• +98 25 3770 33 30
  • عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

فيما رُوىَ عن فاطمة الزهراء(عليها السلام) من طرق الفريقين

 

فيما رُوىَ عن فاطمة الزهراء(عليها السلام) من طرق الفريقين

حديثها(عليها السلام) عن معراج أبيها رسول اللّه(صلى الله عليه وآله):

إنّ هذه الأحاديث ترتبط بما ورد عن الزهراء(عليها السلام) من النصوص التي ترويها عن أبيها محمد(صلى الله عليه وآله) مباشرةً أو غير مباشرة، فمنها ما ورد:

عن عليّ بن الحسين، عن فاطمة بنت محمد(صلى الله عليه وآله) قالت: «قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): لمّا عُرج بي إلى السماء فصرت إلى سدرة المنتهى فكان قاب قوسين أو أدنى، فرأيته بقلبي ولم أره بعيني، سمعت الأذان مثنىً مثنىً، والإقامة وَتراً وَتراً، وسمعت منادياً ينادي:

يا ملائكتي، وسكّان سماواتي وأرضي، وحملة عرشي، اشهدوا لي أنّي أنا الله لا  إله إلاّ أنا وحدي لا شريك لي. قالوا: شهدنا وأقررنا.

قال: اشهدوا لي يا ملائكتي، وسكّان سماواتي وأرضي، وحملة عرشي، بأنّ محمداً عبدي ورسولي. قالوا: شهدنا وأقررنا.

قال: واشهدوا لي يا ملائكتي، وسكّان سماواتي، وأرضي، وحملة عرشي، بأنّ عليّاً وليّي، ووليّ رسولي، ووليّ المؤمنين. قالوا: شهدنا وأقررنا».

قال عبّاد: قال جعفر: «قال أبو جعفر: وكان ابن عباس إذا ذُكِر هذا الحديث قال:

إنّا لنجده في كتاب الله: (إِنَّا عَرَضْنَا الاَْمَانَةَ عَلَى السَّموَاتِ وَالاَْرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الاِْنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً)([1]) ...» الحديث([2]).

ومن ذلك:

حديثها(عليها السلام) عن حال الناس يوم القيامة:

عن فاطمة(عليها السلام) أنّها قالت لأبيها: «يا أبتِ أخبرني كيف يكون حال الناس يوم القيامة؟».

قال(صلى الله عليه وآله): «يا فاطمة، يُشغلون فلا ينظر أحد إلى أحد، ولا والد إلى الولد، ولا ولد إلى اُمّه».

قالت: «هل يكون عليهم أكفان إذا خرجوا من القبور؟».

قال: «يا فاطمة، تبلى الأكفان وتبقى الأبدان، تستر عورة المؤمنين، وتبدو عورة الكافرين».

قالت: «يا أبتِ، ما يستر المؤمنين؟».

قال: «نور يتلألأ لا يبصرون أجسادهم من النور».

قالت: «يا أبتِ، فأين ألقاكَ يوم القيامة؟».

قال: «انظري عند الميزان وأنا اُنادي: ربّ أرجِح([3]) مَن شهد أن لا إله إلاّ الله.

وانظري عند الدواوين إذا نُشرت الصُحف وأنا اُنادي: ربّ حاسب اُمّتي حساباً يسيراً.

وانظري عندَ مقام شفاعتي على جسر جهنّم، كلّ إنسان يشتغل بنفسه، وأنا مشتغل باُمّتي اُنادي: يا ربّ سلّم اُمّتي، والنبيّون حولي ينادون: ربّ سلّم اُمّة محمد».

وقال: «إنّ الله يحاسب كلّ خلق إلاّ من أشرك بالله، فإنّه لا يُحاسَب ويؤمَر به إلى النار»([4]).

وأيضاً من ذلك:

حديث الزهراء(عليها السلام) عن منزلة عليٍّ(عليه السلام) عند النبيّ(صلى الله عليه وآله):

عن القاسم بن أبي سعيد الخدري، رفع الحديث إلى فاطمة(عليها السلام) قالت: «أتيتُ النبيَّ(صلى الله عليه وآله) فقلت: السلام عليكَ يا أبة، قال: وعليكِ السلام يا بنيّة.

فقلت: والله يا نبيّ الله، ما أصبح في بيت عليٍّ حبّة طعام ولا دخل بين شَفتيه طعام منذ خمس، ولا أصبحت له ناغية ولا راغية([5])، وما أصبح في بيته سفة ولا هفة([6]).

فقال: ادني منّي، فدنوت منه، فقال: أدخلي يدكِ بين ظهري وثوبي، فإذا حجر بين كتفَي النبيّ مربوط بعمامته إلى صدره، فصاحت فاطمة صيحةً شديدةً! فقال لها: ما اُوقدتْ في بيوت آل محمد نار منذ شهر!

ثمّ قال(صلى الله عليه وآله): أتدرين ما منزلة عليّ؟

كفاني أمري وهو ابن اثنتي عشرة سنة.

وضرب بين يديَّ بالسيف وهو ابن ستّ عشرة سنة.

وقتل الأبطال وهو ابن تسع عشرة سنة.

وفرّج همومي وهو ابن عشرين سنة.

ورفع باب خيبر وهو ابن نيّف وعشرين سنة وكان لا يرفعه خمسون رجلا، فأشرق لون فاطمة(عليها السلام)ولن تقرّ قدميها مكانها، حتّى أتتْ عليّاً فإذا البيت قد أنار بنور وجهها.

فقال لها عليّ: يا ابنة محمد، لقد خرجتِ من عندي ووجهك على غير هذه الحال!

فقالت: إنّ النبيّ حدّثني بفضلكَ فما تمالكت حتّى جئتك.

فقال لها: كيف لو حدَّثكِ بكلّ فضلي؟»([7]).

حديث فاطمة(عليها السلام) عن حبّ عليٍّ(عليه السلام) في حياته وبعد موته:

عليّ بن أحمد المالكي قال: روى الحافظ عبدالعزيز بن الأخضر الجنابذي في كتابه «معالم العترة النبويّة» مرفوعاً إلى فاطمة(عليها السلام)، قالت: «خرج علينا رسول الله(صلى الله عليه وآله)عشيّة عرفة، فقال: إنّ الله عزّ وجلّ باهى بكم وغفر لكم عامّة، ولعليٍّ خاصّة، وإنّي رسول الله إليكم غير محابّ لقرابتي، إنّ السعيد كلّ السعيد مَن أحبّ عليّاً في حياته وبعد موته».

قال: ورواه الطبراني أيضاً في معجمه عن فاطمة الزهراء(عليها السلام) وزاد فيه: «وإنّ الشقيّ كلّ الشقيّ مَن أبغض عليّاً في حياته وبعد مماته»([8]).

حديثها(عليها السلام) عن شيعة عليٍّ(عليه السلام) وأ نّهم في الجنّة:

عن زينب ابنة عليٍّ(عليه السلام)، عن فاطمة بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله) قالت: قال رسول الله(صلى الله عليه وآله)لعليٍّ(عليه السلام): «أما إنّك يا عليّ وشيعتك في الجنّة»([9]).

ومن ذلك:

حديثها(عليها السلام) عن شيعة عليٍّ(عليه السلام) وأ نّهم يُدعون بأسماء آبائهم لطيب مولدهم:

عن بكير بن أحنف قال: حدّثتنا  فاطمة  بنت  عليّ  بن  موسى  الرضا(عليهما السلام)قالت: حدّثتني فاطمة وزينب واُمّ كلثوم بنات موسى بن جعفر(عليهما السلام) قلن: حدّثتنا فاطمة بنت جعفر بن محمد(عليهما السلام) قالت: حدّثتني فاطمة بنت محمد بن عليّ(عليهما السلام)قالت: حدّثتني فاطمة بنت عليّ بن الحسين(عليهما السلام) قالت: حدّثتني فاطمة وسُكينة ابنتا الحسين بن عليّ(عليهما السلام)، عن اُمّ كلثوم بنت عليّ(عليه السلام)،عن فاطمة بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله)قالت: «سمعت رسول الله(صلى الله عليه وآله)يقول: لمّا اُسريَ بي إلى السماء دخلت الجنّة، فإذا أنا بقصر من درّة بيضاء مجوّفة، وعليها باب مكلّل بالدرّ والياقوت، وعلى الباب ستر، فرفعت رأسي.

فإذا مكتوب على الباب: محمد رسول الله، عليّ وليّ القوم.

وإذا مكتوب على الستر: بَخٍّ بَخٍّ مَن مثل شيعة عليّ، فدخلته فإذا أنا بقصر من عقيق أحمر مجوَّف، وعليه باب مِن فضّة مكلّل من زبرجد أخضر، وإذا على الباب ستر، فرفعت رأسي.

فإذا مكتوب على الباب: محمد رسول الله، عليّ وصيّ المصطفى.

وإذا على الستر مكتوب: بَشِّر شيعة عليٍّ بِطيب المولد، فدخلته فإذا أنا بقصر من زمرّد أخضر مجوّف لم أرَ أحسن منه، وعليه باب من ياقوتة حمراء مكلّلة باللؤلؤ، وعلى الباب ستر، فرفعت رأسي.

فإذا مكتوب على الستر: شيعة عليٍّ هم الفائزون.

فقلت: حبيبي جبرئيل لمن هذا؟ فقال: يا محمد، لابن عمّك ووصيّك عليّ بن أبي طالب، يُحشر الناس كلّهم يوم القيامة حفاةً عراة، إلاّ شيعة عليّ، ويُدعى الناس بأسماء اُمّهاتهم ما خلا شيعة عليٍّ(عليه السلام)فإنّهم يُدعون بأسماء آبائهم.

فقلت: يا حبيبي جبرئيل، وكيف ذاك؟

قال: لأنّهم أحبّوا عليّاً فطاب مولدهم»([10]).

ومنها:

حديثها(عليها السلام) في احتجاجها بحديث الغدير:

عن بكر بن أحمد القصري قال: حدّثتنا فاطمة وزينب واُمّ كلثوم بنات موسى ابن جعفر(عليه السلام) قلن: حدّثتنا فاطمة بنت جعفر بن محمد الصادق(عليهما السلام)، حدّثتني فاطمة بنت محمد بن عليٍّ(عليهما السلام)، حدّثتني فاطمة بنت عليّ بن الحسين(عليهما السلام)، حدّثتني فاطمة وسكينة ابنتا الحسين بن عليٍّ(عليهما السلام)، عن اُمّ كلثوم بنت فاطمة بنت النبيّ(صلى الله عليه وآله)،عن فاطمة بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله).

قالت: «أنسيتم قول رسول الله(صلى الله عليه وآله) يومَ غدير خمّ: من كنت مولاه فعليّ مولاه. وقوله(صلى الله عليه وآله): أنتَ منّي بمنزلة هارون من موسى؟!».

هكذا أخرجه الحافظ الكبير أبوموسى المديني في كتابه المسلسل بالأسماء، وقال: هذا الحديث مسلسل من وجه، وهو: أنّ كلّ واحدة من الفواطم تروي عن عمّة لها، فهو رواية خمس بنات أخ، كلّ واحدة منهنّ عن عمّتها([11]).

ومنها:

حديثها(عليها السلام) أنّها سيّدة نساء أهل الجنّة:

عبدالرحمن  السيوطي  قال:  أخرج  ابن  أبي  شيبة،  وابن  جرير  عن فاطمة(رضي الله عنها)، قالت: قال لي رسول الله(صلى الله عليه وآله): «أنتِ سيّدة نساء أهل الجنّة إلاّ مريم البتول»([12]).

ومنها:

حديثها(عليها السلام) عن ثواب الصلوات عليها:

عن عليٍّ(عليه السلام)، عن فاطمة(عليها السلام) قالت: «قال لي رسول الله(صلى الله عليه وآله): يا فاطمة، من صلّى عليكِ غفر الله له وألحقه بي حيث كنتُ من الجنّة»([13]).

ومنها:

حديثها(عليها السلام) عن حليّها:

أبو جعفر محمد بن جرير الطبري قال: حدّثني القاضي أبو الفرج المعافى، قال: حدّثنا إسحاق بن محمد، قال: حدّثنا أحمد بن الحسن، قال: حدّثنا محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن عمّه زيد بن عليّ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن آبائه(عليهم السلام)قال: حدّثتني فاطمة بنت رسول الله(صلى الله عليه وآله)، قالت: «قال لي رسول الله(صلى الله عليه وآله): ألا اُبشّركِ؟ إذا أراد الله أن يتحف زوجة وليّه في الجنّة بعث إليكِ تبعثين إليها من حليِّكِ»([14]).

ومنها:

حديثها(عليها السلام): لكلّ نبيٍّ عصبة:

ابن حجر الهيثمي قال: أخرج الطبراني عن فاطمة أنّ النبيّ(صلى الله عليه وآله) قال: «كلّ بني اُنثى ينتمون إلى عصبتهم، إلاّ ولد فاطمة فإنّي أنا وليّهم وأنا عصبتهم وأنا أبوهم»([15]).

وعن فاطمة الصغرى، عن أبيها، عن فاطمة الكبرى(عليها السلام) قالت: قال النبيّ(صلى الله عليه وآله): لكلّ نبيّ عصبة ينتمون إليه، وإنّ فاطمة عصبتي إليّ تنتمي»([16]).

وأخرج  الخطيب  عن  فاطمة  بنت  الحسين  عن  فاطمة(عليها السلام)  قالت:  «قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): «كلّ بني آدم ينتمون إلى عصبة إلاّ ولد فاطمة فإنّي أنا أبوهم وأنا عصبتهم»([17]).

ومنها:

حديثها(عليها السلام) عن قول النبيّ(صلى الله عليه وآله) عند دخوله المسجد وخروجه منه:

عن عبدالله بن الحسن، عن فاطمة الصغرى، عن أبيها الحسين، عن فاطمة الكبرى ابنة رسول الله(صلى الله عليه وآله)قالت: «إنّ النبيّ كان إذا دخل المسجد يقول:

بسم الله، اللهمَّ صلّ على محمد واغفر ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك.

وإذا خرج يقول:

بسم الله، اللهمَّ صلّ على محمد واغفر ذنوبي، وافتح لي أبواب فضلك([18]).

حديثها(عليها السلام) عن ساعة الإجابة:

عن سعيد بن نافع، عن زيد بن عليّ، عن آبائه، عن فاطمة بنت النبيّ(صلى الله عليه وآله)قالت: «سمعت النبيّ(صلى الله عليه وآله) يقول: إنّ في الجمعة لساعةً لا يوافقها رجل مسلم يسأل الله عزّ وجلّ فيها خيراً إلاّ أعطاه إيّاه.

قالت: فقلت: «يا رسول الله، أيّ ساعة هي؟ قال: إذا تدلّى نصف عين الشمس للغروب».

قال: وكانت فاطمة(عليها السلام)تقول لغلامها: «اصعَدْ على السطح، فإن رأيت نصف عين الشمس قد تدلّى للغروب فأعلمني حتّى أدعو»([19]).

حديثها(عليها السلام) في فضل التختّم بالعقيق:

عن عمرو بن الشريك، عن فاطمة قالت: «قال رسول الله(صلى الله عليه وآله): من تختّم بالعقيق لم يزَل يرى خيراً»([20]).

ومنها:

حديثها(عليها السلام) في معرفة خصال المائدة:

حيث نعرف جميعاً بأنّ للمائدة آداباً مهمة تتصل بتدريب الشخصية على السلوك الفردي والإجتماعي بالنحو المطلوب، حيث ورد عن فاطمة(عليها السلام): «في المائدة اثنتا عشرة خصلةً يجب على كلّ مسلم أن يعرفها: أربع فيها فرض، وأربع فيها سُنّة، وأربع فيها تأديب:

فأمّا الفرض: فالمعرفة، والرضا، والتسمية، والشكر.

وأمّا السُنّة: فالوضوء قبل الطعام، والجلوس على جانب الأيسر، والأكل بثلاث أصابع، ولَعق الأصابع.

وأمّا التأديب: فالأكل ممّا يليك، وتصغير اللُقمة، والمضغ الشديد، وقلّة النظر في وجوه الناس([21]).

حديثها(عليها السلام) عن الوصيّة بالجار:

وأمّا بالنسبة إلى الجار وتأكيد النصوص الإسلامية عليه، ممّا يكشف لنا عن أهمية ما يسمّى بالعلاقات الأولية التي تعني: الإرتباط المباشر بين الأشخاص، كالعائلة، والقرابة، والجار، حيث ورد بالنسبة إلى الجار، عن فاطمة(عليها السلام) ما يأتي:

عن ابن مسعود قال: جاء رجل إلى فاطمة(عليها السلام) فقال:يا ابنة رسول الله، هل ترك رسول الله(صلى الله عليه وآله)شيئاً تطرفينيه؟

فقالت: «يا جارية، هاتِ تلك الحريرة، فطلبتها فلم تجدها، فقالت: ويحكِ اطلبيها فإنّها تعدل عندي حسناً وحسيناً، فطلبتها فإذا هي قد قمّمتها في قمامتها، فإذا فيها: قال محمد النبيّ(صلى الله عليه وآله): ليس من المؤمنين من لا يأمن جاره بوائقه.

ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخَر فلا يؤذي جاره.

ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً، أو ليسكت.

إنّ الله يحبّ الخيّر الحليم المتعفّف، ويبغض الفاحش الضنّين السَئّال الملحف.

إنّ  الحياء  من  الإِيمان  والإِيمان  في  الجنّة  ،  وإنّ  الفحش  من  البذاء  ،  والبذاء في النار»([22]).

حديثها(عليها السلام) عن تسكين الزلزلة:

عن هارون بن خارجة، يرفعه، عن فاطمة(عليها السلام) قالت: «أصاب الناس زلزلة على عهد أبي بكر، ففزع الناس إلى أبي بكر وعمر، فوجدوهما قد خرجا فزعين إلى عليّ بن أبي طالب(عليه السلام)، فتبعهما الناس حتّى أتوا إلى باب عليّ(عليه السلام)، فخرج إليهم غير مكترث لِما هم فيه، فمضى واتّبعه الناس، حتّى انتهى إلى تلعة([23])، فقعد عليها وقعدوا حوله، وهم ينظرون إلى حيطان المدينة ترتجّ جائيةً وذاهبة.

فقال لهم عليّ(عليه السلام): كأنّكم قد هالكم ما ترون؟

قالوا: وكيف لا يهولنا ولم نرَ مثلها قطّ؟ فحرّك شفتيه، ثمّ ضرب الأرض بيده، ثمّ قال: ما لَكِ؟ اسكني، فسكنتْ، فعَجِبوا من ذلك أكثر من تعجبهم أوّلاً حيث خرج إليهم.

قال لهم: وإنّكم قد عجبتم من صنيعي؟! قالوا: نعم.

قال: أنا الرجل([24]) الّذي قال الله عزّ وجلّ: (إِذَا زُلْزِلَتِ الاَْرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الاَْرْضُ أَثْقَالَهَا * وَقَالَ الاِْنسَانُ مَا لَهَا).

فأنا الإنسان الّذي أقول لها: ( يَوْمَئِذ  تُحَدِّثُ  أَخْبَارَهَا )([25])  إيّايَ تُحدّث([26]).

حديث الزهراء(عليها السلام) عن الكساء بروايتها:

حديث الكساء من الظواهر المعروفة تأريخياً، ولا يحتاج إلى التوضيح، بيد أنّه يجدر بنا ملاحظة ذلك من خلال ما روي في هذا الميدان، حيث قال العلاّمة المحقق السيّد عبدالرزاق المقرّم طاب ثراه:

لقد تطابقت كلمات المفسِّرين وروايات المحدّثين وأرباب السِيَر والمعاجِم على أنّ المراد بأهل البيت في قوله تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) هم الخمسة أصحاب الكِساء، أعني: النبيّ الأَعظم، ووصيّهِ المقدّم أمير المؤمنين، وابنته الصدّيقة سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، وسبطيه سيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين صلوات الله عليهم أجمعين.

وتواتر النصّ بذلك من جماعة من الصحابة والتابعين، وأنهاه ابن جرير الطبري في تفسير «جامع البيان» إلى خمسة عشر طريقاً، والسيوطي في تفسيره الدرّ المنثور إلى عشرين طريقاً([27]).

ولم يزل النبيّ(صلى الله عليه وآله) مجاهراً في الإصحار([28]) بالاختصاص بهؤلاء الخمسة في مواطن متعدّدة، حتّى أ نّه كلّما يخرج إلى صلاة الغداة ـ بعد نزول الوحي بها ـ يقف على باب فاطمة وينادي بأعلى صوته: «الصلاة أهل البيت» ويقرأ الآية، واستمرّ على هذا ستّة أشهر أو سبعةً أو ثمانية، ولم ينقل أحد أصلا أ نّه وقف هذا الموقف، ولا قال هذا القول على باب أحد من نسائه وزوجاته وسائر أقاربه، وهذا الفعل من الحكيم يدلّ على معنىً جليل تضمّنته الآية اختصّ بهم دون المسلمين.

لكنّ المتعنّت الجاحد لفضل أصحاب الكساء لمّا لم تَرُقْهُ هذه الفضيلة شرك غيرهم معهم، مستنداً إلى شواهد أوهى من بيت العنكبوت، فكان يتردد فيها كحاطب في ظلام، مع أنّ اُم سلمة لم يأذَن لها الرسول في الدخول معهم، وقال: «إنّك على خير، إنَّك من أزواج النبيّ»، كما أ نّهم بتروا الحديث الذي ينمُّ عمّا لأهل العباء من منزلة كبرى عند الله، فاقتصروا على خصوص نزول الآية في الخمسة.

غير أنّ شيخنا الحجّة المتتبع المتقن، نادرة الدهر، ومفخرة العلماء، الشيخ فخر الدين الطريحي النجفي أتحفنا بإثباته في «المنتخب»([29])، كما نزل به الوحي المُبين، وتابعه على ذلك العلاّمتان الحجّتان السيّد عدنان آل السيّد شبر البحراني، والسيّد محمد نجل آية الله السيّد مهدي القزويني، ولم يتباعد عن الإذعان به حجّة الإسلام السيّد محمد كاظم اليزدي في أجوبة المسائل المتفرقة. وخرّج لهذا الحديث سنداً العلاّمة السيّد شهاب الدين التبريزي في رسالة صغيرة فارسية أسماها «حديث الكساء»، وذكر فيها حديث سلسلة الذهب طبعت سنة 1356 كما في «الذريعة إلى تصانيف الشيعة([30])». واستظهر تعدّد الواقعة المحبّ الطبري في «ذخائر العقبى»([31])، وابن حجر في «الصواعق المحرقة»([32]) من اختلاف الروايات في تعيين الكساء والمحلّ الذي كانوا فيه، وما أجاب به النبيّ(صلى الله عليه وآله) اُمَّ سلمة وغيرها.

وإليك نصّ حديث الكساء:

أورد الشيخ عبدالله بن نور الله البحراني في عوالم العلوم بسند صَحيح، عَن جابِر بنَ عَبدالله الأنصاري، عَن فاطِمَةَ الزَّهراءِ(عليها السلام) بِنتِ رَسُولِ اللهِ(صلى الله عليه وآله) قالَ : سَمِعتُ فاطِمَةَ(عليها السلام) أنَّها قالَت : «دَخَلَ عَلَيَّ أبي رَسُولُ اللهِ في بَعضِ الاْيّامِ، فَقالَ : السَّلامُ عَلَيكِ يا فاطِمَةُ،  فَقُلتُ : عَلَيكَ السلامُ يا أبتاه يا رسول الله،  قالَ : إنّي أجِدُ في بَدَني ضَعفاً، فَقُلتُ لَهُ : اُعيذُكَ بِاللهِ يا أبَتاهُ مِنَ الضَّعفِ، فَقَالَ : يا فاطِمَةُ ائتيني بِالكِساءِ اليمانيِّ فَغَطّيني بِهِ، فَأتَيتُهُ بِالكِساءِ اليماني فَغَطَّيتُهُ بِهِ، وَصِرتُ أ نظُرُ إلَيهِ وَإذا وَجهُهُ يَـتَلاَلأ كَأنَّهُ البَدرُ في لَيلَةِ تَمامِهِ وَكَمالِهِ، فَما كانَت إلاّ ساعَةً وَإذا بِوَلَدِيَ الحَسَنِ قَد أقبَلَ وَقالَ : السلامُ عَلَيكِ يا اُمّاهُ، فَقُلتُ : وَعَلَيكَ السلامُ يا قُرَّةَ عَيني وَثَمَرَةَ فُؤادي، فَقالَ : يا اُمّاهُ إنّي أشَمُّ عِندَكِ رائِحَةً طَيِّبَةً كَأنَّها رائِحَةُ جَدّي رَسُولِ اللهِ، فَقُلتُ : نَعَم إنَّ جَدَّكَ تَحتَ الكِساءِ .

فَأقبَلَ الحَسَنُ نَحوَ الكِساءِ وَقالَ : السلامُ عَلَيكَ يا جَدّاهُ يا  رَسُولَ اللهِ، أتَأذَنُ لي أن أدخُلَ مَعَكَ تَحتَ الكِساءِ؟ فَقالَ : وَعَلَيكَ السلامُ يا وَلَدي وَيا صاحِبَ حَوضي قَد أذِنتُ لَكَ، فَدَخَلَ مَعَهُ تَحتَ الكِساءِ .

فَما كانَت إلاّ ساعَةً وَإذا بِوَلَدِيَ الحُسَينِ قَد أقبَلَ وَقالَ : السلامُ عَلَيكِ يا اُمّاهُ، فَقُلتُ : وَعَلَيكَ السلامُ يا وَلَدي وَيا قُرَّةَ عَيني وَثَمَرَةَ فُؤادي،  فَقالَ لي : يا اُمّاهُ إنّي أشَمُّ عِندَكِ رائِحَةً طَيِّبَةً كَأنَّها رائِحَةُ جَدّي رَسُولِ اللهِ، فَقُلتُ : نَعَم، إنَّ جَدَّكَ وَأخاكَ تَحتَ الكِساءِ، فَدَنا الحُسَينُ نَحوَ الكِساءِ  وَقالَ : السلامُ عَلَيكَ يا جَدّاهُ، السلامُ عَلَيكَ يا مَنِ اختارَهُ اللهُ، أتَأذَنُ لي أن أكُونَ مَعَكُما تَحتَ الكِساءِ؟ فَقالَ : وَعَلَيكَ السلامُ يا وَلَدي وَيا شافِعَ اُمَّتي، قَد أذِنتُ لَكَ، فَدَخَلَ مَعَهُما تَحتَ الكِساءِ .

فَأقبَلَ عِندَ ذلِكَ أبُو الحَسَنِ عَلِيُّ بنُ أبي طالِب وَقالَ : السلامُ عَلَيكِ يا بِنتَ رَسُولِ اللهِ، فَقُلتُ : وَعَلَيكَ السلامُ يا أبَا الحَسَنِ وَيا أميرَ المُؤمِنينَ، فَقالَ : يا فاطِمَةُ، إنّي أشَمُّ عِندَكِ رائِحَةً طَيِّبَةً كَأنَّها رائِحَةُ أخي وَابنِ عَمّي رَسُولِ اللهِ، فَقُلتُ : نَعَم، ها هُوَ مَعَ وَلَدَيكَ تَحتَ الكِساءِ، فَأقبَلَ عَلِيٌّ نَحوَ الكِساءِ وَقالَ : السلامُ عَلَيكَ يا رَسُولَ اللهِ، أتَأذَنُ لي أن أكُونَ مَعَكُم تَحتَ الكِساءِ؟  قالَ لَهُ : وَعَلَيكَ السلامُ يا أخي وَيا وَصِيّي وَخَليفَتي وَصاحِبَ لِوائي، قَد أذِنتُ لَكَ،  فَدَخَلَ عَلِيٌّ تَحتَ الكِساءِ .

ثُمَّ أتَيتُ نَحوَ الكِساءِ وَقُلتُ : السلامُ عَلَيكَ يا أبَتاهُ يا رَسُولَ اللهِ، أتَأذَنُ لي أن أكُونَ مَعَكُم تَحتَ الكِساءِ؟ قالَ : وَعَلَيكِ السلامُ يا بِنتي وَيا بِضعَتي، قَد أذِنتُ لَكِ، فَدَخَلتُ تَحتَ الكِساءِ .

فَلَمَّا اكتَمَلنا جَميعاً تَحتَ الكِساءِ أخَذَ أبي رَسُولُ اللهِ بِطَرَفَي الكِساءِ وَأومَأَ بِيَدِهِ الْيُمْنى إلَى السَّماءِ  وَقالَ : اللهُمَّ إنَّ هؤُلاءِ أهْلُ بَيْتي وَخاصَّتي وَحامَّتي،  لَحْمُهُم لَحمي وَدَمُهُم دَمي، يُؤلِمُني ما يُؤلِمُهُم، وَيُحزِنُني ما يُحزِنُهُم، أنـَا حَربٌ لِمَن حارَبَهُم، وَسِلمٌ لِمَن سالَمَهُم، وَعَدُوٌّ لِمَن عاداهُم، وَمُحِبٌّ لِمَن أحَبَّهُم،  إنَّهُم مِنّي وَأنَا مِنهُم  فَاجعَل صَلَواتِكَ وَبَرَكاتِكَ وَرَحمَتَكَ وَغُفرانَكَ وَرِضوانَكَ عَلَيَّ وَعَلَيهِم، وَأذهِب عَنهُمُ الرِّجسَ وَطَهِّرهُم تَطهيراً .

فَقالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ : يا مَلائِكَـتي وَيا  سُكّانَ سَماواتي،  إنّي ما خَلَقتُ سَماءً مَبنِيَّةً، وَلا أرضاً مَدحِيَّةً، وَلا قَمَراً مُنيراً، وَلا  شَمساً مُضِيئَةً، وَلا فَلَكاً يَدُورُ، وَلا بَحراً يَجري، وَلا فُلكاً يَسري إلاّ في مَحَبَّةِ هؤُلاءِ الخَمسَةِ الَّذينَ هُم تَحتَ الكِساءِ .

فَقالَ الاْمينُ جَبْرائيلُ : يا رَبِّ، وَمَنْ تَحْتَ الْكِساءِ؟

فَقالَ عَزَّ وَجَلَّ : هُم أهلُ بَيتِ النُّبُوَّةِ، وَمَعدِنُ الرِّسالَةِ،  هُم فاطِمَةُ وَأبُوها وَبَعلُها وَبَنُوها.

فَقالَ جَبرائيلُ : يا رَبِّ، أتَأذَنُ لي أن أهبِطَ إلَى الاْرْضِ لاَِكُونَ مَعَهُمْ سادِساً؟

فَقالَ اللهُ : نَعَم، قَد أذِنتُ لَكَ،  فَهَبَطَ الاْمينُ جِبْرائيلُ وَقالَ : السلامُ عَلَيْكَ يا  رَسُولَ اللهِ،  العَلِيُّ الاْعْلى يُقْرِئُكَ السلامُ وَيَخُصُّكَ بِالتَّحِيَّةِ وَالاْكْرامِ، وَيَقُولُ لَكَ : وَعِزَّتي وَجَلالي إنّي ما خَلَقتُ سَماءً مَبنِيَّةً، وَلا أرضاً مَدحِيَّةً، وَلا قَمَراً مُنيراً، وَلا  شَمساً مُضـيئِةً، وَلا  فَلَكاً يَدُورُ، وَلا بَحراً يَجري، وَلا فُلكاً يَسري إلاّ لاَِجلِكُم وَمَحَبَّتِكُم،  وَقَد أذِنَ لي أن أدخُلَ مَعَكُم، فَهَل تَأذَنُ لي يا رَسُولَ اللهِ؟

فَقالَ رَسُولُ اللهِ: وَعَلَيكَ السلامُ يا أمينَ وَحي اللهِ، إ نَّهُ نَعَم قَد أذِنتُ لَكَ، فَدَخَلَ جِبرائيلُ مَعَنا تَحتَ الكِساءِ.

فَقالَ لاَِبي : إنَّ اللهَ قَد أوحى إلَيكُم يَقُولُ : (إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذهِبَ عَنكُمُ الرِّجسَ أهلَ البَيتِ وَيُطَهِّرَكُم تَطهيراً).

فَقالَ عَلِيٌّ لاَِبي : يا رَسُولَ اللهِ، أخبِرني ما لِجُلُوسِنا هذا تَحتَ الكِساءِ مِنَ الفَضلِ عِندَ اللهِ؟

فَقالَ النَّبِيُّ : وَالَّذي بَعَثَني بِالحَقِّ نَبِيّاً وَاصطَفاني بِالرِّسالَةِ نَجِيّاً ما ذُكِرَ خَبَرُنا هذا في مَحفِل مِن مَحافِلِ أهلِ الأرضِ وَفيهِ جَمعٌ مِن شَيعَتِنا وَمُحِبّينا إلاّ وَنَزَلَت عَلَيهِمُ الرَّحمَةُ، وَحَفَّت بِهِمُ المَلائِكَةُ، وَاستَغفَرَت لَهُم إلى أن يَـتَفَرَّقُوا.

فَقالَ عَلِيٌّ : إذاً وَاللهِ فُزنا وَفازَ شيعَتُنا وَرَبِّ الكَعبَةِ.

فَقالَ أبي رسُول الله : يا عَلِيُّ، وَالَّذي بَعَثَني بِالحَقِّ نَبِيّاً وَاصطَفاني بِالرِّسالَةِ نَجِيّاً ما ذُكِرَ خَبَرُنا هذا في مَحفِل مِن مَحافِلِ أهلِ الأرضِ وَفيهِ جَمعٌ مِن شيعَتِنا وَمُحِبّينا  وَفيهِم مَهمُومٌ إلاّ وَفَرَّجَ اللهُ هَمَّهُ وَلا مَغمُومٌ إلاّ وَكَشَفَ اللهُ غَمَّهُ، وَلا طالِبُ حاجَة إلاّ وَقَضَى اللهُ حاجَتَهُ.

فَقالَ عَلِيٌّ(عليه السلام) : إذاً وَاللهِ فُزنا وَسُعِدنا وَكَذلِكَ شيعَتُنا فازُوا وَسُعِدُوا فِي الدُّنيا وَالآخِرَةِ وَرَبِّ الكَعبَةِ»([33]) .

في جوابها(عليها السلام) لبعض الأسئلة في الحِكَم:

على المرأة ألاّ ترى رجلا ولا يراها رجل

لعلّ الحديث الآتي عن الزهراء(عليها السلام) يُعدّ من أهم النصوص الإسلامية التي تحدّد علاقة المرأة الأجنبية بالرجل،... فقد ورد عن عليّ(عليه السلام) أ نّه قال: قال لنا رسول الله(صلى الله عليه وآله): أيّ شيء خير للمرأة؟ فلم يُجبه أحد منّا، فذكرتُ ذلك لفاطمة(عليها السلام)، فقالت: ما من شيء هو خير للمرأة، من أن لا ترى رجلا ولا يراها، فذكرت ذلك لرسول الله(صلى الله عليه وآله) فقال: صدقت، إنّها بضعة منّي([34]).

وعن أميرالمؤمنين(عليه السلام) قال: «سأل رسول الله أصحابه عن المرأة، ما هي؟ قالوا: عورة.

قال: فمتى تكون أدنى من ربِّها؟ فلم يدروا، فلمّا سمعت فاطمة(عليها السلام)ذلك قالت: أدنى ما تكون من ربِّها أن تلزم قعر بيتها.

فقال رسول الله: إنّ فاطمة بضعة منّي»([35]).

عن الحسن البصري في خبر قال: وقال النبيّ(صلى الله عليه وآله) ] لفاطمة(عليها السلام)[:

أيّ شيء خير للمرأة؟

قالت: أن لاترى رجلا ولا يراها رجل. فضمّها إليه وقال: ذرّية بعضها من بعض»([36]).

نوادر  الراوندي:  بإسناده  عن  موسى  بن  جعفر،  عن  آبائه(عليهم السلام)  قال:  قال عليّ(عليه السلام): «استأذن أعمى على فاطمة فحجبته.

فقال لها النبيّ(صلى الله عليه وآله): لم حجبتيهِ وهو لا يراكِ؟

فقالت: إن لم يكن يراني فأنا أراه، وهو يشمُّ الرِيح.

فقال رسول الله(صلى الله عليه وآله): أشهدُ أنّكِ بضعة منّي»([37]).

قال الأنصاريّ: قيل في قوله(صلى الله عليه وآله): «فاطمة بضعة منّي»: إشارة لطيفة إلى أنّ فاطمة مرتبة من مراتب ظهوره(صلى الله عليه وآله)، ومقام من مقامات نوره، فهي(عليها السلام) كانت تتكلّم من علومه، وتُخبر عن مكنونات ضميره الذي هو البحر المستدير على نفسه. انتهى([38]).

الثواب المترتّب على إرشاد الناس والإجابة على أسئلتهم

في هذا السياق ننقل الرواية الآتية، حتى نستخلص منها أهمية العنوان أعلاه، حيث ورد في تفسير الإمام العسكري(عليه السلام) قال: «حضرت امرأة عند الصدّيقة فاطمة الزهراء(عليها السلام)، فقالت لها: إنّ لي والدةً ضعيفةً وقد لبس عليها في أمر صلاتها شيء ، وقد بعثتني إليكِ أسألكِ؟ فأجابتها فاطمة(عليها السلام) عن ذلك، ثم ثنّت فأجابتها، ثمّ ثلّثت فأجابتها إلى أن عشّرت، فأجابت، ثمّ خجلت من الكثرة.

فقالت: لا أشقّ عليك يا بنت رسول الله.

قالت فاطمة(عليها السلام): هاتي وسلي عمّا بدا لكِ، أرأيتِ مَن اكترى يوماً يصعد إلى سطح بحمل ثقيل وكراؤه مائة ألف دينار أيثقل عليه؟ فقالت: لا. فقالت: اكتريتُ أنا لكلّ مسألة ما بين الثرى إلى العرش لؤلؤاً... إلى آخره([39]).

 

--------------------------------------------------------------------------------

[1] . الأحزاب: 72.

[2] . تفسير فرات الكوفي: 173.

[3] . كذا في نسخة الأصل.

[4] . جامع الأخبار: 499/1385.

[5] . في المصدر: «ناغية ولا  راغية»، والصحيح: «ثاغية ولا  راغية»، والثاغية: الشاة، والراغية: الناقة، أي ماله شاة ولا  ناقة. لسان العرب: 2/105 و5/262 (مادة ثغا ورغا).

[6] . في حديث أبي ذرٍّ (رضي الله عنه): «واللهِ ما في بيتكَ هُفَّة ولا  سُفَّة» وشُهدة هِفٌّ: لا  عسل فيها، والسُفّة: ما يُنسَج من الخُوص كالزَبيل، أي لا مشروب في بيتك ولا مأكول. لسان العرب: 15/105 (مادة هفف).

[7] . دلائل الإمامة: 7 ـ 8.

[8] . الفصول المهمّة: 1/585، ينابيع المودّة: 2/487/372.

[9] . دلائل الإمامة: 6، المناقب لأبي بكر الخوارزمي: 356/368.

[10] . كتاب المسلسلات: 108.

[11] . الغدير: 1/396.

[12] . الدرّ المنثور: 2/42، الصواعق المحرقة: 191.

[13] . كشف الغمّة: 1/446، الأنوار البهيّة: 24.

[14] . دلائل الإمامة: 6.

[15] . الصواعق المحرقة: 188/22، ينابيع المودّة: 2/98/249.

[16] . دلائل الإمامة: 11.

[17] . تاريخ بغداد: 11/285.

[18] . دلائل الإمامة: 11، أمالي الطوسي: 401/894.

[19] . دلائل الإمامة: 8.

[20] . أمالي الطوسي: 311/630.

[21] . الخصال للصدوق: 485/60، نفائس اللباب: 3/124.

[22] . دلائل الإمامة: 5.

[23] . التلعة ما ارتفع من الأرض. لسان العرب: 2/44 (مادة: تلع).

[24] . قال عليّ بن إبراهيم بن هاشم القمّي في تفسيره في سورة الزَلزلة في قوله تعالى: (وَأَخْرَجَتِ الاَْرْضُ أَثْقَالَهَا): من الناس (وَقَالَ الاِْنسَانُ مَا لَهَا) قال: ذلك أمير المؤمنين(عليه السلام). الميزان في تفسير القرآن: 20/344 سورة الزِلزال، بحث روائي.

[25] . الزلزلة: 1 - 4.

[26] . مدينة المعاجز: 134.

[27] . راجع تفسير الدرّ المنثور، وجامع البيان للطبري، وأسباب النزول للواحدي، والإصابة بترجمة فاطمة، وتهذيب التهذيب بترجمة الحسن، وصحيح مسلم: 4/1883/2424، ومستدرك الحاكم على الصحيحين: 3/132 و148 و158، وتلخيصه للذهبي، ومسند أحمد: 6/323، ومنتخب كنز العمال بهامشه: 5/96، وكنزل العمال: 6/103، وتاريخ ابن عساكر: 4/204، والصواعق المحرقة: 143، والرياض النظرة: 2/203، وذخائر العقبى: 21 ـ 24، والاتحاف بحبّ الأشراف: 5، وكفاية الطالب للكنجي: 13، ومطالب السؤول: 8، وأحكام القرآن لابن العربي الأندلسي: 2/167، والشرف المؤبّد للنبهاني: 6.

[28] . أصحَرَ القوم: برزوا في الصحراء، وبرز له ما في نفسه صَحَاراً: كأنّه جاهره به جِهاراً. لسان العرب: 7/289 (مادة صَحَر).

[29] . المنتخب: 186.

[30] . الذريعة إلى تصانيف الشيعة: 6/378 رقم 2374.

[31] . ذخائر العقبى: 22.

[32] . الصواعق المحرقة: 143.

[33] . عوالم العلوم للبحراني: 11/638، عنه إحقاق الحق: 2/555، المنتخب للطريحي: 186 مع تفاوت يسير في اللفظ.

[34] . دعائم الإسلام: 2/215/793، إسعاف الرّاغبين:169.

[35] . ناسخ التواريخ: 5/351.

[36] . مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب: 3/389.

[37] . بحار الأنوار: 43/91/16، عن نوادر الراوندي، حلية الأولياء: 2/40، ترجمة الزهراء(عليها السلام).

[38] . اللمعة البيضاء: 18.

[39] . التفسير المنسوب للإمام العسكري(عليه السلام): 136.


أضف تعليق

كود امني
تحديث

مؤسسة السبطين عليهما السلام

loading...
أخبار المؤسسة
إصدارات
حول المؤسسة

telegram ersali arinsta ar

١ ذوالقعدة الحرام

١- ذوالقعدة الحرام ١ـ ولادة كريمة أهل البيت فاطمة بنت موسى بن جعفر(س). ٢ـ غزوة بدر الصغرى. ٣ـ وفاة الاشعث ب...

المزید...

١١ ذوالقعدة الحرام

١١- ذوالقعدة الحرام ولادة ثامن الحجج، الامام السلطان ابوالحسن علي بن موسى الرضا المرتضى(ع) ...

المزید...

١٥ ذوالقعدة الحرام

١٥- ذوالقعدة الحرام نهاية الحكم الاموي وبداية الحكم العباسي ...

المزید...

٢٣ ذوالقعدة الحرام

٢٣- ذوالقعدة الحرام غزوة بني قريظة وتصفية يهود المدينة

المزید...

٢٥ ذوالقعدة الحرام

٢٥- ذوالقعدة الحرام ١) يوم دحو الارض ٢) خروج الرسول (ص) لحجة الوداع ٣) احضار الامام الرضا(ع) من الحجاز إلى ...

المزید...

٣٠ ذوالقعدة الحرام

٣٠- ذوالقعدة الحرام شهادة الامام الجواد(ع)

المزید...
012345
سيرة العلماء
تطبيق اندرويد لكتاب العروة الوثقی والتعليقات عليها
مكتبة أنيس
ثبّت سؤالك هنا
العروة الوثقى
Sibtayn International Foundation
Tel: +98 25 37703330 Fax: +98 25 37706238 Email : sibtayn[at]sibtayn.com
© 2024 Sibtayn International Foundation. All Rights Reserved.

Hi! Click one of our representatives below to chat on WhatsApp or send us email to [email protected]

الإتصال بنا
Close and go back to page