• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

خلاصة ردود علماء الشيعة

الفصل الثاني
خلاصة ردود علماء الشيعة

صدرت عن علماء الشيعة ردود عديدة على تهمة القول بتحريف القرآن , نذكر خلاصة افكارها بما يلي :
1 ــ ان واقع الشيعة في العالم يكذب التهمة :
فالشيعة ليسوا طائفة قليلة تعيش في قرية نائية او مجتمع مقفل , حتى يخفى قرآنهم الذي يعتقدون بـه ويـقرؤونه بل هم ملايين الناس وعشرات الملايين , يعيشون في اكثر بلاد العالم الاسلامي , وهـذه بـلادهـم وبيوتهم ومساجدهم وحسينياتهم ومدارسهم وحوزاتهم العملية , لا تجد فيها الا نـسـخـة هذا القرآن ولو كانوا لا يعتقدون به ويعتقدون بغيره دونه او معه , فلماذا يقرؤونه في بيوتهم ومراكزهم ومناسباتهم ولا يقرؤون غيره ؟ ولماذا يدرسونه ولا يدرسون غيره ؟ .
2 ــ ومذهب التشيع مبني على التمسك بالقرآن والعترة :
قام مذهب التشيع لاهل بيت النبي صلى اللّه عليه وآله على الاعتقاد بان اللّه تعالى امر نبيه صلى اللّه عـليه وآله بان يوصي امته بالتمسك بعده بالقرآن وعترة النبي , لانه اختارهم للامامة وقيادة الامة بعد نبيه صلى اللّه عليه وآله .
وحـديث الثقلين حديث ثابت عند الشيعة والسنة , فقد رواه احمد في مسنده ج 3 ص 17 ( عن ابي سـعـيـد الـخدري عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال اني اوشك ان ادعى فاجيب واني تارك فيكم الـثقلين كتاب اللّه عز وجل وعترتي كتاب اللّه حبل ممدود من السماء الى الارض , وعترتي اهل بـيتي وان اللطيف الخبير اخبرني انهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض , فانظروني بم تخلفوني فيهما ؟ وقـد بلغت مصادر هذا الحديث من الكثرة وتعدد الطرق عند الطرفين بحيث ان احد علماء الهند الف في اسانيده وطرقه كتاب (عبقات الانوار) من عدة مجلدات .
وعـندما يقوم مذهب طائفة على التمسك بوصية النبي بالثقلين , الثقل الاكبر القرآن والثقل الاصغر اهل بيت نبيهم فكيف يصح اتهامهم بانهم لايؤمنون باحد ركني مذهبهم ؟ ان مـثـل الـقـرآن والـعترة ــ الذين هم المفسرون للقرآن والمبلغون للسنة ــ في مذهبنا , كمثل الاوكسجين والهيدروجين , فبدون احدهما لا يتحقق وجود مذهب التشيع .
ولـم تـقتصر تاكيدات النبي صلى اللّه عليه وآله على التمسك بعترته على حديث الثقلين , بل كانت مـتـكررة وممتدة طوال حياته الشريفة , وكان اولها مبكرا في مرحلة دعوة عشيرته الاقربين ــ التي يقفز عنها كتاب السيرة في عصرنا ويسمونها مرحلة دار الارقم ــ يوم نزل قوله تعالى وانذر عـشـيـرتـك الاقـربـين فجمع بني عبد المطلب ودعاهم الى الاسلام , واعلن لهم ان عليا وزيره وخليفته من بعده قـال الـسـيـد شـرف الدين في المراجعات ص 187 ( فدعاهم الى دار عمه ابي طالب وهم يومئذ اربـعـون رجلا يزيدون رجلا او ينقصونه , وفيهم اعمامه ابو طالب وحمزة والعباس وابو لهب , والحديث في ذلك من صحاح السنن الماثورة , وفي آخره قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله يا بني عـبـدالمطلب اني واللّه ما اعلم شابا في العرب جاء قومه بافضل مما جئتكم به , جئتكم بخير الدنيا والـخـرة , وقـد امـرني اللّه ان ادعوكم اليه , فايكم يؤازرني على امري هذا على ان يكون اخي ووصـيي وخليفتي فيكم ؟ فاحجم القوم عنها غير علي ــ وكان اصغرهم ــ اذ قام فقال : انا يا نبي اللّه اكـون وزيـرك عـلـيه فاخذ رسول اللّه برقبته وقال : ان هذا اخي ووصيي وخليفتي فيكم , فاسمعوا له واطيعوا فقام القوم يضحكون ويقولون لابي طالب : قد امرك ان تسمع لابنك وتطيع انتهى .
وتـواصلت تاكيدات النبي صلى اللّه عليه وآله بعد حديث الدار في مناسبات عديدة , كان منها حديث الثقلين , وكان منها تحديد من هم اهل بيته الذين اذهب اللّه عنهم الرجس ثم كان اوجها ان اخذ البيعة من المسلمين لعلي في حجة الوداع في مكان يدعى غدير خم وقد روت ذلك مصادر الفريقين ايضا , والف احد علماء الشيعة كتاب ( الغدير ) من عدة مجلدات في جمع اسانيده وما يتعلق به .
3 ــ والشيعة عندهم قاعدة عرض الاحاديث على القرآن :
من مباحث اصول الفقه عند الشيعة والسنة : مسالة تعارض الاحاديث مع القرآن , وتعارض الاحاديث فـيـمـا بينها وفي كلتا المسالتين يتشدد الشيعة في ترجيح القرآن اكثر من اخوانهم السنة , فعلماء الـسنة مثلا يجوزون نسخ آيات القرآن بالحديث حتى لو رواه صحابي واحد ولذلك صححوا موقف الخليفة ابي بكر السلبي من فاطمة الزهراء عليها السلام , حيث صادر منها ( فدك ) التي نحلها اياها الـنبي صلى اللّه عليه وآله وكانت بيدها في حياة ابيها , ثم منعها ارثها من ابيها صلى اللّه عليه وآله بـدعوى انه سمع النبي يقول ( نحن معاشر الانبياء لا نورث ) يقصد ان ما تركه النبي يكون صدقة بيد الدولة .
واحتجت عليه فاطمة الزهراء عليها السلام بالقرآن وقالت له كما روى النعماني المغربي في شرح الاخـبـار ج 3 ص 36 : يابن ابي قحافة افي كتاب اللّه ان ترث اباك ولا ارث ابي ؟ فريا , فقال علماء السنة ان عمل ابي بكر صحيح , وآيات الارث في القرآن منسوخة بالرواية التي رواها ابو بكر وحده , ولم يروها غيره امـا اذا تعارض الحديثان فقد وضع العلماء لذلك موازين لترجيح احدهما على الخر , ومن اولها عند الفريقين ترجيح الحديث الموافق لكتاب اللّه تعالى على الحديث المخالف الخ .
وزاد عـلـماء الشيعة على ذلك انه بقطع النظر عن وجود التعارض بين الاحاديث او عدم وجوده , فانه يجب عرض كل حديث على كتاب اللّه تعالى , والاخذ بما وافقه ان استكمل بقية شروط القبول الاخـرى , ورد مـا خالفه وان استجمع شروط القبول الاخرى , ورووا في ذلك روايات صحيحة عـن الـنبي وآله صلى اللّه عليه وآله ففي الكافي ج 1 ص 69 ( عن ابي عبداللّه عليه السلام قال : قـال رسـول اللّه صلى اللّه عليه وآله : ان على كل حق حقيقة , وعلى كل صواب نورا , فما وافق كتاب اللّه فخذوه , وما خالف كتاب اللّه فدعوه .
عن ابي عبداللّه عليه السلام قال : خطب النبي صلى اللّه عليه وآله بمنى فقال : ايها الناس ما جاء كم عني يوافق كتاب اللّه فانا قلته , وما جاء كم يخالف كتاب اللّه فلم اقله .
عـن عبداللّه بن ابي يعفور , قال : سالت ابا عبداللّه عليه السلام عن اختلاف الحديث يرويه من نثق به ومنهم من لانثق به ؟ قال اذا ورد عليكم حديث فوجدتم له شاهدا من كتاب اللّه او من قول رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله , والا فالذي جاء كم به اولى به .
عـن ايوب بن الحر قال : سمعت ابا عبداللّه عليه السلام يقول : كل شئ مردود الى الكتاب والسنة , وكل حديث لا يوافق كتاب اللّه فهو زخرف ).
وفي تهذيب الاحكام للطوسي ج 7 ص 275 ( فهذان الخبران قد وردا شاذين مخالفين لظاهر كتاب اللّه , وكـل حديث ورد هذا المورد فانه لا يجوز العمل عليه , لانه روي عن النبي صلى اللّه عليه وآله وعن الائمة عليهم السلام انهم قالوا اذا جاءكم منا حديث فاعرضوه على كتاب اللّه , فما وافق كتاب اللّه فخذوه وما خالفه فاطرحوه او ردوه علينا وهذان الخبران مخالفان على ما ترى ) انتهى .

فـكيف يتهم الشيعة بعدم الاعتقاد بالقرآن , والقرآن هو المقياس الاول في مذهبهم , وهم يخوضون مـعركة فكرية مع اخوانهم السنة ويكافحون من اجل تحكيم نصوص القرآن , وقد اشتهرت عنهم اشـكـالاتـهم على اجتهادات الخلفاء في مقابل نص القرآن والسنة , ومازال علماء السنة الى عصرنا يسعون للاجابة على هذه الاشكالات .
ــ وتاريخ الشيعة وثقافتهم مبنيان على القرآن :
والـشـيعة ليسوا طائفة مستحدثة , بل جذورهم ضاربة الى زمن النبي صلى اللّه عليه وآله , حيث كـان عـدد من الصحابة يلتفون حول علي عليه السلام , فشجعهم النبي على ذلك , ومدحهم وابلغهم مـدح اللّه تـعالى لهم , كما ترويه مصادر السنة والشيعة فقد روى السيوطي في الدر المنثور ج 6 ص 379 في تفسير قوله تعالى ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية فقال :
( واخـرج ابن عساكر عن جابر بن عبداللّه قال كنا عند النبي صلى اللّه عليه وسلم فاقبل علي فقال الـنبي صلى اللّه عليه وسلم : والذي نفسي بيده ان هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ونزلت : ان الـذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية فكان اصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم اذا اقبل علي قالوا : جاء خير البرية .
واخرج ابن عدي وابن عساكر عن ابي سعيد مرفوعا : علي خير البرية .
واخـرج ابـن عـدي عن ابن عباس قال لما نزلت : ان الذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لعلي : هو انت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين .
واخـرج ابن مردويه عن علي قال قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم : الم تسمع قول اللّه : ان الـذين آمنوا وعملوا الصالحات اولئك هم خير البرية , انت وشيعتك وموعدي وموعدكم الحوض اذا جاءت الامم للحساب , تدعون غرا محجلين ) انتهى .
فعلي وشيعته كانوا وجودا مميزا في زمن النبي صلى اللّه عليه وآله , وهم الذين كانوا مشغولين مع عـلـي بـجنازة النبي , عندما بادر الخرون الى السقيفة ورتبوا بيعة ابي بكر , فادان علي وفاطمة وشيعتهم هذا التصرف , واتخذوا موقف المعارضة وعندما بويع علي بالخلافة كانوا معه في مواجهة الانـحـراف وتـنـفيذ وصية النبي صلى اللّه عليه وآله بالقتال على تاويل القرآن ثم كانوا مع ابنائه الائمة من اهل البيت عليهم السلام وعبر القرون كان الشيعة قطاعا كبيرا حيويا واسع الامتداد في الامـة تـمثل في مجتمعات ودول , وتاريخ معروف مدون وثقافتهم ومؤلفاتهم كثيرة وغزيرة , وقد كانت وما زالت في متناول الجميع , ومحورها كلها القرآن والسنة , ولا اثر فيها لوجود قرآن آخر .
5 ــ وتفاسيرهم ومؤلفاتهم حول القرآن ::
يـمـكـن الـقـول بـان عدد الشيعة عبر العصور المختلفة كان خمس عدد الامة الاسلامية , وبقية المذاهب السنية اربعة اخماس فالوضع الطبيعي ان تكون نسبة مؤلفاتهم في تفسير القرآن ومواضيعه الاخرى خمس مجموع مؤلفات اخوانهم السنة .
واذا لاحـظـنـا ظـروف الاضـطهاد التي عاشها الشيعة عبر القرون , نكون منصفين اذا توقعنا من علمائهم عشر ما الفه اخوانهم السنة حول القرآن بل نصف العشر بينما نجد ان مؤلفات الشيعة حول القرآن قد تزيد على الثلث وقـد احـصت دارالقرآن الكريم في قم التي اسسها مرجع الشيعة الراحل السيد الكلبايكاني رحمه اللّه , مؤلفات الشيعة في التفسير فقط في القرون المختلفة , فزادت على خمسة آلاف مؤلف .
فـكيف يصح ان نعمد الى طائفة اسهموا على مدى التاريخ الاسلامي اكثر من غيرهم في التاليف في تفسير القرآن وعلومه ونتهمهم بعدم الايمان بالقرآن , او بان عندهم قرآنا آخر .
6 ــ وفقه الشيعة في احترام القرآن اكثر تشددا:
تـوجـد مـجموعة احكام شرعية عند الشيعة تتعلق بوجوب احترام نسخة القرآن الكريم وحرمة اهانتها فلا يجوز عندنا مس خط القرآن لغير المتطهر , ولايجوز القيام باي عمل يعتبر عرفا اهانة للقرآن ولو لم يقصد صاحبه الاهانة , كان يضع نسخة القرآن في مكان غير مناسب , او يرميها رميا غـيـر لائق , او يـنام ونسخة المصحف في مكان مواجه لقدميه , او يضعها في متناول طفل يسئ الى قداستها الى آخر هذه الاحكام التي تشاهدها في كتب الفقه العملي الذي يعلم الناس الصلاة والوضوء والاحـكـام الـتـي يحتاجها الشيعي في حياته اليومية فاي قرآن تقصد هذه الاحكام التي تعلمها نساء الشيعة لاطفالهن ؟ هل تقصد قرآن الشيعة المزعوم الذي لا يعرفه الشيعة ولا راوه ؟ .
7 ــ وفتاوى علماء الشيعة بعدم تحريف القرآن :
الـذيـن يـمثلون الشيعة في كل عصر هم علماؤهم , فهم الخبراء بمذهب التشيع لاهل البيت عليهم السلام , الذين يميزون ما هو جزء منه وما هو خارج عنه وعندما نقول علماء الشيعة نعني بالدرجة الاولـى مراجع التقليد الذين يرجع اليهم ملايين الشيعة ويقلدونهم , وياخذون منهم احكام دينهم في كـيـفية صلاتهم وصومهم وحجهم , واحكام زواجهم وطلاقهم وارثهم , معاملاتهم فهؤلاء الفقهاء , الذين هم كبار المجتهدين في كل عصر , يعتبر قولهم راي الشيعة , وعقيدتهم عقيدة الشيعة ويليهم فـي الاعـتـبـار بـقية العلماء , فهم يعبرون عن راي الشيعة نسبيا وتبقى الكلمة الفصل في تصويب آرائهم وافكارهم لمراجع التقليد.
وقـد صـدرت فـتـاوى مراجع الشيعة في عصرنا جوابا على تهمة الخصوم فاجمعوا على ان اتهام الشيعة بعدم الاعتقاد بالقرآن افتراء عليهم وبهتان عظيم , وان الشيعة يعتقدون بسلامة هذا القرآن وانه القرآن المنزل على رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله دون زيادة او نقيصة .
وهذه نماذج من فتاوى عدد من فقهاء الشيعة الماضين والحاضرين ننقلها ملخصة من كتاب ( البرهان على صيانة القرآن ) للسيد مرتضى الرضوي ص 239 فما بعدها :
راي الشيخ الصدوق ::
( اعتقادنا ان القرآن الذي انزله اللّه على نبيه محمد صلى اللّه عليه وآله هو ما بين الدفتين , وهو ما في ايدي الناس ليس باكثر من ذلك , ومبلغ سوره عند الناس مائة واربع عشرة سورة , وعندنا ان الـضحى والم نشرح سورة واحدة , ولايلاف والم تر كيف سورة واحدة ( يعني في الصلاة ) ومن نسب الينا انا نقول اكثر من ذلك فهو كاذب ).
راي الشيخ المفيد ::
( واما الوجه المجوز فهو ان يزاد فيه الكلمة والكلمتان والحرف والحرفان , وما اشبه ذلك مما لا يبلغ حد الاعجاز, ويكون ملتبسا عند اكثر الفصحاء بكلم القرآن , غير انه لابد متى وقع ذلك من ان يدل اللّه عليه , ويوضح لعباده عن الحق فيه ولست اقطع على كون ذلك , بل اميل الى عدمه وسلامة القرآن عنه ).
راي الشريف المرتضى ::
( الـمحكي ان القرآن كان على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله مجموعا مؤلفا على ما هو عليه الن , فان القرآن كان يحفظ ويدرس جميعه في ذلك الزمان , حتى عين على جماعة من الصحابة في حفظهم له , وانه كان يعرض على النبي صلى اللّه عليه وآله ويتلى عليه , وان جماعة من الصحابة مـثل عبداللّه بن مسعود وابي بن كعب وغيرهما ختموا القرآن على النبي صلى اللّه عليه وآله عدة ختمات وكل ذلك يدل بادنى تامل على انه كان مجموعا مرتبا غير منثور , ولا مبثوث ).
راي الشيخ الطوسى ::
( وامـا الـكـلام في زيادته ونقصانه , فمما لا يليق به ايضا , لان الزيادة فيه مجمع على بطلانها , والنقصان منه فالظاهر ايضا من مذهب المسلمين خلافه , وهو الاليق بالصحيح من مذهبنا وهو الذي نـصـره الـمرتضى رحمه اللّه وهو الظاهر في الروايات ورواياتنا متناصرة بالحث على قراءته , والـتمسك بما فيه , ورد ما يرد من اختلاف الاخبار في الفروع اليه وقد روي عن النبي صلى اللّه عليه وآله رواية لا يدفعها احد انه قال اني مخلف فيكم الثقلين , ما ان تمسكتم بهما لن تضلوا : كتاب اللّه وعترتي اهل بيتي , وانهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض وهذا يدل على انه موجود في كل عـصـر لانه لا يجوز ان يامر بالتمسك بما لا نقدر على التمسك به كما ان اهل البيت عليهم السلام ومـن يـجـب اتباع قوله حاصل في كل وقت واذا كان الموجود بيننا مجمعا على صحته , فينبغي ان نتشاغل بتفسيره , وبيان معانيه , ونترك ما سواه ).
راي الشيخ الطبرسي ::
( فان العناية اشتدت , والدواعي توفرت على نقله وحراسته , وبلغت الى حد لم يبلغه فيما ذكرناه , لان القرآن معجزة النبوة , وماخذ العلوم الشرعية والاحكام الدينية , وعلماء المسلمين قد بلغوا في حـفـظـه وحمايته الغاية , حتى عرفوا كل شئ اختلف فيه من اعرابه وقراءته وحروفه وآياته , فكيف يجوز ان يكون مغيرا , او منقوصا مع العناية الصادقة , والضبط الشديد ).
راي الفيض الكاشاني ::
( قال اللّه عزوجل وانه لكتاب عزيز لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه , وقال انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون , فكيف يتطرق اليه التحريف والتغيير ؟ اللّه عـلـيه وآله والائمة عليهم السلام حديث عرض الخبر المروي على كتاب اللّه ليعلم صحته بـموافقته له , وفساده بمخالفته , فاذا كان القرآن الذي بايدينا محرفا فما فائدة العرض , مع ان خبر التحريف مخالف لكتاب اللّه , مكذب له , فيجب رده , والحكم بفساده ).
راي
الشيخ جعفر الجناجي ( بجيمين , كاشف الغطاء ) ::
( لا زيادة فيه من سورة , ولا آية من بسملة وغيرها, لا كلمة ولا حرف وجميع ما بين الدفتين مما يـتـلى كلام اللّه تعالى بالضرورة من المذهب بل الدين , واجماع المسلمين , واخبار النبي صلى اللّه عليه وآله والائمة الطاهرين عليهم السلام , وان خالف بعض من لا يعتد به في دخول بعض ما رسم في اسم القرآن لا ريب في انه محفوظ من النقصان بحفظ الملك الديان كما دل عليه صريح القرآن , واجماع العلماء في جميع الازمان , ولا عبرة بالنادر ).
راي السيد محسن الامين العاملي ::
( ونـقول : لا يقول احد من الامامية لا قديما ولا حديثا ان القرآن مزيد فيه , قليل او كثير , فضلا عـن كلهم , بل كلهم متفقون على عدم الزيادة , ومن يعتد بقوله من محققيهم متفقون على انه لم ينقص منه ).
راي الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء ::
( وان الكتاب الموجود في ايدي المسلمين هو الكتاب الذي انزله اللّه للاعجاز والتحدي , وتمييز الحلال من الحرام , وانه لا نقص فيه ولا تحريف ولا زيادة , وعلى هذا اجماعهم ).
راي السيد شرف الدين العاملي ::
( والـقرآن الحكيم الذي لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه , انما هو ما بين الدفتين , وهو ما فـي ايـدي الناس لا يزيد حرفا ولا ينقص حرفا , ولا تبديل فيه لكلمة بكلمة ولا لحرف بحرف , وكـل حرف من حروفه متواتر في كل جيل تواترا قطعيا الى عهد الوحي والنبوة , وكان مجموعا عـلى ذلك العهد الاقدس مؤلفا على ما هو عليه الن , وكان جبرائيل عليه السلام يعارض رسول اللّه صـلـى اللّه عليه وآله بالقرآن في كل عام مرة , وقد عارضه به عام وفاته مرتين والصحابة كانوا يـعـرضـونه ويتلونه على النبي صلى اللّه عليه وآله حتى ختموه عليه صلى اللّه عليه وآله مرارا عديدة , وهذا كله من الامور المعلومة الضرورية لدى المحققين من علماء الامامية .
نـسب الى الشيعة القول بتحريف القرآن باسقاط كلمات وآيات الخ فاقول : نعوذ باللّه من هذا القول , ونـبرا الى اللّه تعالى من هذا الجهل , وكل من نسب هذا الراي الينا جاهل بمذهبنا , او مفتر علينا , فـان الـقـرآن الـعـظـيم والذكر الحكيم متواتر من طرقنا بجميع آياته وكلماته وسائر حروفه وحـركاته وسكناته , تواترا قطعيا عن ائمة الهدى من اهل البيت عليهم السلام , لا يرتاب في ذلك الا مـعـتوه , وائمة اهل البيت كلهم اجمعون رفعوه الى جدهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله عن اللّه تـعـالـى , وهذا ايضا مما لا ريب فيه , وظواهر القرآن الحكيم ــ فضلا عن نصوصه ــ ابلغ حجج اللّه تعالى , واقوى ادلة اهل الحق بحكم الضرورة الاولية من مذهب الامامية , وصحاحهم في ذلك متواترة من طريق العترة الطاهرة , وبذلك تراهم يضربون بظواهر الصحاح المخالفة للقرآن عرض الجدار , ولا يابهون بها , عملا باوامر ائمتهم عليهم السلام ).
راي السيد البروجردي الطباطبائي ::
قـال الـشـيخ لطف اللّه الصافي عن استاذه آية اللّه السيد حسين البروجردي ( فانه افاد في بعض ابحاثه في الاصول كما كتبنا عنه , بطلان القول بالتحريف , وقداسة القرآن عن وقوع الزيادة فيه , وان الـضـرورة قـائمة على خلافه , وضعف اخبار النقيصة غاية الضعف سندا ودلالة وقال : وان بـعـض هـذه الروايات تشتمل على ما يخالف القطع والضرورة , وما يخالف مصلحة النبوة وقال في آخـر كـلامـه الـشـريف : ثم العجب كل العجب من قوم يزعمون ان الاخبار محفوظة في الالسن والـكتب في مدة تزيد على الف وثلاثمائة سنة , وانه لو حدث فيها نقص لظهر , ومع ذلك يحتملون تطرق النقيصة الى القرآن المجيد ).
راي السيد محسن الحكيم الطباطبائي ::
( وبـعد , فان راي كبار المحققين , وعقيدة علماء الفريقين , ونوع المسلمين من صدر الاسلام الى الـيـوم عـلـى ان الـقرآن بترتيب اليات والسور والجمع كما هو المتداول بالايدي , لم يقل الكبار بتحريفه من قبل , ولا من بعد ).
راي السيد محمد هادي الميلاني ::
( الـحـمد للّه وسلام على عباده الذين اصطفى اقول بضرس قاطع ان القرآن الكريم لم يقع فيه اي تـحريف لابزيادة ولا بنقصان , ولا بتغيير بعض الالفاظ , وان وردت بعض الروايات في التحريف المقصود منها تغيير المعنى براء وتوجيهات وتاويلات باطلة , لا تغيير الالفاظ والعبارات واذا اطلع احد على رواية وظن بصدقها وقع في اشتباه وخطا , وان الظن لا يغني من الحق شيئا ).
راي السيد محمد رضا الكلبايكاني ::
( وقال الشيخ لطف اللّه الصافي دام ظله : ولنعم ما افاده العلامة الفقيه والمرجع الديني السيد محمد رضـا الـكـلـبـايكاني بعد التصريح بان ما في الدفتين هو القرآن المجيد , ذلك الكتاب لا ريب فيه , والـمجموع المرتب في عصر الرسالة بامر الرسول صلى اللّه عليه وآله , بلا تحريف ولا تغيير ولا زيادة ولا نقصان , واقامة البرهان عليه : ان احتمال التغيير زيادة ونقيصة في القرآن كاحتمال تـغـيير المرسل به , واحتمال كون القبلة غير الكعبة في غاية السقوط لا يقبله العقل , وهو مستقل بامتناعه عادة ).
راي السيد محمد حسين الطباطبائي ::
( فـقد تبين مما فصلناه ان القرآن الذي انزله اللّه على نبيه صلى اللّه عليه وآله ووصفه بانه ذكر مـحـفوظ على ما انزل , مصون بصيانة الهية عن الزيادة والنقيصة والتغيير كما وعد اللّه نبيه فيه وخـلاصـة الـحجة ان القرآن انزله اللّه على نبيه ووصفه في آيات كثيرة باوصاف خاصة لو كان تـغـيير في شئ من هذه الاوصاف بزيادة او نقيصة او تغيير في لفظ او ترتيب مؤثر , فقد آثار تلك الـصـفـة قـطـعا , لكنا نجد القرآن الذي بايدينا واجدا لثار تلك الصفات المعدودة على اتم ما يمكن واحـسن ما يكون , فلم يقع فيه تحريف يسلبه شيئا من صفاته , فالذي بايدينا منه هو القرآن المنزل عـلى النبي صلى اللّه عليه وآله بعينه , فلو فرض سقوط شئ منه او اعراب او حرف او ترتيب , وجـب ان يـكـون فـي امـر لا يؤثر في شئ من اوصافه كالاعجاز وارتفاع الاختلاف , والهداية , والـنـوريـة , والذكرية , والهيمنة على سائر الكتب السماوية , الى غير ذلك , وذلك كية مكررة ساقطة , او اختلاف في نقطة او اعراب ونحوها ).
راي السيد ابو القاسم الخوئي ::
( ان حـديث تحريف القرآن حديث خرافة وخيال , لا يقول به الا من ضعف عقله او من لم يتامل في اطرافه حق التامل , او من الجاه اليه حب القول به , والحب يعمي ويصم واما العقل المنصف المتدبر فلا يشك في بطلانه وخرافته ).
راي الشيخ لطف اللّه الصافي ::
( الـقـرآن معجزة نبينا محمد صلى اللّه عليه وآله وسلم وهو الكتاب الذي لا ياتيه الباطل من بين يـديـه ولا من خلفه , قد عجز الفصحاء عن الاتيان بمثله , وبمثل سورة او آية منه , وحير عقول الـبـلغاء , وفطاحل الادباء وقد مر عليه اربعة عشر قرنا , ولم يقدر في طول هذه القرون احد من الـبـلغاء ان ياتي بمثله , ولن يقدر على ذلك احد في القرون التية والاعصار المستقبلة , ويظهر كل يوم صدق ما اخبر اللّه تعالى به فان لم تفعلوا ولن تفعلوا هذا هو القرآن , وهو روح الامة الاسلامية وحـياتها ووجودها وقوامها , ولولا القرآن لما كان لنا كيان هذا القرآن هو كل ما بين الدفتين ليس فـيه شئ من كلام البشر وكل سورة من سوره وكل آية من آياته , متواتر مقطوع به ولا ريب فيه دلـت عليه الضرورة والعقل والنقل القطعي المتواتر هذا هو القرآن عند الشيعة الامامية , ليس الى الـقـول فيه بالنقيصة فضلا عن الزيادة سبيل , ولا يرتاب في ذلك الا الجاهل , او المبتلى بالشذوذ الفكري ).


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page