• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

الأولى: للسيّد قتادة بن إدريس

قال في رثاء فاطمة الزهراء (عليها السلام):
ما لعيني قد غاب عنها كَراها    وعَراها من عَبرة ما عَراها
ألدارِ نَعمتُ فيها زَماناً    ثمّ فارقتُها فلا أغشاها؟
أم لحي بانوا بأقمار ثَمّ    يتجلّى الدُجى بضوء سناها؟
أم لِخَوْد(1) غريرةِ الطَّرف تهوا    ني بِصدق الوداد أو أهواها؟
أم لصافي المَدام من مُزّة الطَّعـ    ـم عُقار(2) مشمولة أُسقاها
حاشَ لله لستُ أُطمِعُ اللّـ    ـهُ تعالى بلُطفِه واجتَباها
ختم اللهُ رُسلَه بأبيها    واصطَفاه لوَحْيهِ واصطَفاها
وحَباها بالسيِّدَين الزكيَّيـ    ـن الإمامَين منه حين حَباها
ولفِكري في الصاحِبَين اللَّذين اسـ    ـتَحْسَنا ظُلمَها وما راعَياها
منَعا بعلَها من العهد والعقـ    ـدِ وكان المُنيب والأوّاها
واستَبَدّا بإمرة دبَّراها    قبل دَفْنِ النبيّ وانتَهزاها
وأتت فاطِمُ تطالب بالإرْ    ثِ من المصطفى فَما ورّثاها
ليت شعري لِمْ خُولِفَت سُنَنُ القُر    آن فيها واللهُ قد أبداها
رضي الناس إذ تلَوها بما لم    يرْضَ فيها النبيُّ حين تلاها
نُسِخت آيةُ المَواريث منها    أم هما بعد فَرضِها بَدّلاها؟
أم ترى آية المودّة لم تأ    تِ بودِّ الزهراء في قُرباها؟
ثمّ قالا: أبوك جاء بهذا    حُجّةً مِن عِنادهم نصَباها
قال: للأنبياء حُكمٌ بأن لا    يُورثوا في القديم وانتَهراها
أفَبِنت النبيّ لم تَدْرِ إن كا    نَ نبيُّ الهُدى بذلك فاها!
بَضْعَةٌ من محمد خالفت ما    قال؟ حاشا مَولاتنا حَاشاها
سمِعَته يقول ذاك وجاءت    تطلُب الإرثَ ضِلّةً وسَفاها؟
هي كانت لله أتقى وكانت    أفضلَ الخَلقِ عِفّةٌ ونَزاها
أو تقول: النبيُّ قد خالفَ القر    آن وَيْحَ الأخبارِ مِمّن رَواها!
سَلْ بإبطالِ قولهم سورة النَّمـ    ـل وسَلْ مريمَ الّتي قبل طاها
فهما يُنبئان عن إرث يحيى    وسليمان من أراد انتِباها
فدعت واشتكت إلى الله من ذا    ك وفاضَت بدمعِها مُقلتاها
ثمّ قالت: فنِحلةٌ ليَ من وا    لدِي المصطفى فلم يَنْحَلاها
فأقامت بها شُهوداً فقالوا    بعلُها شاهِدٌ لها وابناها
لم يُجيزوا شهادة ابنَي رسول اللّـ    ـه هادي الأنام إذ ناصباها
لم يكن صادِقاً عليٌّ ولا فا    طمةٌ عندهم ولا ولَداها!
كان أتقى لله منهم عَتيقٌ    قَبُح القائل المُحال وشَاها(3)
جرّعاها من بعد والدِها الغَيـ    ـظ مراراً فبئس ما جرّعاها
أهلُ بيت لم يعرفوا سُنَن الجَو    ر التباساً عليهمُ واشتباها
ليتَ شعري ما كان ضرَّهما الحِفـ    ـظُ لعَهدِ النبيّ لو حَفِظاها
كان إكرامُ خاتم الرُسل الها    دي البشير النذير لو أكرماها
إنَّ فِعَل الجميلِ لم يأتياه    وحِسان الأخلاقَ ما اعتمداها
ولو ابتِيع ذاك بالثمن الغا    لي لما ضاع في اتباع هواها
ولكان الجميلُ أن يُقطِعاها    فَدكاً لا الجميل أن يَقْطَعاها
أترى المسلمين كانوا يلومو    نهما في العطاء لو أعطياها!
كان تحت الخضراء بنت نبيٍّ    صادق ناطق أمين سواها!
بنتُ مَن! أُمّ مَن! حليلةُ مَن! ويـ    ـلٌ لِمَن سنّ ظُلمَها وأذاها
فاستجادت له السيوف بصِفّيـ    ـنَ وجرّت يوم الطُفوف قَنَاها
لو تمكّنتُ بالطُّفوف مدى الد    هرِ لقبَّلتُ تُرْبَها وثَرَاها
بأدركَت ثارَها اُميّةُ بالنا    رِغداً في مَعادِها تَصْلاها
أشْكُر الله أنّني أتَوالى    عِترةَ المصطفى وأشنا عِداها
ناطقاً بالصواب لا أرهَب الأعـ    ـداء في حبِّهم ولا أخشاها
نُح بها أُيها الجُذُوعِىّ واعلم    أنّ إنشادك الذي أنشاها
لك معنى في النَوح ليس يُضاهى    وهي تاج للشِعر في معناها
قلتَها للثواب والله يعطي الـ    أجرَ فيها مَن قَالها وَرَواها
مُظهراً فَضْلَهم بعزمة نفس    بلَغت في ودادهم مُنتَهاها
فستَمِعها من شاعر علوىّ    حسنيٍّ في فضْلها لا يُضاهى
سادَةُ الخلقِ قومُه غير شكٍّ    ثمّ بطحاء مكّة مأواها(4)
ذاك يُنبيك عن حُقودِ صدور    فاعتَبِرها بالفِكر حين تراها
قل لنا أَيُّها المُجادل فى القو    لِ عن الغاصبى إذ غَصباها
أهُما ما تَعَمَّداها كما قلـ    ـتَ بظُلم كلاّ ولا اهتَضماها؟
فلماذا إذ جُهِّزت للقاء الـ    ـلّه عند الممات لم يَحْضُراها؟
شَيّعت نَعْشَها ملائكةُ الرحـ    ـمنِ رِفْقاً بها وما شيّعاها
كان زُهداً في أجرِها أم عِناداً    لأبيها النبيّ لم يَتبعاها؟
أم لأنّ البتولَ أوصَت بأن لا    يَشْهَدا دفنَها فما شَهِداها؟
أم أبوها أسرّ ذاك إليها    فأطاعت بنت النبيّ أباها؟
كيف ما شئت قُل كفاك فهذي    فِريةٌ قد بلغت أقصى مَداها
أغضَباها وأغضبا عند ذاك الـ    ـلّة ربَّ السماء إذ أغضَباها
وكذا أخبر النبيُّ بأنّ الـ    ـلّه يرضى سبحانه لرِضاها
لا نبيُّ الهدى اُطيع ولا فا    طمة أُكرِمت ولا حَسَناها
وحقوقُ الوصيّ ضُيّع منها    ما تَسامى فى فضله وتناهى
تلك كانت حَزازةً(5)ليس تبْرا    حين رُدّا عنها وقد خطَباها
وغداً يَلْتَقون والله يَجزي    كلَّ نفس بغَيِّها وهُداها
فعلى ذلك الأساس بَنَت صا    حبةُ الهَودجِ المشوم بِناها
وبذاك اقْتدَت اُميّةُ لمّا    أظهرَت حِقدها على مَولاها
لَعَنَتْهُ بالشام سبعين عاماً    لعَن الله كَهْلَها وَفَتَاها
ذكَروا مَصْرَع المشايخ في بد    ر وقد ضَمّخ الوصيُّ لِحاها
وبأُحْد من بعد بَدر وقد أتْـ    ـعَسَ فيها مَعَاطِساً وجِباها
____________
1- الخَودَ: الشابة الناعمة الحسنة الخلق.
2- المُزّة: ما كان طعمه بين الحلو والحامض أو خليطاً منهما، والعُقار: الخمر.
3- شاه: قُبح.
4- نسبت هذه القصيدة في (المجالس السنية المجلد 2: 137)، لبعض أشراف مكة ونسبت فى (بيت الاحزان: 124 و161) للسيد الجذوعي، وقد نسبناها إلى قتادة بن إدريس بناء على كتاب (فدك: 23 و180) للسيد محمّد حسن الحائري. قال السيد محسن الأمين فى المجالس: وجدت هذه القصيدة بخط الشهيد الأول محمد بن مكي العاملي الجزيني ـ قدس الله روحه ـ وهي فريدة فى بابها، ويظهر من آخرها أنها لبعض أشراف مكة المكرمة، وتوهم بعضهم أنها للجذوعي، ناشىء من البيت الذي فى اسمه، مع أنّه ظاهر في أنّ الجذوعي منشدها، وأن منشئها غيره. عن كتاب فاطمة الزهراء (ع) فى ديوان الشعر العربي: 70.
5- الحَزَازة: ألمٌ يَحُزَ في القلب من وجع أو غيظ.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة
loading...
المرئيات
المدائح
المحاضرات
الفقه
الصور

مشاهدة الكل

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page