قال الأصبهاني: وحدثني أبو سليمان الناجي قال: جلس المهدي يوماً يعطي قريشاً صلات لهم وهو ليُّ عهد، فبدأ ببني هاشم ثمّ بسائر قريش. فجاء السيد فرفع إلى الربيع رقعة مختومة وقال: إن فيها نصيحة للأمير فأوصلها، فإذا فيها:
قل لأبي عباس سميِّ محمد لا تعطينّ بني عدي درهما(1)
إحرم بني تيم(2) بن مُرّة إنهم شر البريّة آخراً ومُقدَّما
إن تُعطِهم لا يشكروا لك نعمة و يكافئوك بأن تُذَمَّ وتُشتما
وإن ائتمنتهمُ أو استعملتَهم خانوك واتخذوا خَراجك مَغْنما
ولئن منعتهمُ لقد بَدَءوكم بالمنع إذ ملكوا و كانوا أظلما
منعوا تراث محمد أعمامَه وابنيه وابنَته عديلة مريما
وتأمروا من غير أن يُستخلَفوا وكفى بما فعلوا هناك مأثما
لم يشكروا لمحمد إنعامه أفيشكرون لغيره أن أنعما
والله من عليهم بمحمد وهداهمُ وكسا الجنوب وأطعما
ثم انبروْا لوصيِّه و وليّه بالمنكرات فجرعوه العلقما
قال: فرمى بها إلى ابن عُبيد الله، ثمّ قال: اقطع العطاءَ فقطعه، وانصرف الناس، ودخل السيّد إليه، فلما رآه ضحك وقال: قد قبلنا نصيحتك يا إسماعيل، ولم يعطهم شيئاً. أخبرني به عمي عن محمد بن داود بن الجراح عن إسحاق النخعي عن أبي سليمان الرياحي مثله.(3)
ونختم كتابنا هذا بهاتين القصيدتين الرائعتين:
____________
1- هم بنو عدي بن كعب رهط عمر بن الخطاب.
2- هم رهط أبي بكر.
3- الأغاني: 7 / 243 ـ 244.
منعوا تراث محمد... ابنته
- الزيارات: 1433