الخليفة ابو بكر تقلب ليلة والخليفة عمر تقلب شهرا
روى في كنز العمال ج10 ص 291 : ( عـن الـزهـري عن عروة ان عمر بن الخطاب اراد ان يكتب السنن فاستفتى اصحاب رسول اللّه صـلى اللّه عليه وسلم في ذلك فاشاروا عليه ان يكتبها فظل عمر رضي اللّه عنه يستخير اللّه فيها شهرا قبلكم كتبوا كتابا فاكبوا عليها وتركوا كتاب اللّه , واني واللّه لا اشوب كتاب اللّه بشئ ابدا ــ ابن عبد البر في العلم .
عـن الزهري قال : اراد عمر بن الخطاب ان يكتب السنن فاستخار اللّه شهرا ثم اصبح فقد عزم له فقال : ذكرت قوما كتبوا كتابا فاقبلوا عليه وتركوا كتاب اللّه ــ ابن سعد ) انتهى .
ملاحظات على هذا الحديث وامثاله :
اولا , لم اجد تطبيق هذا الكلام في شئ من تاريخ اليهود ولا النصارى , فالذي حدث بعد موسى على نـبـيـنا وآله وعليه السلام ان اكثر قومه اطاعوا وصيه يوشع مدة قليلة ثم انقلبوا على اعقابهم من بعده ولم يقبلوا الاوصياء , وشكلوا دولة القضاة التي هي اشبه بدولة الخلفاء عندنا وفي هذه المدة لم يكتبوا احاديث موسى ولا يوشع بل بدؤوا بتحريف التوراة .
اما بعد داود وسليمان فالامر اوضح لان اليهود انقلبوا على اعقابهم جهارا نهارا ولم يقبلوا آصف بن برخيا وصي سليمان , الذي ذكره اللّه تعالى في القرآن بقوله وقال الذي عنده علم من الكتاب وبايع قسم منهم ابن سليمان الذي لم ينص عليه ابوه , بينما استدعى القسم الخر عدو سليمان ( رحبعام ) الـذي كـان لاجـئا سـيـاسيا عند ملك مصر ( شيشق ) وبايعوه واتخذ عاصمته السامرة فصار لهم دويلتان ضعيفتان , ما لبثتا ان وقعتا بيد البابليين كما ذكرته مصادرهم ومنها التوراة الموجودة وهما ( دولتا ) يهودا والسامرة اللتان يتغنى بهما اليهود في عصرنا وعـلـيـه فـقد كانت كتبهم التوراة والزبور المحرفتان وبعد ذلك بزمان ظهرت كتاباتهم في سيرة مـوسـى وتشريعاته شروحا للتوراة المحرفة , ومتجانسة معها بنسبة كبيرة .
ثـانـيـا , ان الخليفة عمر كان شريكا لابي بكر عندما جمع السنة المدونة من المسلمين واحرقها , فـكـيـف يـقـال انـه استشار الصحابة في تدوينها , فلابد ان تدوين السنة كان مطلبا عاما للصحابة واشاروا عليه به جميعا بذلك واصروا , فطلب منهم المهلة حتى يفكر في الامر ففكر شهرا وعمل شـهـرا في تهدئة الجو , ثم صعد المنبر واعلن للمسلمين ما عزمه اللّه له , لانه بتفكيره او دعائه صار عزمه مظهرا لعزم اللّه تعالى وصار قراره بعدم تدوين السنة ومرسومه الخلافي الى الامصار بمحو المكتوب منها , مظهرا لقرار اللّه تعالى قوة الا باللّه العلي العظيم .
واحرق الخليفة عمر السنة المدونة ولم يتارق ابدا.
قال ابن سعد في الطبقات ج 5 ص 140 : (عـبـداللّه بن العلاء قال سالت القاسم يملي علي احاديث فقال : ان الاحاديث كثرت على عهد عمر بن الخطاب فانشد الناس ان ياتوه بها فلما اتوه بها امر بتحريقها .
تعميم من الخليفة عمر بمحو السنة المدونة .
روى في كنز العمال ج 10 ص 291 : ( عـن ابن وهب قال : سمعت مالكا يحدث ان عمر ابن الخطاب اراد ان يكتب هذه الاحاديث او كتبها ثم قال : لا كتاب مع كتاب اللّه ــ ابن عبد البر.
عن يحيى بن جعدة قال : اراد عمر رضي اللّه عنه ان يكتب السنة ثم بدا له ان لا يكتبها , ثم كتب في الامصار : من كان عنده شئ من ذلك فليمحه ــ ابو خيثمة وابن عبد البر معا في العلم ) انتهى .