• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الاخبارات المستقبلية في دائرتين

الاخبارات المستقبلية في دائرتين

    ومن المفيد الإلماح هنا إلى أنّ ما ورد عن الرسول الأكرم ( صلى الله عليه وآله ) ، وعن الأئمة الطاهرين ( عليهم السلام ) ، من اخبارات عن أحداث مستقبلية ، وظواهر اجتماعية ، قد عُرِفَت باسم : أخبار الملاحم ، أو أخبار المنايا والبلايا ، يمكن أن يجعل ضمن دائرتين :
    إحداهما : دائرة التوقيف : وما سبيله النقل عن مصدر الغيب فالنبي ( صلى الله عليه وآله ) ينقل لنا عن جبرائيل ، عن الله ( تعالى ) ، والأئمة ( عليهم السلام ) ينقلون لنا عن آبائهم عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) عن جبرائيل عن الله ( تعالى ).
    وقد يعرض البداء لبعض المفردات من هذه الاخبارات ، كما سيأتي تفصيله في الفصل التالي أن شاء الله ( تعالى ).
    الثانية : دائرة الخبرة : وما سبيله المعرفة الدقيقة بالظروف والأحوال ، ثم بالآثار والنتائج. من دون أن يكون ثمة حاجة إلى التوقيف.
    فإذا كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) أو الإمام ( عليه السلام ) هو الأعرف والأدرى بحقيقة الظروف والأحوال التي تمرُّ بها الأمة ، وقد عَرَّفَ الناس ، بظروفهم وحالاتهم ، ووقف على حقيقة خصائصهم ومستوياتهم ، وطريقة تفكيرهم ، ونوع طموحاتهم ، وطبيعة تحركاتهم ، فإنه سوف يكون بمقدروه رسم آثارها ، ونتائجها بحسب ما لها من تدرُّج طبيعي ، وفق المعايير الواقعية ، التي يعرفها ( عليه السلام ) ويدركها أكثر من أي إنسان آخر ، ويكون إخباره ( عليه السلام ) بذلك على حدّ إخبار الطبيب الخبير بما ستكون عليه حالة رجلٍ قد جلس في حرّ الهاجرة ثلاث ساعات مكشوف الرأس ، تصهره أشعة الشمس.
    فإذا أخبر بصورة قاطعة بالحالات والعوارض التي ستنتاب هذا الشخص ، فسوف يتحقق ما يخبر به جزماً وحتماً.
    ولتكون إخبارات الإمام أمير المؤمنين ( عليه السلام ) الذي كان من أعرف الناس بزمانه وأهله عمّا ستكون عليه الحال لو حكم الأمة بنو أمية ـ لتكن ـ من هذا القبيل ، فقد قال ( عليه السلام ) :
    « .. وأيم الله ، لتجدُنّ بني أميّة لكم أرباب سوء بعدي ، كالنّاب الضروس ، تعذم بفيها ، وتخبط بيدها ، وتزبن برجلها ، وتمنع ردّها. لا يزالون بكم حتى لا يتركوا منكم إلا نافعاً لهم ، أو غير ضائر بهم. ولا يزال بلاؤهم ، حتى لا يكون انتصار أحدكم منهم إلا كانتصار العبد من ربّه ، والصاحب من مستصحبه ، ترد فتنتهم شوهاء مخشية ، وقِطَعاً جاهلية. ليس فيها منار هدى ولا علم يرى » (1).
    وقال لما رفع أهل الشام المصاحف :
    [ أيها الناس ، إني أحق من أجاب إلى كتاب الله ، ولكن معاوية ، وابن أبي معيط ، وابن أبي سرح ، وابن مسلمة ، ليسوا بأصحاب دين ولا قرآن ، إني أعرف بهم منكم ، صحبتهم صغاراً ورجالاً ، فكانوا شر صغارٍ وشر رجالٍ .. الخ .. ] (2).
    إلى غير ذلك من كلماته ( عليه السلام ) الكثيرة جداً فليراجع نهج البلاغة ، فقد جاء فيه من ذلك الشيء الكثير والشافي. مما يخبر فيه عليه السلام عن طبيعة هؤلاء الناس الذين عاش معهم ، وعرف أحوالهم وطموحاتهم ، ومفاهيمهم ، وطريقتهم في التفكير ، ونظرتهم للأمور ، وعرف أنهم لا يملكون من المبادئ والقيم ما يردعهم عن ارتكاب العظائم والجرائم ..

________________________________________

1 ـ نهج البلاغة ج 1 ص 183 و 184 والبحار ط قديم ج 8 ص 558 والغارات ج 1 ص 10 فما بعدها.
2 ـ البحار ج 32 ص 532 ، شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج 2 ص 216 وصفين للمنقري ص 489 ، وينابيع المودة ج 2 ص 13 ، وراجع نظائر ذلك في شرح نهج البلاغة للمعتزلي ج 1 ص 332 والثقات ج 2 ص 351 والبحار ج 32 ص 546.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page