الشيخ محمد علي اليعقوبي
أى بـرق حـزوى فـاستهلت دمـوعه * وهــاج بــمن يــهواه فـيها ولوعـه
خليلّي مالي كلّما صـنت فـــي الحشا * هــوايّ بـدا دمـع الشـــوون يـذيعه
أحنّ لعهدٍ قد خلا بـعدما حـلى هيهات * يـــرجـــى عـــوده ورجــوعه
ليّ الله كم نـهنهت قـلبّي عـن هـوى * تــحمّل مــنه فــوق مــا يستطيعه
وكفكفت من طرفي الدموع فلم تكـــن * لغـير بـني الزهـراء تـهمي دمــوعه
وخطب جرى بـالطف لم يـنس وقـعه * ولم تـلتئم طــول الزمــان صـدوعه
عشــية أمسـى مـنزل البـغّي اهـلاً * ومــنزل وحّــي الله أقــوت ربـوعه
لقـد كـان مـن يـوم السـقيفة أصـله * وكــلّ الرزايــا الحــادثات فـروعه
فــما عـذرهم عـند النـبّي ولم يـزل * يــرى كــلّ آن مــنهم مــايروعه
أفي غـصبهم حـقّ الوصـيّ وظـلمهم * لبــضعته الزهــراء يـجزى صـنيعه
لو أنّ رســول الله يــنظر فــاطماً * تــنوح ولم تــهجع لعــزّ هــجوعه
فــلولا جنين أســقطوه لمـا هـوى * صريعاً عــلى صدر الحسين رضــيعه
ومن رضّهم ضلع البـتولة قـد غـدت * تــرض بـجري الصافنات ضــلوعه
البحث السادس عشر
فاطمة عليها السلام وعلاقتها بالحسين عليه السلام
للصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام عدة أولاد منهم الحسن والحسين عليهم السلام ، علما ان علاقتها كانت بهذين الولدين تفوق علاقة أكثر الامهات في تاريخ البشرية وذلك نابع من كونهم ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اضافة إلى كونهم النسل الطاهر لها ، وبمقتضى علاقة الام بأبنائها ولقد حدثنا التاريخ عن نشوء هذه العلاقة بين الام من جهة وبين ابنائها ومن خلال الاحاديث المروية عن أهل البيت عليهم السلام من جهة اخرى ، والذي نريد التركيز عليه هنا في هذا الموضوع الختامي لكتابنا هذا هو علاقة الصديقة الطاهرة فاطمة عليها السلام بولدها الحسين عليها السلام ريحانة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، الذي كان يلقمه حباً وحجراً دافأ خلال حياته الشريفة ، كيف لا وكان الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ينظر إلى الحسين بأنه حامل فكره على مدى الزمن حياةً وشهادةً لكي يضيء من خلال ذلك للناس حياتهم الفكرية والاجتماعية والسياسية عبر مرّ العصور ، وعلى أي حال فان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استمد من وراء الغيب علمه بأن بضعته الطاهرة فاطمة الزهراء عليها السلام سوف يتفرع منها الغصن والثمرة الطيبة لأئمة أهل البيت عليهم السلام والذين يعملون اعباء الإمامة ويدعون الناس عبر مرّ الالسنين والاعوام إلى طريق الهداية والتقوى والصلاح في الدين والدنيا والاخرة لذا كان الرسول يولي اهتماماً بالغاً ببضعته الطاهرة عليها السلام وبولديها الحسن والحسين عليهم السلام ، وفي الموضوع وعلى هذا الاساس سوف نولي اهتماما بارزاً من خلال النصوص بحياة الصديقة الشهيدة وعلاقتها انذاك بولدها الحسين عليه السلام مستمدين ذلك من آثار الرسول وأهل بيته وكلماتهم النورانية التي نشروها خلال سيرة حياتهم الشريفة والتي كلها دروس وعبر للمؤمنين على مر العصور والازمان ،
البحث السادس عشر :فاطمة عليها السلام وعلاقتها بالحسين عليه السلام
- الزيارات: 1434