• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

سورة يونس (آيات 99الي109)و سورة هود (آيات1الي39)الصفحة 326الي 350


[ 326 ]
نزل بهم من عذابي، فقال اسرافيل: يا رب ان عذابك قد بلغ اكتافهم وكاد ان يهلكهم وما اراه الا وقد نزل بساحتهم فالى اين اصرفه ؟ فقال الله: كلا اني قد امرت ملائكتي ان يصرفوه ولا ينزلوه عليهم حتى يأتيهم امري فيهم وعزيمتي، فأهبط يا اسرافيل عليهم واصرفه عنهم، واصرف به إلى الجبال بناحية مفاوض العيون ومجاري السيول في الجبال العاتية (1) العادية المستطيلة على الجبال، فاذلها به ولينها حتى تصير ملتئمة حديدا جامدا، فهبط اسرافيل فنشر اجنحته فاستاق بها (2) ذلك العذاب حتى ضرب بها تلك الجبال التي اوحى الله إليه ان يصرفه إليها، قال أبو جعفر عليه السلام: وهي الجبال التي بناحية الموصل اليوم فصارت حديدا إلى يوم القيمة. فلما راى قوم يونس ان العذاب قد صرف عنهم هبطوا إلى منازلهم من رؤس الجبال وضموا إليهم نساءهم واولادهم واموالهم وحمدوا الله على ما صرف عنهم، و اصبح يونس وتنوخا يوم الخميس في موضعهما الذي كانا فيه لا يشكان ان العذاب قد نزل بهم واهلكهم جميعا لما خفيت أصواتهم عنهما، فاقبلا ناحية القرية يوم الخميس مع طلوع الشمس ينظران إلى ما صار إليه القوم فلما دنوا من القوم و استقبلتهم الحطابون والحماة والرعاة بأعناقهم ونظروا إلى اهل القرية مطمئنين قال يونس لتنوخا: يا تنوخا كذبني الوحى (3) وكذبت وعدي لقومي لا وعزة ربي لا يرون لي وجها ابدا بعد ما كذبني الوحي، فانطلق يونس هاربا على وجهه مغاضبا لربه ناحية بحر ايلة (4) مستنكرا فرارا من أن يراه احد من قومه فيقول له: يا كذاب، فلذلك قال الله: " وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن ان لن نقدر عليه " الآية و
(1) الجبال العاتية: الكبيرة الطويلة. (2) استاق الماشية: حثها على السير من خلف، عكس قادها. (3) اي باعتقاد القوم. (4) قال المجلسي (ره): قوله " مغاضبا لربه " اي على قومه لربه تعالى، اي كان غضبه لله تعالى لا للهوى، أو خائفا عن تكذيب قومه لما تخلف عنه من وعد ربه " انتهى " وايلة: مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلي الشام، وقيل آخر الحجاز واول الشام. (*)


[ 326 ]
نزل بهم من عذابي، فقال اسرافيل: يا رب ان عذابك قد بلغ اكتافهم وكاد ان يهلكهم وما اراه الا وقد نزل بساحتهم فالى اين اصرفه ؟ فقال الله: كلا اني قد امرت ملائكتي ان يصرفوه ولا ينزلوه عليهم حتى يأتيهم امري فيهم وعزيمتي، فأهبط يا اسرافيل عليهم واصرفه عنهم، واصرف به إلى الجبال بناحية مفاوض العيون ومجاري السيول في الجبال العاتية (1) العادية المستطيلة على الجبال، فاذلها به ولينها حتى تصير ملتئمة حديدا جامدا، فهبط اسرافيل فنشر اجنحته فاستاق بها (2) ذلك العذاب حتى ضرب بها تلك الجبال التي اوحى الله إليه ان يصرفه إليها، قال أبو جعفر عليه السلام: وهي الجبال التي بناحية الموصل اليوم فصارت حديدا إلى يوم القيمة. فلما راى قوم يونس ان العذاب قد صرف عنهم هبطوا إلى منازلهم من رؤس الجبال وضموا إليهم نساءهم واولادهم واموالهم وحمدوا الله على ما صرف عنهم، و اصبح يونس وتنوخا يوم الخميس في موضعهما الذي كانا فيه لا يشكان ان العذاب قد نزل بهم واهلكهم جميعا لما خفيت أصواتهم عنهما، فاقبلا ناحية القرية يوم الخميس مع طلوع الشمس ينظران إلى ما صار إليه القوم فلما دنوا من القوم و استقبلتهم الحطابون والحماة والرعاة بأعناقهم ونظروا إلى اهل القرية مطمئنين قال يونس لتنوخا: يا تنوخا كذبني الوحى (3) وكذبت وعدي لقومي لا وعزة ربي لا يرون لي وجها ابدا بعد ما كذبني الوحي، فانطلق يونس هاربا على وجهه مغاضبا لربه ناحية بحر ايلة (4) مستنكرا فرارا من أن يراه احد من قومه فيقول له: يا كذاب، فلذلك قال الله: " وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن ان لن نقدر عليه " الآية و
(1) الجبال العاتية: الكبيرة الطويلة. (2) استاق الماشية: حثها على السير من خلف، عكس قادها. (3) اي باعتقاد القوم. (4) قال المجلسي (ره): قوله " مغاضبا لربه " اي على قومه لربه تعالى، اي كان غضبه لله تعالى لا للهوى، أو خائفا عن تكذيب قومه لما تخلف عنه من وعد ربه " انتهى " وايلة: مدينة على ساحل بحر القلزم مما يلي الشام، وقيل آخر الحجاز واول الشام. (*)

327

[ 327 ]
رجع تنوخا إلى القرية، فلقى روبيل فقال له يا تنوخا: اي الرأيين كان اصوب واحق ؟ ارأيي أو رأيك ؟ فقال له تنوخا: بل رايك كان اصوب ولقد كنت اشرت برأي العلماء والحكماء، وقال له تنوخا: اما اني لم ازل ارى اني افضل منك لزهدي وفضل عبادتي حتى استبان فضلك لفضل علمك، وما اعطاك الله ربك من الحكمة مع التقوى افضل من الزهد والعبادة بلا علم، فاصطحبا فلم يزالا مقيمين مع قومهما ومضى يونس على وجهه مغاضبا لربه، فكان من قصته ما اخبر الله في كتابه إلى قوله: " فآمنوا فمتعناهم إلى حين ". قال أبو عبيدة: قلت لابي جعفر عليه السلام كم كان غاب يونس عن قومه حتى رجع إليهم بالنبوة والرسالة فآمنوا به وصدقوه ؟ قال: اربعة اسابيع سبعا منها في ذهابه إلى البحر، وسبعا في بطن الحوت، وسبعا تحت الشجرة بالعراء وسبعا منها في رجوعه إلى قومه فقلت له: وما هذه الاسابيع شهورا وايام أو ساعات فقال: يابا عبيدة ان العذاب اتاهم يوم الاربعاء في النصف من شوال، وصرف عنهم من يومهم ذلك، فانطلق يونس مغاضبا فمضى يوم الخميس سبعة ايام في مسيره إلى البحر، وسبعة ايام في بطن الحوت، وسبعة ايام تحت الشجرة بالعراء وسبعة ايام في رجوعه إلى قومه، فكان ذهابه ورجوعه ثمانية وعشرين يوما، ثم أتاهم فآمنوا به وصدقوه واتبعوه فلذلك قال: فلولا كانت قرية آمنت فنفعها ايمانها الا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحيوة الدنيا ومتعناهم. 133 - عن أبي بصير عن أبي عبد الله عليه السلام قال: لما أظل قوم يونس العذاب دعوا الله فصرفه عنهم، قلت: كيف ذلك ؟ قال: كان في العلم انه يصرف عنهم. 134 - عن الثمالي عن أبي جعفر عليه السلام قال: ان يونس لما آذاه قومه دعى الله عليهم فأصبحوا اول يوم صفر، وأصبحوا اليوم الثاني ووجوههم سود، قال: وكان الله أوعدهم أن يأتيهم العذاب حتى نالوه برماحهم، ففرقوا بين النساء وأولادهن، والبقر وأولادها ولبسوا المسوح (1) والصوف ووضعوا الحبال في أعناقهم، والرماد
(1) المسوح جمع المسح - بالكسر -: الكساء من شعر. (*)

328

[ 328 ]
على رؤسهم، وضجوا ضجة واحدة إلى ربهم، وقالوا: آمنا باله يونس، قال: فصرف الله عنهم العذاب إلى جبال آمد (1) قال: وأصبح يونس وهو يظن انهم هلكوا، فوجدهم في عافية. 135 - عن معمر قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السلام: ان يونس لما أمره الله بما أمره فأعلم قومه فأظلهم العذاب فرقوا بينهم وبين اولادهم وبين البهايم وأولادها، ثم عجوا إلى الله وضجوا فكشف الله العذاب عنهم. وهذان الحديثان طويلان أخذنا منهما موضع الحاجة. 136 - في تهذيب الاحكام علي بن الحسن عن محمد بن عبد الله بن زرارة عن احمد بن محمد بن ابي نصر عن أبان بن عثمان الاحمر عن كثير النوا عن ابي جعفر عليه السلام انه قال وقد ذكر يوم عاشورا: وهذا اليوم الذي تاب الله فيه على قوم يونس. 137 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى علي بن سالم عن ابيه عن ابي بصير قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: لاي علة صرف الله عزوجل العذاب عن قوم يونس وقد اظلهم ولم يفعل ذلك بغيرهم من الامم ؟ فقال: لانه كان في علم الله عزوجل انه سيصرفه عنهم لتوبتهم وانما ترك اخبار يونس بذلك لانه عزوجل اراد ان يفرغه لعبادته في بطن الحوت فيستوجب بذلك ثوابه وكرامته. 138 - وباسناده إلى سماعة انه سمعه عليه السلام وهو يقول: ما رد الله العذاب عن قوم قد اظلهم الا قوم يونس، فقلت: أكان قد اظلهم ؟ فقال: نعم حتى نالوه باكفهم، قلت: فكيف كان ذلك ؟ قال: كان في العلم المثبت عند الله عزوجل الذي لم يطلع عليه أحد انه سيصرفه عنهم. 139 - في تفسير علي بن ابراهيم حدثني ابي عن ابن ابي عمير عن جميل قال: قال لي أبو عبد الله عليه السلام: ما رد الله عزوجل العذاب الا عن قوم يونس وكان يونس عليه السلام يدعوهم إلى الاسلام فيأبوا ذلك، فهم ان يدعوا عليهم وكان فيهم رجلان: عابد وعالم. وكان اسم احدهما مليخا والآخر اسمه روبيل، وكان العابد يشير على يونس بالدعاء عليهم وكان العالم ينهاه، ويقول: لا تدعو عليهم فان الله يستجيب لك ولا يحب هلاك عباده، فقبل قول العابد ولم يقبل قول العالم، فدعى عليهم فأوحى الله إليه: يأتيهم العذاب في سنة كذا
(1) قال الحموي: آمد - بكسر الميم - أعظم ديار بكر. (*)

329

[ 329 ]
وكذا في شهر كذا وكذا في يوم كذا وكذا، فلما قرب الوقت خرج يونس من بينهم مع العابد وبقى العالم فيهم، فلما كان ذلك اليوم نزل العذاب فقال العالم لهم: يا قوم افزعوا إلى الله عزوجل فلعله يرحمكم فيرد العذاب عنكم، فقالوا: كيف نصنع ؟ قال اجتمعوا واخرجوا إلى المفازة وفرقوا بين النساء والاولاد وبين الابل واولادها، وبين البقر واولادها وبين الغنم واولادها ثم ابكو وادعوا، فذهبوا وفعلوا ذلك وضجوا وبكوا، فرحمهم الله وصرف عنهم العذاب وفرق العذاب على الجبال وقد كان نزل وقرب منهم، فاقبل يونس لينظر كيف اهلكهم الله فراى الزارعون يزرعون في ارضهم، قال لهم ما فعل قوم يونس ؟ فقالوا له ولم يعرفوه: ان يونس دعا عليهم فاستجاب الله عزوجل له ونزل العذاب عليهم فاجتمعوا وبكوا ودعوا فرحمهم الله وصرف ذلك عنهم وفرق العذاب على الجبال، فهم اذن يطلبون يونس ليؤمنوا به فغضب يونس ومر على وجهه مغاضبا لله كما حكى الله تعالى والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 140 - وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفر عليه السلام قال: لبث يونس في بطن حوت ثلثة ايام ونادى في الظلمات ظلمة بطن الحوت وظلمة الليل وظلمة البحر: " لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين " فاستجاب الله له فاخرجه الحوت إلى الساحل ثم قذفه فألقاه إلى الساحل وأنبت الله عليه شجرة من يقطين وهو القرع، فكان يمصه ويستظل به و بورقه، وكان تساقط شعره ورق جلده، وكان يونس يسبح ويذكر الله بالليل والنهار فلما ان قوى واشتد بعث الله دودة فاكلت اسفل القرع فذبلت القرعة ثم يبست، فشق ذلك على يونس فظل حزينا، فأوحى الله إليه: مالك حزينا يا يونس ؟ قال: يا رب هذه الشجرة التي كانت تنفعني سلطت عليها دودة فيبست ؟ قال: يا يونس أحزنت بشجرة لم تزرعها ولم تسقها ولم تعن بها أن يبست حين استغنيت عنها، ولم تحزن لاهل نينوى أكثر من مأة ألف أردت ان ينزل عليهم العذاب، ان اهل نينوى آمنوا واتقوا فارجع إليهم، فانطلق يونس إلى قومه فلما دنى من نينوى استحيى أن يدخل، فقال لراع لقيه: إئت اهل نينوى فقل لهم: ان يونس قد جاء، قال الراعي: أتكذب أما تستحيي ويونس قد غرق في البحر وذهب ؟ قال له يونس: اللهم ان هذه الشاة تشهد لك أني

330

[ 330 ]
يونس، فانطقت الشاة له بأنه يونس، فلما أتى الراعي قومه وأخبرهم أخذوه وهموا بضربه، فقال: لي بينة بما أقول، قالوا: من يشهد ؟ قال: هذه الشاة تشهد، فشهدت انه صادق وان يونس قد رده الله إليهم، فخرجوا يطلبونه فوجدوه فجاؤا به وآمنوا وحسن ايمانهم فمتعهم الله إلى حين وهو الموت وأجارهم من ذلك العذاب. 141 - وعن علي عليه السلام حديث طويل يقول في آخره: وأنبت الله عليه شجرة من يقطين وهي الدبا فأظلته من الشمس فسكن، ثم امر الشجرة فتنحت عنه ووقع الشمس عليه فجزع، فأوحى الله إليه: يا يونس لم لم ترحم مأة ألف أو يزيدون وأنت تجزع ساعة ؟ فقال: رب عفوك عفوك، فرد الله بدنه ورجع إلى قومه وآمنوا به وهو قوله: " فلولا كانت قرية آمنت فنفعها ايمانها الا قوم يونس لما آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحيوة الدنيا ومتعناهم إلى حين ". 142 - في الكافي باسناده إلى ابي عبد الله عليه السلام حديث طويل يقول فيه عليه السلام: ان جبرئيل استثنى في هلاك قوم يونس ولم يسمعه يونس. 143 - في روضة الكافي عنه عن احمد بن محمد عن ابن محبوب عن عبد الله ابن سنان عن معروف بن خربوذ عن ابي جعفر عليه السلام قال: ان الله عزوجل رياح رحمة ورياح عذاب، فان شاء ان يجعل الرياح من العذاب رحمة فعل، قال: ولن يجعل الرحمة من الريح عذابا قال: وذلك انه لم يرحم قوما قط اطاعوه فكانت طاعتهم اياه وبالا عليهم الا من بعد تحولهم عن طاعته، قال: وكذلك فعل بقوم يونس لما آمنوا رحمهم الله بعد ما قد كان قدر عليهم العذاب وقضاه، ثم تداركهم برحمته فجعل العذاب المقدر عليهم رحمة، فصرفه عنهم وقد انزله عليهم وغشيهم، وذلك لما آمنوا به وتضرعوا إليه. 144 - فيمن لا يحضره الفقيه وفي العلل التي ذكرها الفضل بن شاذان " رحمه الله " عن الرضا عليه السلام قال: انما جعل للكسوف صلوة لانه من آيات الله عزوجل لا يدري الرحمة ظهرت ام لعذاب ؟ فأحب النبي صلى الله عليه واله ان تفزع امته إلى خالقها و راحمها عند ذلك ليصرف عنهم شرها ويقيهم مكروهها كما صرف عن قوم يونس حين

331

[ 331 ]
تضرعوا إلى الله عزوجل.

وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ ﴿٩٩﴾
وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَن تُؤْمِنَ إِلاَّ بِإِذْنِ اللّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ ﴿١٠٠﴾

145 - في عيون الاخبار في باب ما جاء عن الرضا عليه السلام من الاخبار في التوحيد حدثنا عبد الله بن تميم القرشي قال حدثنا ابي عن احمد بن علي الانصاري عن ابي الصلت عبد السلام بن صالح الهروي قال: سأل المأمون ابا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام عن قول الله جل ثناؤه: ولو شاء ربك لآمن من في الارض كلهم جميعا افأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين وما كان لنفس ان تؤمن الا باذن الله فقال الرضا عليه السلام: حدثني ابي موسى بن جعفر عن ابيه جعفر بن محمد عن ابيه محمد بن علي عن ابيه علي بن الحسين عن ابيه الحسين بن علي عن علي بن ابي طالب عليهم السلام قال: ان المسلمين قالوا لرسول الله صلى الله عليه واله: لو اكرهت يارسول الله من قدرت عليه من الناس على الاسلام لكثر عددنا وقوتنا على عدونا ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه واله: ما كنت لالقى الله تعالى ببدعة لم يحدث الي فيها شيئا وما انا من المتكلفين، فأنزل الله تبارك وتعالى عليه يا محمد ولو شاء ربك لآمن من في الارض كلهم جميعا على سبيل الالجاء والاضطرار في الدنيا كما يؤمن عند المعاينة ورؤية البأس وفي الآخرة ولو فعلت ذلك بهم لم يستحقوا مني ثوابا ولا مدحا ولكني اريد منهم ان يؤمنوا مختارين غير مضطرين ليستحقوا مني الزلفى والكرامة ودوام الخلود في جنة الخلد " أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين " واما قوله: " وما كان لنفس ان تؤمن الا باذن الله " فليس ذلك على سبيل تحريم الايمان عليها، ولكن على معنى انها ما كانت لتؤمن الا باذن الله واذنه امره لها بالايمان ما كانت مكلفة متعبدة، وإلجاؤه اياها إلى الايمان عند زوال التكليف والتعبد عنها فقال المأمون: فرجت عني فرج الله عنك. 146 - في كتاب التوحيد ابي رحمه الله قال: حدثنا عبد الله بن جعفر الحميري عن احمد بن محمد عن ابن فضال عن علي بن عقبة عن ابيه قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: اجعلوا امركم لله ولا تجعلوه للناس فانه ما كان لله فهو لله، وما كان للناس فلا يصعد إلى الله، لا تخاصموا الناس لدينكم، فان المخاصمة ممرضة للقلب، ان الله عزوجل قال لنبيه: " انك لا تهدي من احببت ولكن الله يهدي من يشاء " وقال: " افأنت

332

[ 332 ]
تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين " ذروا الناس فان الناس اخذوا عن الناس وانكم اخذتم عن رسول الله صلى الله عليه واله، واني سمعت ابي يقول: ان الله عزوجل إذا كتب على عبد ان يدخل في هذا الامر كان اسرع إليه من الطير إلى وكره (1).

قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَن قَوْمٍ لاَّ يُؤْمِنُونَ ﴿١٠١﴾

147 - في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن احمد بن محمد بن عبد الله عن احمد بن هلال عن امية بن علي عن داود الرقي قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله تبارك وتعالى: وما تغنى الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون قال: الآيات هم الائمة والنذر هم الانبياء عليهم السلام. 148 - في روضة الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن علي بن الحكم عن عبد الله بن يحيى الكاهلي عن ابي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: " وما تغنى الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون " قال: لما اسرى برسول الله صلى الله عليه واله اتاه جبرئيل بالبراق فركبها، فأتى بيت المقدس فلقى من لقى من اخوانه من الانبياء صلوات الله عليهم اجمعين ثم رجع، فحدث اصحابه اني اتيت بيت المقدس ورجعت من الليلة وقد جاءني جبرئيل بالبراق فركبتها، وآية ذلك اني مررت بعير لابي سفيان على ماء لبني فلان، وقد اضلوا جملا لهم أحمر، وقد هم القوم في طلبه فقال بعضهم لبعض: انما جاء الشام وهو راكب سريع، ولكنكم قد أتيتم الشام وعرفتموها فاسئلوه عن أسواقها وابوابها وتجارها، فقالوا: يارسول الله كيف الشام وكيف اسواقها ؟ قال: وكان رسول الله صلى الله عليه واله إذا سئل عن الشئ لا يعرفه شق عليه حتى يرى ذلك في وجهه، قال: فبينما هو كذلك إذ أتاه جبرئيل عليه السلام فقال: يارسول الله هذه الشام قد رفعت لك فالتفت رسول الله صلى الله عليه واله فإذا هو بالشام بأبوابها واسوقها وتجارها، فقال: اين السائل عن الشام ؟ فقال له: فلان وفلان، فأجابهم رسول الله صلى الله عليه واله في كل ما سألوه عنه فلم يؤمن منهم الا قليل: وهو قول الله تبارك وتعالى: " وما تغنى الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون " ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: نعوذ بالله ان لا نؤمن بالله
(1) الوكر: عش الطائر. (*)

333

[ 333 ]

فَهَلْ يَنتَظِرُونَ إِلاَّ مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِهِمْ قُلْ فَانتَظِرُواْ إِنِّي مَعَكُم مِّنَ الْمُنتَظِرِينَ ﴿١٠٢﴾

149 - في تفسير العياشي عن محمد بن الفضل عن ابي الحسن الرضا عليه السلام قال: سألته عن شئ في الفرج ؟ فقال: اوليس تعلم ان انتظار الفرج من الفرج ؟ ان الله يقول: انتظروا اني معكم من المنتظرين.

ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُواْ كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنجِ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٠٣﴾ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي شَكٍّ مِّن دِينِي فَلاَ أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴿١٠٤﴾ وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴿١٠٥﴾
وَلاَ تَدْعُ مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُكَ وَلاَ يَضُرُّكَ فَإِن فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِّنَ الظَّالِمِينَ ﴿١٠٦﴾ وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُرٍّ فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلاَ رَآدَّ لِفَضْلِهِ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴿١٠٧﴾ قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُمُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكُمْ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنَاْ عَلَيْكُم بِوَكِيلٍ ﴿١٠٨﴾
وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّىَ يَحْكُمَ اللّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ﴿١٠٩﴾

150 - عن مصقلة الطحان عن ابي عبد الله عليه السلام قال: ما يمنعكم ان تشهدوا على من مات منكم على هذا الامر انه من أهل الجنة ان الله يقول: كذلك حقا علينا ننج المؤمنين.
[ 334 ]
بسم الله الرحمن الرحيم 1 - في كتاب ثواب الاعمال باسناده إلى ابي محمد بن علي عليهما السلام قال: من قرأ سورة هود في كل جمعة بعثه الله عزوجل يوم القيمة في زمرة النبيين ولم يعرف له خطيئة عملها يوم القيمة. 2 - في مجمع البيان ابي بن كعب عن النبي صلى الله عليه واله من قرأها اعطى من الاجر عشر حسنات بعدد من صدق بنوح وكذب به وهود وصالح وشعيب ولوط وابراهيم و موسى، وكان يوم القيمة من السعداء. 3 - وروى الثعلبي باسناده عن ابي اسحق عن ابي جحيفة قال: قيل: يارسول الله قد اسرع اليك الشيب ؟ قال: - شيبتني هود واخواتها. 4 - في كتاب الخصال عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال أبو بكر: يارسول الله قد اسرع اليك الشيب ؟ قال شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتسائلون.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الَر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ ﴿١﴾ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ إِنَّنِي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ ﴿٢﴾
وَأَنِ اسْتَغْفِرُواْ رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُواْ إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُم مَّتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ وَإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ كَبِيرٍ ﴿٣﴾ إِلَى اللّهِ مَرْجِعُكُمْ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴿٤﴾ أَلا إِنَّهُمْ يَثْنُونَ صُدُورَهُمْ لِيَسْتَخْفُواْ مِنْهُ أَلا حِينَ يَسْتَغْشُونَ ثِيَابَهُمْ يَعْلَمُ مَا يُسِرُّونَ وَمَا يُعْلِنُونَ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴿٥﴾

5 - في تفسير علي بن ابراهيم وفي رواية ابي الجارود عن ابي جعفر عليه السلام: الر كتاب احكمت آياته قال: هو القرآن من لدن حكيم خبير قال: من عند حكيم خبير وان استغفروا ربكم يعنى المؤمنين وقوله تعالى: ويؤت كل ذي فضل فضله فهو علي بن ابي طالب صلوات الله عليه وقوله عزوجل: وان تولوا فاني اخاف عليكم عذاب يوم كبير قال: الدخان والصيحة قوله عزوجل: الا انهم يثنون صدورهم ليستخفوا منه يقول: يكتمون ما في صدورهم من بغض علي عليه السلام وقال رسول الله صلى الله عليه واله: ان آية المنافق بغض علي عليه السلام وكان قوم يظهرون المودة لعلي عند النبي ويسرون بغضه فقال جل ذكره: الا حين يستغشون ثيابهم فانه كان إذا حدث بشئ من فضل علي صلوات الله عليه أو تلا عليهم ما انزل الله فيه نفضوا ثيابهم ثم قاموا، يقول الله عزوجل: يعلم ما يسرون وما يعلنون حين قاموا انه عليم بذات الصدور.

335

[ 335 ]
6 - في روضة الكافي ابن محبوب عن جميل بن صالح عن سدير عن أبي جعفر عليه السلام قال أخبرني جابر بن عبد الله ان المشركين كانوا إذا مروا برسول الله صلى الله عليه واله حول البيت طأطأ احدهم ظهره ورأسه هكذا، وغطى رأسه بثوبه حتى لا يراه رسول الله صلى الله عليه وآله، فأنزل الله عزوجل: " الا انهم يثنون صدورهم لستخفوا منه الا حين يستغشون ثيابهم يعلم ما يسرون وما يعلنون ". 7 - في مجمع البيان روى عن علي بن الحسين وأبي جعفر محمد بن علي و جعفر بن محمد " يثنوني صدورهم " على يفعوعل.

وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ ﴿٦﴾

8 - في تفسير العياشي عن محمد بن الفضيل عن جابر عن أبي جعفر عليه السلام قال: اتى رسول الله صلى الله عليه واله رجل من اهل البادية فقال: يارسول الله ان لي بنين وبنات واخوة و اخوات وبني بنين وبني بنات وبني اخوة وبني اخوات، والمعيشة علينا خفيفة (1) فان رأيت يارسول الله ان تدعو الله أن يوسع علينا ؟ قال: وبكى، فرق له [ المسلمون فقال ] رسول الله: ما من دابة في الارض الا على الله رزقها ويعلم مستقرها ومستودعها كل في كتاب مبين من كفل بهذه الافواه المضمونة على الله رزقها صب الله عليه الرزق صبا كالماء المنهمر ان قليل فقليلا وان كثير فكثيرا، قال: ثم دعى رسول الله صلى الله عليه واله وأمن له المسلمون قال: قال أبو جعفر عليه السلام فحدثني من رأى الرجل في زمن عمر فسأله عن حاله فقال: من أحسن من حوله (2) حالا وأكثرهم مالا. 9 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: قسم ارزاقهم وأحصى آثارهم وأعمالهم وعدد أنفاسهم وخائنة اعينهم وما تخفى صدورهم من الضمير ومستقرهم ومستودعهم من الارحام والظهور إلى ان تتناهى بهم الغايات.

وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ ﴿٧﴾

10 - في عيون الاخبار حدثنا تميم بن عبد الله بن تميم القرشي قال: حدثنا ابي عن أحمد بن علي الانصاري عن ابي الصلت عبد الله بن صالح الهروي قال: سئل المأمون ابا
(1) لعله مصحف " ضيقة ". (2) في المصدر " خوله " بالخاء المعجمة. و " حلالا " بدل " حالا " وهو من خوله الله المال: أعطاه اياه متفضلا وملكه اياه. (*)

336

[ 336 ]
الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام عن قول الله عزوجل: وهو الذي خلق السموات والارض في ستة ايام وكان عرشه على الماء ليبلوكم ايكم احسن عملا فقال: ان الله تعالى خلق العرش والماء والملائكة قبل خلق السماوات والارض فكانت الملائكة تستدل بأنفسها وبالعرش والماء على الله تعالى، ثم جعل عرشه على الماء ليظهر بذلك قدرته للملائكة فتعلم انه على كل شئ قدير، ثم رفع العرش بقدرته ونقله فجعله فوق السماوات السبع ثم خلق السموات [ السبع ] والارض في ستة ايام وهو مستول على عرشه وكان قادرا على ان يخلقها في طرفة عين ولكنه عزوجل خلقها في ستة ايام ليظهر للملائكة ما يخلقه منها شيئا بعد شئ فيستدل بحدوث ما يحدث على الله تعالى مرة بعد مرة، ولم يخلق الله العرش لحاجة به إليه، لانه غني عن العرش وعن جميع ما خلق لا يوصف بالكون على العرش، لانه ليس بجسم تعالى عن صفة خلقه علوا كبيرا، واما قوله عزوجل: " ليبلوكم ايكم احسن عملا " فانه عزوجل خلق خلقه ليبلوهم بتكليف طاعته وعبادته على سبيل الاحتمال والتجربة، لانه لم يزل عليما بكل شئ، فقال المأمون: فرجت عني يا أبا الحسن فرج الله عنك. 11 - في الكافي عدة من اصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن اسمعيل عن بعض اصحابه عن ابي عبد الله عليه السلام قال: ان الله تعالى خلق الدنيا في ستة ايام ثم اختزلها (1) عن ايام السنة والسنة ثلثمأة وأربع وخمسون يوما. 12 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه: واما قوله: " انما اعظكم بواحدة " فان الله جل ذكره أنزل عزايم الشرايع وآيات الفرائض في أوقات مختلفة، كما خلق السموات والارض في ستة ايام، ولو شاء أن يخلقها في أقل من لمح البصر لخلق، ولكنه جعل الاناة والمداراة مثالا لامنائه وايجابا للحجة على خلقه. 13 - في تفسير علي بن ابراهيم وقوله عزوجل: " وهو الذي خلق السموات والارض في ستة ايام وكان عرشه على الماء " وذلك في مبدأ الخلق، ان الرب تبارك و تعالى خلق الهواء ثم خلق القلم فأمره أن يجري، فقال: يا رب بما أجري ؟ فقال:
(1) اختزل الشئ: حذفه وقطعه. (*)

337

[ 337 ]
بما هو كائن، ثم خلق الظلمة من الهواء وخلق النور من الهواء وخلق الماء من الهواء وخلق العرش من الهواء وخلق العقيم من الهواء وهو الريح الشديد. وخلق النار من الهواء، وخلق الخلق كلهم من هذه الستة التي خلقت من الهواء، فسلط العقيم على الماء فضربته فأكثرت الموج والزبد وجعل يثور دخانه في الهواء، فلما بلغ الوقت الذي أراد قال للزبد: اجمد فجمد، وقال للموج: اجمد فجمد، فجعل الزبد أرضا وجعل الموج جبالا رواس للارض، فلما اجمدها قال للروح والقدرة: سويا عرشي إلى السماء، فسويا عرشه إلى السماء، وقال للدخان: اجمد فجمد ثم قال له: ازفر (1) فزفر فناديها " والارض جميعا ائتيا طوعا أو كرها قالتا اتينا طائعين فقضاهن سبع سموات في يومين ومن الارض مثلهن " فلما اخذ في رزق خلقه خلق السماء وجنانها والملائكة يوم الخميس، وخلق الارض يوم الاحد، وخلق دواب البر والبحر يوم الاثنين، وهما اليومان اللذان يقول الله عزوجل: " أانكم لتكفرون بالذي خلق الارض في يومين " وخلق الشجر ونبات الارض وانهارها وما فيها والهوام في يوم الثلثاء وخلق الجان وهو أبو الجن يوم السبت (2) وخلق الطير في يوم الاربعاء، وخلق آدم في ست ساعات في يوم الجمعة، ففي هذه الستة الايام خلق الله السموات والارض وما بينهما. 14 - في روضة الكافي عن عبد الله بن سنان قال: سمعت ابا عبد الله عليه السلام يقول: ان الله خلق الخير يوم الاحد، وما كان ليخلق الشر قبل الخير وفي يوم الاحد والاثنين خلق الارضين، وخلق اقواتها يوم الثلثاء، وخلق السموات يوم الاربعاء ويوم الخميس وخلق اقواتها يوم الجمعة، وذلك قول الله عزوجل " خلق السموات والارض وما بينهما في ستة ايام ". 15 - في كتاب التوحيد حدثنا علي بن احمد بن محمد بن عمران الدقاق رحمه الله قال: حدثنا محمد بن ابي عبد الله الكوفي عن محمد بن اسمعيل البرمكي:
(1) زفر النار: سمع صوت لتوقدها. (2) قال المجلسي (ره): " يوم السبت " ليس في بعض النسخ وهو أظهر، ثم ذكر وجوها على تقديره فراجع البحار ج 14: 17 ان شئت. (*)

338

[ 338 ]
قال: حدثنا جذعان بن نصر أبو نصر الكندي قال: حدثنا سهل بن زياد الادمي عن الحسن بن محبوب عن عبد الله بن كثير عن داود الرقي قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قول الله عزوجل: " وكان عرشه على الماء " فقال لي: ما يقولون ؟ قلت: يقولون ان العرش كان على الماء والرب فوقه، فقال: كذبوا، من زعم هذا فقد صير الله محمولا ووصفه بصفة المخلوقين ولزمه ان الشئ الذي يحمله اقوى منه، قلت: بين لي جعلت فداك، فقال: ان الله عزوجل حمل علمه ودينه الماء قبل ان يكون سماء أو ارض أو انس أو جن أو شمس أو قمر فلما اراد ان يخلق الخلق نثرهم بين يديه فقال لهم: من ربكم ؟ فكان اول من نطق رسول الله وامير المؤمنين والائمة صلوات الله عليهم، فقالوا: انت ربنا فحملهم العلم والدين، ثم قال للملائكة: هؤلاء حملة علمي وديني وامنائي في خلقي وهم المسئولون، ثم قيل لبني آدم: أقروا لله بالربوبية ولهؤلاء النفر بالطاعة فقالوا: نعم ربنا اقررنا فقال للملائكة: اشهدوا، فقالت الملائكة: " شهدنا على ان لا يقولوا انا كنا عن هذا غافلين * أو يقولوا انما اشرك آبائنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون " ان ولايتنا مؤكدة عليهم في الميثاق. 16 - في اصول الكافي محمد بن الحسن عن سهل بن زياد عن ابن محبوب عن عبد الرحمن بن كثير عن داود الرقي قال: سألت ابا عبد الله عليه السلام عن قوله عزوجل: " وكان عرشه على الماء " فقال: ما يقولون ؟ قلت: يقولون: ان العرش كان على الماء والرب فوقه، فقال: كذبوا، من زعم هذا فقد صير الله محمولا ووصفه بصفة المخلوق ولزمه ان الشئ الذي يحمله اقوى، قلت: بين لي جعلت فداك، فقال: ان الله حمل دينه وعلمه الماء قبل ان يكون سماء أو ارض، أو جن أو انس أو شمس أو قمر. 17 - محمد بن يحيى عن عبد الله بن محمد بن عيسى عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن سدير الصيرفي قال: سمعت حمران بن أعين يسأل أبا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل: " بديع السماوات " فقال أبو جعفر عليه السلام: ان الله عزوجل ابتدع الاشياء كلها بعلمه على غير مثال كان قبله، فابتدع السموات والارضين ولم يكن قبلهن سموات ولا أرضون، اما تسمع لقوله تعالى: " وكان عرشه على الماء " والحديث

339

[ 339 ]
طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 18 - في الكافي محمد بن يحيى عن محمد بن الحسين عن محمد بن سنان عن محمد بن عمران العجلي قال: قلت لابي عبد الله عليه السلام: أي شئ كان موضع البيت حيث كان الماء في قول الله تعالى: " وكان عرشه على الماء " ؟ قال: كان مهاة بيضاء يعني درة. 19 - في تفسير علي بن ابراهيم حدثني أبي عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن ابي بكر الحضرمي عن أبي عبد الله عليه السلام قال: خرج هشام بن عبد الملك حاجا و معه الابرش الكلبي (1) فلقيا أبا عبد الله عليه السلام في المسجد الحرام، فقال هشام للابرش تعرف هذا ؟ قال: لا، قال: هذا الذي تزعم الشيعة انه نبي من كثرة علمه، فقال الابرش: لاسألنه عن مسألة لا يجيبني فيها الا نبي أو وصي نبي، فقال هشام: وددت انك فعلت ذلك، فلقى الابرش أبا عبد الله عليه السلام فقال: يا ابا عبد الله أخبرني عن قول الله: " أو لم ير الذين كفروا ان السموات والارض كانتا رتقا ففتقناهما " بما كان رتقهما و بما كان فتقهما ؟ فقال أبو عبد الله عليه السلام: ياأبرش هو كما وصف نفسه، كان عرشه على الماء، والماء على الهواء والهواء لا يحد ولم يكن يومئذ خلق غيرهما والماء عذب فرات، فلما أراد أن يخلق الارض امر الرياح فضربت الماء حتى صار موجا ثم ازبد فصار زبدا واحدا، فجمعه في موضع البيت، ثم جعله جبلا من زبد، ثم دحى الارض من تحته، فقال الله تبارك وتعالى: " ان اول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا " ثم مكث الرب تبارك وتعالى ما شاء فلما أراد أن يخلق السماء أمر الرياح فضربت البحور حتى أزبدتها، فخرج من ذلك الموج والزبد من وسطه دخان ساطع من غير نار، فخلق منه السماء، وجعل فيها البروج والنجوم ومنازل الشمس والقمر، وأجراها في
(1) قال المحدث القمي (ره) في الكنى والالقاب: الابرش الكلبي أبو مجاشع بن الوليد القضاعي الذي ذكره ابن عساكر في تاريخ دمشق كان في عصر هشام بن عبد الملك وبقى إلى عصر المنصور، ويظهر من الروايات والتواريخ انه كان من خواص هشام، ثم ذكر له قصة طريفة مع منصور فراجع ان شئت. (*)

340

[ 340 ]
الفلك وكانت السماء خضراء على لون الماء الاخضر، وكانت الارض غبراء على لون الماء العذب والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة، وستقف عليه بتمامه عند قوله تعالى: " اولم ير الذين كفروا " الآية انشاء الله تعالى. 20 - حدثني ابي عن حماد بن عيسى عن ابراهيم بن عمر اليماني عن أبي الطفيل عن ابي جعفر عن أبيه علي بن الحسين عليهم السلام انه قال: وقد ارسل إليه ابن عباس يسأله عن مسائل: واما ما سئل عنه من العرش مم خلقه الله ؟ فان الله خلقه ارباعا لم يخلق قبله الا ثلاثة أشياء: الهواء والقلم والنور ثم خلقه الله ألوانا مختلفة، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 21 - حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن محمد بن النعمان الاحول عن سلام بن المستنير عن ثوير بن أبي فاختة وذكر حديثا طويلا ستقف عليه آخر الزمر انشاء الله تعالى وفيه يقول عليه السلام: " وتبدل الارض غير الارض " يعني بارض لم تكسب عليها الذنوب، بارزة ليس عليها جبال ولا نبات كما دحاها اول مرة، ويعيد عرشه على الماء كما كان اول مرة مستقلا بعظمته وقدرته. 22 - في اصول الكافي علي بن ابراهيم عن القاسم بن محمد عن المنقري عن سفيان بن عيينة عن ابي عبد الله عليه السلام في قول الله عزوجل: " ليبلوكم ايكم احسن عملا " قال: ليس يعني اكثركم عملا ولكن اصوبكم عملا، وانما الاصابة خشية الله والنية الصادقة والخشية، والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 23 - في نهج البلاغة قال عليه السلام: الا ان الله قد كشف الخلق كشفة لا انه جهل ما اخفوه من مضمون اسرارهم ومكنون ضمائرهم، ولكن ليبلوهم ايهم احسن عملا فيكون الثواب جزاء والعقاب بواء (1). 24 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله وروى عن علي بن محمد العسكري عليهما السلام ان ابا الحسن موسى بن جعفر عليهما السلام قال: ان الله خلق الخلق فعلم ما هم إليه صائرون، فأمرهم ونهاهم فما امرهم به من شئ فقد جعل لهم
(1) البواء: المكافاة. (*)

341

[ 341 ]
السبيل إلى الاخذ به، وما نهاهم عنه من شئ فقد جعل لهم السبيل إلى تركه، ولا يكونون آخذين ولا تاركين الا باذنه، وما جبر الله احدا من خلقه على معصيته بل اختبرهم بالبلوى كما قال: " ليبلوكم ايكم احسن عملا ". قوله عليه السلام: ولا يكونون آخذين ولا تاركين الا باذنه " اي بتخليته وعلمه " انتهى " قال مؤلف هذا الكتاب: قد سبق عن الرضا عليه السلام في كتاب عيون الاخبار بيان لقوله عزوجل " ليبلوكم ايكم احسن عملا " فليراجع (1).

وَلَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَى أُمَّةٍ مَّعْدُودَةٍ لَّيَقُولُنَّ مَا يَحْبِسُهُ أَلاَ يَوْمَ يَأْتِيهِمْ لَيْسَ مَصْرُوفًا عَنْهُمْ وَحَاقَ بِهِم مَّا كَانُواْ بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ ﴿٨﴾

25 - في تفسير العياشي عن ابان بن مسافر عن ابي عبد الله عليه السلام في قول الله: ولئن اخرنا عنهم العذاب إلى امة معدودة يعني عدة كعدة بدر ليقولن ما يحبسه الا يوم ياتيهم ليس مصروفا عنهم قال: العذاب. 26 - عن عبد الاعلى الحلبي قال: قال أبو جعفر عليه السلام: اصحاب القائم عليه السلام الثلثمأة والبضعة عشر رجلا، هم والله الامة المعدودة التي قال الله في كتابه: " ولئن اخرنا عنهم العذاب إلى امة معدودة " قال: يجتمعون له في ساعة واحدة قزعا كقزع الخريف (2). 27 - عن الحسين عن الخزاز عن ابي عبد الله عليه السلام: " ولئن اخرنا عنهم العذاب إلى امة معدودة " قال: هو القائم واصحابه. 28 - في روضة الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن ابن ابي عمير عن منصور بن يونس عن اسمعيل بن جابر عن ابي خالد عن ابي جعفر عليه السلام في قول الله عزوجل: " فاستبقوا الخيرات اينما تكونوا يات بكم الله جميعا " قال: الخيرات الولاية وقوله تبارك وتعالى: " اينما تكونوا يات بكم الله جميعا " يعني اصحاب القايم الثلثمأة و البضعة عشر رجلا، قال: وهم والله الامة المعدودة، قال: يجتمعون والله في ساعة واحدة قزع كقزع الخريف.
(1) اي في الحديث العاشر من هذه السورة. (2) القزع - محركة - قطع من السحاب متفرقة صغار، قيل: " وانما خص الخريف لانه اول الشتاء، والسحاب فيه يكون متفرقا غير متراكم ولا مطبق ثم يجتمع بعضه إلى بعض. (*)
[ 342 ]

وَلَئِنْ أَذَقْنَا الإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً ثُمَّ نَزَعْنَاهَا مِنْهُ إِنَّهُ لَيَؤُوسٌ كَفُورٌ ﴿٩﴾ وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ نَعْمَاء بَعْدَ ضَرَّاء مَسَّتْهُ لَيَقُولَنَّ ذَهَبَ السَّيِّئَاتُ عَنِّي إِنَّهُ لَفَرِحٌ فَخُورٌ ﴿١٠﴾ إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ﴿١١﴾

29 - في تفسير علي بن ابراهيم قوله: " ولئن اخرنا عنهم العذاب إلى امة معدودة " قال: ان متعناهم في هذه الدنيا إلى خروج القائم عليه السلام فنردهم ونعذبهم " ليقولن ما يحبسه " اي يقولوا لا يقوم القائم ولا يخرج على حد الاستهزاء، فقال الله: " الا يوم يأتيهم ليس مصروفا عنهم وحاق بهم ما كانوا به يستهزؤن "، اخبرنا احمد بن ادريس قال: حدثنا أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن حسان عن هشام بن عمار عن أبيه وكان من أصحاب علي عليه السلام عن علي عليه السلام في قوله: " ولئن أخرنا عنهم العذاب إلى امة معدودة ليقولن ما يحبسه " قال: الامة المعدودة أصحاب القائم الثلثمأة والبضعة عشر، وقوله ولئن اذقنا الانسان منا رحمة ثم نزعناها منه انه ليؤس كفور ولئن اذقناه نعماء بعد ضراء مسته ليقولن ذهب السيئات عني انه لفرح فخور. قال إذا اغنى الله العبد ثم افتقر اصابه الاياس والجزع والهلع (1) وإذا كشف عنه فرح، وقال: " ذهب السيئات عني انه لفرح فخور " ثم قال: الا الذين صبروا وعملوا الصالحات قال: صبروا في الشدة، وعملوا الصالحات في الرخاء.

فَلَعَلَّكَ تَارِكٌ بَعْضَ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَضَآئِقٌ بِهِ صَدْرُكَ أَن يَقُولُواْ لَوْلاَ أُنزِلَ عَلَيْهِ كَنزٌ أَوْ جَاء مَعَهُ مَلَكٌ إِنَّمَا أَنتَ نَذِيرٌ وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴿١٢﴾

30 - في روضة الكافي محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد عن محمد بن خالد والحسين بن سعيد عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن عمار بن سويد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول في هذه الاية: فلعلك تارك بعض ما يوحى اليك وضائق به صدرك ام يقولوا لولا انزل عليه كنزا وجاء معه ملك فقال: ان رسول الله صلى الله عليه واله لما نزل قديد (2) لعلي عليه السلام: يا علي اني سألت ربي أن يوالي بيني وبينك ففعل، وسألت ربي أن يواخي بيني وبينك ففعل، وسألت ربي أن يجعلك وصيي ففعل، فقال رجلان من قريش: والله لصاع من تمر في شن بال (3) احب الينا مما سئل محمد ربه، فهلا سئل ربه ملكا يعضده على عدوه أو كنزا يستغنى به
(1) الهلع ايضا بمعنى الجزع. (2) قديد: اسم موضع قرب مكة. (3) الشن: القربة البالية. (*)
[ 343 ]
عن فاقته ؟ والله ما دعاه إلى حق ولا باطل الا اجابه إليه (1) فانزل الله تبارك وتعالى: " فلعلك تارك بعض ما يوحى اليك وضائق به صدرك " إلى آخر الاية. 31 - في تفسير العياشي عن جابر بن أرقم عن أخيه زيد بن أرقم قال: ان جبرئيل الروح الامين نزل على رسول الله صلى الله عليه واله بولاية علي بن أبيطالب عليه السلام عشية عرفة فضاق بذلك رسول الله صلى الله عليه واله مخافة تكذيب أهل الافك والنفاق، فدعى قوما أنا فيهم فاستشارهم في ذلك ليقوم به في الموسم فلم ندر ما نقول له، وبكى صلى الله عليه واله فقال له جبرئيل عليه السلام: يا محمد اجزعت من أمر الله ؟ فقال: كلا يا جبرئيل ولكن قد علم ربي ما لقيت من قريش، إذ لم يقروا لي بالرسالة حتى أمرني بجهادهم وأهبط الي جنودا من السماء فنصروني فكيف يقرون لعلي من بعدي ؟ فانصرف عنه جبرئيل فنزل عليه: " فلعلك تارك بعض ما يوحى اليك وضائق به صدرك ".

أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ فَأْتُواْ بِعَشْرِ سُوَرٍ مِّثْلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ وَادْعُواْ مَنِ اسْتَطَعْتُم مِّن دُونِ اللّهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿١٣﴾ فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ فَاعْلَمُواْ أَنَّمَا أُنزِلِ بِعِلْمِ اللّهِ وَأَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ ﴿١٤﴾ مَن كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لاَ يُبْخَسُونَ ﴿١٥﴾
أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ إِلاَّ النَّارُ وَحَبِطَ مَا صَنَعُواْ فِيهَا وَبَاطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴿١٦﴾ أَفَمَن كَانَ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّهِ وَيَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ وَمِن قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إَمَامًا وَرَحْمَةً أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمَن يَكْفُرْ بِهِ مِنَ الأَحْزَابِ فَالنَّارُ مَوْعِدُهُ فَلاَ تَكُ فِي مِرْيَةٍ مِّنْهُ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يُؤْمِنُونَ ﴿١٧﴾

32 - عن عمار بن سويد قال: سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول في هذه الاية: " فلعلك تارك بعض ما يوحى اليك وضائق به صدرك " وذكر نحو ما نقلنا عن روضة الكافي وبعد تمامه قال: ودعا رسول الله لامير المؤمنين عليه السلام في آخر صلوته رافعا بها صوته يسمع الناس يقول: اللهم هب لعلي المودة في صدور المؤمنين والهيبة والعظمة في صدور المنافقين فانزل الله: " ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات سيجعل لهم الرحمن ودا فانما يسرناه بلسانك لتبشر به المتقين وتنذر به قوما لدا " بني امية، قال ركع (2) والله لصاع من تمر في شن بال احب الي مما سأل محمد ربه، افلا سأله ملكا يعضده أو كنزا يستظهر به على فاقته ؟ فأنزل الله فيه عشر آيات من هود اولها: " فلعلك تارك بعض ما يوحى اليك " إلى " ام يقولون افتريه ولاية علي قل فأتوا بعشر سور مثله مفتريات " إلى: " فان لم يستجيبوا لك في ولاية علي فاعلم انه انما انزل اليك بعلم الله وان لا اله
(1) " هذه الرواية في تفسير علي بن ابراهيم وفيها: فوالله ما دعا عليا قط إلى حق أو باطل الا اجابه. منه عفى عنه " (عن هامش بعض النسخ). (2) كذا في النسخ لكن في المصدر والبحار والبرهان " رمع " بالميم وهو اسم مقلوب كما ذكرناه في ذيل العياشي، ولم اجد لركع هيهنا معنى يناسب المقام. (*)
[ 344 ]
الا هو فهل انتم مسلمون لعلي ولاية من كان يريد الحيوة الدنيا وزينتها " يعني فلان وفلان وفلان " نوف إليهم اعمالهم فيها "، " افمن كان على بينة من ربه " رسول الله صلى الله عليه واله " ويتلوه شاهد منه " امير المؤمنين عليه السلام ومن قبله كتاب موسى اماما ورحمة " قال: كان ولاية علي عليه السلام في كتاب موسى " اولئك يؤمنون به ومن يكفر به من الاحزاب فالنار موعده فلا تك في مرية منه في ولاية علي انه الحق من ربك " إلى قوله " ويقول الاشهاد " وهم الائمة عليهم السلام " هؤلاء الذين كذبوا على ربهم " إلى قوله: " هل يستويان مثلا افلا تذكرون ". 33 - في الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه وعلي بن محمد القاساني جميعا عن القاسم بن محمد عن سليمان بن داود المنقري عن سفيان بن عيينة عن ابي عبد الله عليه السلام قال: سأل رجل ابي بعد منصرفه من الموقف فقال: أترى يخيب الله هذا الخلق كله ؟ فقال أبي: ما وقف احد الا غفر له مؤمنا كان أو كافرا، الا انهم في مغفرتهم على ثلث منازل: مؤمن غفر الله له إلى ان قال: وكافر وقف هذا الموقف يريد زينة الحيوة الدنيا غفر الله له ما تقدم من ذنبه ان تاب من الشرك فيما بقي من عمره، وان لم يتب وفاه أجره ولم يحرمه اجر هذا الموقف، وذلك قوله عزوجل: من كان يريد الحيوة الدنيا وزينتها نوف إليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون اولئك الذين ليس لهم في الآخرة الا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون. 34 - في تفسير علي بن ابراهيم قوله: " من كان يريد الحيوة الدنيا وزينتها نوف إليهم اعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون اولئك " الآية قال: من عمل الخير على ان يعطيه الله ثوابه في الدنيا اعطاه الله ثوابه في الدنيا وكان له في الآخرة النار. 35 - في مجمع البيان وفي الحديث ان النبي صلى الله عليه واله قال: بشر امتي بالسناء والتمكين في الارض فمن عمل منهم عملا للدنيا لم يكن له في الآخرة نصيب. 36 - في اصول الكافي الحسين بن محمد عن معلى بن محمد عن الحسن بن علي عن احمد بن عمر الحلال قال: سألت ابا الحسن عليه السلام عن قول الله عزوجل: افمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه فقال: امير المؤمنين الشاهد على رسول الله،
[ 345 ]
ورسول الله صلى الله عليه واله على بينة من ربه. 37 - في بصائر الدرجات محمد بن الحسين عن عبد الله بن حماد عن ابي الجارود عن الاصبغ بن نباتة قال: قال امير المؤمنين: والله ما نزلت آية في كتاب الله في ليل أو نهار الا وقد علمت فيمن انزلت ولامر على رأسه المواسي (1) الا وقد انزلت عليه آية من كتاب الله تسوقه إلى الجنة أو إلى النار، فقام إليه رجل، فقال: يا امير المؤمنين ما الاية التي نزلت فيك ؟ قال له: أما سمعت الله يقول: " أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه " فرسول الله صلى الله عليه واله على بينة من ربه وانا الشاهد له فيه وأتلوه معه. 38 - في تفسير علي بن ابراهيم وقوله: " أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه ومن قبله كتاب موسى اماما ورحمة " فقال الصادق عليه السلام: انما انزل " أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه امام ورحمة ومن قبله كتاب موسى ". 39 - حدثني ابي عن يحيى بن عمران عن يونس عن أبي بصير والفضيل عن ابي جعفر عليه السلام قال: انما انزلت " أفمن كان على بينة من ربه " يعني رسول الله صلى الله عليه واله " ويتلوه شاهد منه اماما ورحمة ومن قبله كتاب موسى اولئك يؤمنون به " فقدموا و أخروا في التأليف. 40 - في امالي شيخ الطائفة قدس سره باسناده إلى أمير المؤمنين عليه السلام انه إذا كان يوم الجمعة يخطب على المنبر فقال: والذي فلق الحبة وبرئ النسمة ما من رجل من قريش جرت عليه المواثيق الا وقد نزلت فيه آية من كتاب الله عزوجل أعرفها كما أعرفه فقام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين ما آيتك التي نزلت فيك ؟ فقال: إذا سألت فافهم ولا عليك الا تسأل عنها غيري، أقرأت سورة هود ؟ قال: نعم يا امير المؤمنين قال أفسمعت الله عزوجل يقول: " أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه " ؟ قال نعم (قال ظ): فالذي على بينة من ربه محمد صلى الله عليه واله والذي يتلوه شاهد منه وهو الشاهد وهو منه وأنا علي بن ابي طالب وأنا الشاهد، وانا منه صلى الله عليه واله
(1) المواسى جمع الموسى: الالة التي يحلق بها. واللفظ كناية. (*)
[ 346 ]
41 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي عن امير المؤمنين عليه السلام حديث طويل وفيه يقول عليه السلام لبعض الزنادقة وقد قال: وأجده يخبرانه يتلو نبيه شاهد منه وكان الذي تلاه عبد الاصنام برهة من دهره، واما قوله: " ويتلوه شاهد منه " فذلك حجة الله أقامها الله على خلقه وعرفهم انه لا يستحق مجلس النبي صلى الله عليه واله الا من يقوم مقامه، ولا يتلوه الا من يكون في الطهارة مثله بمنزلته لئلا يتسع لمن ماسه رجس الكفر في وفت من الاوقات انتحال الاستحقاق لمقام الرسول، وليضيق العذر على من يعينه على اثمه وظلمه إذ كان الله قد حظر على من مسه الكفر تقلد ما فوضه إلى أنبيائه وأوليائه بقوله لابراهيم: " لا ينال عهدي الظالمين " اي المشركين لانه سمى الشرك ظلما بقوله: " ان الشرك لظلم عظيم " فلما علم ابراهيم عليه السلام ان عهد الله تبارك وتعالى اسمه بالامامة لا ينال عبدة الاصنام قال: " واجنبني وبني أن نعبد الاصنام " واعلم ان من آثر المنافقين على الصادقين. والكفار على الابرار فقد افترى على الله اثما عظيما، إذ كان قد بين في كتابه الفرق بين المحق والمبطل، والطاهر والنجس، والمؤمن والكافر، وانه لا يتلو النبي عند فقده الا من حل محله صدقا وعدلا وطهارة وفضلا. 42 - وقال سليم بن قيس: سأل رجل، علي بن ابي طالب عليه السلام فقال وأنا اسمع: اخبرني بأفضل منقبة لك ؟ قال: ما انزل الله في كتابه، قال: وما انزل الله فيك ؟ قال: أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه " انا الشاهد من رسول الله صلى الله عليه واله والحديث طويل اخذنا منه موضع الحاجة. 43 - في تفسير العياشي عن بريد بن معاوية العجلي عن ابي جعفر عليه السلام قال: الذي على بينة من ربه رسول الله صلى الله عليه واله، والذي تلاه من بعده الشاهد منه امير المؤمنين عليه السلام ثم أوصياؤه واحد بعد واحد. 44 - عن جابر عن عبد الله بن يحيى قال: سمعت عليا عليه السلام وهو يقول: ما من رجل من قريش الا وقد أنزل فيه آية أو آيتان من كتاب الله، فقال له رجل من القوم: فما نزل فيك يا امير المؤمنين ؟ فقال: أما تقرء الآية التي في هود: " أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه " محمد صلى الله عليه واله وسلم على بينة من ربه وأنا الشاهد.
[ 347 ]
45 - في مجمع البيان وقيل، شاهد من الله تعالى محمد صلى الله عليه واله روى ذلك عن الحسين بن علي عليهما السلام. 46 - وقيل الشاهد منه علي بن ابي طالب عليه السلام يشهد للنبي صلى الله عليه واله وسلم وهو منه وهو المروى عن ابي جعفر وعلي بن موسى الرضا عليهم السلام ورواه الطبري باسناده عن جابر بن عبد الله عن علي عليه السلام. 47 - في روضة الكافي خطبة لامير المؤمنين عليه السلام وهي خطبة الوسيلة يقول فيها بعد أن ذكر النبي صلى الله عليه واله: وفي التولي عنه والاعراض محادة الله وغضبه وسخطه والبعد منه مسكن النار وذلك قوله: ومن يكفر به من الاحزاب فالنار موعده يعني الجحود والعصيان له 48 - في مجمع البيان " ومن يكفر به " الآية وفي الحديث ان النبي صلى الله عليه واله قال: لا يسمع بي احد من الامة لا يهودي ولا نصراني ثم لم يؤمن بي الا كان من اهل النار.

وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللّهِ كَذِبًا أُوْلَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الأَشْهَادُ هَؤُلاء الَّذِينَ كَذَبُواْ عَلَى رَبِّهِمْ أَلاَ لَعْنَةُ اللّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ ﴿١٨﴾
الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُم بِالآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ ﴿١٩﴾ أُولَئِكَ لَمْ يَكُونُواْ مُعْجِزِينَ فِي الأَرْضِ وَمَا كَانَ لَهُم مِّن دُونِ اللّهِ مِنْ أَوْلِيَاء يُضَاعَفُ لَهُمُ الْعَذَابُ مَا كَانُواْ يَسْتَطِيعُونَ السَّمْعَ وَمَا كَانُواْ يُبْصِرُونَ ﴿٢٠﴾ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُمْ وَضَلَّ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَفْتَرُونَ ﴿٢١﴾
لاَ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي الآخِرَةِ هُمُ الأَخْسَرُونَ ﴿٢٢﴾ إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَخْبَتُواْ إِلَى رَبِّهِمْ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ الجَنَّةِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٢٣﴾
مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ ﴿٢٤﴾

49 - في تفسير علي بن ابراهيم عن ابي عبيدة قال: سألت ابا جعفر عليه السلام عن قول الله عزوجل: ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا اولئك يعرضون على ربهم إلى قوله: ويبغونها عوجا فقال: هم اربعة ملوك من قريش يتبع بعضهم بعضا. 50 - في تفسير علي بن ابراهيم قوله: " ومن اظلم ممن افترى على الله كذبا اولئك يعرضون على ربهم ويقول الاشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم " يعني بالاشهاد الائمة عليهم السلام " الا لعنة الله على الظالمين آل محمد حقهم ". 51 - في كتاب المناقب لابي شهر آشوب عن الباقر عليه السلام في قوله تعالى: ويقول الاشهاد قال: نحن الاشهاد. 52 - في تفسير علي بن ابراهيم قوله: الذين يصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا يعني يصدون عن طريق الله وهي الامامة " ويبغونها عوجا " يعني حرفوها إلى غيره، قوله: ما كانوا يستطيعون السمع قال: ما قدروا ان يسمعوا بذكر امير المؤمنين (ع) اولئك الذين خسروا انفسهم وضل عنهم اي بطل عنهم ما كانوا يفترون يعني يوم القيمة بطل الذي دعوه غير أمير المؤمنين صلوات الله عليه. 53 - في روضة الكافي محمد بن يحيى عن احمد بن محمد عن الحسين بن سعيد
[ 348 ]
عن حماد بن عيسى عن الحسين بن المختار عن زيد الشحام عن ابي عبد الله عليه السلام قال: قلت له: ان عندنا رجلا يقال له كليب فلا يجئ عنكم شئ الا قال: انا اسلم، فسميناه كليب تسليم، قال: فترحم عليه ثم قال: أتدرون ما التسليم ؟ فسكتنا فقال: هو والله الاخبات قول الله عزوجل الذين آمنوا وعملوا الصالحات واخبتوا إلى ربهم.

وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ ﴿٢٥﴾ أَن لاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ اللّهَ إِنِّيَ أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ أَلِيمٍ ﴿٢٦﴾
فَقَالَ الْمَلأُ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن قِوْمِهِ مَا نَرَاكَ إِلاَّ بَشَرًا مِّثْلَنَا وَمَا نَرَاكَ اتَّبَعَكَ إِلاَّ الَّذِينَ هُمْ أَرَاذِلُنَا بَادِيَ الرَّأْيِ وَمَا نَرَى لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ بَلْ نَظُنُّكُمْ كَاذِبِينَ ﴿٢٧﴾
قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّيَ وَآتَانِي رَحْمَةً مِّنْ عِندِهِ فَعُمِّيَتْ عَلَيْكُمْ أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنتُمْ لَهَا كَارِهُونَ ﴿٢٨﴾

54 - في روضة الكافي علي بن ابراهيم عن ابيه عن الحسن بن محبوب عن محمد بن الفضيل عن ابي حمزة عن ابي جعفر عليه السلام قال: ان الله تبارك وتعالى عهد إلى آدم وذكر حديثا طويلا يذكر فيه وصية آدم إلى هبة الله واشياء كثيرة وفيه: وبشر آدم بنوح عليهما السلام فقال: ان الله تبارك وتعالى باعث نبيا اسمه نوح وانه يدعو إلى الله عن ذكره ويكذبه قومه فيهلكهم الله بالطوفان، وكان بين آدم وبين نوح عليه السلام عشرة آباء انبياء واوصياء كلهم، واوصى آدم عليه السلام إلى هبة الله ان من ادركه منكم فليؤمن به وليتبعه وليصدق به، فانه ينجو من الغرق، إلى أن قال: فلبث هبة الله والعقب منه مستخفين بما عندهم من العلم والايمان والاسم الاكبر ميراث النبوة وآثار علم النبوة حتى بعث الله نوحا صلى الله عليه واله، وظهرت وصية هبة الله حين نظروا في وصية آدم فوجدوا نوحا صلى الله عليه نبيا قد بشر به آدم عليه السلام فآمنوا به واتبعوه وصدقوه، وقد كان آدم وصى هبة الله ان يتعاهد هذه الوصية عند رأس كل سنة فيكون يوم عيدهم ويتعاهدون نوحا وزمانه الذي يخرج فيه وكذلك جاء في وصية كل نبي حتى بعث الله محمدا صلى الله عليه واله، وانما عرفوا نوحا بالعلم الذي عندهم وهو قول الله عزوجل: ولقد ارسلنا نوحا إلى قومه إلى آخر الآية. 55 - في تفسير علي بن ابراهيم وروى في الخبر ان اسم نوح عبد الغفار، و انما سمى نوحا لانه كان ينوح على نفسه. 56 - في تفسير العياشي عن اسمعيل الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال: كانت شريعة نوح أن يعبد الله بالتوحيد والاخلاص وخلع الانداد، وهي الفطرة التي فطر الناس عليها، وأخذ ميثاقه على نوح عليه السلام والنبيين ان يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئا، وأمر بالصلوة والامر والنهي والحرام والحلال ولم يفرض عليه احكام حدود ولا فرض مواريث فهذه شريعته وفي روضة الكافي علي بن ابراهيم عن أبيه عن أحمد
[ 349 ]
ابن محمد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان عن اسمعيل الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام نحوه، الا ان فيها والامر بالمعروف والنهي عن المنكر صريحا. 57 - في تفسير العياشي عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله عليه السلام حديث طويل وفيه: يا مفضل وكان منزل نوح وقومه في قرية على متن الفرات مما يلي غربي الكوفة. 58 - عن سلمان الفارسي عن أمير المؤمنين علي عليه السلام في حديث له في فضل مسجد الكوفة: فيه نجر نوح سفينته وفيه فار التنور وبه كان بيت نوح ومسجده. 59 - في كتاب كمال الدين وتمام النعمة باسناده إلى أيوب بن راشد عن رجل عن ابي عبد الله عليه السلام قال: كانت أعمار قوم نوح عليه السلام ثلثمأة سنة.

وَيَا قَوْمِ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مَالًا إِنْ أَجْرِيَ إِلاَّ عَلَى اللّهِ وَمَآ أَنَاْ بِطَارِدِ الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّهُم مُّلاَقُو رَبِّهِمْ وَلَكِنِّيَ أَرَاكُمْ قَوْمًا تَجْهَلُونَ ﴿٢٩﴾
وَيَا قَوْمِ مَن يَنصُرُنِي مِنَ اللّهِ إِن طَرَدتُّهُمْ أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ ﴿٣٠﴾ وَلاَ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلاَ أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلاَ أَقُولُ إِنِّي مَلَكٌ وَلاَ أَقُولُ لِلَّذِينَ تَزْدَرِي أَعْيُنُكُمْ لَن يُؤْتِيَهُمُ اللّهُ خَيْرًا اللّهُ أَعْلَمُ بِمَا فِي أَنفُسِهِمْ إِنِّي إِذًا لَّمِنَ الظَّالِمِينَ ﴿٣١﴾قَالُواْ يَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَكْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتَنِا بِمَا تَعِدُنَا إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ ﴿٣٢﴾ قَالَ إِنَّمَا يَأْتِيكُم بِهِ اللّهُ إِن شَاء وَمَا أَنتُم بِمُعْجِزِينَ ﴿٣٣﴾

60 - في عيون الاخبار في باب ذكر مجلس الرضا مع المأمون في الفرق بين العترة والامة حديث طويل وفيه قالت العلماء له: فأخبرنا هل فسر الله تعالى الاصطفاء في الكتاب ؟ فقال الرضا عليه السلام: فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثني عشر موطنا وموضعا، فأول ذلك قوله عزوجل إلى أن قال: والآية السادسة قول الله عزوجل: " قل لا اسئلكم عليه اجرا الا المودة في القربى " وهذه خصوصية للنبي صلى الله عليه واله إلى يوم القيمة و خصوصية للال دون غيرهم - وذلك ان الله تعالى حكى ذكر نوح عليه السلام في كتابه: يا قوم لا اسئلكم عليه مالا ان اجري الا على الله وما انا بطارد الذين آمنوا انهم ملاقوا ربهم ولكني اريكم قوما تجهلون وحكى عزوجل عن هود صلى الله عليه انه قال: " لا اسألكم عليه أجرا ان أجري الا على الذي فطرني أفلا تعقلون " وقال عزوجل لنبيه محمد صلى الله عليه واله: " قل " يا محمد " لا اسئلكم عليه اجرا الا المودة في القربى " ولم يفترض الله مودتهم الا وقد علم انهم لا يرتدون عن الدين ابدا ولا يرجعون إلى الضلالة أبدا.

وَلاَ يَنفَعُكُمْ نُصْحِي إِنْ أَرَدتُّ أَنْ أَنصَحَ لَكُمْ إِن كَانَ اللّهُ يُرِيدُ أَن يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴿٣٤﴾
أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قُلْ إِنِ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَاْ بَرِيءٌ مِّمَّا تُجْرَمُونَ ﴿٣٥﴾

61 - في قرب الاسناد للحميري احمد بن محمد عن احمد بن محمد بن ابي نصر عن ابي الحسن الرضا عليه السلام قال: وقال نوح عليه السلام: ولا ينفعكم نصحي ان اردت ان انصح لكم ان كان الله يريد ان يغويكم قال: الامر إلى الله يهدي من يشاء. 62 - في تفسير العياشي عن ابن ابي نصر البزنطي عن ابي الحسن الرضا عليه السلام
[ 350 ]
قال: قال الله في نوح: " ولا ينفعكم نصحي ان اردت ان انصح لكم ان كان الله يريد ان يغويكم " قال: الامر إلى الله يهدي ويضل. 63 - في تفسير علي بن ابراهيم حدثني ابي عن حماد بن عيسى عن ابراهيم بن عمر اليماني عن أبي الطفيل عن أبي جعفر عن ابيه علي بن الحسين عليهم السلام انه قال: وقد ذكر عبد الله بن عباس: واما قوله: " ولا ينفعكم نصحي " الآية نزلت في ابيه وفي تفسير العياشي نحوه الا ان فيه بدل ابيه العباس صريحا.

وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ ﴿٣٦﴾
وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ ﴿٣٧﴾

64 - في روضة الكافي علي بن ابراهيم عن أبيه عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبان بن عثمان عن اسمعيل الجعفي عن أبي جعفر عليه السلام قال اوحى الله عزوجل إليه انه لن يؤمن من قومك الا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يعملون فلذلك قال نوح عليه السلام: " ولا يلدوا الا فاجرا كفارا " فأوحى الله عزوجل إليه: " ان اصنع الفلك " والحديث طويل أخذنا منه موضع الحاجة. 65 - في تفسير علي بن ابراهيم حدثنا احمد بن محمد بن موسى قال: حدثنا محمد بن حماد عن علي بن اسمعيل التيمي عن فضيل الرسان عن صالح بن ميثم قال قلت لابي جعفر عليه السلام: ما كان علم نوح حين دعى على قومه انهم لا يلدوا الا فاجرا كفارا ؟ فقال: أما سمعت قول الله لنوح: " انه لن يؤمن من قومك الا من قد آمن " 66 - في كتاب علل الشرايع باسناده إلى حنان بن سدير عن ابيه قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: ارايت نوحا حين دعى على قومه فقال: " رب لا تذر على الارض من الكافرين ديارا انك ان تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا الا فاجرا كفارا " قال عليه السلام: لا ينجب من بينهم احد، قال: قلت: وكيف علم ذلك ؟ قال: اوحى الله إليه: " انه لن يؤمن من قومك الا من قد آمن " فعند ذلك دعى عليهم بهذا الدعاء.

وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ ﴿٣٨﴾
فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن يَأْتِيهِ عَذَابٌ يُخْزِيهِ وَيَحِلُّ عَلَيْهِ عَذَابٌ مُّقِيمٌ ﴿٣٩﴾

67 - في تفسير علي بن ابراهيم حدثني ابي عن ابن ابي عمير عن ابن سنان عن ابي عبد الله عليه السلام قال: بقى نوح في قومه ثلثمأة سنة يدعوهم إلى الله عزوجل فلم يجيبوه فهم ان يدعو عليهم فوافاه عند طلوع الشمس اثنا عشر الف قبيل من قبايل ملائكة السماء الدنيا و هم العظماء من الملائكة فقال لهم نوح: ما انتم ؟ فقالوا: نحن اثنا عشر الف قبيل من قبائل السماء الدنيا وان غلظ مسيرة السماء الدنيا خمسمأة عام، ومن السماء الدنيا إلى


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page