل عالما قديما خلق الاشياء لا من شئ، ومن زعم ان الله عزوجل خلق الاشياء من شئ فقد كفر، لانه لو كان ذلك الشئ الذي خلق منه الاشياء قديما معه في أزليته وهويته كان ذلك الشئ ازليا، بل خلق عزوجل الاشياء كلها لا من شئ، ومما خلق الله عزوجل ارضا طيبة ثم فجر منها ماء عذبا زلالا فعرض عليها ولايتنا اهل البيت فقبلتها فأجرى ذلك الماء عليها سبعة ايام حتى طبقها وعمها ثم نضب ذلك الماء عنها (1) فأخذ من صفوة ذلك الطين طينا فجعله طين الائمة عليهم السلام ثم اخذ ثفل ذلك الطين فخلق منه شيعتنا ولو ترك طينتكم يا ابراهيم كما ترك طينتنا لكنتم ونحن شيئا واحدا قلت: يابن رسول الله فما فعل بطينتنا ؟ قال: أخبرك يا ابراهيم خلق الله عزوجل بعد ذلك ارضا سبخة خبيثة منتنة [ ثم ] فجر منها ماءا أجاجا آسنا (2) مالحا فعرض عليها ولايتنا اهل البيت فلم تقبلها فأجرى ذلك الماء عليها سبعة ايام حتى طبقها وعمها ثم نضب ذلك الماء عنها ثم اخذ من ذلك الطين فخلق منه الطغاة واممهم (3) ثم مزجه بثفل طينتكم ولو ترك طينتهم على حاله ولم يمزج بطينتكم لم يشهدوا الشهادتين ولا صلوا ولا صاموا ولا زكوا ولا حجوا ولا ادوا أمانة، ولا اشبهوكم في الصور، وليس شئ على المؤمن (4) أن يرى صورة عدوه مثل صورته، قلت: يابن رسول الله فما صنع بالطينتين ؟ قال: مزج بينهما بالماء الاول والماء الثاني، ثم عركهما عرك الاديم (5)
(1) نضب الماء: غار (2) الاسن: المتغير الطعم. (3) وفي المصدر " وأئمتهم ". ويمكن تصحيح المعنى على كلتا النسختين. (4) وفي المصدر " وليس شئ أكبر على المؤمن. اه ". (5) عرك الاديم " دلكه، والاديم: الجلد المدبوغ. (*)

449

[ 449 ]
ثم أخذ من ذلك قبضة فقال: هذه إلى الجنة ولا ابالي، وأخذ قبضة اخرى وقال: هذه إلى النار ولا أبالي، ثم خلط بينهما فوقع من سنخ المؤمن (1) وطينته على سنخ الكافر وطينته، ووقع من سنخ الكافر وطينته على سنخ المؤمن وطينته، فما رأيته من شيعتنا من زنا أو لواط أو ترك صلوة أو صيام أو حج أو جهاد أو خيانة أو كبيرة من هذه الكبائر فهو من طينة الناصب وعنصره الذي قد خرج فيه، لان من سنخ الناصب وعنصره وطينته اكتساب المآثم والفواحش والكباير، وما رأيت من الناصب ومواظبته على الصلوة و الصيام والزكوة والحج والجهاد وأبواب البر فهو من طينة المؤمن وسنخه الذي قد مزج فيه، لان من سنخ المؤمن وعنصره وطينته اكتساب الحسنات واستعمال الخير واجتناب المآثم، فإذا عرضت هذه الاعمال كلها على الله عزوجل قال: انا الله عدل لا أجور، ومنصف لا اظلم، وحكم لا احيف ولا أميل ولا اشطط (2) ألحقوا الاعمال السيئة التي اجترحها المؤمن بسنخ الناصب وطينته، وألحقوا الاعمال الحسنة التي اكتسبها الناصب بسنخ المؤمن وطينته ردوها كلها إلى اصلها، فاني انا الله لا اله الا انا عالم السر واخفى وانا المطلع على قلوب عبادي لا أحيف ولا اظلم ولا الزم احدا الا ما عرفته منه قبل ان اخلقه. ثم قال الباقر عليه السلام يا ابراهيم اقرأ هذه الآية، قلت: يابن رسول الله أية آية ؟ قال: قوله تعالى: قال معاذ الله ان نأخذ الا من وجدنا متاعنا عنده انا إذا لظالمون وهو في الظاهر ما تفهمونه، هو والله في الباطن هذا بعينه، يا ابراهيم ان للقرآن ظاهرا وباطنا و محكما ومتشابها وناسخا ومنسوخا والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة (3)
(1) هذا هو الظاهر الموافق للمصدر وللبحار في باب الطينة والميثاق ولما رواه الفيض (ره) في الوافي عن بعض مشايخه (قده) في باب الطينة لكن في الاصل " شبح " بدل " سنخ " في المواضع. والسنخ بمعنى الاصل. (2) الحيف: الجور والظلم. ومال الحاكم في حكمه: جار وظلم. وشطط الرجل: أفرط وتباعد عن الحق. (3) هذ الحديث من الاحاديث المشكلة وللمجلسي وكذا الفيض قدس سرهما الشريف بيان فيه فليراجع. (*)

450

[ 450 ]

فَلَمَّا اسْتَيْأَسُواْ مِنْهُ خَلَصُواْ نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُواْ أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُم مَّوْثِقًا مِّنَ اللّهِ وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّىَ يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ﴿٨٠﴾
ارْجِعُواْ إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُواْ يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ ﴿٨١﴾
وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيْرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ﴿٨٢﴾

142 - في تفسير علي بن ابراهيم فلما اجتمعوا إلى يوسف وجلودهم تقطر دما أصفر وكانوا يجادلونه في حبسه، وكان ولد يعقوب إذا غضبوا خرج من ثيابهم شعر و يقطر من رؤسهم (1) دم اصفر وهم يقولون: يا ايها العزيز ان له ابا شيخا كبيرا فخذ احدنا مكانه انا نريك من المحسنين فاطلق عن هذا، فلما راى يوسف ذلك قال معاذ الله ان نأخذ الا من وجدنا متاعنا عنده ولم يقل الا من سرق متاعنا انا إذا لظالمون فلما استيأسوا منه وأرادوا الانصراف إلى أبيهم قال لهم لاوى بن يعقوب: الم تعلموا ان اباكم قد اخذ عليكم موثقا من الله في هذا ومن قبل ما فرطتم في يوسف فارجعوا انتم إلى أبيكم فأما انا فلا أرجع إليه حتى يأذن لي ابي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين. 143 - في تفسير العياشي عن هشام بن سالم عن ابي عبد الله عليه السلام قال: لما استيأس اخوة يوسف من أخيهم قال لهم يهودا وكان أكبرهم: " لن ابرح الارض حتى يأذن لي أبي أو يحكم الله لي وهو خير الحاكمين " قال: ورجع إلى يوسف يكلمه حتى ارتفع الكلام بينهما حتى غضب يهودا وكان إذا غضب يهودا قامت شعرة في كتفه وخرج منها الدم، قال: وكان بين يديي يوسف ابن له صغير معه رمانة من ذهب، وكان الصبي يلعب بها قال: فأخذها يوسف من الصبي فدحرجها نحو يهودا، قال: وحبا الصبي (2) ليأخذها فمس يهودا فسكن يهودا، ثم عاد إلى يوسف فكلمه في اخيه حتى ارتفع الكلام بينهما حتى غضب يهودا وقامت الشعرة وسال منها الدم، فأخذ يوسف الرمانة من الصبي فدحرجها نحو يهودا وحبا الصبي نحو يهودا فسكن يهودا، فقال يهودا: ان في البيت معنا لبعض ولد يعقوب قال: فعند ذلك قال لهم يوسف: هل علمتم ما فعلتم بيوسف واخيه إذ انتم جاهلون 144 - وفي رواية هشام بن سالم عنه قال: لما اخذ يوسف اخاه اجتمع عليه إخوته فقالو له: " خذ احدنا مكانه " وجلودهم تقطر دما اصفر وهم يقولون: خذ احدنا
(1) كذا في النسخ والمصدر لكن في المنقول عنه في البحار " ورؤسها " وهو الظاهر. (2) اي دنا. (*)


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page